أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سلامة كيلة - قضية الصحراء المغربية سنوات من حرب لا معنى لها














المزيد.....

قضية الصحراء المغربية سنوات من حرب لا معنى لها


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 3107 - 2010 / 8 / 27 - 21:36
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قضية الصحراء المغربية لازالت قائمة بعد عقود من الصراع. وإذا كانت الحرب متوقفة لافساح المجال للجهود الدولية من أجل ايجاد حل لها، فإنها لازالت تستهلك مجهودات كبيرة دون أن يبدو حلاً في الأفق. فالحرب لم تستطع "تحريرها"، والجهود الدولية تصطدم بتناقض رؤى الأطراف المختلفة، ولم يتبلور حل وسط مرضٍ للطرفين المتصارعين، المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو، ولا يبدو أن ذلك ممكناً لأن المسألة تتعلق بالاستقلال أو الوحدة.
وإذا كان من الطبيعي أن يتمسك النظام المغربي بالصحراء، خصوصاً وأن "الوطنية المغربية" تشكلت على هذا الأساس، وأن النظام لا يقبل أن يوسع من جبهة الجزائر التي تحاصره وهو في صراع مستمر مع النظام هناك، ولهذا لن يقبل بأكثر من حل يقوم على أساس "الحكم الذاتي"، فإن استراتيجية جبهة البوليزاريو قامت على أساس خاطئ كان يوصل إلى حرب لا نهاية لها، وبالتالي أصبحت جزءاً من استراتيجيات القوى الاقليمية في الصراع فيما بينها، ولم توصل إلى تحقيق الاستقلال، ولا يبدو أنها سوف توصل.
فإذا تجاوزنا صحة المطالبة بالاستقلال في الصحراء، سواء تحت ذريعة رفض النظام الملكي أو حق تقرير المصير (الذي يستخدم هنا بشكل خاطئ تماماً لأن الصحراء ليست أمة، وهي جزء من المغرب العربي)، فإن استراتيجية الصراع التي قامت على أساس صراع "شعب الصحراء" ضد النظام الملكي كانت تفرض هذا الشكل الطويل من الحرب دون نتيجة. فالمدقق في كل الحروب التي خاضتها قوى تدعي تمثيل مجموعة بشرية هي جزء من كيان دولة متشاركة مع شعوب أخرى، كانت نتيجتها الفشل الحتمي، لأن قوة الدولة هنا هي أكبر من قوة هذه المجموعة بالحتم. هذه هي مشكلة الباسك والجيش الجمهوري الإيرلندي، ولقد كانت مشكلة أريتيريا قبل أن تتنبه الجبهة الشعبية لهذه المشكلة وتدفع باتجاه توسيع الحرب ضد النظام الأثيوبي لتشمل شعوب أثيوبيا كلها، حيث حققت استقلالها بعد سقوط النظام. وهذه هي مشكلة حزب العمال الكردستاني في تركيا، حيث يقاتل من أجل الاستقلال دون تنسيق أو توافق مع القوى التركية الأخرى. وهو هنا يخوض حرباً دون جدوى، وليس من أفق لها. فالصراع هنا هو صراع ضد السلطة التي تكون قادرة على قمع جزء متمرد إذا ما خاض صراعه وحيداً، ولهذا فإن أي انتصار يفترض تطوير صراع كل الشعوب ضد السلطة، وهو الأمر الذي يعني التوافق على الصيغة الممكنة بعد الانتصار.
إن المسألة الجوهرية هنا هي أنه ليس من الممكن تحقيق "تقرير المصير" دون أن يقوم ذلك على توافق مجمل الشعوب، وعبر النضال المشترك من أجل تغيير النظام، فكيف إذا كانت المسألة لا تتعلق بشعب له سماته الخاصة بل بجزء من شعب لا يحمل سمات تميزه عن كل الشعب المغربي؟
ولقد انبنت سياسة جبهة البوليزاريو على التناقض مع مطامح الشعب المغربي، وبالتالي دون تنسيق مع قواه، وخيضت الحرب كحرب استقلال من قوة محتلة هي النظام المغربي. ربما كان الميل العام الذي حكم القوى الوطنية المغربية هو الذي فرض ذلك، حيث كان واضحاً تمسكها بالصحراء كجزء من أرض المغرب التي ناضلت من أجل تحقيق استقلالها من فرنسا واسبانيا. وبالتالي كانت هي كذلك في تناقض مع ميل البوليزاريو. وهو الوضع الذي فرض "تجميد" الصراع بين هذه القوى والنظام الملكي، أو تشتيته، انطلاقاً من التركيز على قضية الصراع من أجل أن تبقى الصحراء جزءاً من المغرب. لكنه فرض تحوّل البوليزاريو إلى ورقة بيد النظام في الجزائر في إطار الصراع المغاربي. وربما لازلنا نعيش هذا الوضع، حيث لازالت قضية الصحراء مجال انشداد واختلافات في المغرب، كما لازالت تستهلك مجهوداً كبيراً دون أفق لحل ممكن، رغم الدعم الدولي الذي حصلت عليه جبهة البوليزاريو.
