|
فصد قصيدةٍ زرقاء على جنازة محمود درويش المؤجلة
أمجد المحسن
الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9 - 02:20
المحور:
الادب والفن
قصٌّ / هيوستن : ؟ ، لصقٌ / البروةُ : ؟ ، الموتُ كُرَةٌ بلَّوريَّةٌ ضَخمةٌ ، مموَّهَةٌ ومصقولةٌ ، ولا فراغَ في داخِلِهَا ، البِلَّورُ وحدَهُ هو الهيكلُ والمعنى . دخُولُه هذه الكُرَة ، يجعلُهَا تتموَّجُ ، من قُوَّةِ الدَّاخِل الهائلِ . دخُولهُ ذَهَابٌ إلَى الَّليلِ ، الَّليل الّذي لا يُعيدُ زوَّارَهُ ... /
/ 8/ 8 ميلادي / 8/ 9 هجري
... أيُّ جدوى لمعرفتي الأمرَ ؟ أيُّ وجودٍ سيخرُجُ من عدَدَين صغيرَيْن ؟ لأساطيرِنا أن تطيْر .. لكيلا تسيرَ على قدَميْن ؟ هل عليكَ تحمُّلُ كلِّ مُصادفةٍ ... ستقيكَ شُبهةَ عاديَّةٍ فيك ؟ لكنَّ حافِرَ مُهرِك ، وحافِرَ دهرِك ، يلتقيَانِ كما يُولدُ البَرْقُ ما بَيْن سَيْفَيْن ! ماذا أُسمِّي مُصادفةً ؟ أيُّهذَا المُدوَّرُ دينارَ لَيلٍ أعانَ سُرى ، حَسَناً ، ما فَعَلْتَ هُنالكَ قبلَ المُضِيِّ إلَى غُرفةِ النَّومِ ؟ ، قالَ : سكَكْتُ على رنَّةٍ صِيغَتِي فانتَمتْ لِي / انتميتُ لَها ، وأرسلتُ حطَّةَ جدِّيَ في مُحكَمِي فرَبَا ! كنتُ أركُضُ كالمُهرِ وِفْقَ تعاليمِ أُمِّي .... ولوَّعتُ نفسي لأُسْكِن شعبِيَ بيتاً مِن الطِّيْن يصلُحُ أن يتحوَّلَ في أيِّ وقتٍ مضَافةَ بدوٍ " ينامُون سهواً " على كتِفَي خارطة ! /
**
... إذَاً ، شَاعِراً كانَ أو سيكونُ ! ، يُومئُ للكلسِ يسقُطْ ، كما يُومئُ السَّحَرَه . ويُؤثِرُ مُفردةَ اللازَوردِ كثيراً ، كأنَّ قصيدَتَهُ هِيَ مُفرَدةُ اللازوردِ الَّتي كان يُؤثِرُ .... يمشِي الهُوينى .. ويستقطِبُ الشَّجَرَة . هنالِكَ .. في شَهرِ آذَارَ / مارِسَ .. يُولَدُ ، فِعلُ المُضَارعِ غالٍ عليه ، يُولَدُ ! ماذَا فَعَل ؟ قالَ شِعراً وماتْ . أفَـيُطْوى كطيِّ السجلِّ ، ويُطوى كمنديلِ مَن لوَّحَتْ . كيفَ ينهارُ هذا الشُّعاعُ كزَهْرٍ على دَمِثٍ ؟ / ... هل تموتُ القوافي إذَا غابَ أصحابُهَا كحصانِ لماذَا ؟ / إذَا سُكَّ تِبْرٌ على قامةٍ ، هل تموتُ ؟ / يا قُرطُبَه ....
**
قصّ : عُمرُهُ يُشبِهُ عُمرَ النّبْعِ ... عذْبٌ مثلَ نَبْعٍ ، غامِرٌ كالنّبعِ ، يا هذا .. ارتدِ الموتى جميعاً ، لم تمُتْ ! /
.. شَغَرَتْ عِلّيَّةُ الدوريِّ ، واستدبَرَ ما استقبَلَ ، تحت الدِّمِثِ المُرسَلِ ...لم يَعقد خُيُوطاً في الأصابيعِ ليذّكَّرَ ، لكِن حاولَ الموتَ ولم يستطع ، استخلَصَ مِمَّا يفَعَلُ الماءُ التّفاعيلَ ، وردَّ البابَ ! ، ( ما قالَ الملاكانِ ؟ وماذا قُلتَ ؟ ) والآن انتَبَهْتَ ! / الشَّهرُ صيفيٌّ ../
أنا قارئُهُ المجهُولُ .... لم أعرفْهُ يوماً ، كُنتُ أستجلي مُؤدَّاهُ على الغابةِ ... أستطلِعُهُ شَهمَ المُفاداةِ ، فَقد يصدُقُ ذُو البُردِ على البُردِ ؟ ، وقد لا يصدُقُ ... / التَّاسِعُ من آبَ .. / يُدندن ...
