أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح المحاريق - المنابر من الأزهر إلى الانترنت















المزيد.....

المنابر من الأزهر إلى الانترنت


سامح المحاريق

الحوار المتمدن-العدد: 958 - 2004 / 9 / 16 - 09:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(1)

في جلسة هادئة وودية تعددت فيها الآراء والطروحات من عدة شخصيات لها وزن ابداعي وثقافي احتفظت ذاكرتي برأي للشاعر أمجد ناصر مؤداه أن أزمة الابداع المحلي لا تتعلق بندرة المواهب بل في تمكن هذه المواهب من الوصول إلى منابر مؤكدا على المعنى العلمي باستخدامه للمصطلح الانجليزي Platforms ، فالمنبر كوسيلة للتواصل – ولنا وقفة مع التواصل – أصبح الطرف الغائب في معادلة الابداع / التعبير والتلقي ، والغياب بمعناه الحرفي هو التوصيف الدقيق للحالة التي تعيشها منابرنا الاعلامية بأشكالها المختلفة من الاعلام المرئي إلى المقروء وصولا إلى الاعلام التخيلي Cybermedia والذي تقدمه الشبكة العنكبوتية بجودة فاقت في أحيانا وسائل الاعلام المرئي بما تتيحه من امكانية للتفاعل في مرحلة متفوقة بكثير على الاعلام التقليدي وتراثه التلقيني الطويل ..

لا أجد ميلا للاختلاف مع وجهة نظر ناصر في الوضوع ، بل لعلني أؤيده وكل ما أرغب به هو العمل على تطوير مقولته من خلال مناقشة أزمة المنبر في ثقافتنا العربية ، إذ أن المحلي والعربي حالتان متداخلتان لا يمكن فصلهما أو عزل واحدة عن الأخرى ، وحتى ما يمكن أن نصفه بالخصوصية فهو لا يعدو سوى مساحات ضئيلة في متتالية المشترك اللامنتهية بين المجتمعات العربية ..

النقطة الأولى كمدخل طبيعي ولا مناص منه تتمثل في وجود وكينونة المنبر كمفهوم يصلح لمقابلته بالمفهوم الغربي ، فالمنبر وفق المفهوم الوظيفي الحديث غير موجود في ثقافتنا العربية ، التي حافظت على مفهمومها الكلاسيكي ودلالته اللغوية للمنبر من حيث هو تعبير عن العلو ظاهريا والتعالي في باطنه ، التعالي على المتلقي الأقل وعيا والجاهز للتلقي السلبي لمخرجات المنبر من معلومات و أفكار وأنماط ، وثمة ربط ممجوج ومحاولة لدمج المنبر بالمقدس الفضفاض في ذهنيتنا بحيث يصير كل ما يصدر عنه مقدسا بالتالي فلا يقبل النقض أو المناقشة أو المراجعة ، علما بأن كلمة المنبر لم ترد في القرآن الكريم نهائيا.. وإن ارتبطت كصورة ذهنية بالمسجد ودوره في الحياة الاسلامية ، وتحولت شكلانيتها إلى عامل جوهري في تسويق الفكر والترويج للمذاهب يستمد شرعيته من قوة معتليه وإذعان المتحلقين حوله ..

(2)

سأتجاوز التاريخي والاجتماعي مؤقتا للحديث عن الدور الاعلامي وما يستتبعه من مسئولية أخلاقية تعد المأزق الأساسي الذي يحول دون أداء المنبر كأداة اجتماعية لدوره ، فبرغم أن المنابر الاعلامية العربية بدأت من خلال الصحافة المصرية والشامية في فترة التنوير المبتسرة في نهايات القرن التاسع عشر ، وتميزت بمسئولية أخلاقية واجتماعية ليست عالية فحسب بل مرهفة ، إلا أن حالات اللا ديموقراطية التي سادت الحياة العربية في مستواها السياسي لم تسمح بإرساء تقاليد مهنية راسخة للعمل الصحفي تجعله يؤدي دوره الاجتماعي المفترض به أن يتجاوز الأسس المهنية إلى الاعتبارات البناءة في مجتمعات متأخرة ثقافيا واجتماعيا ..