إن الأساس هنا هو أن استقلال الصحراء ليس ممكناً، حتى وكل العالم يدعم جبهة البوليزاريو ويعترف بها كدولة، دون تغيير حقيقي في المغرب. وبالتالي فإن الاستراتيجية الممكنة هنا هي التوافق مع القوى الوطنية المغربية، فهذا ما يفتح الأفق لتحقيق التغيير. هذه هي المسألة الجوهرية التي تخرج الصراع من طابعه العبثي، وتسمح بتحويله إلى صراع حقيقي يمكن أن يفضي إلى تغيير يطمح إليه الشعب المغربي. هنا يرتبط تغيير مجرى الصراع القائم على مدى قناعة جبهة البوليزاريو بأن استراتيجيتها الراهنة خاطئة، وأنها لن تستطيح تحصيل "تقرير المصير" ضمن سياسة تعتمد على الصراع وحيدة ضد النظام في المغرب، ومن ثم أن خروجها من هذا المأزق لا يتحقق سوى من خلال تحويل الاستراتيجية بما يجعلها تنبني على التوافق مع القوى الوطنية المغربية.
لكن إذا كان المطلوب هو التوافق مع تلك القوى، وتحقيق التغيير، فما الغرض من تحقيق استقلال الصحراء إذن؟ هل من ضرورة حينها للاستقلال؟ فهل الصراع هو مع النظام المغربي أو مع الشعب؟ وهل مطمح الاستقلال يؤدي إلى تقدم شعب الصحراء وبقائه جزءاً من المغرب يمنع ذلك؟ إن تاريخية المسألة والطابع البشري الواحد لكل المنطقة يفرض ألا يكون الاستقلال هو الهدف، لأن ذلك يعني استمرار الحرب دون جدوى، وكذلك استمرار النظام في المغرب. بينما يجب إنهاض قوى تطرح بديلاً مختلفاً لكل المغرب العربي. هذه هي المسألة الأهم والأجدى.
لاشك في أن حرباً عبثية استمرت طيلة العقود الماضية، قامت على استراتيجية خاطئة، شوشت على النضال في المغرب، وفي المغرب العربي عموماً، دون أن يكون لها أفق الانتصار كذلك.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة إلى مفاوضات فاشلة
- الحياة مفاوضات فاشلة
- هل ستتغيّر السياسة الأميركية؟
- اليسار العربي والصهيونية والدولة الصهيونية (حوار مع يعقوب اب ...
- ماركس وحلم الرأسمالية
- لم يخطئ غطاس
- النضال التحرري حينما يسقط في نظرة ضيقة
- حول مشروع المهمات البرنامجية-2 الذي نشره تجمع اليسار الماركس ...
- حول مشروع المهمات البرنامجية- 1 الذي نشره تجمع اليسار المارك ...
- المقاومة من منظور اليسار مرة مكررة
- أي يسار هذا؟
- عن المقاومة من منظور الماركسية
- حول مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية
- أوباما: لون البشرة هل يغير طعم السياسة؟
- المنطق الصوري في السياسة (ملاحظات حول تناول الحرب على غزة)
- المقاومة من منظور اليسار
- حوار في المبادئ مرة أخرى- 3 أخيرة (من أجل توضيح الاختلافات)
- حوار في المبادئ مرة أخرى- 2 (من أجل توضيح الاختلافات)
- حوار في المبادئ مرة أخرى- 1 (من أجل توضيح الاختلافات)
- الميل نحو اليسار: لكن أي يسار؟


المزيد.....




- سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري ...
- ما هي -البيوفيليا- التي يجب أن تحظى باهتمامك عندما تقضي عطلت ...
- بينهم بيلوسي وكيري.. بايدن يكرم شخصيات ديمقراطية في حفل خيم ...
- لندن تفرض عقوبات على مستوطنين بسبب أعمال عنف في الضفة الغربي ...
- السلطات الكندية تلقي القبض على 3 هنود بتهمة قتل -زعيم سيخي- ...
- هبوط اضطراري لطائرة ألمانية بعد إصابة العشرات على متنها بحال ...
- وسائل إعلام تقدم تفسيرا لـ-اختفاء- وزير الدفاع الأوكراني
- اكتشاف رهيب في مقر هتلر الرئيسي في بولندا
- بلينكن: -العقبة الوحيدة- بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هي -ح ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق شبه جزيرة ال ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سلامة كيلة - قضية الصحراء المغربية سنوات من حرب لا معنى لها