أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن الهاشمي - أخلاقيات الطبيب أولا














المزيد.....

أخلاقيات الطبيب أولا


حسن الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 3148 - 2010 / 10 / 8 - 13:07
المحور: المجتمع المدني
    



لا تزال العلاقة بين الطبيب والمريض يعتريها بعض المنغصات التي قد تؤثر في نفسية المريض، ما يؤدى إلى تضاعف المعاناة التي يشكو منها أصلا، فتزيده غما على غمه وألما على ألمه ومعاناة على ما يتحمله من معاناة المرض وما يتبعها من شجون ومصاعب ربما لم يطق تحملها لا هو ولا عائلته لاسيما إذا كانت من العوائل الفقيرة وما أكثرها في زماننا هذا.
فالمريض الذي يعاني من الأمراض النفسية أو الجسدية بحاجة إلى من يعتني به لتخفيف وطأة المعاناة لديه، ولكن حين مراجعته العيادات الخاصة أو الرسمية يجد أن بعض الأطباء يتعامل معه بمنتهى الكبرياء والاستهزاء وإشعاره بأنه شخص جاهل لا يفهم أي شيء، ناهيك عن إن بعض العيادات تعاني من الإهمال وانعدام الخدمات والنظافة، ما تنطوي على آثار سلبية مدمرة في نفسية المريض ويبقى يصارع حظه العاثر بين الأوجاع الباطنية والمنغصات الخارجية، وهو مناف لأبسط حقوق الإنسان ولاسيما أصحاب البلوى والزمانة والمرض الذين يستحقون منا كل تقدير واحترام ومعاملة إنسانية تخفف عنهم ما ألم بهم من مآسى ومحن وهو ليس بغريب عن أخلاقياتنا ومفاهيمنا في الحياة.
والمفروض أن تكون معاملة الطبيب للمريض معاملة إنسانية واحدة سواء كانت في العيادة الشعبية أو العيادة الخاصة، حيث أن المريض عندما نهتم به نهتم بمواطنينا ونهتم بقيمنا وسلوكياتنا التي تربينا عليها، بيد أننا نرى بعض الأطباء يجعل المريض يراجعه أكثر من مرة دون أن يشخص ويبين له الحالة المرضية من المرة الأولى، وترى بعض الأطباء يتفق مع الصيدلية الفلانية وهكذا من الأمور غير اللائقة، وان التعامل القاسي مع المريض واستغلاله وجعله بابا من أبواب الرزق منافي لشرف المهنة التي تتطلب المزيد من الإنسانية والتعامل الأخلاقي الأمثل.
وطالما أكدت علينا شريعتنا الغراء أن علاقة الطبيب بالمريض ينبغي أن تكون من صميم أخلاقيات الطب وتتمحور حولها كافة المسائل الأخلاقية الأخرى ذات الصلة بالسلوك المهني والاجتماعي، وتشمل أخلاق الطبيب وواجباته وعلاقاته ومسؤولياته المهنية، وواجبات الطبيب حيال المريض في حسن الإستماع لشكوى المريض وفهم معاناته، وتجنب التعالي عليه أو النظرة الدونية له أو الاستهزاء به أو السخرية منه مهما كان مستواه العلمي أو الاجتماعي متدنيا، والرفق بالمريض عند الفحص، وعلى الطبيب أن يستخدم مهاراته في طمأنة المريض وتخفيف مصابه.
فالعلماء في مجال الطب مطالبون أن يكونوا علماء في مجال الأخلاق وفي تطبيقات الأخلاق، لان الأخلاق الحسنة ربما يتعاطى المريض حيالها إيجابا أعظم مع تعاطيه مع الدواء الخالي من الرقة والرأفة وربما يكون داء عليه لا دواء خصوصا إذا كان يمر في ظروف قاسية وغير مؤاتية، فلنرفع إذن عن كاهل المريض ثقل المصاريف إن كان فقيرا، ولنساعده بأخلاقنا ووداعتنا معه من تخطي شبح المرض الذي يداهمه على حين غرة، ولنجعل من أنفسنا مشاريع خير عندما نعامل المريض معاملة إنسانية فهو بأمس الحاجة إلى مساعدة نفسية وطبية وأخلاقية وربما مالية.
والحقيقة التي لا مناص منها إن الأكدار ربما تداولها الأقدار بين الناس فإذا أسئنا التصرف إزاءها ابتلانا الله بها وأكثر، أما إذا تعاملنا إزاءها برفق ولين ومعاملة أخلاقية حسنة فلربما تكون سببا في دفعها عنا وزوالها عن ساحتنا، إذ أن الكلمة الطيبة صدقة، ومساعدة المحتاجين قد تدفع البلاء المبرم إبراما، وإن لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم، وغيرها الكثير من موجبات الرحمة والرأفة الإلهية، نعم إنها الكلمة الطيبة والوجه الباسم من الطبيب والكادر الطبي والتمريضي حيال المريض ربما تفوق بكثير جميع الأجهزة الطبية والأدوية الفاخرة المجردة عن طيب نفس ووداعة تعامل، فهل من مدّكر؟!



#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأهيل السجون للمغرر بهم لا للمجرمين
- الديمقراطية بين سندان الأحرار ومطرقة الأشرار
- أيها السادة... لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى
- التصدي للحكم.. شروطه وانعكاساته
- المطلوب قضاء عادل ومستقل
- أخلقة الدوائر
- الفساد آفة الديمقراطية
- أزمة الكهرباء مسؤولية من؟!
- التكافل مسؤولية الجميع
- استغاثة مرضى
- قوانين بحاجة إلى تغيير
- حق الفرد في النظام الديمقراطي
- أدلة الانتخاب بين الضرورة وسيرة العقلاء
- نريدها ديمقراطية ويريدونها ديكتاتورية
- حقوق المرأة بين الفتاوى الظلامية والعدالة الإنسانية
- أين نحن من القضاء العادل؟!
- عولمة الديكتاتورية!!
- ديمقراطية بلا حقوق... الإنسان ضحية
- ديمقراطية انتقائية
- الحروب الجميلة...والجمهور السرابي


المزيد.....




- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن الهاشمي - أخلاقيات الطبيب أولا