أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - الفكر في زمن الكوليرا .. أخر كتابات السيدة هاجر














المزيد.....

الفكر في زمن الكوليرا .. أخر كتابات السيدة هاجر


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3108 - 2010 / 8 / 28 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اليوم انقطعت الدورة الشهرية بشكل نهائي للســـــيدة هاجر، الهورمونات بدأت تتقاعد أخيرا عندها ، الهاتف المحمول بدأ يرن بنغمة ( حب أيه اللي انته جاي تقول عليه ) ، أنه أبو إسحاق يكلمها بعد عشر سنين من الفراق ، جلست قرب النافذة تتذكر تلك الليلة كيف رسم أبو إسحاق رموزا وطلاسم حب على جسـدها وهي في حضنه !! راحت تكتب الخاطرة الآتية : (( في ســــاحة الاستعراض الكبيرة يمكث ثور هائج وفارس يحمل سيفا ويحمل راية حمراء ، السيف للقتل والراية لزيادة حالة الهستريا عند الثور !! هستريا الثور تزيد من فرح الجمهور الجالس الذي ينتظر متى ينغرز السيف في جسد الثور ، الأدرينالين يزداد تدريجيا عند الجميع ، يزداد ويزداد حتى يستطيع المشاهدون النوم ليلا دون كوابيس أو خوف !! لا أحد ينام جيدا في هذه الأيام ، وخصوصا أنا !! هناك شيء يؤرق دون سبب !! يزداد مثلما زاد ذات يوم عند قبائل تراهنت على أن تلك الجارية وطفلها ســيموتون في تلك الصحراء ، لكن الرهان الأدريناليني الشهير لم يفلح ، فالينبوع تفجر تحت أقدام تلك الجارية الســـمراء بمشيئة مجهولة تحدثوا عنها فيما بعد على أن رسول الآلهة كابريال تدخل في اللحظة الأخيرة !! التحفيز الهورموني عند البدو يشبه تماما ما يفرز في الساحة الأسبانية على الثور الهائج ، قبائل البدو الســـعيدة نامت واستيقظت على المئات من أبار النفط ، ومواكب من عواهر فقيرات يتوافدن من بلدان لم تزرها تلك الجارية ، يتوافدن لتلك الكروش التي لا تجيد سوى كم فتاة يستطيع أن يضاجع كل ليلة ؟؟؟ كانوا رضي الله عنهم يملكون شهوة عارمة للجنس والخمر وللرهان دون حســـــاب مسبق للربح أو الخسارة ، دون حســــاب مسبق كانت متلازمة الفشل التي أصابت العرب ، طحالب هذا الكوكب !!!
هل سيبقى هذا الثور ؟؟ وهل ســــتبقى تلك الجارية ؟؟ كانت تلك مشكلة الأدرينالين الجمعي حينها ... عن ماذا يبحث الجميع ؟؟؟ هل هو المال ؟؟ هل هو كوخ بين نهدي امرأة ؟؟ هل هي السلطة ؟؟ هل هي الشهرة والمجد ؟؟ كل هذا زائل وغير مقنع نهائيا ، الهورمونات الهائجة لا زالت رغم دفاتر الأرصدة وقائمة القحاب ، متى تستقر تلك اللعنات التي تسكن هذا الكائن المنتصب القامة ؟؟؟ الســـــيد نيتشه تحدث عن إجابة مبهمة ، قال والوحي يجعله يرتجف على حد ما روى لي زيد بن الحارثة الذي كان بجواره طوال الليل : البشر يريد التفكك نحو اللامادة ، لمرحلة الهيولي الأولى التي سبقت ولادة الكون !! ، هل هذا صحيح ؟؟ أم أن نيتشه يهجو كما أتهمه السيد أبو حفصة المحترم !! السيد أبو حفصة كان هو وذاك الزاهد الكرار من الكائنات ذات الدم البارد في تلك الصحراء الســـاخنة !! دم بارد جدا وأدرينالين مستقر دائما ، عجبا من أمرهم !!! على العكس من عشيرة سفيان التي صارت نجوما في تاريخ مصارعة الثيران ، لا في أسبانيا فحسب ولكن في كل أصقاع هذا الكوكب الأخضر اللعين الذي صار استراحة غير جيدة لأله محارب مهزوم في داخله ، أله خسر رهان في ســـباق المجرات الكبرى ، فأختار هذا المنفى كضيعة أبدية برفقة قطيع من الغوريلا التي هجنها لتكن فيما بعد ذريته المباركة من العقل الكوني الساكن فيه وفي دمها الذي أخذ منه بعض التعديلات الوراثية الجديدة ، لكن صرخة الأدغال المتمحورة في غزال بين فكي نمر تبقى لها السيادة في عالم الدولار والأسلحة الكاتمة للصوت وعالم عهر السياسة والمؤامرات بأسم الوطن ... الســــــــــؤال الأتي يؤرقني أكثر من قضية الغوريلا المهجنة : أذا طلب مني حبيبي أن أرمي نفسي من النافذة ؟؟ هل ســـــيرمي نفسه من بعدي ؟؟ أم يتزوج بعد مرور الســـبعة الأولى من موتي ؟؟؟ ســؤال يتعلق بجنسه الهورموني لا جنسه الوراثي ، جنسه وجسده الذي صار سلعي منتج وفق انطباعات الزبائن في الحانوت الاجتماعي ، لا شيء ذاتي والروح هربت دون عودة ، لاشيء بقى من هذا الكائن الثلاثي الأبعاد إلا وجود معلق مع هاتف نقال وقميص مزركش ، أي عالم غريب باهت من دون طعم أعيش فيه ؟؟؟ ماذا لو كان شعري أشقر ؟ حياتي ستأخذ منحى أخر أكيد ، وأما أذا كانت بشرتي أكثر بياضا فبالتأكيد كنت سأعيش في فيلا مثلا !! والجمال بالجسد الفاتن غير مناسب للحي الفقير !! العالم أكثر جمالا بعد رعشة الجنس .. لكن قبل الرعشة هو عالم مسلفن بورق النايلون فقط .... أبو إســــــــــحاق لم يفهم هذا أبدا ))
في البدء كانت الكلمة ، والكلمة هي الله ... في البدء كانت الكروموسومات والهورمونات ، والهورمونات هي الله ..
نهضت السيدة هاجر من تلك النافذة بعد أن أكملت تلك الإيقاعات الســحرية ، لتتناول حبوب البروجيسترون حتى تتخلص من رائحة التعرق المقرفة وألم المفاصل الذي بدأ يزورها مع غياب الدورة الشهرية !! لتطوف حول البيت العتيق الجولات الســبع الأخيرة في حياتها ..



