أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال بنورة - الأمل الخائب















المزيد.....

الأمل الخائب


جمال بنورة

الحوار المتمدن-العدد: 3194 - 2010 / 11 / 23 - 19:45
المحور: الادب والفن
    


الأمـل الخـائب بقلم: جمال بنورة

دخلت عليها أمها وقد انتهت من غسل أواني المطبخ، وبدأت تهيئ طعام الغداء … تقدمت لمساعدة ابنتها وهي تقول:
- أسرعي في إعداد الطعام قبل أن يعود اخوتك من المدرسة.
قالت الابنة بلهجة فاترة:
- كل شيء جاهز تقريباً …
نظرت إليها الأم طويلاً … كأنما تحاول سبر أعماقها … وبإحساس من الشفقة قالت:
- لقد أتعبتك كثيراً هذا اليوم.
ولم ترد الفتاة بشيء. واقتربت الأم تتفحص ما أعدته ابنتها من طعام وهي تتساءل: - ألم يبق عمل شيء آخر.
أجابت في اختصار: - لا …
- اذهبي لتستريحي إذن …
ثم أردفت بعد لحظة:
-سأقوم أنا بغسل الأواني بعد الغداء …
نظرت الابنة إلى أمها المتعبة من آثار مرض ألم بها وقالت:- أنت لا تستطيعين ذلك …!
- لا يهم …
- سأقوم أنا بذلك عنك …
- لا استريحي أنت … سيأتي دورك في المستقبل …!!
- لا لزوم لمثل هذا الكلام …!
نظرت إليها الأم في حسرة، ثم أدارت وجهها إلى الناحية الأخرى لتخفي دموعاً بدأت تتجمع في عينيها …
فكت الفتاة المئزر الأبيض الذي يحيط وسطها، وشطفت يديها ومسحتهما بمنشفة معلقة على مشجب في جدار المطبخ. ثم ذهبت إلى غرفتها، وارتمت على سريرها في تهالك وإعياء … وأغلقت عينيها لحظة. وأخذت نفساً عميقاً … هو أقرب إلى التنهد … وبسطت أساريرها المقطبة، كأنما تزيح عن نفسها آثار التعب الذي خلفه في نفسها عملها الشاق منذ الصباح الباكر … أو كأنما تراودها أحلام جميلة من ذكريات حبها القديم … الذي انتهى بها إلى حالة تشبه اليأس …
واستولى عليها حزن ممض … وانحدرت الدموع على خديها … وبللت الوسادة من تحتها … ثم انكفأت على وجهها، وضغطت الوسادة لتكتم نشيجاً استبد بها.
استمرت هذه النوبة لحظات … لم تعرف مقدارها … وتنبهت إلى نفسها عندما سمعت وقع خطوات تدلف إلى الغرفة … لقد نسيت الباب مفتوحاً كالمرة السابقة وتناهى إليها صوت أمها تناديها. وكتمت أنفاسها، ولم ترد. انتبهت إليها الأم، وقالت بلهجة أسى:
- هل عدت إلى ذلك ثانية؟!
ومسحت عينيها بظاهر كفها … وهي تخفي وجهها عن أمها … ثم ذهبت لتغتسل ثانية وهي تلوم نفسها على ضعفها … لقد كانت دائماً تريد أن تنسى ولكنها لا تستطيع … رغم كل محاولاتها … لقد اعتقدت في يوم من الأيام أن سعادتها قد تحققت وأن كل ما تصبو إليه نفسها قد أصبح ملك يديها … وبين ليلة وضحاها انقلبت أمامها ملامح الدنيا وغدا كل شيء مظلماً … لقد تخلى عنها من وضعت فيه ثقتها، وأسلمته قلبها ليغدر به ويطعنه طعنة لا تكاد تشفى منها … فعل ذلك طمعاً في مال وجاه … وجرياً وراء فتاة أكثر تحرراً، وأيسر منالاً … واستسلم لإرادة أهله الذين عارضوا زواجهما منذ البداية. وظنت أن الحياة قد انتهت بالنسبة إليها …
وعاشت بعد ذلك حياة خاوية … بلا معنى … بلا عواطف … بلا أمل في مستقبل … وقد عاهدت نفسها ألا تسلس قيادها لرجل … أو تضع ثقتها في أحد.
