ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 940 - 2004 / 8 / 29 - 04:23
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
بعد سقوط بغداد , وما شهدته هذه المدينة من عمليات حوسمة واسعة النطاق راجت بين الجنود الأمريكان تسمية اللصوص (علي بابا )مما أثار حفيظة بعض العراقيين الغيورين على التاريخ العربي و تراثنا الثري وأعترض هؤلاء على تشويه صورة و سمعة على بابا , هذه الشخصية البطولية في قصص ألف ليلة و ليلة …الشخصية الرمز ..وتلك هي مصيبة العرب و العراقيين , فهم يركزون على انتصار علي بابا على الأربعين حرامي و يتجاهلون حقيقة سرقته للنقود و الكنوز التي هي مسروقة أصلا" و هنا يتلاشى الفرق بين علي بابا و اللصوص …فهو لم يقم بإرجاع الحق الى أهله إنما فضل الاحتفاظ به لنفسه و هكذا فالعراقي يبرر بكل السبل الملتوية غاياته السيئة , كما يبرر اليوم أغلبية من يشاركون في فيض البرامج الحوارية التي تنتعش بوجود الأزمات كل ما يحدث من قتل و تخريب و اعتداء و خرق لكل القوانين الأخلاقية و الدستورية ..بحجة ان هؤلاء هم من الطبقات المسحوقة من قبل النظام السابق و انهم عانوا و يعانون من الفقر و الحرمان …وعلى هذا الأساس فأنهم يعطون الحق لكل فقير بأن يسرق و يقتل على هواه …بل و يأسر و يحاكم و يعدم ( بكيف السيد ) …ويعطي الحق للفقراء ان يكونوا فدرالية تحكمها الأهواء و الفتاوى الارتجالية …
بل ان مجاميع من هؤلاء و الذين يتبعون التيار الصدري ,لديهم نظرية فلسفية يبررون بها أفعالهم الدنيئة التي لم تنفع معها أسباب الفقر و العوز , فيدعي هؤلاء ان المهدي المنتظر لن يظهر إلا بعد ان تمتلئ الدنيا فسادا" وهم يقومون بتعجيل ظهوره عند قيامهم بكل تلك الجرائم و التي تعدت السرقة و القتل الى هتك الأعراض و الزنى بالمحارم ..والسفاح …
ان المجتمعات اتخذت من الأديان وسيلة لترويض رغبات الإنسان و دفعها باتجاه لا يضر بالمجتمع , فضلا عن تعميق الإدراك في التفريق بين الخير و الشر و بناء الأخلاق التي تدفع الإنسان الى اختيار الخير و الابتعاد عن الشر …لكن الدين تحول الى وسيلة قمعية تتحكم بالإنسان و تدفعه نحو التنفيذ دون نقاش و دون فهم خدمة لرجالاته , فصار هؤلاء يسيرون الجموع بفتوى …اقتلوا …لا تقتلوا …اسرقوا و انهبوا ..المهم في كل هذا ان تكون هناك فتـــــــــــــــــــــــــوى .................
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