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق مابعد عام 2003 .. الكعكة الفاسدة !!!
- حينما حاولت ثقافة ال ( ...... ) نقد نظرية دارون
- دفاع عن الإلحاد .. !!!
- حفلة موت على طريقة ( حاحا وتفاحة ) في مدينة الكوت
- مسرد ميثولوجي متواضع مهدى لزمن مبعثر
- أبن الراوندي .. شيء واشياء أخرى !!!
- دليل متواضع لسلامة الدماغ العربي غذائيا
- مالذي يحدث في مسرحية TRIFLES لسوزان غلاسبل
- أنقسام الله وإعادة تشكيله !!!
- كافكا .. اللحضات الأخيرة لنسر
- أثنولوجيا قطع الرؤوس عند العرب .. الطقس والجذور
- متى يكون العربي ليس عربيا !!
- نحو لاهوت مخنث !!
- الكانزفيلد في البارا سيكولوجيا .. وعن الكانزفيلد العربي الأس ...
- جدلية الحب .. حسب قاموس بريجيت باردو !!!!
- حين شرحت الشيوعية لجدتي ... لماذا أنا شيوعي ؟؟؟
- عزرا ئيل بقبعته المكسيكية في مدينة الحلة سائحا !!!
- من مفكرة نيزك يتسول في شوارع المجرة !!
- أنا ونرجس ونيتشه ... الوحي بلون أحمر !!!
- فأر يكتب مذكراته .. ( الأنزيمات التي أعلنت نبوتها )


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - الفكر في زمن الكوليرا .. أخر كتابات السيدة هاجر