كانت حياتها تضيق بين أربعة جدران … في عزلة عن العالم … وكانت أهميتها تنحصر في مساعدة أمها … وخدمة بيتهم الكبير … وحين تخلو إلى نفسها في ساعات الليل - بعد قضاء نهار شاق في العمل - كانت تشعر أنها تنفصل عن البيت ومن فيه … ويلفها إحساس بالفراغ والتفاهة … وتستغرق في وحدة قاسية … ورغماً عنها تعاودها ذكريات حبها بمسراته وآلامه - كأنها حدثت في زمن آخر … ثم لا تلبث أن تفقد معالمها وتنطمس في تجاويف الماضي، مخلفةً في نفسها حزناً يكاد يشفي بها على اليـأس …
ولم تكن تفكر أنها تطمع في زواج، بعد تلك التجربة الفاشلة … وافتقدت العناية بنفسها … فلم يكن همها أن تروق في أعين الرجال، بقدر ما كان ذلك يقلق أمها ويأخذ من اهتمامها …
وتمر الأيام … ولا يتقدم لخطبتها أحد، ويتضاعف قلق الأم، وتراقب ابنتها في اهتمام، وقد تضبطها في هيئة حالمة أو متفكرة، فتخاطب نفسها متحسرة على بخت ابنتها: "إن الرجال عمي … ولو كان فيهم مبصراً واحداً لما بقيت حتى اليوم بدون زواج" …
وكانتا تجلسان معاً في البيت … وأخذت الأم تسترق النظر إلى ابنتها كأنما تفتش عن عيوبها … وكانت لا تني تلومها على إهمالها لزينتها وعدم العناية بمظهرها … فترد هذه قائلة:
- أنا لا يهمني أن استثير إعجاب أحد.
ورأت الأم إلى هزال في صحة ابنتها. وشحوب في وجهها يكاد يخفي معالم جمالها … وأخذت تقول … كأنما لتبتعث أملاً في نفسها:
- يجب أن تتغذي جيداً … ولا تتعبي نفسك في العمل …
أجابت الابنة في فتـور …
- عندما يتزوج أخي … سأستريح أنا من تعب البيت …
قالت الأم في استنكار:
- لن يكون ذلك قبل أن تتزوجي أنت …
فردت بغضب واشمئزاز:
- أريحي رأسك من هذا الحديث …
قالت الأم في أسى:
- لا تقولي هذا الكلام … إن فرحتي لا تتم الا بزواجك.
وشهدتا يوماً فرحاً لإحدى الجارات … وكانت الأم تنظر إلى العروس في حسد … ثم تلتفت إلى ابنتها كأنما تقارن فيما بينهما … ولم تستطع السيطرة على أحاسيسها فاندفعت تقول في غمرة انفعالهـا:
- عقبالك …!
ونظرت إلى أمها في استخفاف، ولم تجب فأضافت هذه تقول على مسمع من بعض النساء:
- أشتهي أن أفرح فيك …
وتطلعت إليها ابنتها مغضبة وقالت في إنكار:
- أنا لا أريد الزواج!!
