أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاهم إيدام - ثمان سُبُل للخروج من التاريخ















المزيد.....

ثمان سُبُل للخروج من التاريخ


فاهم إيدام

الحوار المتمدن-العدد: 3100 - 2010 / 8 / 20 - 19:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سألت سيدة من ليبيا أحد المنظّرين المعتمدين لدى احدى القنوات المتبنية لوجهة نظر إسلامية ـ لأنّ مقولة الأسلام واحد هي بأبسط صفاتها مفهوم من غير ما صدق ـ عن الكفّارة التي عليها دفعها لذنبٍ اقترفته
قال الشيخ : كذا وكذا....... أو تحرير رقبه!
قالت المرأة : وهذا مقدور عليه.
قال الشيخ : ومن أين ستأتين بهذه الرَقَبه..؟
قالت المرأة : من السودان

والآن سندخل في الموضوع.
في المقالة الاخيرة للدكتور كامل النجّار في الحوار عدد 3098 والتي بعنوان ( كيف خسر المسلمون بالغاء العبوديه )، رابط يحيل الى مقالةٍ كتبها مؤمن يدعى ( سيد احمد مهدي ) وهو سوداني أو موريتاني ـ شيء غير مهم ـ مسلم مسلّم بما يكتبه ابن القيم كمسلّمات. فهذه الشريعة حسب ابن القيم ـ عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها ـ.
في تلك المقالة يتحسّر السيد أحمد مهدي على زمن الرقّ ـ ليته عاشه كعبد ـ ويدين الغائه، ويعدّد ثمان سبل تكفل مجتمعةً إيصال البشرية جميعها إلى الجنّه، قُطعت بانقطاع العبودية. وفي هذا وددت حشر انفي، لا لشئ سوى الكتابة على هوى ما اعتقد، فالغايات واسبابها قد كفّى بها الدكتور النجّار ووفّى. أما وجهتي فأريد لها ان تكون مختلفه.

هنا عليك أيها القارء العزيز أن تأتي معي إلى ـ مجاز وثمانية أبواب ـ كُتب على باب المجاز كلمة ( الحاضر ) وعلى الباب التاسع والاخير كُتبت كلمة ( التاريخ )، وإذا ما فتحتَ الابواب الثمانية واطّلعت على ما فيها، فلكَ بعدها الذهاب الى ال.......!! والابواب هذه هي السُبُل التي انقطعتْ.

الباب الاول : (( سبيلاً من سبل الدعوة إلى الله ))

سبيلٌ حربيّ ـ حيث أنّ الدعوة لا تصل إلى حرٍّ حتّى يُعمل عقله فيها، ويناقشها ربّما طوال عمره، فلديه الوقت والامكانية لذلك. لذا عليك بالاستعباد..ثمّ المعاملة الطيّبة، ظنّاً بانك هكذا لأنّك مسلم فقط...ثمّ الاعجاب الذي سينبعث من عين العبد أو من عيون ذرّيته من بعده...ثمّ نطقه بالشهادتين وهو يكاد يشرق من السعادة...وبعدها...ها هو معتوق من النار...! فعلى مَ الحزن عليه كونه عاش عيشة العبد..؟؟ ألم يكن سيرين ـ والد محمّد بن سيرين ـ عبداً لأنس بن مالك..؟ كذلك كان مكحول عبداً لأمرأة من هذيل..!
( من ناحيتي لا أعلم ما الذي قاما به هذان المثلان للبشرية غير كتاب بن سيرين ـ تفسير الاحلام ـ الذي لا يعني شئ في قاموس علم النفس الحديث..! كما أن عقلي لا يريد تصديق أن الرجلان لا يكونان اعظم من ذلك لو كانا حرّين.)
فهل بقيت مشكلة لهذا العبد الغير مسكين..؟ لا أعلم...لكنني اعلم بأنّ المشكلة باقية في تلك الذهنية التي لم تتجاوز الحقبة المدينية من حياة ( صلعم ) إلى أبعد مما اصطلح عليه بحقب الخلافه.!
يقول الكاتب (( ..كان استرقاق المسلمين الكفّار من اعظم سبل الدعوة إلى الاسلام، وانقاذ الناس من الكفر.. )) انتهى

الباب الثاني (( سبيلاً من سبل الاجر ))

سبيل المصلحة والانتاج..! فعتق العبد من الجوائز المجزية، وها أنت تستعبد ثم تُهدي من استعبدت..فتعتقه. وحين لا يكون لك عبيد فالاستمرار بالاستعباد. هكذا تُثقل كفّة ميزانك اليمنى وتكون انت من جلب وصنّع وأنتج البضاعة الجديدة..! هذه ذهنية الإله الذي حَبس نفسه في الصحراء. لقد نصح النبي بالعتق ساعة كسوف الشمس : ها هي الدقائق الاخيرة فاثقل كفّتك اليمنى، لأنّ يسراكَ متخمة أيها الورع
يقول الكاتب (( .. وترى الفرح والسرور على وجه ذلك العتيق، وتسمعه يلهج لك بالدعاء أن : أعتق الله من اعتقني..! )) انتهى