المنابر الصحافية الأولي جاءت في المنفى المصري للقدرات الفكرية الآتية من سوريا الطبيعية ، والتي اضطلعت بإنشاء الصحف في مصر البعيدة نسبيا عن الاستبداد العثماني ، والواقعة في خط مواجهة متوتر مع الدولة العثمانية برغم الارتباطات الرسمية الواهية بين السلطة في مصر والاستانة ، وكان من الطبيعي أن تلتقي المصالح بين المضيف المصري الطامع في التوثب على أنقاض الامبراطورية العثمانية التي بدا مصيرها جليا للجميع بعد الحرب العالمية الأولي ، وبين المهاجرين من سوريا الطبيعية الأقليم العربي الأكثر تضررا من الممارسات المتعسفة للسلطان العثماني ، نظرا لطبيعة التكوين السياسي المتقدم ومستوى الوعي المرتفع بالنسبة للسوريين قياسا ببقية الأقاليم العربية ، وكون الشام إقليما مفتوحا من الناحية العسكرية واللوجستية أمام العسكر التركي ..

طبيعة الصراع التركي العربي أرست لمنابر وثابة وطموحة تعمل في إطار فكري رحب وفي ظل عالم منفتح على كافة الاحتمالات ، الاحتمالات التي ظلت متأججة حتى نهايات الحرب العالمية الثانية ، أظهرت الموجة الثانية من المنابر العربية في كل من مصر والشام المتحررة من النير التاريخي للسلطة العثمانية والرازحة تحت الانتداب الفرنسي والانجليزي الذي قسم سوريا الطبيعية المتطلعة إلى التوحد في كيان سياسي قوي إلى أربعة دول ساهمت كل منها في الجدل الفكري بمستويات مختلفة ، ولعل الهم المصري اختلف كليا عن الهم السوري في تلك المرحلة ففي ظل تبادل متتابع للسلطة في كلا البلدين ، كانت الصحافة المصرية تعمل بحرية أكبر نظرا لطبيعة لخلافات بين الوفد المبادر واللاعب الأول في الشارع المصري ، والقصر وأعوانه ، وبين هؤلاء وهؤلاء السفارتين الأمريكية والبريطانية ، ولعل أحداث فبراير 1942 أثبتت وجود القدر الكافي من الحرية الصحافية في مصر ، فقد مثلت تلك الأحداث ذروة الصراع السياسي في مصر خاصة بعد حصار الدبابات الانجليزية لقصر عابدين لاجبار الملك فاروق على إعادة حكومة الوفد إلى السلطة ، متذرعة بحساسية الظروف التي اقتضتها الحرب العالمية وامتداد الصراع العسكري إلى شمال افريقيا مما يتطلب وجود حكومة قوية في مصر ، ولعل الوفد تمكن من استثمار هذه الحادثة حتى العام 1952 وتمكن من الحصول على صحف قادرة على انتقاد حتى القصر نفسه بدون مواربة ولعل أقصى عقوبة حلت بصحيفة وفدية نتيجة تحايلها على الرقيب ونشرها بيانا يعرض بالملك فاروق كانت الايقاف لمدة يوم واحد فقط !!!

علما بأن أكثر التجارب الصحفية المصرية الحديثة زخما والتي تمثلت في جريدة الدستور التي أطلقها الصحافي ابراهيم عيسى في العام 1996 توقفت عن الصدور مع العام 1998 لنشرها لتقرير حول رجال الأعمال الأقباط اعتبرته الجهات الأمنية مساسا باستقرار الدولة ، واكن الايقاف النهائي أقصى عقوبة تصورها حتى أكثر المتشائمين ، بل أن هذه الجهات تتبعت الصحافيين الذين قاموا بالكتابة إلى جريدة الجيل التي انتهجت نفس خط الدستور والتي منعت من الصدور منذ عام 1999 لأسباب غير معروفة ، قبل أن تستحدث وزراة الثاقفة المصرية نسختها من الصحف السمتقلة المذكورة في جريدة القاهرة التي يرأس تحريرها صلاح عيسى صاحب الميول اليسارية الواضحة ، ولكن ضمن خطوط حمراء ثابتة لا يمكن تجاوزها بأية حال ، ومع ذلك فقد أقبل القراء على تجربة القاهرة ، كما أقبلت أيضا على الصحف التي نقلت تجربة الدستور ولو شكليا مثل صوت الأمة و العربي في شكلها الجديد ، نظرا لتوق القراء والمتلقين لهذه النوعية من الصحافة التي تقدم المختلف والمتميز عما تقدمه الوسائل الاعلامية الأخرى ، خصوصا في ظل تفرد الحكومة بالتلفزيون والفضائيات وحتى ظاهرة صحف المعارضة الحكومية ..

