أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسن محيي الدين - قصيدة سقوط الصنم















المزيد.....


قصيدة سقوط الصنم


محمد حسن محيي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 20:06
المحور: الادب والفن
    


سقوط الصنــــم
شعر: د.محمد حسن محيي الدين
المقدمة:
لا يملك الشاعر من أمر نفسه أن يبقى صامتاً، والدار تحترق ،والتراث ينتهب،ولا يملك من أمر نفسه أن يهادن أويتاجر بعواطفه ، وأن يضع عقله وفكره في ميدان المساومة ... واذا فعل ذلك ما عاد شاعراً ولا صاحب مشاعر.
وعلى طول القرون يشمخ الشعراء بمواقفهم ، وشهداء الشعراء كثيرون، ومن لا يضع نفسه في معرض الشهادة منهم ، ليس شاعراً أصيلاً ، ولا أتمادى لأقارن نفسي بذلك الذي ظل يحمل خشبة صلبه أربعين عاماً ، وهو يدور في بلاد تحكمها سلاطين القسوة والجهل والتعسف ...بل ولا أستطيع أن أدنو من مقامه العلي ، لكني ـ من جهة أخرى ـ لا أملك من أمر نفسي أن أبيعها في سوق النخاسين ، وهي سوق رائجة هذه الأيام، أو أقنعها بالصمت.
وفي عهد ما، كنت أكتب الشعر ، وأخفي وريقاته أو أحرقها ، خوفاً من أن تقع في يد أعوان الظلمة ... وكنت أهمس في آذان كنت أثق بأمانتها ، بقول هنا وقول هناك ، ولكن الواقع اليوم يختلف وما عاد مقبولاً أن يصمت الشاعر ، او يهمس فقط في آذان أوقرها الطمع ، وذهبت بها أهواء الحياة مذاهب شتى ، حتى عادت كالقرود ترقص لمرأى قشر الموز في يد أحد اللصوص.
ما عاد للشاعر ـ في فسحة الحرية الشكلية التي تتاح اليوم ـ أي عذر في أن يصمت ،أو يداجي ، أو يداهن ،والاّ خان رسالته ،كما خان الرسالة كثيرون ممن كانوا يسبحون باسم الله عند كل سوط يلهب ظهورهم ، وهم اليوم ما زالوا يسبحون باسم الله ، ولكن عند كل لقمة حرام يلقمونها من فتات موائد الكبار من الجهلة .
وكل الناس مؤهلون لأن يكونوا منافقين،الاّ الشاعر ، وأعني به الشاعر الحقيقي الذي يصدق مع نفسه ويحترمها ، ويصدق مع الآخرين ، ويقدر قدسية الكلمة وحرمة الموقف ، وقيمة الصدق.
كل الناس يمكن أن يعتادوا على النفاق ، ويتمرّسوا فيه ، الاّ الشاعر ، واذا نافق الشاعر فاقرأ على الامة السلام.
واذا باع الشاعر عقله وفكره بثمن بخس دراهم معدودة ، فقد انطمست المشاعل ، وعمّت الظلمة ، وأوشك الأمل أن يموت .
كثير من الشعراء تعودوا الرقص في الأفراح والمآتم ، مع تغيير يسير في النغمة في كل منهما ...ولكن ـ أيضاً ـ كثير من الشعراء كانوا يحسون بحرقة الألم ويبيتون على فراش من حسك السعدان ، يتقلبون ليلاً في أتون الأفكار الملتهب ، ويتحسبون نهاراً عيوناً يقظى وأقلاماً جائرة ، وسيوفاً ما خافت يوماً من غضب الله ، ولا انتظرت رحمته .
والأبيات التي أقدم لها صورةٌ لمعاناة يحسها صادقو الاحساس ، ومترجمو المشاعر الصادقة ، والسؤال الكبير الذي يراودهم : هل كانوا في حلم لذيذ يتوقعون فيه زغاريد الفرح وهي تنطلق من كل بقعة من أرض البلاد المظلومة ؟ أم ان الواقع غير ما كانوا يقرأون ؟ والشاعر رفيق الحلم ولصيق بالخيال.
ليس مهماً الاجابة على هذا التساؤل، ولكن المهم هو الوصول الى فهم هذا الواقع ، وتصور الطريق الى تغييره ، فقد طال الليل فعاد ليلاً نابغياً شُدّت نجومه بيذبل ، ويدبل تعوّد الصمت والرزانة ، وهو جبل وهذا حال كل الجبال.
لا أريد أن يشطح بي القلم ، وأن يطول بي القول ، فأشتط الى ما لا طاقة لي به ، لكني أقول : ان الألم المقدس يعتصر القلوب ، وان الاحساس بالفجيعة يخيم على النفوس ، ولا أمل بالانفراج الاّ بقدرة قادر لا تحدها حدود ...
فلأكن حالماً ، ولأقل ما عندي ، ولكني أطالب القارئ بأن يحمل ما أقول على محمل من حسن النية ، لا أكثر ولا أقل ...
والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه لأنه قال وقوله الحق :
( وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) ( النساء /19 )


