أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد باليزيد - مسؤولية المثقف العربي















المزيد.....

مسؤولية المثقف العربي


محمد باليزيد

الحوار المتمدن-العدد: 3105 - 2010 / 8 / 25 - 03:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


رغم الإعلام الصهيوني المدعم بالامبريالية الذي يحاول فرض ظلام داكن على منطقة الشرق الأوسط وبالخصوص محيط الدولة الصهيونية فإن الضمير الإنساني، من حين لحين، لكثرة آهاته ينصهر زيتا توقد فتيلا ليضيء برهة فوق شرق المتوسط.
الآن 150 فنانا إيرلانديا(1) عازمون على تنظيم مقاطعة الدولة الصهيونية وقبل شهور نقابات بريطانية تقاطع السلع المنتجة في المستوطنات .. والمثلان ليسا يتيمين طبعا. لكننا إذا قلنا أن الإعلام الصهيوني باسط سطوته فإن ذلك لا يجب أن ينسينا حقيقة مرة: إن ضعف مساندة الشعب الفلسطيني الذي يمكن أن نعزيه إلى سوء فهم القضية أو سيطرة الإعلام الصهيوني.. إن كل هذا لا ينطبق، إن انطبق، إلا على الشعوب الغير الناطقة بالعربية. وأنه لواضح وضوح الشمس في وضح النهار، رغم قدم هذا التعبير/التشبيه، أن الشعوب العربية لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تختبئ وراء شيء كعدم فهم القضية أو غيره. لأننا نحن العرب، حتى قبل موجة "انتشار المعلومة"، و قبل بزوغ منابر إعلامية منيرة كالجزيرة مثلا، قبل هذا وذاك نحن العرب لا نحتاج إلى إعلام أو تنوير من أي نوع كي نفهم كنه القضية الفلسطينية ونحس، ونحن الشعوب التي لم تنس بعد معاناة الاستعمار، معانات ومكابدة الشعب الفلسطيني تحت الغزو الصهيوني. وإذا كانت "الأقليات الإنسانية"(2) في الغرب تخرق، من حين لحين، حاجز الصمت الذي فرضته عليها المصلحة الإمبريالية لدولها فإن هذا لا يقلل من مسؤولية الشعوب العربية [الاتكال] في مساندتها للشعب الفلسطيني بقدر ما يفضح ضعف وتخاذل النخبة العربية في هذا المجال ومسالمتها ومسايرتها، إن لم نقل مساندتها، لسياسة الأنظمة اللامقاطعة/ اللامعاملة. إننا نعيش في وضع لا يمكن وصفه سوى ب" اللامقاطعة/ اللامعاملة". هذا الوضع الهش الجبان الذي تنفضح هشاشته ووقاحته في آن واحد حين خروج بعض المرتزقة، الذين يحسون بأن الوضع هش وأنه لا تنقص سوى بعض الجرأة والوقاحة للاستفادة منه، ليعلنوا مقاطعة وضع اللامقاطعة/ اللامعاملة مثل الفنان التونسي [الذي ليس سوى المثل الأقرب وليس الوحيد] الذي هتف بحياة نتانياهو. فمادمنا نعيش في دول[تونس أبلغ مثال] بلغت من التخلف (3) أن الهتاف بحياة الزعيم تجنى من وراءه فائدة كبيرة، وما دامت الفائدة هي القصد الذي يرمي وراءه الكرامة والشرف وما إلى ذلك من "الخزعبلات" من مخلفات مرحلة ما قبل الرأسمالية المتوحشة، فإن الهتاف بحياة زعيم، وإن لم يكن الزعيم الوطني ما دامت العولمة قد ألغت الحدود، إن الهتاف بحياة زعيم أقوى من الزعيم الوطني لن تكون فائدتها أقل من الفائدة المرجوة من الهتاف بحياة الزعيم الوطني. وكمثال آخر الجمعية الثقافية الأمازيغية المغربية التي تغازل الدولة الصهيونية، هذه الجمعية التي لكثرة وهمها وتعبيرا عن الحقيقة الممسوخة لمشروعها/قضيتها [تحرير الأمازيغ من العرب الغازين]، تعتبر الدولة الصهيونية دولة ديمقراطية بإمكان كل "حركات التحرر" الاعتماد على دعمها "الصادق للتحرر". لكن للأسف أن منطق المصلحة يبقى سائدا لدى بعض الأقليات [غالبا ما يعبر هذا عن انتهازية وارتزاقية النخبة في هذه الأقليات وليس عن مسخ في القضية نفسها] حيث يسمح ب"التحالف مع الشيطان". لكن هذه النقطة تتضمن إشكالا/مأزقا كل يتعامل معه حسب منطقه وحسب قصده. والإشكال الذي نقصد هو مسألة التمييز بين الصهيونية واليهودية، أو بين الدولة الإسرائيلية وبين اليهود خارج حدود الدولة الصهيونية. يذكرني هذا بحدث استقبال ملك المغرب الراحل، الحسن الثاني،[الذي ليس سلوكه سوى نموذج لسلوك قادة عرب يحسدونه أحيانا على جرأته] أثناء زيارة له لأوربا، لجاليتين: الأولى هي الجالية المغربية بأوربا والثانية هي الجالية اليهودية المغربية بأوربا. ألا تشمل الأولى الثانية؟ ألا تشمل الأولى تنويعات أخرى غير المذكورة إذا أردنا اعتماد الدين لتصنيف المغاربة ؟ لكن الجواب، لسوء الحظ، على كل هذه الأسئلة هو أن مغازلة الدولة الصهيونية، وفي نفس الوقت عدم المساس[شكلا] بما نعلنه اتجاه القدس، يقتضي الاعتناء باليهود[المغاربة] ووضعهم في موقع "مواطنين من الدرجة الأولى" وهو ما تنفذه الدولة المغربية الآن ضمنيا حين تبدي اهتمامها ب"المواسيم اليهودية" القديمة وتسمح لبعضهم بالمجيء من إسرائيل من أجل ترميم مقابر يهودية نسيت منذ نصف قرن. وهكذا، وراء حجة التعامل مع اليهود المغاربة، القاطنين ب الدولة الصهيونية على أراض مغتصبة، بوصفهم مغاربة ما تزال في "أعناقهم بيعة العرش العلوي" وليس كإسرائيليين وحجة حرمة المقابر في الإسلام(4)، وراء هذه الحجج يسمح لمواطن الدولة المغربية، بعد أن تم طرده من أجل مصلحة بناء الدولة الصهيونية وبعد أن قام بهذه "المهمة الجليلة" وغرس أحفاده على أرض الفلسطيني المنكوب، يسمح له بأن يعود عودة المحارب/المجاهد ليستريح في "وطنه الأم"، "الغفور الرحيم حتى اتجاه من لم يطردهم وإنما خانوه" يعود ليستريح ويسترجع ممتلكاته ويرمم مقابر أجداده ليتوسدها وينام قرير العين وهو يترحم عليهم لكونهم اختاروا منذ البدء هذا "الوطن الكريم إلى حدود السفاهة".
إن تواجد، فقط قليلا من المغاربة، وكونهم إسلاميين فقط [حسب علمي] في قافلة الحرية التي نظمتها هيئات تركية لفك الحصار على غزة، وغياب مناضلين يساريين وعلمانيين عنها لا يجب البتة فهمه على سبيل قوة التنظيمات الإسلامية، وإن كانت قوية، ولا على سبيل أن "المناضلين الإسلاميين" هم وحدهم المرتبطون بالقضايا الحقة للشعوب العربية عامة وبالقضية الفلسطينية خاصة، إن ما ذكرناه لا يعني سوى أن القضية الفلسطينية صارت مجرد ورقة في يد كثير من التنظيمات السياسية العربية لا تعطيها إلا بقدر ما تتوقع الأخذ منها وليست قضية مساندة مبدئية لشعب اقتلع من أرضه. (5)
إن مسؤولية المثقف العربي لتكبر بقدر ما يكبر تخاذل الأنظمة وجهل الشعوب العربية، ليس بالقضية الفلسطينية وإنما بكل الواقع. إننا هنا لا ندعي عدم قيام المثقف العربي، لصالح القضية الفلسطينية، بأي شيء. فالتظاهرات وحملات الدعم... وغير ذلك، دون أن ننسى الذين استشهدوا حين كان ذلك ممكنا، كل هذا لم يكن "لاشيء". لكن ما أراه شخصيا هو ما يلي: إذا قال الشاعر: "على قدر أهل العزم تأتي العزائم."، فإن القول في هذا المقام هو: "على قدر المصيبة يأتي التضامن." فهل كان عطاء المثقف العربي فعلا على قدر مصيبة الشعب الفلسطيني؟ وهل نظرتي للأمور بهذا المنطق تعني بأنني أعتقد أنه لو كان عطاء المثقف العربي في المستوى لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه؟ ناسيا أن اللعبة الصهيونية والإمبريالية والأرض لعبة فوق مستوى المثقف؟ صحيح أنه علينا أن لا ننسى حجم اللعبة وحجم المثقف وأن لا نحمل هذا ما لا طاقة له به. لكن علينا كذلك أن لا ننسى أن الحدود بين المثقف والسياسي حدود مائعة وأن المثقف/السياسي هو من بلور المشروع الصهيوني وأن القائد العسكري الإمبريالي لم يعبر بجيوشه البحار حتى شرَّع ذلك المثقف/السياسي(6) وأن المثقف/السياسي هو من حرك المقاومة لطرد جيوش الاستعمار.. ولا يحتاج أحد للتذكير بهذا وإنما سياق الكلام.
خلاصة الكلام أنه على المثقف العربي أن يعطي أكثر مما أعطى أو أن يراجع طريقة عطائه ويغير أدوات عمله وأسلحته في هذه الساحة المعقدة كي يكون لعطائه نتيجة في حجم ما يحتاجه الشعب الفلسطيني وأن يتخلى عن كل الأساليب التي تستطيع الأنظمة العربية إخمادها وجعلها شعارات جوفاء لا تلبي سوى "حاجة مثقف كي يرتاح ضميره". فالمسألة ليست أبدا مسألة "تبرئة ضمير" وإنما هي مسألة شعب منكوب تبتلع الجرافات الصهيونية أرضه يوما عن يوم.
إن "المقاطعة الرسمية" للنظام الصهيوني، وكذا الكيفية التي يصرف بها المثقفون العرب مواقفهم، شاخت ولم تعد تحرك ساكنا في الواقع. ولذا فالمطروح أمام المثقف العربي هو أن يبدع أشكالا أكثر ارتباطا بالجماهير، وكذا بالقوى الحية عالميا دون أن ننتظر من هذه أن تنوب عنا، أشكالا تكون الأنظمة اللامقاطعة/اللاممانعة عاجزة عن إفراغها من مضمونها، أشكالا قادرة على فضح تخاذل هذه الأنظمة أمام شعوبها بالدرجة الأولى وأمام العالم.