أما الهوة بين صحافة ما قبل الثورة وصحافة نهاية القرن الفائت فتسيدتها الصحف الرسمية والتي أطلقتها أو أممتها الحكومة المصرية ، وشهدت مصرية القيادة الاعلامية الموجهة باحكام في ظل وزراة عبد القادر حاتم وزير الاعلام الأشهر في تاريخ مصر- باستثناء هيكل طبعا - ، ولعل مذكرات العديد من كبار الصحافيين مثل جلال عارف وأحمد عباس صالح وغيرهم أتت على ذكر طبيعة هذه السياسة الموجهة والتي سيطرت على كافة وسائل التعبير حتى الانتاج السينمائي ..


وفي الجهة المقابلة في الشام فقد شكلت الصحافية اللبنانية أكثر المنابر الصحافية العربية شهرة وحرية وتوليدا للمواهب ، بل وأسست الأرضية الطبيعية للصحافة العربية المهاجرة في قبرص رافدة إياها بالكوادر والأخلاقيات التي لم تتخلص حتى في شتاتها القبرصي والبريطاني من بقايا الطائفية والتحيز الذي صبغ التجربة اللبنانية، وحتى بعد انتهاء الحرب الأهلية في أعقاب اتفاق الطائف فإن الطائفية ما زالت بينة في كافة وسائل الاعلام اللبنانية مهما حاولت أن تظهر العكس .. وحتى في أ:ثر الفضائيات ترويجا للثقافة الاستهلاكية وتوابعها فإن الهوية الطائفية ما زالت بادية وليست بحاجة إلى استجداء القرائن على حكمها للتجربة الثانية من ناحية الزخم والحركية بعد تجربة الصحافة المصرية ..

(3)

تلازمت صورة المنبر بصورة المسجد في الثقافة الاسلامية ، فالمسجد لعب دورا تاريخيا في الحضارة الاسلامية ولم تقتصر وظيفته على الطقوس العبادية فقط ، بل امتدت إلى كافة نواحي الحياة الاجتماعية ولعل دوره العلمي يعد الدور الأكثر حيوية من عدة أدوار مثلت الحياة الفكرية في التاريخ الاسلامي فمنذ أيام الأئمة وفترة تشكل المذاهب الفقهية والمسجد يلعب دور الجامعة ودار العلم ، وليس غريبا أن تكون أولى الجامعات في العالم الاسلامي بل في العالم أجمع مساجدا في الأساس كالقرويين والأزهر الشريف ، عدا النجف وقم ,,

هذا الارتباط بين المسجد والمنبر الذي يفترض أن يكون من لوزام الامامة وتابعا لاتجاه الامام أعطى المصداقية للخطاب الصادر من المنابر كخطاب يسمتد قدسية النص وتبعاته ، ولما كانت الامامة في عصر الخلافة الراشدة تعتبر ولاية دنيوية ودينية ، فقد شكل المنبر أساس الشريعة والقانون على حد سواء ، بل والمحرك الأساسي لأجهزة الدولة الناشئة والمرجعية العليا لأي طارئ أو مستجد ..

هذا الدور تراجع نسبيا مع نشأة الدولة الأموية والتي غلبت الدنيوي على الديني فنقلت قيادة أجهزة الدولة من المسجد إلى القصور ، منشغلة بغنائم الفتوحات التي مثلت الهم الحقيقي للدولة الأموية والعباسية فيما بعد ، هذه المعادلة الجديدة أرجعت المنبر إلى الخلفية التي اقترت على الدعاء للخليفة والانشغال بالجانب الطقوسي من الدين ، بينما صارت شئون الجهاد ونشر الرسالة ضمن القرارات السياسية التي احتكرتها السلطة ..