وفي أثناء العودة قالت لامها في حنق ظاهر:
- قلت لك … ألف مرة … أنا لن أتزوج … فلماذا ترددين ذلك في كل مناسبة …؟
أجابت الأم بانفعال:
- لأنه لا يسرني … أن تصبح ابنتي عانساً …
ورنت الكلمة في أذنها لأول مرة … وأفزعتها … لقد كانت تحمل في طياتهـا رعب السنين القادمة … بوحشتها … وبرودها … وقسوتها … وابتدأت تعي حقيقة حالها … إن السنين تمر … ولا يتغير في حياتها الرتيبة شيء … اللهم هي نفسها التي تتغير … تتقدم في السن … وتكبر … والزمن يترك عليها علاماته التي لا تنمحي … وابتدأت تحس ضياع الأيام التي تمر من حياتها … دون أن تحمل في ثناياها أي معنى … أي ذكرى … أي جمال …
وتؤرقها هذه الأفكار … في الليالي الموحشة، وتمر الساعات بطيئة ثقيلة، تكاد تحس بثقلها يجثم على صدرها … وتستولي عليها رغبة شديدة في النوم … في نوم عميق جداً … لا تفيق منه أبداً … كأنها تتمنى الموت في ذلك لكي تكف عن وأد أحاسيسها في أغوار سحيقة من نفسها … لكي تكف عن الإحساس بأنها لا تعيش …
وتستفيق صباحاً كأنها آتية من عالم بعيد … ويبدأ يوم جديد … لا يختلف في شيء عن سابقه … وتباشر أعمالها في المنزل … بهمة فاترة … بلا دافع يحفزها الى العمل … كآلة لا تحس بوجودها … أو كجسم بلا روح … وتنساب حياتها من بين يديها … كما تنساب مياه النهر في مجراها الأبدي … دون أن تعرف إلى أين يقودها ذلك …؟!
******
ذات يوم حضر لزيارتهم صديق لأخيها … التحق بعمله إلى جانب أخيها منذ فترة قصيرة. وجاء للتعرف بعائلة صديقه … أحست منذ نظرته الأولى إليها بان شيئاً يتحرك في أعماقها … لم تكد تتعرف على ماهية إحساسها نحوه منذ الوهلة الأولى … ولكنها شعرت بشيء يضيء في عتمة حياتها … قبس من نور يحيي فيها الأمل المندثر … وأرادت أن تتعلق بهذا الأمل … ولكن في حذر شديد بدون أن تجري وراءه فقد يكون وهماً أو سراباً …
وتكررت زيارات الصديق … وأخذت بالتدريج تحس في نظراته اهتماماً خاصاً بها … وفي مجاملاته إحساساً كامناً يحاول التعبير عنه … وتلتقي عيناه بها وهي تقدم له فنجان القهوة، وتنغرس أنظاره في وجهها وعينيها … فيرتعش فؤادها … ويجيش صدرها بانفعالات غامضة … وتخرج من بين شفتيه كلمات متعثرة مرتبكة تسألها عن حالها، فترد عليه بابتسامة حيية وهي تحس أنها تعود إلى سني صباها الأولى … وكانت نظراته كافية لأن تنفذ إلى أعماقها … وبدأت تحس لوجودها معنى … وهدفاً كما تحس بكل لحظة تمر من حياتها … وتحسب للزمن حساباً … في انتظار قدومه، وتولي زينتها ومظهرها العناية الكافية لأن تلفت إليها الأنظار …
ولم تعد تعمل كآلة … بل أنها تستمتع بذلك … وتحس أن لعملها معنى … فهو مبرر وجودها، وهي تخدم أهلها بذلك … وتحس بوجودهم … ولم يكونوا يوماً قريبين إلى نفسها كما هم الآن …
وعلى الرغم من ذلك لم يفارقها حذرها لحظة واحدة. وقد كانت تقابله أحياناً في تجهم بدون مبرر لذلك … وهي تنتظر في صبر وتلهف ما تأتيها به الأيام … وكانوا قد فتحوا له بيتهم … وأخذوا يعاملونه كواحد من أهل البيت … فهو يطلب منها في بساطة:
- لماذا لا تجلسين معنا؟
ترد في حياء:- لدي شغل …
يعود للقول: - أنت لا تتيحين لنا فرصة للتعرف أكثر …
فتأتي وتجلس معه أحيانا عندما لا يكون أخوها موجوداً، وتجاذبه أحاديث متقطعة لا تدور حول شيء معين. وتحاول أمها من ناحيتها أن تخلى لهما الجو ليتحدثا بحرية. وبعد خروجه تقول لابنتها في بهجة لا تقوى على كتمانها:
- إنه يليق بك …
ترد في حزم: - لو كنت أعرف انك تفكرين مثل هذا التفكير لما جلست معه.