د. محمد حسن محيي الدين
بابل/ العراق
2009







القصيدة:
يقــولون :هـذا سقـوط الصنـم وهـــذي نهايـة طــاغٍ ظلـمْ
تســلل في الليل تحـت الظــلام فعاث فســاداً بكـــلّ الحُــرَم
ولمّــا تمكّــنَ ممّــا يريــد وأحكـــم قبضتـــته والتهــم
نضــا برقُــع الخير عن وجهه وما عـاد في ذهنـــه أيّ هـــم
وأظهـر أحقـاده النائمــــات وخاض غمــار الوغــى وانتقـمْ
وكانت بـه لــوثة من جنــون تريــه بأن الرعـــايا غنـــمْ
وكانت لــه حفنــةٌ من طغـام تــزيّن أعمالــه بالوهَــــــمْ
فطـــار غروراً ولـم يرعــو ولم يثنــه ناصــحٌ وابن عـــمْ
***********
يقولون :هذا ســقوط الصنـــم وهذي نهاية طــــاغٍ حكــــمْ
دجــا الليل يوم استباح الفـرات ودنّــسَ دجلــةَ يـوم اســـتحمْ
وعاث بأرجاء هــذي البـــلاد فســاداً وجـوراً علـى الخلـق عـمْ
كفرعون لمّــا طغــى في البلاد فصــار لـه الخلــق طرّاً خــدمْ
وسالت ضفاف الفــرات الكـريم دمـوعُ ثكــالى وطوفــــانُ دمْ
فللموت مـا ترضــع الوالـدات وما قيمة النـــاس الاّ رقـــــمْ
*********
يقولــولون :هذا سقوط الصنـمْ وهذي نهايــة من قد ظلــــــمْ
وأعلــمُ أن الأمـاني الكبـــار ليس مــن الســهل أن تُغتنـــمْ
وأن الطغــاة ومـا يفعلـــون ستمـــلأ ودياننا بالألـــــــمْ
وان الذي حكــم الضفّتيـــن وكـل المقاييس فيها هـــــــدمْ
سيغلبه الطبــع فيمــا يريـد ولن يتـرك الأرض الاّ حُطَــــــمْ
وهذي رؤوس الرجال الأبـــاة تطــلّ وقـد نال منها السقـــــمْ
فيا أرض بغــداد لو تعلميــن بمــا ضاع مـن حقّــكِ المُهتضـم
ومَنْ ضــاع مِنْ شعبك المستباح علـى ســاريات الأســى والألـم
وكـم سٌـمِلَتْ مِـن عيونٍ مِراض وكــم عُمُـــرٍٍ بالأسى يُخْتَـَــرمْ
**********
...تفاءلت في زمـرة الحالميـن وأغفــى فؤادي علـى ما كتــــمْ
********
بلادٌ تمــزّقهـــا النائــرات ستبقى تنـزّ رُباها بــــــــدمْ
وأرضٌ يحيــطُ بهـا الحاقـدون ستُمـــلأ شطآنها بالنـــــــدمْ
وشعـب يخادعــه الكاذبــون يســوسونه بين هـــمّ وغــــم
وأعلـم ان الليالــي الطــوال سيبدأ فيها نذيـــــرٌ أَلََـــــمْ
وان الـذئاب ارتــدت في الظلام ودون ضجيج ، ثياب الغنـــــــمْ
وعادت هنــــا تستبيحُ الديـار وتزرعُ فيهــا الأسى والألــــــمْ
وبين الثنايا تلــوح الفــؤوس ملطخــةًً في يديهــم بــــــدمْ
وشــيخ الخليـج بكلتا يــديه وما يمتلكـــه يحوك التهــــــمْ
*********
يقولون :هذا سـقـوط الصنـم وهذي نهايــة من قــد ظلـــــمْ
وفـــيّ شعـور أداريه عن صـــديقٍ شــفيقٍ وخالٍ وعــــمْ
فما فتئ (الأحمـريّ) التعيـس يجـــوب المرابعَ لمّـــا ينـــمْ
وما زال يحســب ان الجيـاع يحوطونـــه بالرضا والـ (نَعَـــمْ )
ويحسب ان جنوب العــراق له دون جهــد جهيــد خــــــدم
فأبناؤه دافعـوا عن لـــواه فصار الثرى بحــــــر دمــع ودمْ
أناخ النخيــل لـه هــامةً وأنضـى ثياب الهدى واســــــتحم
فلا مرحباً بســقـوط الصنـم اذا كان فاتحـــة للنــــــــدم