الدور الجديد للمنابر تشكل في فترة وهن الدولة العباسية ، وهور الدول المستقلة التي اهتمت بدور المنبر كأداة لادارة صراعها مع الدولة العباسية من جهة ، ولادارة صراعاتها المتبادلة من جهة أخرى ، ولعل المنابر لم تعاود العمل من خلال دورها الصحي والطبيعي إلا خلال فترات المواجهة المحورية والتي تعلقت بمسألة وجود الدولة الاسلامية ، أمام التتار وأثناء بعض الفترات الحرجة في الحروب الصليبية ..

إلا أن سيادة النفق الظلامي التركي في صورة الدولة العثمانية المركزية حد الافراط طمس الدور الذي أداه المنبر في فترة ما بعد المعتصم وصولا إلى مرج دابق ، مؤسسا لدور أحادي وضيق وسلبي ومعاد للابداع والتجديد كما هو مرتهن للمكرس والمعاد حد الاملال مما أثر على كافة أوجه الحياة العربية مسارعا إلى نقطة الصدام بين الحضارة العربية التي رأت أنها الممثل الشرعي للاسلام كديانة والسادن الأكثر أمانة ومصداقية لرسالته في مواجهة الفكر العسكري الانكشاري لسلاطين بني عثمان ..

وكان طبيعيا أن تنشط المنابر العربية في صورتها الحديثة والتي تمثلت في وسائل الاعلام المناسبة للتوسع وارتفاع مستويات التعليم قياسا بالمرحلة التركية ، وتواصل اتجاهها الصعود إلى أن تصطدم بنقطة التحول المجهضة تماما لحركة التنوير العربي القصيرة والتي رحلت مستسلمة ومهزومة أمام منطق الضرورات التاريخية الذي تبنته الأنظمة العربية منذ بداية الخمسينيات ...

(4)

مثلت حرب 1948 وما تبعها من ضياع لمعظم الأرض الفلسطينية تحت الاحتلال الاسرائيلي النقطة الأكثر فجائعية في التاريخ العربي المعاصر ، فقد قوضت الأحلام ومهدت لصعود الطغم العسكرية إلى السلطة بحجة وجود الضرورة التاريخية المبررة لوجودها وهي استعادة فلسطين ، وباسم استعادة فلسطين أرست هذه الأنظمة العسكرية فكرها ذو الاتجاه الهبوطي من قمة السلطة إلى القاعدة التي عليها أن تتبناه كميثاق شعبي غير قابل للنقض طالما انه يصب في الهدف المقدس المتمثل في استعادة فلسطين ..

فثورة 1952 حملت قضية فلسطين كمبرر لتعطيل مشروع التنمية ، وانقلابات سوريا المتعددة كانت تضع القضية الفلسطينية ضمن برامجها كنقطة جوهرية في كل مرة ، وحتى الثورة الايرانية روجت لدورها في تلك القضية التي أصبحت المشجب الأسهل للتقصير وتعليق المشروع النهضوي بكافة أبعاده قيد الانتظار العبثي ،
وإذا كانت بعض الأنظمة قد روجت للقضية باعتبارها الضرورة التاريخية التي تعطل أية إصلاحات ، فإن أنمة أخرى عانت فعليا ودفعت الثمن المر نتيجة تداخلها في الصراع بشكل عضوي ..

أوجدت القضية الفلسطينية حالة لا يسعني إلا محاولة اشتقاق توصيفها كقضية منبرية ومركزية للأمة خلقت حالاتها الابداعية والفكرية التي لا يمكن الحكم على ايجابياتها أو سلبياتها قبل فترة طويلة من الزمن ، وليست تلك الانتكاسات الدورية والنكوص الجماعي لبعض المرتبطين القدامى – أحيانا المنتفيعن منها – على هذه القضية تقلل منها كحالة فذة في تاريخ الثقافة العربية والانسانية ..

