أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية عيلبوني - إلى متى سيظل الأقباط عبيدا لسلطة الكنيسة؟














المزيد.....

إلى متى سيظل الأقباط عبيدا لسلطة الكنيسة؟


نادية عيلبوني

الحوار المتمدن-العدد: 3150 - 2010 / 10 / 10 - 08:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما أعلنه البابا شنودة مؤخرا بأن الأقباط ضيوف على المسلمين في مصر ، لا يمكن تفسيره بمحاولة رؤساء الكنيسة القبطية وأد الفتنة بين المسلمين والأقباط، بعد التصريح العرمري الذي أدلى به الأنبا بيشوي بأن المسلمين هم ضيوف على الأقباط في مصر.
رؤساء الكنيسة القبطية على ما يبدو ما زالون يغطون في سباتهم العميق، ولا زالوا يعيشون عيشة أهل الكهف ، بحيث لم يسمعوا عن دولة المواطنة ، أو هم بالأحرى مثلهم مثل الأخوان المسلمين ،سمعوا بها ولكنهم يصرون على مناصبتها العداء كونها تجعل من الدين شأنا فرديا خاصا وتهمش دور رجال الدين الذين اعتادوا واستمرؤوا استباحة كافة الحريات المدنية والفردية باسم السماء. وتحولوا إلى سلطة وعصا غليظة تساعد السلطة السياسية في القهر والاستبداد.
الأصوليون المسلمون وأمثالهم من الأصوليين الأقباط ، هم في الحقيقة من الطينة ذاتها التي جبلت في عهود الاستبداد، ولا تزال تمارس استبدادها حتى الآن.وهؤلاء جميعا يصرون على التمسك بمفهوم الدولة الثيقراطية القائمة على الغلبة الدينية ، وهم يصرون على إبعاد رعاياهم من الاقتراب لمفهوم الدولة الحديثة التي تمثل جميع مواطنيها بالتساوي ودون تمييز بحسب معتقداتهم الدينية أو أصولهم القومية.
ليس غريبا على البابا شنودة كسلطة كنسية لا تزال تنتمي في مفاهيمها للقرونه الوسطى، أن يمارس دورا تجهيليا مغرقا في رجعيته واحتقاره لكرامة رعيته ، شأنه في ذلك شأن قيادات الأخوان المسلمين الذين احتكروا المجتمع وأعادوا صياغته وفق مفاهيمهم القروسطية عن العالم ، تلك المفاهيم التي تحتقر الفرد ،كما تحتقر كافة أنواع الحريات الاجتماعية والفكرية، وترفع سوط المقدس في مواجهة كل من تسول له نفسه الخروج من آفة القهر والاستبداد.إلى آفاق الحرية الأوسع، فهؤلاء جميعا لهم مصلحة في استمرار الوضع على ما هو عليه.هؤلاء يعتاشون على جهل الناس بحقوقها ومصالحها،وهم جادون في إبعاد الناس عن الاهتمام بشؤونها الأرضية ، عملا بوصايا دينية أكل عليها الدهر وشرب وما عادت تقنع سوى السذج والقائلة أن الحياة على الأرض غير ذات أهمية، وأن واجبهم يحتم عليهم إعداد الناس للانتقال إلى الآخرة حيث جنان النعيم وحيث الحوريات وحيث المزايا الكثيرة التي لا يجدونها على الأرض.
وإذا كان الكثير من المسلمين في مصر قد بدأ منذ زمن، بالانتقال إلى مرحلة أرقى من الوعي ، التي تجعلهم يخرجون شيئا فشيئا من هذا الفكر الأصولي المغرق في علله وآفاته ، فإننا لا نجد لدى الطرف الآخر من الأقباط ، ما يوازي وعي المسلمين. فلا زال معظم الأقباط متشبثين بسلطتهم الدينية التي اتضح أنها تجرهم وبقوة لا إلى الخلف فحسب ، بل على الهلاك أيضا. صمت الحملان الذي يتميز فيه الأقباط لا يمكن تفسيره بالخوف من الأصولية الإسلامية التي تستهدف مكون رئيس من مكونات الوطن.هذه الغالبية لا تزال تعتقد، أن البابا شنودة بعلاقته المتميزة مع سلطة الاستبداد في مصر قادرة على إبعاد شبح ما ينتظر الأقباط من ويلات بسبب عزلتهم. وهم لا يدركون ربما، أن أحد أهم الأسباب لسوء أوضاعهم تعود في أسبابها إلى عزلتهم الناتجة عن ارتمائهم الكامل في حضن الكنيسة.
لقد آن الأوان للأقباط أن يدركوا ، أن دولة المواطنة هي وحدها القادرة على إنصافهم كمواطنين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات دون تمييز . وأن الكنيسة القبطية لا مصلحة لها في رؤية دولة كهذه. فالبابا شنودة أعلنها صراحة ومنذ أكثر من أربع سنوات ، أنه ضد فصل الدين عن الدولة في مصر ، وهولا يكف عن الإعلان بمناسبة وبدون مناسبة ، دعمه وتأييده لسلطة الاستبداد ممثلة برئيسها الحالي، وهو يمارس نشاطا سياسيا لا يليق برجل دين مسيحي ولا بجوهر المسيحية التي نادت بإعطاء ما لله لله وما لقيصر لقيصر،عندما يجر الأقباط إلى مثل هذا التأييد. وهو إضافة إلى كل هذا وذاك لا يتوانى عن نزع صفة المواطنة عن الأقباط واصفا إياهم بالأقلية أو الضيوف في مصر.
واهم كل الوهم، من يعتقد أن البابا شنودة وفريقه الكهنوتي قادران على إلغاء سياسة التمييز التي يعاني منها الأقباط.فهؤلاء جل ما يعنيهم هو تجهيل الأقباط وإبعادهم ما أمكنهم ذلك،عن خوض المعترك السياسي الحقيقي على الأرض وجنبا إلى جنب مع كافة المتضررين من فساد السلطة وديكتاتوريتها سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين ، من أجل دولة المواطنة التي تفض هذا الاشتباك بين الدين والدولة. هؤلاء في النهاية، لا يبحثون سوى عن هيبتهم ومصالحهم ونفوذهم الذي لا يمكن أن يتحقق إلا في دولة الاستبداد.
فهل يتعظ الأقباط من كل الدروس والمحن التي مروا بها؟