1) قناة الجزيرة 15/08/2010
2) إذا كانت الأقليات الدينية أو العرقية أو الثقافية... هي مجموعة أناس يعيشون في محيط مخالف لهم، أو هم مخالفون له، من هذه الزاوية أو تلك، وبالتالي يشعرون بضياع بعض حقوقهم ويطالبون بالإنصاف، فإن وضع "الأقليات الإنسانية" وضع مخالف: إنهم فعلا يعيشون في محيط "هم مخالفون له"، محيط ما عاد يرى سوى المصلحة الخاصة، الذاتية، الفردية أو الجماعية، على حساب الذوات الأخرى والجماعات الأخرى. في حين هذه الأقلية يزعجها ذلك ويؤنبها ضميرها إن هي سايرت التيار فتتكلم عن حقوق الآخر، الغير بعيد ما دامت الأقمار الصناعية تطل عليه حيث ما كان تحت الغلاف الجوي وتعطي صورة عن معاناته. لقد مضى العهد الذي كان بإمكان ألبير كامو أن يمثل على الفرنسيين دور أحد فلاسفة الحضارة الغربية في حين هو يعلم ما يجري وراء البحار دون أن يلتفت ويلفت نظر جمهوره المعجب به إليه.
3) ربما حتى الإسرائيليون لا يهتفون بحياة نتانياهو بذلك الشكل الوقح.
4) مع العلم أن الإسلام يبيح، بعد أربعين سنة فقط، تحويل المقابر من مكانها لأية مصلحة.
والمفارقة الكبيرة هي أن الدولة الصهيونية لا تستحيي أبدا من أحد وهي تجرف المقابر الفلسطينية بهدف طمس كل ما يشير إلى أن تلك الأرض كان عليها يوما ما شعب اسمه الشعب الفلسطيني. وهكذا ففي هذه الأيام بالضبط، والعملية كانت قد بدأت منذ زمن، تجرف الجرافات الصهيونية مقبرة تاريخية مهمة، يقول المؤرخون أن عمرها 14 أو 15قرنا، وهي مقبرة الشيخ مأمن الله بالقدس.
5) وبكل مرارة المرارة هنا، لا أجد بدا من الإشارة إلى مفارقة مرة صارخة في واقعنا العربي: إن القوى التي اغتالت، وهي في بدايتها، مهدي عامل وحسين مروة وآخرين من دعاة التحرر والتقدم الرافضين للمشروع الإمبريالي الصهيوني الذين استشهدوا من أجل ذلك حيث ما تمكنوا، هذه القوى صارت، بعد أن تصلب عودها وغسلت يديها من دماء الرافضين للمشروع الإمبريالي الصهيوني، صارت اليوم المواجه شبه الوحيد للمشروع الإمبريالي الصهيوني. و"ما سمي الإنسان إنسانا إلا لأنه ينسى". فاللهم اعف عنا.
6) ينظر في هذا الصدد ما قاله المرحوم إدوارد سعيد في مؤلفه: "الثقافة والإمبريالية".



#محمد_باليزيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصولية والنقد الماركسي للاقتصاد السياسي(2)
- الأصولية والنقد الماركسي للاقتصاد السياسي(1)
- أخلاق الشعب الإسرائيلي من خلال الكتاب المقدس. (الجزء الثاني)
- مجرد أصفار (اقتصاد)
- الأخلاق والنفاق
- فتوى القتل اليهودية
- الإسلام ومجتمع الأشباح
- فتوى السن
- أخلاق الشعب الإسرائيلي
- الجيش الذي لا يقهر
- تقرير المصير بين الإيديولوجية والانتهازية
- الفساد في المغرب
- فتوى المغراوي
- القضاء، أي استقلالية نريد؟
- أخلاق الفلسفة
- التضخم
- الغلاء، رابحون وخاسرون
- بين الدولة والعصابة
- العمل الجمعوي والتنمية
- رؤية الهلال ومسألة علمنة الدين


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد باليزيد - مسؤولية المثقف العربي