(5)

التحول عن القضية المنبرية إلى قضية المنابر التي تخطت أزمة الوجود من الناحية الكمية إلى أزمة الوجود كنوعية ، ومسئولية أخلاقية في أعقاب حرب الخليج الثانية وانتهاء الحرب الباردة وعصر ثنايئة الاقطاب تجاه العصر الامريكي المنادي بثقافة الاستهلاك كثقافة عالمية وصالحة لتجاوز الاختلافات والفروقات الحضارية وضرب وتفتيت الخصوصيات والحالات المحلية للثقافات الأخرى ، ولما كانت الثقافة العربية من الهشاشة بعد نكستي 1967 و 1990 بحيث لا تتمكن من مقاومة الانفلاش الامريكي المتسارع خصوصا منذ العام 1994 والذي شهد بدايات الاستخدام التجاري للاعلام الفضائي في عالمنا العربي وكذلك التوسع في استخدام الانترنت للدرجة التي جعلت الوسيط هو ذاته الرسالة في ظل نهج استهلاكي فج لم تتأخر القنوات العالمية العربية – المنبرية سابقا من نقله روحا وشكلا من النظير الامريكي .

امريكا لا يعنيها تحول العالم إلى مستهلك ضخم وهائل ومفتقر للعقلانية كالديناصورات التي سعت إلى نهايتها طواعية طالما بقيت الولايات المتحدة هي المنتج الأكبر في العالم ، وإذا كان وعي هذه القضية ومقاومتها هو الشاغل الأساسي في اوروبا وشرق آسيا ، فإن وعيها والاستسلام لها هو الواقع الأكثر مرارة في العالم العربي ، وليس تدني المساهمة العربية في الحضارة العالمية إلى المركز الأخير تقريبا إلا انعكاسا لحالة السلبية والانبطاحية أمام المشروع الأمريكي كقضاء لا يرد ، فالانشغال بالنقل على حساب الابداع ، والتشبث بالنمط الأمريكي على حساب الأصالي – وليس الأصولي – لا يمثل سوى مقامرة حضارية لا تليق بالإرث التاريخي الذي حملته ودفعت ثمنه هذه الأمة ..

(6)

إن البحث عن منبر حقيقي في ظل هذه الفوضى يعتبر عائقا حقيقيا أمام وجه الابداع والتعدد ، ربما أتاح الفضاء التخيلي في الانترنت مساحة للتنفيس عن الآراء تتعدى المساحات المحلية إلى القرية الكونية كلها ، ولكن الرهان على اانترنت كمنبر بديل أصبح مهددا بالاجراءات التي تتخذها الدول المسيطرة على أعمال الانترنت وتقنيته والتي أصبحت تتدخل لتضييق مساحات الحرية والخصوصية المتاحة والتي جعلت من الصعب عليها أن تسيطر على برنامجها الموجه نحو عالم أكثر نمطية وقابلية للاستغلال ، ولم تعدم الوالات المتحد ة الحجة في هذه الاجراءات التي خرجت من عباءة استراتيجيتها لمواجهة الارهاب ,,

إذا كان الوسيط هو الرسالة فإن المنبر أصبح هو الغاية .. لا أود أن أكرس لهذه الرؤية ، وأثق في قدرتنا على التحايل لخلق منابرنا المبتكرة والأكثر ملاءمة لظرفنا التاريخي ، حتى وإن ارتكنا لتراثنا كأعظم ثقافة شفاهية عرفتها الانسانية ..

لا أعرف متى اقتربت من الحقيقة ومتى جانبتني ؟ ؟ وكل ما أعرفه أنها تفلتت مني وبقيت صعبة على الفهم ، فلم يتعد كل ما سبق مجرد التكهنات والتأملات قد يكون وجود منبر لوصولها إلى المتلقي هو الحافز الرئيسي لتوالدها وطرحها للنقاش والجدل ..



#سامح_المحاريق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث في النخب العربية - الجزء الثاني
- النخب العربية
- الكبش
- سراديب السماء ..
- الورقة البيضاء
- السلاسل الحجرية .. موزاييك نصي قلق
- ليل بدونك


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح المحاريق - المنابر من الأزهر إلى الانترنت