أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس الواغيش - شعر : سفر في ليل إفريقي














المزيد.....

شعر : سفر في ليل إفريقي


إدريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 3211 - 2010 / 12 / 10 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


شعر : سفر في ليل إفريقي
إدريس الواغيش / المغرب

إلى الصديقين : محمد الصدوقي وإسماعيل البويحياوي في غربة ليلهما الإفريقي

في الركن الأقصى من أطراف المدينة
وعلى بعد نظرة واحدة من عينيك
تجلس قبالتي ...(امرأة قصوى)
يتثاءب ضوء خافت في عينيها
فينفلت قلبي من علياء سكونه
ويتيه بين الجهات....
***
أيها الجسد ..... يا جسدي
كم يلزمني من الوقت ، لأتفرغ للكلام ...
أحكي ...
كم يكفيني من خطوات ، لأنجو بك من خطيئة الشهوات ؟
***
يا امرأة تغار من عينيها
أراك الآن فيهما... ، وأرى نفسي
أراك تسبحين في كأسي
وأراك تلتفتين إلى اليمين وإلى اليسار
فهل أنت خائفة....؟
***
أنت التي تتأبي على التشكل في مقلتي
أراك داخلة خارجة ، وأنت الجالسة
أرى عيونا تحاصرني ، تطلق علي وابلا من السهام
أراك زهرة برية في كفي
وأراني طفلا صغيرا في " أيلة " يجري ....
***
وحدي...
كنت أفكر ، إن كان هذا الليل الإفريقي يكفي
لإشباع رغبتي في النظر إليك
فأنا يا سيدتي ...
عابر غريب في حر هذا الصيف
رمتني شوارع المدينة إلى عينيك
أمهلني بعض الوقت ، أمعن النظر في جسدك البلوري
أسرق قبلة من على شفتيك
لتذوب روحي فيهما ،.... وفيك
كقطعة ثلج قطبية
***
هدير قيثارة إفريقية يتهاوى إلى سمعي
في ليل هذا الصمت...
وأنت حورية تسبحين في كينونتي
تنادمين ما تبقى من شتات أحرفي
تمتلكين قلبي... ، وتسكنين فيه من القاف إلى الياء
وفي كل مرة يعلو دبيب الخمر أوراق عنبه
أسافر في ربوع عينيك إلى حدود الجنة
***
أيتها الجنية الوديعة...
كلما علا إيقاع المعنى
ترتسم قصيدتي التي لم أكتبها ...
أرسم جسدك المنفلت من فوق طاولتي
وأنتظر قليلا.... ، لتنام عينيك فأناجيهما
قبل أن تولع النار فيما تبقى من هشيم الجسد
***
(يطير الحمام ....يحط الحمام *)
وأنت ،.... يا حمامتي
شهوتي إليك تزداد كلما نظرت إليك ، تذبحني من الوريد إلى الوريد
فلا تغادري مقلتي....
لألا تقتلني عيناك... ، في غيابي عنك
***
شربت كم كأسا باردا ونبيذا
ولم تنطفئ ناري...
فمن ذا الذي قال أن النار يطفئها الماء ؟
النار يا حبيبتي ، لا يطفئها إلا النار
فلا تستغربي ، إن أنا أشعلت سيجارة تلو الأخرى
في انتظار احتراقي....
***
ليدم إذن جبروت هذا الليل ، ....
حتى أطيل النظر إليك / فيك ، ....
...........وفي مقلتيك
أنا الذي لا يملك غير النظر
قبل أن يتعرى المكان ، ويفتضح أمري
***
كلما تعالت المواويل الإفريقية في الفضاء
أجهش بالحنين إليك ، ....
حتى وأنا قريب منك
ونهر (أبي رقراق) يا حبيبتي ، على بعد خطوات منا
يعطي ما تبقى من دروسه الليلية في مكر العذارى
وشلالات (توجيلا) تنهمر موسيقى على سواحل الأطلسي
فتشكو حنينها لجذوع شجيراتها الإفريقية
وأنا ،........
أسترق السمع لحمامة تشكو وحدتها ، على بعد نظرة واحدة منك
آه ....لو يوثقني هذا الليل إلى صدرك المتدفق كالينبوع
النافر كالحصان ، ....
إلى أن تشرق شمسي.... في عز هذا الليل
***
مخطئ من قال أن الصحراء قاحلة وموحشة ...
ها نجومها تزهر في عينيك
ونسيمها يصفع وجنتيك الآن
ويمطر بجنون كغيمة استوائية
***
هل أذعن للريح... أم لأحلامي فيك .... ؟
القناديل معلقة على الجدران كالخفافيش
والقلوب....
آه من القلوب ....
أين قلبي ...؟ وأي قلب فيك....؟
هذه المضغة المتفحمة في داخلي
أخاف أن تكون قد تآخت في غفلة مني ، ...
مع قلب آخر.... غير قلبي فيك
أو التصقت بجدار في المكان كما الخفافيش...
***
أما وقد طار الحمام الآن
ليتني كنت من قبل أعمى... ،
ولم أر شيئا....
لم يعد لي بعد اليوم حاجة للنظر
فالأجدر بي أن أصمت قليلا ، في حضرة هذا الليل الإفريقي

الرباط في : غشت 2010
- (أيلة) : مسقط رأسي ، قرية صغيرة شمال مدينة فاس/ المغرب
- نهر أبي رقراق : من أكبر أنهار المغرب ، يفصل مدينة
سلا عن مدينة الرباط العاصمة
- توجيلا : ثاني أكبر شلالات العالم ارتفاعا (974م) بعد شلال آنجل ، تقع في دولة جنوب إفريقيا
- * محمود درويش



#إدريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقابة الوطنية للتعليم (فدش) تعقد الملتقى الوطني السنوي لتق ...
- شعر: هناك....
- شعر : لم يعد للعصافير شدو... بعد رحيلك
- الشاعر محمد بودويك... في حوار مع إدريس الواغيش (2/2)
- (ألق المدافن) مجموعة قصصية لرشيد شباري تتألق في مدينة سيدي ق ...
- الرعوية في شعر عز الدين المناصرة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس الواغيش - شعر : سفر في ليل إفريقي