********
يقولون :هــذا صبـاحٌ جديـد يكحّل جفنـــاً ذوى مـن سقـــــمْ
وهذي حيـاةٌ ستغشى الديــار وتمـــلأ أبهــــاءَها بالكَــــرَمْ
وتأتي فنــون مـن الأمنيات تصــون الحيــــاة وتنهي الألـــمْ
فما بال حزنــك يطغى عليك ويورثك الحزن همّــــا وغــــم؟!
ألا تنظر الناس مستبشريــن وقد شـــمل البِشْرُ فيهم وعــــمْ؟؟
وبغداد ترفـــل بالضاحكين وما عاد في الناس خوفٌ وهــــــمْ؟
فقلتُ وفي القلب خوفٌ دفيـن يُميـــتُ الحبــورَ ويطفي الهمـــمْ:
لعلّ الذي قيل لي قد يكــون وتخضــرّ أرضٌ قَلَتْهـــا الّديََــــمْ
********
ومــرّت ليالٍ ودار الزمــان وحال بلادي لـــم يستقــــــــمْ
ففي الليل يستيقـظ المجرمون لزرع الدمـــار وبــــث الألــــم
وتغرس مديتهُــم في الضلــوع بـــــلا وازعٍ رادعٍ من ذمــــــم
فتسقي الدمـاءُ ربـوعََ البـــلاد ويســودّ وجـــهٌ كواهُ العــــــدم
ويلهثُ ركـبُ الجموعِ الجيـــاع ومـا أحدٌ منهــمُ قـــد سَــــــلِمْ
ويغشى الجنوبَ ظـــلامٌ الشمال ويفســــدُ في الناس طاغِ ظلـــــمْ
فإن تفرحوا بسقــوط الصنــمْ فقد صــــار في كــل ّ ركنٍ صنـــمْ
********
تجمّع فــي البلــد الناهبــون يوحّــدهم فـي الصفــــوف النَهَــمْ
فمن ضائع تاه فــوق الطريــق وضيّــــع أخلاقــــــه والذمــمْ
ومن مفلــس في ديار اللئـــام تجــرّع فيـــها الأسـى والعــــدم
فجاء لينهب خيــر البــــلاد ويحســـب ذلك ممّــا غنـــــــمْ
تجرّع في الغرب كــأس الذليـل وعــبّ من الكأس حتّـــى بَشَــــمْ
وحين تولّى بــأرض الفــرات أتى السحــتََ يحويه حتى انتخـــــمْ
وصارت مبادئـه فـي الحيــاة خــذ المــال واهنــأ بسكنى الهــرمْ
********
بلاد يضام بها المخلصــــون ويملكها جاهــلٌ قــــدْ حكــــــمْ
بلحيـــة ابليس يأتي الديـار ومســـبحة الثعلـــب المتّهــــــمْ
وكـــلُّ له قصـةُ في الجهاد يدبّجُها في حديــث أتــــــــــمْ
فقد حارب العهــد بالاختلاس وطــار بأموالـــه وانهــــــــزم
وعـاد زعيمـا يقود الدعــاة يـؤلّــف أتراكهــــا والعجــــــمْ
وقد طالما اهتبــلَ السانحات وعــادَ الـى جًحْـــرِه فانتقـــــم
**********
بــلاد يُحاصَر فيها الأميــن ويملك فيــها كـــذوب زعـــــــمْ
ويُخنَــق فيها الأبيّ الصدوق ويصــعد فيها الغبيّ الأغـــــــــم
ولا أذْنَ تسمع صدق الحديـث ولا رأي يُســمــــع أو يُحتـــرمْ
جموع من الطغم الأغبيـــاء تقــود الحيــاة ببحــــرٍ خضــــمْ
وسـيل النفاق وأهــل النفاق وحاشــــية من رعـــــاة الغنـــم
يلـوذون كالـدود فـي الضفّتين غـــذاؤهــمُ كــــل ما يلتهــــم
***********
بلادُ يغــادرها المخلصــون ويحكــم فيهــا دعــــيُّ أصــــم
فيجمــع من حولـه الكاذبين ليصنـــع أمجـــاده مـن وهَــــم
فهـــذا أميــر على كربلاء يوزع مــن أرضهـــــا ما قضـــم
يشيد قصــوراًً ويبني قــلاع يؤازره خالــه وابـــن عــــــــم
كفرعــون لمّا طغى في البلاد فشــاد مقاصيـــرها والهـــــــرم
وينسى نهايــة كــلّ الطغاة دماء تـــراق وذكـــــرُ يٍـــــذَم
