أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - جاهلية تقديس الجسد














المزيد.....

جاهلية تقديس الجسد


رضا عبد الرحمن على

الحوار المتمدن-العدد: 3194 - 2010 / 11 / 23 - 18:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نزل القرآن الكريم في شبه الجزيرة العربية ليطهرها من كل دنس ، ثم وضع قواعد خلقية تنظم العلاقات وتحفظ الأنساب والحقوق والواجبات، كما جاء القرآن ليمحو الفوارق الطبقية بين أفراد المجتمع الواحد ويضع سنة الله في خلقه التي يتساوى فيها الجميع أمام الله جل وعلا ، فتساوى العبد بالسيد ، الغني بالفقير ، القوي بالضعيف ، وجعل التمييز والأفضلية لا يكون إلا بالتقوى التي مرجعها و علمها عند الله وحده ، ولا دخل للبشر فيها.

وخلال جميع مراحل التاريخ الإسلامي تفشت ظاهرة غريبة جدا هي ظاهرة تقديس الجسد ، ويظهر هذا جليا فيما قرأناه في كتب السيرة عن رغبة كثير من المسلمين في أن يدخل عمر بن الخطاب في الإسلام ، معللين هذه الرغبة في قوة عمر البدينة ومهاراته في الحرب والقتال ، وأفرطوا في هذه الأمنية حتى وصفوا الإسلام بأنه في حاجة لمن يـُعزه وكأن الإسلام دين الله ليس عزيزاً ، (وذلك حين قالوا اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين).

وكتب السيرة مليئة بقصص كهذه تبين قوة س أو ص من الصحابة في معارك الرسول أو غزوات المسلمين من بعده.

وانتقل هذا التقديس من جيل إلى جيل حتى وصل بنا المطاف لتقديس اللحية وعلامة الصلاة (الزبيبة) واعتبار النقاب جزء من الدين لأنه يستر الوجه الذي هو جزء من الجسد ، ومحاربة وتكفير كل من تسول له نفسه اعتبار النقاب عادة وليس عبادة لأنه يستر جسد المرأة المقدس ، ويعد النقاب من أكثر الأمور التي تظهر تقديس معظم المسلمين للجسد ، فمعظم من يمولون وينشرون ويدافعون عن الوهابية وما يقومون به تجاه النقاب تحديدا وما يفعله دعاتهم في كل الفضائيات يتناقض تماما مع نهمهم وعشقهم للنساء والجنس وأكبر دليل على هذا تجد معظم هؤلاء متزوجا من ثلاث أو أربع نسوة ، وهو بهذا يظهر ويؤكد مدى حبه وعشقه للنساء أي للجسد ، على الرغم أنه يدعو فقراء المسلمين أن يتحلوا بالصبر والتقشف والجلد أو الصيام لكل من لم يجد نفقة الزواج ، ويحللون لأنفسهم حرية الزواج الثاني بدون علم الزوجة.

كانت هذه مقدمة واجبة للموضوع الأهم والأكبر وهو أن معظم علماء المسلمين يرفضون ظهور شخصيات الأنبياء في الأعمال الدرامية وخصوصا خاتم الأنبياء عليهم جميعا السلام ، ليس هذا فحسب بل يرفضون ظهور شخصيات الصحابة وزوجات خاتم النبيين ومن يطلقون عليهم العشرة المبشرين بالجنة في نفس الأعمال الدرامية ، و يفضلون ظهور هذه الشخصيات على الشاشة في صورة نور أو ضوء أو شعاع يتحرك ، ويعتبرون هذا الظهور محرم ، والسبب هو تقديسهم للجسد ، الذي فني وتحلل وتحول لتراب بعد أن أكله الدود.