الباب الثالث (( سبيلاً من سبل الأستعفاف والإعفاف ))

سبيلٌ عصري ـ يريد له الكاتب أن يكون ـ! فالشباب حاملين اعضاءهم الذكرية يتصيّدون الجنس يميناً ويساراً، ولديهم قاعدة واحدة ـ عصريّة بدورها ـ هي اما الزواج او الزنا. ولمرضات وجه ربّك عليك بقسمة الاسلاف.. التسرّي..! فعليك اذاً بالسبايا فهنّ بعد سويعات من السبي يصبحن في خانة ملك اليمين..! وما اعظم الاجر. لأنّ للزنا صفتان، واحدة كونية واخرى اسلامية...تتجنّب الخوض في ملك اليمين، فهو ملك..! إنها ذهنية الجنسي الذي لعب لعبة وقته، أبقى على قلبه نابضاً متوقّداً، وأخرج دماغه ووضع بدلاً عنها حجر ايديولوجي.
يقول الكاتب (( ..هب أن المسلمين استعادوا قوتهم وغزوا أقواماً من الكفّار وسجنوا رجالهم أو قتلوهم، فما يُفعل بنسائهم..من ينفق عليهنّ...من يحميهنّ...من يحصنهنّ...)) انتهى. لقد شعرتُ بأن الكاتب حين وصل إلى النساء في الموضوع رقّت كلماته..أتخيله وهو يُكمل...من يأخذهنّ بالاحضان...من يواسيهنّ بالقبل...!!!!!!

الباب الرابع (( سبيلاً من سبل التفرّغ للعباده ))

سبيل فلسفي. العيش يسرق المرء من العبادة والتأمّل في ذات الله ـ هل يتأمّل المسلمون وقت العبادة..؟ ربّما، ولكنّ من اعرفهم من المسلمين يصلّون كمن يلاحقه دَين لا ينتهي، فيريد دفع قصطه اليومي والهرب من هناك. ولكي تتّخذ من السلف مثلاً ـ ولك في اسماء بنت ابي بكر خير مثل ـ عليك بالعبيد الذين كانوا السبب في تفرّغ السلف الحرّ للعبادة والتسبيح ما لا نقدر نحن على عشر عشره..! ـ لقد فرض الله خمسة أوقات للصلاة اختصرها الشيعة إلى ثلاث...!! ولكن هل يوجّه مثل هذا الكلام لمن يقول ويكرّر أن الحياة تأخّره عن الحياة..؟؟
يا له من سلفٍ تطوف علينا ذهنيته كأسراب النسور فوق المعارك. هل تريد دليلاً ـ عزيزي القارء ـ على علوّ هذه المناهج التي يسوقها الكاتب..؟ ألم يخلقنا الله لوظيفة واحدة فقط..!! والسؤال هنا هو ان الله قد خلق الأحرار! فمن أين جاء أولاد الذآب المدجّنة هؤلاء. ـ العبيد؟؟؟
يقول الكاتب ((.. قد بورك لسلفنا في اوقاتهم، ومن هذه البركة أن سخّر الله لهم الغلمان والعبيد..)) انتهى

الباب الخامس (( سبيلاً من سبل الرزق ))

سبيل اقتصادي. لكي تُحيي سوق الرقيق مجدّداً عليك أولاً بسوق الجهاد..! حرب دون نهاية، شبيهة بحروب حزب البعث.. لأن العقل لا يتقبّل أسلمة المليارات الست التي تعيش على هذه الارض. إنّ تراتبية الخلق في الخطاب الاسلامي احدى المقدّسات. ستلفظ المجتمعات الاسلامية الاحرار وتفتح احضانها للعبيد..ثمّ تقوم بفتح سوق لهم...وسترى سعادة العبد وهو يباع من يدٍ مسلمةٍ إلى يدٍ مسلمة اخرى. ولا خوف فقد اشترط الله على هذه الايادي حسن المعامله...!! إنها ذهنية السيف الذي تجلّى في سورٍ مكانتها مكانة الله ذاته.
يقول الكاتب ((.. إذا كان العبد يضيع بعتقه، وبقاؤه في الرقّ انفع له فإنه لا يُجزى عتقه )) انتهى

الباب السادس (( سبيلاً من سبل اكرام المسلمين ومعاقبة الكافرين ))

سبيلُ عدل. عليك ان لا تنظر في المرآة...وأن لا تتأمّل التاريخ ـ تاريخ السلف خصوصاً ـ لديك المنطق الذي يقنعك وحدك، ولديك الحقيقة التي تطوي عليها كفّك خوفاً من أن يخطفها غيرك أو يحسدك عليها، ولديك العزيمة للنهوض بالرسالة الملقاة على عاتقك. أنت المسلم الباذل مهجته وماله وجميع قواه...! فاسبِ واستعبد...هذه لغة العصر... كلّ عصر..!! وإنّ لك في ذلك جنّة جمالها فوق طاقة البشر..! إنها ذهنية العقاب على الاختلاف، فاسمع هذا : لك تسميتي بما شئت ولكن اعلم انني امام هؤلاء الذين يُلقى دائماً على عاتقهم انقاذ البشرية، اشعر بحاجةٍ لقلّة الادب.
يقول الكاتب (( ..فَسَلبهم التصرّف ووضعهم من مقام الانسانية إلى مقام اسفل منه كمقام الحيوانات، فأجاز بيعهم وشراءهم )) انتهى