تقول الأم غير مبالية بردها:
- إن نظراته إليك تدل على أنه يحبك …
وتزغرد الفرحة في قلبها وتحاول إخفاءها عن أمها … لقد صممت ألا تجرى وراء سراب …
قالت لها الأم معاتبة:
- لا تعبسي في وجهه على الأقل …!
- لست بحاجة إلى نصائح من هذا النوع …
وذات يوم جاءت تقدم له فنجان قهوة وقد خرج أخوها لقضاء حاجة ما. وانحنت أمامه وهي تفعل ذلك … فانكشف صدرها أمامه معربداً مثل ثمرة ناضجة تدعوه لقطفها … فاستثار ذلك مشاعره، واستولى عليه ارتباك شديد … وقد لاحظت عليه ذلك قبل أن يبعد أنظاره عنها بسرعة …
وامسك بيدها طالباً منها الجلوس بجانبه … ارتعش جسدها للمسة يده … والتفتت وهي خافضة الرأس إلى جهة الباب الذي كان موارباً … كأنما تحذره من مفاجأة أحد لهما … فهمس لها بصوت متهدج:
- إنك تتجاهلينني تماماً.
وتلاعبت على شفتيها ابتسامة غامضة، ولم تجب، فأردف متسائلاً:
- ألا تحسين بمثل ما أحس به؟
قالت بهزة من كتفيها وقد ابتعدت عنه قليلاً:
- لا ادري بماذا تحس أنت …!
- أنا احبك مثل أخت لي …
- نحن أيضاً نحبك كواحد منا …!
وتردد قليلاً ثم قال:
- كنت اعتقد …
سألت مقاطعة وقد فتحت عينيها على سعتهما:
- ماذا تعتقد …؟
بعد صمت قصير: - انك لا تميلين إلي …!
قالت وقد تضرج خداها:
- بالعكس …!
ودخل أخوها فانقطع الحديث بينهما …
*****
ذات يوم حضر أخوها قائلاً أن صديقه سوف يخطب …
تساءلت الأم بلهفة: - من؟!
- لم يفصح عن ذلك … أنه ما زال يبحث …
- وهل هو في حاجة إلى أن يبحث … أهو أعمى كي لا يرى …
- لا أدري ماذا تعنين بكلامك هذا؟!
وقالت لابنتها مطمئنة:
- سوف يتقدم إليك إن عاجلاً أم آجلاً … لن يجد أفضل منك …
- قلت لك ألف مرة إنني لا أريد الزواج …!
- حتى لو تقدم إليك؟
بغضب: - يمكنك أن تؤجلي هذا السؤال إلى حين أن يتقدم …
- ولكن هو الذي يريدك وليس أنت … أنا أشعر بذلك … ما عليك الا الموافقة …
- إنك تثيرين أعصابي … وهل تقدم حتى أوافق …؟!!
وعندما جاء لزيارتهم وقد مضى على ذلك وقت ليس بقصير …
قالت الأم في تساؤل خبيث:
- سمعنا أنك سوف تخطب …!!
في خجل: - إن شاء الله …!!
- وهل وقع اختيارك على أحد؟
- ليس بعد …
- "البنات اكثر من الهم على القلب" …
ثم أردفت بعد لحظة:
- ولكن على الإنسان أن يعرف كيف يختار …!
ثم نظرت إلى ابنتها التي ابتعدت مسرعة بعد ان قدمت القهوة …
قال مجاملاً وهو يرشف القهوة:
- إنها قهوة لذيذة …
قالت الأم وهي تشير إلى ابنتها:
- إنك لن تجد واحدة مثلها في صنع القهوة … وخصوصاً عندما تصنعها لك.
- فعلاً … قهوتها لذيذة دائماً …
- ليس القهوة فقط … إنها ماهرة في كل شيء …
- أنا أعرف ذلك …!
- أتمنى أن يرزقك الله بواحدة مثلها …
وفي زيارة تالية قالت متصنعة الحديث معه:
- أما زلت متحيراً …؟
- في الواقع أنا متردد قليلاً …
- ليس الأمر صعباً إلى هذه الدرجة … طلبك موجود ولكنك لا تعرف كيف تهتدي إليه … هل أساعدك في ذلك …؟
- ولكنه موضوع شخصي!