ومن بعض الأمور التي يظهر فيها المسلمون تقديسهم للجسد أيضا أنهم يظنون أن عبادة الله جل وعلا فيها أعمال بدنية ، ويجعلون العمل البدني جزء من العبادة بل ويجعلوه هو الأفضل ، كيف هذا::

ــ (( يقولون أن خاتم النبيين عليهم السلام كان يظل ساجداً حتى تتورم قدماه))

ــ (( يقولون أنه كلما كان المسجد الذي تصلي فيه بعيدا كلما كان الثواب أكبر ، وجعلوا الخطوات والمجهود البدني من الدين))

ــ ((يعتبرون تحريك سبابة اليد اليمنى في التشهد جزء أساسي من الصلاة))

ــ ((يجعلون من الدعاء ومن الصلاة تظاهرات صوتية عالية الصوت تخالف أوامر الله جل وعلا حيث يستخدمون مكبرات الصوت في الصلاة والدعاء لله))

ــ ((يدَّعون أن المؤذين أطول أعناقا يوم القيامة))

ــ ((حين يستمعون للقرآن يركزون كل اهتمامهم بجودة وحلاوة صوت القارئ ولا شأن لهم بمعان القرآن الكريم))

ــ (( يتناقضون مع أنفسهم في ترك الفتاة بلا نقاب حتى تتزوج))

ــ ((النساء يرفعن النقاب عن وجوههن أثناء ركوبهن السيارات))

ــ ((حتى بعد الموت لم يسلم الجسد من التقديس ، فلون الوجه وشكله وملامحه يعتبرها معظم المسلمين مؤشرا هاما وحقيقا على نجاة الإنسان واصفين إياه بحسن الخاتمة بأن وجهه أحمر أو أبيض يشع منه النور وأن جسده لم ييبس قط))..



ولو رجعنا نبين لهؤلاء ما قاله القرآن الكريم وقرأنا آياته بتدبر وتعقل ووعيِ لتبين لنا جميعا أن المولى عز وجل حذر خاتم النبيين نفسه وهو معلمنا بألا ينخدع بالأجسام والمناظر والأشكال والمظهر الخارجي كما قال له ولنا ربنا جل وعلا عن المنافقين يقول تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)المنافقون:4، وحذره ربنا جل وعلا بأنهم هم العدو ويجب عليه الحذر منهم ، على الرغم من جمال أجسامهم وحلاوة كلامهم وقولهم ، هذا ويجب أن نعلم جميعا أنه لن يحاسب الإنسان إلا بعمله الصالح وقوله الطيب كما قال ربنا جل وعلا ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ )) فاطر:10 ، أما الجسد فمكانه الطبيعي التراب الذي خـُلِـقَ منه فيعود إليه..

فأين نحن من هذا الكلام.



#رضا_عبد_الرحمن_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تُغلق أبواب المساجد .؟
- الإسلام انتشر ... فلماذا الخوف .؟
- من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمَّام
- كيف يتعامل المسلمون مع خاتم النبيين عليه السلام...!!
- د/ محمد عمارة يكتب عن ((حقيقة معنى النسخ في القرآن الكريم))
- إدارة الأزهر تعاقبني بالجزاءات والخصم من راتبي للمرة الثانية
- تعليقا على مسلسل الجماعة .... الجزء الثالث والأخير
- تعليقا على مسلسل الجماعة ... الجزء الثاني
- تعليقا على مسلسل الجماعة ... الجزء الأول
- لماذا أكتب مقالا عن هذا الحديث .؟
- الشيخ إبليس
- مازال الضحك مستمرا مع إدارة الأزهر
- خَتْم القرآن وتجهيل العقول
- اضحك مع إدارة الأزهر
- وحدانية الخالق ... وحكمته في ثنائية المخلوقات
- إدارة الأزهر .... ماذا تريد منى.؟
- شعوب تقدمت كثيرا في الكلام
- جاهلية عبادة القبور
- ثقافة الاعتماد على الغير عند معظم المسلمين
- الإسلام والفكر الإسلامي


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - جاهلية تقديس الجسد