فخفف خطاك فما نعمــــة تــدوم ، فـــآخرهــــا للعــــدم
***********
دمشق التي لم تعد ترتضيـــه وتؤثره بالرضــا والكـــــــــرمْ
وكان له في رباها مقـــــام وكانت له قبــلُ نعـــم الحـــــرمْ
يبيع ويشري بها كيف شـــاء ويأكـــل من خيرها دون غـــــــم
تعالى عليها بطـــول اللسـان وصار يكيــــل عليهـــا التهــــم
فصارت دمشق بـلاد الفســـاد وساحاتــها مصدراً للألـــــــــم
رضاءً لســادته الآقــربــين ومن هيـــأوه لــــرفع العلـــــم
************
ولمّا تســـنّم عــرش البـلاد وللفــرص الســانحات اغتنــــــمْ
مضى مثل (صدام) يبني الصروح ومــن حولـــه التفّ خال وعـــــمْ
وجمْعُ عشيـرته الأقربيــــن تداعَــوا الى نصره، والحشـــــــم
فطــار على ريشــة الادعـاء وباقي جــهادٍ لـــه لم يـــــــدمْ
وعاد يجـوس خـــلال الديـار وينفــخ في ميتات الرمـــــــــمْ
يروم محالاً فلـن يستطيــــع ثعـالب بغــداد نيـــــــل الكــرمْ
**************
وذاك تأبـّط أرض الغــــريّ تملّـــك وديانـــها والقمـــــــمْ
يصولُ بها حاكماً كيـف شــاء ومـن خلفـــــه عشــراتٌ خـــدمْ
لـه سلطة المال فـي العالميـن وللمــال ســــوط يســوق الأمــم
تحــفّ به عصبـةُ للنفــاق ترى مجـــدها مدح مـن قــد حكـــم
يرى في (عليّ) شعـار الزمـان فيرفعـــه بين هـــــذي الرمــــم
يحدثهم عن جهــاد الحسيـن ويبكـــي بدمـع الأسى والألـــــــم
ويقضـم في السرّ مـال العراق ولا يرتصــــي توبـــة أو نـــــدم
**********
وراح سواهم يعــدّ الشــباك بمخـلب بــازٍ يصيــــد الرُخَـــمْ
لـه خبــرةٌ في اصطيـادالعباد تؤهلــه للمقــــــام الأهـــــمْ
تجمع من حولــه الخاسـرون ومن لفظتــــهم سنيّ الألــــــمْ
تطلّـــع كي يستعيـد القـرار ويرجع عهـــداً مضى وانصـــــرمْ
يجمّــلُ صورة فظ غليـــظ ويهفو لعـــودة عهد الصنــــــمْ
وما زال أحفــاد عبد السـطيح يمنّــون أنفســــهم بالوهَـــــمْ
**********
وضاع على اللجّـة الحالمــون وماتـت عزائمهم والهمـــــــــمْ
فقد شـقّ (صهيون) وجه البلاد بتخطيطــــه والوئــام انهـــــزم
وصار الشــمال عدوّ الجنوب وجســرُ الأخــوّة فيـــه انهــــدمْ
فلا مرحبــاً بسقوط الصنــم اذا كـــان فاتحـــــةً للألــــــم
********
يقولون: هذا ســقوط الصنـم وهذا هــو الإنتصــار الأتَـــــــمْ
وهــذا طريق السلام الطويـل فليس تـزل عليـــــــه القــــدم
فان الذي (أ نصف ) العالميـن أتـى ليعالجنـــا مـن ســـــــقم
يضمّـــد فينا جراحَ الزمـان ويستخلصُ الحــقّ ممّــن ظلــــــم
(صديق)الشعوب (رقيق) الشعور وداعيــة( الحــقّ) بـــين الأمــــم
يحـاصر كـوبا طوال العقـود ويهــتك من حاكميــها الحُــــــرَم
وفي (كواتيمالا) لــه صـولةٌ ازاحـت يــد المَــَلْك لمّــــا حكـــم
وفي(كابل) لبــلاد الضبــاب حضورٌ ( يزيح .. د ) الأســى والألـــم
يســاق الألوف لدار الفنــاء كمـا للأضـــاحي تســاق الغنَـــــم