#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يكرهوننا؟
- عفوديا يوسف، بضاعتنا وقد رد إلينا!!!
- ما هي الاستراتيجية الفلسطينية البديلة لرفض المفاوضات؟
- الاحتفال بفيينا بترجمة أول عمل ابداعي للأطفال بالألمانية للش ...
- آفات الثقافة الفلسطينية
- هل كان رأي أدونيس في درويش منصفا؟
- بوح إمام القاتلين -قاين- قصة قصيرة
- القدس والمقدس والغرائز الوحشية
- الأمير الأخضر ، دروس وعبر
- القذافي، بين سوء تربية الأولاد وبين إعلان الجهاد
- ما سر غزل د. أبو شمالة بفن السياسة المصرية؟
- مطر قصة قصيرة
- القرضاوي ينبغي محاكمته، ردا على بدر الدين المدوخ
- الهجوم الإسرائيلي الحمساوي على حكومة سلام فياض هل هو مصادفة؟
- لا حل للأقباط إلا بالخروج من وصاية الكنيسة
- متى يتحرر الدين من سجن السياسة
- لماذا تجاهلت الصحافة الفلسطينية ترشيح الروائي ربعي المدهني ل ...
- ظهور العذراء ليس حلا لاضطهاد الأقباط
- ظهور العذراء والعقل الخرافي المصري
- إنهم يعهرون الشريعة!!


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية عيلبوني - إلى متى سيظل الأقباط عبيدا لسلطة الكنيسة؟