أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جدعون ليفي - إزاء هذه العنصرية كلها














المزيد.....

إزاء هذه العنصرية كلها


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 3205 - 2010 / 12 / 4 - 15:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هآرتس - 2/12/2010: المرض خبيث والزوائد تنتشر في سرعة مذهلة. فمن صفد الى ايلات، مرورا بطبرية وبني براك، تعلن مدينة بعد اخرى قائلة: أنا عنصرية. لا يجوز ايجار الطلاب العرب شققا في صفد وطبرية، وفي بني براك يطردون بالقوة عمالا اجانب من شققهم، بقطع الكهرباء والماء عنهم، وفي ايلات لا يريدون "عملا اسود". لم تعد هذه كراهية العرب القديمة السيئة باسم الخوف والأمن، أصبحت الآن ايضا كراهية الاجانب لاسمها، خالصة وعنيفة.
وحولنا يطغى الصمت. لا حكومة في اسرائيل، ولا يوجد من يُبيّن من هم هؤلاء الطلاب العرب وما هي حقوقهم في دولتهم، ومن هم هؤلاء الافارقة الذين نشتاق كثيرا الى صيدهم وطردهم الى أنحاء الارض.
في دولة اللاجئين والناجين انقضى عهد الانسانية. ينحصر النقاش العام لمصير الاجانب في حلول شيطانية فقط ينافس بعضها بعضا في مبلغ فظاعتها: فهذا يقول جدار، وذاك يقول حبس جماعي، وثالث يقول "طرد ساخن" أو "بارد". أصغوا للربابين، لا يوجد في فم أحد منهم كلمة شفقة واحدة على هؤلاء الناس. لا شيء. إن حقيقة أن الحديث عن بشر، وعن بشر بؤساء، نُسيت من القلب فلم تعد اعتبارا ألبتة.
يحسن أن نتذكر حادثتين تأسيسيتين في ايلول 1957. أرسل الرئيس دوايت آيزنهاور الفرقة 101 المحمولة جوا الى المدرسة الثانوية في أركنسو، لحماية الطلاب السود الذين منع حاكم الولاية دخولهم الى المدرسة، خلافا عن أمر المحكمة العليا في الولايات المتحدة. وكل ما عدا ذلك تاريخ لمساواة أكبر في الحقوق للسود في امريكا.
واخرى عندنا في حزيران 1977. فقد جمعت السفينة الاسرائيلية "يوفالي" 179 لاجئا من فيتنام ترجحوا في قلب البحر. اتخذ رئيس الحكومة مناحيم بيغن، وهو رجل يمين أثار الرعب آنذاك، أول قرار في عمله وهو استيعاب اللاجئين ومنحهم جنسية اسرائيلية. وعلى إثرهم جُمعت مجموعتا لاجئين أخريان. تذكر بيغن آنذاك ما نُسي اليوم وهو أننا لاجئو المحرقة. وكل ما عدا ذلك تاريخ؛ لعنصرية وكراهية اجانب طاغية منتشرة عندنا.
ليس عندنا آيزنهاور يرسل الوحدة 101 للدفاع عن المضطهدين والديمقراطية وسلطان القانون، ولم يعد يوجد بيغن آخر يتذكر ويُذكّر من أين جئنا ولماذا قُمنا. بقينا مع وريثه بنيامين نتنياهو. الاول جمع اللاجئين من وسط البحر، والثاني يبني لهم جدارا ومعسكر اعتقال.
ما زلنا نستطيع أن نعلل ونُبيّن الكشوف عن العنصرية والقومية كتلك التي في مدن اسرائيل وتلك التي تظهر لنا في مرآة استطلاع المعهد الاسرائيلي للديمقراطية، التي نُشرت أمس في صحيفة "هآرتس". توجد كراهية اجانب اليوم في اوروبا ايضا. لكنه لا يمكن اغتفار صمت القيادة المتعاونة مع هذه الكشوف واقتراحاتها حل "المشكلة".