الباب السابع (( سبيلاً من سبل علوّ الهمّة في المروءه ))

سبيل اجتماعي. الضدّ يظهر حسنه الضدّ..! هذا العجز هو دليل الكاتب على التراتبية التي قرّرها الله بشهادة انبيائه. لقد قرّر فاطر السمواة ـ في وادٍ غير ذي زرع ـ بأنّ الحرّ حرّ، والعبد عبد. ذلك ناموس، ويظهر انّ اهميته لدى إله الاسلام بأهمّية ارتطام الارض بكوكب آخر. ناموس يعاقب المرء عليه من ناحية الايمان به ويثاب، فاختلاط تلك التراتبية وضياعها في مستقبلٍ ساسمّيه متحظّر، هو نقيض السيف والقبيلة ـ اعني ازاحة التراتبية ـ، ستعني بالضبط ذلك الارتطام..! إنها ذهنيةِ القوافل ومسيّريها عبر الرمال.
يقول الكاتب أخذاً عن شيخه الطاهر بن عاشور (( ..لفض الحرية في اللغة العربية كان يُطلق على السلامة من النقائص التي كانوا يعتبرونها من صفات العبد.؟؟؟؟؟

الباب الثامن (( سبيلاً من سبل التخفيف في التكاليف ))

سبيل خطّة الربّ المحكمة..!! أحرار وعبيد... أوجد الله العبيد لكي يصرف الاحرار الى عبادته، وأوجد الاحرار ليصرف العبيد الى عبادةٍ من نوع آخر هي خدمة السيّد ـ حرّ ـ. هذه هي ذهنية السيد الحر نفسه وقد اسقطها في الخطاب السماوي. وللعبيد ـ من اجل العدالة ـ القناعة بتخفيف عبوديتهم الى الله، في مقابل تثقيلها عليهم تجاه السيد الحر.
يالهذا الحر المسكين الذي لايرى أن العام هو 2010 . وأن المصانع والمؤسسات قد غدت دولاً.. العبد والحرّ امام الآلة، أم سيكون الحرّ ها هنا خلف مكتب..؟؟ وسننحاز الى طَرَف العبد فنراه يعمل بجدّ ونشاط، فيما يلفّ الحرّ سيجارةً له كل ربع ساعة ويستغلّ وقت الصلاة في العمل ليقضي ما فاته من سنين. أما اذا كان نموذج الحرّ موظفاً شيعياً، فلديك بضعة ايام في كل شهر تراجعه فيها.. لأن عليه ان يتفرّغ للعزاء بسبعه وسبعين من آل محمّد، تتفاوت ايام عزائهم حسب المراتبية.
العبد يفهم تماماً عبودية الجسد...والحر يفهم تماماً عبودية الروح ـ أتكلم الآن عن عصري الذي ألغى العبودية ـ وإنّ عبودية الروح أنكأ وأذلّ.
يقول الكاتب (( ..فجعل حدّ العبد أخفّ من حدّ الحرّ جمعاً بين حكمة الزجر وحكمة نقصه .)) إنتهى

ـ ها أنت قارئي العزيز وقد اكملت المشوار خلف الباب التاسع... وها أنت كلّياً خارج التاريخ..!!
وأودّ الآن أن أشركك معي حول شئ ظريف قد لا ترى فيه صلةً بالمقال...فقد كنت أعيد قرأة رواية غابرييل ماركيز (ساعة شؤم) عندما قرأت مقال السيد أحمد، فاستمع إلى هذا..!

في الصفحة 167 من رواية ساعة شؤم لماركيز، ترجمة صالح علماني وطبعة الاهالي السورية، الملحَقة بثلاث صفحات تبين الاخطاء المطبعية والتصحيح. يقول طبيب الاسنان الدكتور خيرالدو لأسقف القرية الأب إنخل : أبتاه..! ضع يدك في أحد هذه الايام على قلبك، واسأل نفسك إذا ما كان عملك ليس أكثر من محاولة وضع لصقات لترقيع الأخلاق..!

والسلام ختام

******************

20 ـ 8 ـ 2010



#فاهم_إيدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دنيا / إمرأه
- وُجهَه
- تعالي قبل الكلمه
- هناك تتساقط النجوم ( أو في مدح العزله )
- نصائح لي ولصاحبي
- مُراقَبه
- نساء معاصرات
- الغراب
- قصيدة متواضعة إلى روح البطل عثمان سردشت
- مرور الساحر (إهداء إلى شاعر)
- زيارة ضرورية إلى ( وادي السلام )*
- ( في مدح عبورنا الحزين )


المزيد.....




- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاهم إيدام - ثمان سُبُل للخروج من التاريخ