كأنّ الشعوب صبــيٌّ غريــر وما زال غضّــأ ضعيــف القــــــدَمْ
*********
وهل في العراق سوى العابثـين يبثــّون فيه الأســـى والســـــقم
وكلّــت أكف شباب العــراق وما عــاد فـي الـردّ الاّ ( نعـــــم)
وقد جاءهم حلـف كبش اليهـود بحشــــد لأجنــاده والحشـــــم
يذيق الديــار وبـال الدمــار ويسعـــى بأنحائـــــها بالعــــدم
فيقصف هــذا بــلا رحمـةٍ ويلقي بذيّـــاك فـــوق القمــــــم
ويكتـب تاريخ شعب عريــق باسلوبه الفـــجّ بيـــن الأمـــــم
فتمسي الديار وفيها الغــراب ينــدب مـن أمســــها ما انصــرم
وتصبح أرض العراق الخصيب يبــاباً وقــد طلّقتـــــها الديَـــم
فلا مرحبــاً بسقوط الصنـم اذا كــان يفضي لهــــذا الأ لــــم
********
ومهما تمادت جمـوع الذئـاب وغــارت على زرعنا والغنــــــــم
ومهما استطالت ليالي الظـلام وزادت بهــذي الربوع الظُلَــــــــم
فان لنا أمـلاً لا يخيــــب ووعـــداً مــن الله لا يتهـــــــم
بأن نصير الشعـوب العظيـم وخاتمـــة العتـــرة المحتـــــــرم
سيملأ بالعدل هـذي الديــار وينطلـــق الحـــقّ من كــلّ فــــم
وتمسي وتصبح أرض العراق وقد صــرّح العـــدل فيها وعــــــم
فهيّـا نمهّـــد للقادميــن طريق الحيـــاة بسعـــي القــــــدم
*************
فيا فتيــةً صفقوا للجنــون وللجهل والبعــث لمّـــا حَكَــــــم
ويا شيبةً بيّضتـها السـنـون وما زوّدتـهــا ببــعض الحُلُــــــم
كفاكـــم سكوتاًً فان الحيـاة بالفعــل تصنــــع لا بالــوهــــم
متى ترعــووا لتقـرّ البـلاد ويُبْنــى بساحاتــها مـــا انهـــدم
وهذي النفوس متـى تستقيـم الى شـرعـــة قد وعتهـا الأمـــم ؟؟
*********
ويا أمّـــةً من نساء العراق تســامت علـى الجــرح حتــى التـأمْ
اعدّي ضفائرك الفاحمـــات وجيــداً تجسّــدَ فيــه الشـــــممْ
لليلٍ يطولُ على النادبـــات وهـــمِّ تري دونــه كـــلّ هَــــمْ
ويأسٍٍٍ يرينُ على البائسيــن ويوقــظُ فيهــم كبيـــــر الألـــم
فقد ط-لَ صبرُ العراقِ الجريح وقد طالَ هــمّ بـــه ما انصـــــرمْ
********
وآن لنا في الخيـار الصحيح نجـــدِّدُ مــن مجــدنا ما انهــــدم
وأن ننبــذ الفئـة الفاسدين ومن فاخــروا بانعــدام الذمـــــــم
ونختــار منّا الاباة الذيـن يعفّــون عــــن موبقات اللمـــــم
ونعلنهــا ثورة للجيــاع تســـوق المـــرائين سوقَ الغنــــمْ
الى حيث يجتـرح الصادقون عهـــوداً مـــن العــدل لا تُهْتَضَــمْ
وحيث تضئ ربوع العـــراق بنـــورٍ كريمٍ يزيـــحُ الظُلَــــمْ
هـو الصدق لا وَهََـنٌ يعتريـه هـــو الحــقّ لا يعتريه النــــدم
فثوبـــوا الى رشدكم مــرّةً وخطّـــوا أمانيّكــــم بالقلــــمْ
ــــــــــــ
د. محمد حسن محيي الدين
بابل
أواخر / 2009



#محمد_حسن_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الصنم
- الدولة اولا ........
- ال بربون ....حين يحكمون
- جيلناالمتعب ....
- قبل فوات الاوان


المزيد.....




- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسن محيي الدين - قصيدة سقوط الصنم