أين وزير التربية عندما نحتاج اليه؟ وأين المعلمون الذين يقولون للطلاب ولآبائهم من الذين نريد حبسهم وطردهم؛ ولماذا هربوا الى هنا، وماذا مر بهم في طريقهم، وأي مصير ينتظرهم مع طردهم، وما الذي يجعل شابا يائسا يسير اربعين يوما أو اربعين اسبوعا في الصحراء. حُذفت القاعدة تماما: فقد قامت هذه الدولة لتكون ملاذا للاجئين اليهود. وإن فريقا من الأفارقة الذين يطرقون أبوابنا هم لاجئون. ليسوا يهودا حقا لكن لون جلودهم لا يُغير حقيقة كونهم مُطاردين. كان يجب على اسرائيل أكثر من اوروبا وأكثر من امريكا أن تكون رافعة الراية في استيعابهم.
لم ينشر مئات آلاف المهاجرين غير اليهود من روسيا الذين استوعبناهم الامراض، ولم يُفسدوا بناتنا ولم يُضروا بصورة الدولة. لماذا؟ لانهم بيض مثلنا. ولم يمسوا بطهارة الشعب والدولة ولا بالاعتقاد الظلامي الذي يتفشى من صفد حتى ايلات، أن معسكرنا سامٍ وأعلى، والويل لمن يحاول الاختلاط به. وفي الحقيقة لسنا كذلك، وعندنا مكان للآخر ايضا حتى لو كان عربيا أو أسود.
ينبغي أن توقف حملة التخويف الوطني من الاجنبي من أعلى. إن محرَّضي صفد وقوميي ايلات يجب أن يسمعوا رسالة اخرى انسانية ايضا. لا يوجد من يُسمعها. يجب على كل اسرائيلي مُنصف أن يسأل نفسه الآن أهذه هي الدولة التي يريد أن يحيا فيها. يجوز أن تكون للدولة سياسة هجرة، لكن لا يجوز أن تصبح عنصرية مطارِدة للاجانب وهذا مؤكد عندما يكون اسمها دولة اسرائيل.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استفتاء شعبي غير أخلاقي
- من هو الضحية الحقيقي
- جُبْن صفدي عفِن
- زمن فك الارتباط
- أيها العرب انصرفوا
- يحل لنا فقط
- في الطريق اليك؟
- الفزاعة
- نتنياهو أعمى يقود طائفة من العميان
- الديمقراطية الوحيدة
- لو كنت عنات كام
- التجار من القدس
- شكرا يا رفيق
- مفاوضات اللاشيء
- كل شيء شخصي
- شهادة وفاة لحزب العمل
- أيام الظلام - وجهة نظر صحفي من ها آرتس حول الحرب


المزيد.....




- الصليب الأحمر الدولي يؤكد استمرار وجوده في الميدان رغم رغم ا ...
- حذر وتوعد.. تركي الدخيل يقر بارتكابه مخالفات في -السوق المال ...
- إذا هوجمت رفح، لن يكون لدى نتنياهو ما يقدمه في إدارته للحرب ...
- لقطات -لم تُشاهد سابقا- لجسم غامض ظهر في سماء ولايات أمريكية ...
- هنغاريا تحذر دول الناتو وبريطانيا من الغرق في وهم هزيمة روسي ...
- إستونيا تستدعي القائم بالأعمال الروسي بسبب حالات تشويش على ن ...
- القوات الجوفضائية الروسية تتسلم دفعة جديدة من مقاتلات -سو- 3 ...
- تونس.. طعن محام أثناء خروجه من قاعة الجلسة
- كشف وثائق سرية وزواج غير قانوني.. نقل زوجة رئيس الوزراء البا ...
- أزمة أوكرانيا.. ضرب رأس النازية الجديدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جدعون ليفي - إزاء هذه العنصرية كلها