.. ويصُبُّ الماءَ في الرّكوةِ ، يشوي سَمكاً ، ويُدندِن ! صار مُنذ انسحَبَتْ أندلُسٌ عَن قدميه ملِكا ! /
**
.. كانَ إلياذَةً في خُصُوصِ التّقصِّي ، وأوديسةً لو قضَى الأمرُ أمراً ، وفِعلُ المُضَارعِ غالٍ عليهِ ، وفعلُ السُّيُولة إذْ يتشعَّبُ ، .. لم يتذَهَّبْ ليغفُوَ ، لكنْ رأى ما أرادَ ولم يرَ ! ، شنَّ الحُرُوبَ ، وشُورِك في لُغتِه . تلوَّعَ حتَّى تشرعَنَ ، واسطاعَ مِنْ طَبَقٍ يتكوَّنُ مِن خُبزِ أُمِّه ومن قهوةٍ أن يكوِّنَ ما سَيُهَيمِنُ ، لوركا وعكَّا هما معنيانِ صغيرَان في جيبِه مثلَ فُستُقتَيْن ! .. سيُوقِعُ فوق البلاطِ من خزَفٍ ألف طنٍّ ، تخيَّل إذَاً شكلَ ذلكَ ! لم يتَّسِعْ في البلاغةِ إلا لأنَّ البلاغةَ مطَّاطَةٌ لشديدِ القُوى ، ثمَّ يدخُلُ تاريخَهُ بالقميصِ البسيطِ ، وبالنَّثْرِ في مدرَج النّحلِ ، / فحوى النَّوى دمعةٌ في المناديلِ غائصَةٌ ، ويدٌ في الهوى ... يدُ الشَّاعرِ المتورِّطِ ... ماذَا ستنفَعُ لو أنَّها في البلاد ؟ / ما هو ؟ لا مَن هُو ؟ التروبادورُ على مذهب الشيخِ لوركا ؟! ، /
**
خارِجَ النَصِّ يذْهَبُ في نصِّه ، هل تخيَّرَ موتاً على موتِ حُندُج ؟ يموتُ امرؤُ القيسِ مِن لَسْعَةٍ ... وهو يُلاحِقُ أنفاسَهُ خلفَ أنقَرَةٍ ، أوَّلُ الواقِفيْن يموتُ على الأناضُولِ ، ويُكتَبُ فوق الضّريح بتُركيَّةٍ رُدِمَتْ : إنَّ هذا ضريحُ امرئ القيس ! ، ماذا توقَّعَ ؟ ماذا تجرَّعَ ، ماذا تفرَّعَ مِن جُثَّةٍ في حوالَى عسيبٍ ؟ .. هي التّقنية وهي الأغنية ... .. القوافي مخفيَّةٌ في مُلاحقةِ الحبرِ ، والتّقنيَة / ضَبْطُ ما يتهلهلُ ! هذا المُهلهَلُ ، واستجمَعَ الحَطَبَ الجزْلَ ، شَدَّ الهوادِجَ ، يا حاديَيْهِ استريحا استريحا ! / حياتانِ ، داخِلَ نصٍّ وخارِجَ نصٍّ ، حياتانِ بَيْتان . في هذه الأرضِ ، ما يستحقُّ الحياتَيْن .... كم مرَّةً لم يكُن صادقاً ؟ كم نشِيداً تآكلَ مِن فرطِ ما لوَّحوا بأناجيلِه ، استَبْطَن الأرضَ وامرأةً ، مثل دُرجٍ وفي الدُّرج دُرجٌ ، تحدَّى الغُلاةَ بنايٍ من القَصَبِ المَرِنِ ، استكشَفَ الأرضَ بالنَّظَرِ النَّملِ ، واقترفَ .. احترفَ البَرْقَ حتَّى استطاعَ فعُولُن فعُولُن ! .. توغَّلَ فاغتيل ! ، نفّذَ فَرْضَ الطَّلاقِ عَن الباذخِ / الماسِخِ المالح / الكالح ....