- من ليس له عين ليرى …!!
وشعر أن الأم تعني شيئاً ما في حديثها … وأخذت تسبب له كثيراً من الإحراج كلما حضر إلى منزلهم … وأخذت زياراته تقل … حتى كادت تنقطع … وتسأل الأم ابنها عنه فلا يكترث بالرد عليها … وضاقت الابنة بتصرفات أمها … حتى قالت لها:
- أنت التي منعته من زيارتنا …!
- أنا …؟
- هل من الضروري أن تتدخلي في حياته الشخصية …؟
- أنا قلبي عليك …
وكانت الابنة تخفي مشاعرها المضطربة عن أمها … لقد شعرت بالخشية من ابتعاده عنهم … وكانت تردد لنفسها في عزاء … " ما زال هناك أمل! إنه يعرف بإحساسي نحوه … ولكن ما الذي حوله … أكان يعاملني مثل أخت حقيقـةً … أم أنه اتخذ ذلك ستاراً لمشاعره الحقيقية …؟!!"
وظلت تعيش في دوامة … حتى كان يوم … وكان قد مضى على زيارته الأخيرة لهم أكثر من شهر … وبدأت تفقد الأمل في عودته … ولكنها كانت قد راضت نفسها على تحمل وحدة الحياة وقسوتها. وجاء يسأل عن أخيها … ولم يجده في البيت. كانت هي التي استقبلته عند الباب وأخبرته بذلك وهي لا تكاد تتمالك نفسها من الانفعال. وقد لاح على شفتيها شبح ابتسامة وبدأ ينتعش في نفسها الأمل بعودته. وقف متردداً أمام الباب كأنه لا يرغب في الدخول … ولا يعرف كيف يفصح عما يريد قوله … قال متلجلجاً:
- سأعود فيما بعد …
قالت كأنما تذكره بصداقته لأخيها:
- أنت لست غريباً عنا …!
وأقبلت أمها تسأل عن الطارق … وعندما رأته تهلل وجهها وقالت ترحب به:
- تفضل … تفضل … هذا بيتك … أهلاً وسهلاً …
وأدخلته إلى غرفة الاستقبال … وانتحت ابنتها ركناً آخر من المنزل. ولم يمكث سوى دقائق … خرج بعدها يتصبب عرقاً …وقد اعتراه ارتباك شديد. واكتسى وجهه بحمرة الخجل … خرج دون أن يلتفت خلفه … وأمها في أثره … لم تكترث حتى بتوديعه عند الباب. وقد انقلبت سحنتها … وجاءت الابنة وقد هالها التحول المفاجئ الذي طرأ على سحنة أمها … هذا الحزن العميق والغيظ المكبوت الذي انفلت من عقاله وارتسم خطوطاً عميقة على ملامح وجهها … سألتها متخوفة:
- هل خرج بهذه السرعة؟!
بلهجة غاضبة: - نعم …
- ماذا قلت له أيضاً …؟!
- لم اقل له شيئاً … هو الذي قال لي …!
كانت تخشى من هيئة أمها … وفي تردد ووجل سألت:
- ماذا … ماذا قال …؟
وأخذت تنظر إلى شفتي أمها كأن حياتها معلقة بهما … وترددت الأم في الإجابة فعادت الابنة تسأل بشفتين مرتعشتين:
- قولي ماذا يريد …؟
قالت الأم بلهجة يائسة:
- لقد اهتدى أخيراً إلى الفتاة التي يريدها … وجاء يدعونا لحضور حفل خطوبتـه …!!!

******



#جمال_بنورة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرمان
- عندما ينقطع التيار
- الطبيب المناوب
- برج المراقبة
- زواج مؤجل
- الزيارة
- الاجتياح
- في المستشفى
- موعد مع الموت
- الموت خلف الأبواب - قصة قصيرة
- لقمة العيش - قصة قصيرة
- القبر - قصة قصيرة
- موت الفقراء - قصة قصيرة
- الدرس الأخير - قصة قصيرة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال بنورة - الأمل الخائب