أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان بكير - بين الأمس واليوم. هنا.. وهناك..














المزيد.....

بين الأمس واليوم. هنا.. وهناك..


حنان بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 20:29
المحور: المجتمع المدني
    


في الصيف الذي غادرنا قبل فترة قصيرة، راعني مشهد على احدى الفضائيات. كان المشهد لامرأة عراقية، تدثرت بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها، ليس هذا موضوعي وان كنت من معارضي هذا الرداء/ الزنزانة.. كانت المرأة تنبش في تلة من القمامة، ربما كانت تبحث عن شيء يؤكل أو يمكن أن يستفاد منه من خردة أو ما أشبه.
هذا المشهد ألفناه خلال الحرب اللبنانية، في البداية صعقنا، لكنه أصبح مألوفا بعد حين.. أما لماذا أثرت بي تلك المرأة البغدادية فلا أدري، ليس فقط بسبب عشقي للعراق وحده.. لكني ربما تذكرت ما كتبه المستشرق ميشيل كريكتون عن بغداد الأمس " ... كانت بغداد مدينة السلام في القرن العاشر، أكثر مدن الكرة الأرضية حضارة، وقد عاش بين جدرانها الدائرية الشهيرة أكثر من مليون مواطن. كانت بغداد مركز التأثير التجاري والفكري، في محيط سام من رغد العيش والأناقة والفخامة. لقد كان فيها حدائق معطرة وأشجار وارفة الظلال، وثروة متراكمة تعود لامبراطورية شاسعة. لقد كان عرب بغداد مسلمين، وقفوا أنفسهم بشدة لهذا الدين. ولكنهم كانوا منفتحين على شعوب تختلف عنهم في المظهر والمسلك والعقيدة. وفي الواقع كان العرب في ذلك الزمان أقل الشعوب اقليمية، وهذا ما جعلهم شهودا أفذاذا للثقافات الأجنبية"
لا أخال ان النسوة كن ينبشن في تلال القمامة في ذلك الزمان.. ولا كان الانتماء الديني أو الطائفي لعنة على أصحابه.
تلك المرأة التي ما زالت تجرح روحي كلما استذكرتها، هي من مدينة تعوم على بحر من الذهب الأسود! النرويج ليس أكثر غنى في البترول والموارد الطبيعية من العراق.. . لكن الدولة هنا، أي في النرويج، تسخّر كل الطاقات والثروات لراحة وسعادة مواطنيها والفارّين اليها، من ظلم أنظمتهم وتفقيرها لهم وتركهم بلا سند ولا نظام اجتماعي يحفظ كرامتهم!
كانت المرأة، كما قدّرت من مشيتها وحركتها، انها تسير في خريف عمرها.. فلو كانت مواطنة نرويجية، وغير قادرة على العمل، فانها ستحصل على تقاعد مرضي، يؤمن لها شقة تناسبها، فان كانت معاقة، سوف تجهز لها شقة ابوابها واسعة تسمح بمرور الكرسي المتحرك منه، وقد تكون أبواب الشقة تفتح بجهاز التحكم البعيد"الروموت كونترول". وسوف تحضر امرأة لتنظيف البيت. وفي حالة المرض الشديد ما عليها الا أن تطلب الطوارىء، وفي فترة وجيزة، تقدم لها الاسعافات أو النقل للمستشفى. ويمكنها الحصول على بطاقة سنويّة، تؤهلها لاستعمال التاكسي بكرونات رمزيّة! ناهيك عن البرامج والرحلات والحفلات التي تقام لهم.. أحد مواطني تلك المرأة البغدادية، والذي عاش في النرويج، لم يعامل فقط كمواطن نرويجي في فترة مرضه، بل انهم أبقوه في بيته، عندما دمعت عيناه بعد أن اتخذ قرار نقله الى دار المسنين،
فكان أن أرسلوا له ممرضة وامرأة تقوم بتنظيف البيت، بعد أن أدركوا، ما تعنيه دور المسنين في بلادنا! هنا وهناك بلدان يتساويان في الثروة، ولا يتساويان في عدالة توزيعها.. ولا نخجل من ادّعاء تميزنا، الديني والأخلاقي والتربوي عليهم.. هنا بلاد المؤمنين الصالحين وهناك بلاد الكفر والانحلال



#حنان_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذاكرة تثمر في الشمال البارد
- على خطى ابن رشد التنويرية
- صراع الآلهة على الأرض
- آسف... فقد انكرتك يا أختي
- لا تعترفوا لهم
- الحيوان بين ثقافتين!
- ابحار في الذاكرة
- رحلة شاعر عبر التاريخ والشعر
- أعداء الحياة يغيّرون وجهة الصراع
- جغرافية الهوس الديني
- جامعة بيروت العربية... صرح علمي يتألق التغيير بين الرؤية وقو ...


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان بكير - بين الأمس واليوم. هنا.. وهناك..