**
لصق : الهُنودُ الحمرُ لمَّا جفَّفتْهُم لعنةُ الأبيضِ ، خفّوا بالظّعائن ، نحو أعلاهُم ، أقامُوا الأخبيَة . صارَ شَعبٌ كاملٌ في الأوج لمَّا ركلتهُم لعنةُ الأبيضِ ... لا تصعدْ سريعاً ! مُرَّ كالضّيفِ على أبياتِهِم ، رُبَّما تطهو لك الهنديَّةُ الحمراءُ ، أصغ الآنَ .. موسيقى الهنود الحُمر بعضٌ من مراسيمك .. فاحفِنْ وتمايَزْ !
**
قصّ : يدخُلُ السِّيخُ خصرَ أبي الطّيب المتنبِّي ، يُحسُّ حرارَتَهُ ، ويقُولُ : أنا ! ، ويموتُ .. ويُنهِي قصيدتَهُ ويذُوبُ كشَعر البناتِ بَيْن الأصابع ... كالملح في طَبَقٍ : .. سأطِلُّ على كلِّ قارئ من حُرُوفي ، من الميمِ والواو ، لو يتأمَّلُها لرآني هناك سجيْنَ المدادِ بكامل حُرِّيَّتي وشتاتي ... من خلال الحُرُوف يراني أطلُّ عليه كمَن يختلسْ . كأنَّ القصيد زُجاجٌ أرى قارئي منه ، لكنْ سيحتاجُ تغييرَ ما يفعلُ الضَّوءُ والظلُّ حتّى يراني ! /
**
... تلفَّتْ إلَى شَجَرِكْ / هل ترى يابسَاً ؟ أنت والملكانِ إذَاً / جُثَّةٌ دون نظَّارةٍ ، هيَ الآنَ نائمةٌ تحت ، نائمةٌ فوقَ دُفِّ الخُلُودِ ، طحيناً يُغربَلُ .. لا يَبَسٌ في ضُلُوعِكَ كي يُنبِتُ الرَّملُ رَملاً ، ولكِنَّ ظبياً أُتيحَ استغاثَتْ بِه الأرضُ ، فانحازَ للأرضِ ، أحلِفُ أنَّ المُعشِّبَ للرَّملِ ما يفَعلُ الرّملُ بالشُّعراءِ ، كأنْ يستعيرَ صفاتِ المُطوِّرِ حبَّةَ رَمْلٍ إلَى جامةٍ لتغاوي النَّبيذ ، / .. أقيسُ توتُّرَهُ بمساطِرَ عملاقةٍ ... لم أكن أعرفُه لأدَّعِيَ الوصلَ من بابِ أنَّ حبيبي حبيبي ، ولا رأيَ لِي ! وما زالَ غضَّاً طريَّاً ، يُؤدِّيهُ أن يتجغْرَفَ في دائرَه فهو لا ينتهِي ، والغُواةُ يشيبون كالثّلج ... لله درُّ حوريَّةٍ ليلَ جاءَتْ بِه ! / فتلفَّتْ إلَى قدَرِك كيفَ سُنَّ على غيرِ سكِّينةٍ كالقصاص ؟ واستوى مُرهَفَاً مثلَ نظَّارَتِك ، والتّناصّ سَهَرٌ يتسرَّبُ مِن يقظتِك ، فاتْبع البارحة .... كي تصِل ! /
قصّ : هذه امرأةٌ ، خصرُها للموسيقى ، وفمٌ ليُقبَّل ! هذه امرأةً ، ورحيقاً رحيقاً .... /
لصق : آخرُ الأمرِ غربالُ رَملٍ يُنقِّحُ مخطوطةَ المقبَرَة . والغُرُورُ تسحلُهُ الحشراتُ على حسَكٍ مثل كوزِ الذُرَة فلماذَا الزَّعَلْ ؟ فلتُعطِ مَنْ شاءَ أن يتغَطْرَسَ أو يتطوَّسَ حقَّ الهباءِ الأشلّ ! ، فلماذَا الزَّعَل ؟ آخرُ الأمرِ موت ! فلأدعْ ما تحاسَدَ أو عانَدَ أو ضَادَّ يقضِمُهُ الرَّملُ .. رَملٌ هو الأمرُ ، مَن ساءَني : الرّملُ ، من سرَّني : الرّملُ ، رَملٌ هو الأمرُ ، فاضحَكْ على من يرى عكسَ ذلك ! عدوِّي سيُصبحُ رملاً ، وأنا هالِكٌ وابنُ هالِك ! هل سيكونُ التُّرابُ عدوَّ التُّرابِ ؟ ، أم هل سيشعُرُ بالرّملِ رَملٌ يُجاورُهُ ؟ هل سيشعُرُ من كانَ ضَوءاً وأصبحَ رملاً ، بما كانَ عتماً وأصبحَ رملاً ؟ ولا حُبَّ لا بُغضَ ، لا هجرَ لا وصلَ ، فليرتكزْ ألفُ رُمحٍ على غَبَبِ الثَّور ، /
موت ! آخرُ الأمر موت !
