أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عبدالله - الأسس الفلسفية لليبرالية الدينية (1)














المزيد.....

الأسس الفلسفية لليبرالية الدينية (1)


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9 - 10:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من يتابع كتابات علماء اللاهوت المسيحي في أوروبا المعاصرة، يخيل إليه أنه يطلع علي مناقشات فلاسفة لا رجال دين ، وأكبر دليل علي ذلك كتاب "اللاهوت في عصر ما بعد الحداثة" الصادر في جنيف بسويسر عام 1996 ، وصدرت طبعته العاشرة قبل أيام. حسب الانثروبولوجي الكبير "جيمس فرايزر" : "فإن الدين ليس نظاماً من "المطلقات" ، أو تعبيراً عن حقيقة نهائية ثابتة ،

بل هو ظاهرة زمانية ترتبط بوضع المعرفة في زمان معين أو طور محدود من التاريخ . وما ينطبق علي الدين ينطبق علي الأخلاق التي ترتبط به أو علي الأخلاق في ذاتها . فالمفهوم القديم القائل بأن مبادئ الخير والشر ثابتة وخالدة أصبح مفهوماً لا يمكن الدفاع عنه أو الاحتفاظ به ، فالعالم الأخلاقي كعالم الدين أو عالم الطبيعة ، لا يمكن اعفاؤه من قانون الصيرورة Becoming الدائمة . ويصعب تتبع الطرق والأساليب التي توصل بها الفكر منذ القرن الثامن عشر إلي تحدي اللاهوت التقليدي ، ولكن يمكن القول في إيجاز أنه رغم أن مفكري ذلك القرن لم يجاهروا بإلحادهم ، باستثناء عدد قليل من الفلاسفة الفرنسيين ؛ "فإن جميع مفكري ذلك العصر تقريباً قد توجهوا بنقدهم اللاذع إلي الصورة التقليدية المسيحية ، ولم ينج المفهوم التقليدي لـ "الله" من سهام نقدهم . وكانت تلك الفترة تستند إلي قاعدة ذات أسس متعددة في العلم والميتافيزيقا والأخلاق وسلطة الكتاب المقدس والنظام الاجتماعي والسياسي ، والمؤسسة الدينية ( 1 ) .

وخاضت روح التنوير تحد علي كل جبهة من هذه الجبهات لفكرة "الله" ويمثل الاستمرار في هذا التحدي إلي يومنا هذا السمة الرئيسية للنزعة العلمانية المتنامية في الغرب، ولا سبيل لفهم هذه النزعة دون العودة إلي عصر التنوير . ولا تتكشف "روح" هذا العصر إلا إذا فهمنا حقيقة هذا التحدي ، فقد كان "محاولة تهدف عن طريق النقد الحاد لكل الأفكار التي تقبلها الإنسان دون اختيار ، إلي تجريد الحياة إلي أبسط قواعدها وأكثرها مباشرة ، وأيضاً تجريد العالم من سحر الخوارق والعناصر الأسطورية ، فلا تدع سوي العناصر التي يمكن للإنسان أن يخبرها بصورة مباشرة ، المتأصلة في النظام الطبيعي ، من هنا كان اتجاه العلم في القرن الثامن عشر إلي قصر الفروض العلمية علي النظام الطبيعي المادي ، وتجنب العلاقة التي ربط بها القرن السابع عشر بين العلم والميتافيزيقا واللاهوت الطبيعي بغية اثبات وجود الله . وأدي ذلك إلي أن تفقد الفلسفة اهتماماتها التأملية ، حيث أصبحت عند "هيوم" و "كانط" وغيرهما فلسفة تتشكك علي نحو متزايد في النظم الميتافيزيقية ، ومن ثم في أي يقين معرفي بـ "الله" ، كما أضحي الفكر الاجتماعي والأخلاق بدورهما أكثر دنيوية حيث ألغيا أسسهما في القوانين الطبيعية ، ثم في المشاعر والحاجات الطبيعية والاقتصاد والمنفعة العامة والقوانين الذاتية للتفكير العلمي ، ولم تستند الأخلاق بدورها علي القاعدة الدينية ، وهكذا أصطبغت الأخلاق والعلوم والفلسفة في القرن الثامن عشر بصبغة علمانية (2).

من هنا أنصب هجوم التنوير علي الآراء والأفكار التقليدية والمعتقدات الراسخة دون اختبار باعتبارها أسساً لليقين والعقيدة الدينية ، وتركزت كراهيته لسائر أشكال السلطة التي لا يرقي إليها الشك ، والخوارق التي لا تقبل الفحص ، وخاص تجربة مريرة من اللاتسامح بين المذاهب والحروب الدينية .

ونبعت أهم الصيغ الفكرية لـ "الليبرالية الدينية واللاهوتية" Religious and Theological Liberalism من فلسفة "كانط" ، الذي أعرب في نهاية القرن الثامن عشر بوضوح في مقاله "جواب عن سؤال : ما التنوير ؟ " ، المنشور عام 1784 ، عن العداء الذي يكنه التنوير للميتافيزيقا ، ومن ثم دعا إلي الانصراف نهائياً عن الأسس التأملية لمفهوم "الله" إذ أننا لا نستطيع معرفة "الله" لأن معرفتنا قاصرة علي العالم المحسوس وظواهره .
وللحديث بقية ...



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمة «الفيفا» والأمم المتحدة
- مفارقة: العلمانية ضرورية وليست كافية
- القلق الأمريكي والخروج إلي العالم
- كلينتون وسوفوكليس وصراع الديوك
- لماذا المواطنة الآن ؟
- الحصانة الذاتية
- دروس صينية في القمع والثورة
- جلوكل .. وأشياء أخري ..
- شباب إيران بروكسي
- فؤاد زكريا‏..‏ هذا الذي بدأ
- المخلص والمنقذ والمنتظر
- علي أبواب الحرب بالصدفة !
- بالمصري .. ساحة أثينا الجديدة
- الشعب صنيعة حكومته
- الأمن العالمي‮.. ‬لا يتجزأ
- السبيل إلي إنصاف المحرومين
- هل يمكن حماية الدين دون الحد من حرية التعبير؟
- تغير المناخ والسلام العالمي
- تفكيك أفلاطون
- المسكوت عنه في تغير المناخ


المزيد.....




- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عبدالله - الأسس الفلسفية لليبرالية الدينية (1)