ولماذا الألم أيُّها المُحترَم ؟ آخرُ الأمرِ موت .... و لا شيءَ يبقى .... سوى الكلمة من جديدٍ تُرفرفُ فوق المياه .
**
قصٌّ / الأندلَسَة ..../ تدخُلُ في صفةِ الأندَلَسَة .
لصق : هنالكَ يغفو ... قُرنفلةً في يد السّبت . يا صاحِبِي فلتَنَفَّسْ ! ، / أذِبْ قمراً في القِصاعِ ، [ إذاً هِذِهِ لُغَتُك ] ! أذِبْ فرَسَاً ، [ هذِهِ لُغتك ! ] والقَمر ! ضعْهُ في سلَّتِكْ ! هذه لُغَتِي ... وقُل هيَ عكَّا ! ،
**
قصٌّ / أتمثَّلُهُ في الغيابةِ ، بَيْن الطيُّون ، وسُلالةِ التِّيْن والزّيتون ، متربِّعَاً أو مُستنداً إلَى الغَيب . رَيثَما يذهَبُ خفقُ النَّعل ، وأبجدُ المساحي ، يُضيئُ مصباحاً ، يُصوِّبُ بُقعة الضَّوءِ على كتابٍ ، يفتحُ دُرجاً ، يستخرجُ نظَّارَتَهُ ، ويبدأُ القراءَة ... [ لا يُفكِّرُ في القهوة ] لا يُزعجُه إلا وقوفُ فُلان ، ولا يُبهجُه شيءٌ أكثَرُ من أُنثَى تُطلُّ بباقةٍ ، وتموضِعُها على الحيِّز . لا موت ، يقُولُ ، إلا لمس يدها ، لو أستطيع .....
**
قصّ : إذَاً ، مات محمود درويش ! مات ! في الصّيف مات ! في غُرفةٍ صُنعَ آب .... جافَّةٍ وصغيرَه ، هل تُصدِّقُ ذلك ؟ أين سمعتَ الخَبَر ؟ تلقَّيتُهُ كرسالة في هاتفي ، وبقيتُ أُفكِّرُ في : إيه .... يا للزَّمان ! لم يكُن بنبيٍّ ليُـبكى ، ولكنْ شُرُودُ العدالة يُبكى ! /
[ هل محسُودٌ .. محمودٌ بقصيدةَ شِعره أنَّ الصّبارَ على ظهرِه ؟ ]
إذَاً مات محمود درويش .... والشِّعرُ لا دينَ لَه !
.. حَسَداً مِن لدُنهُم إلَى أعظُمِكْ ! / حسَداً فادحاً كالرَّدَى ، كالمباني الطّويلاتِ تطمحُ أن ستكونُ مُطَّلَعاً لحديثِ ملائكةٍ ... كيف تخلُصُ شَعرة من عجيْن الحَسَد ؟ سأخفِّفُ غلواءَ هذي الكنايةِ أعلاهُ ... ما وسِعَتني اللغة . ولله درُّ حوريَّةٍ ليلَ جاءَتْ بِه ! /
**
قصّ : خُبزُها لا تنتهي دوائرُه ، خُبزُها خُرافيٌّ ، ككأسِ جدَّة أبي الطّيّب .... خُبزُها ! خُبزُها يتقدَّمُ الخُبزَ جميعاً ، يذكِّرُني بخُبزَ أمِّي [ بالطّبع ] ، حيثُ رمضَانُ في إبَّانِه وصولجانه . خُبزُ أُمِّهِ طيِّبٌ وطازَجٌ ، كالحصان الصَّاهلِ على غيابِ القاطِن والظَّاعن . صوتُهُ كخُبزِهَا عابِرٌ للمكْث ... صوتُهُ طُغراءٌ على خاتم ، وخُبزُها قُرصٌ واحدٌ يقْهرُ الفرنجةَ ويفطِّرُ قلبَ الرّاية المدعوكة ، وقُرصٌ يُرمى إلَى أعلى فيعلَقُ في كُحلِ الَّليل ، ولا يقع .
**
لصق : ضريحُكَ .. المكدُودُ ، من أثَرِ المزارِ يَرثُّ كالصّندوق ، يُصبحُ قامةً ويسيرُ مُنتصِباً إلَى عكَّاهُ ... أيَّ الكفَّتَيْن ستَنتمِي للأرضِ ، هذا الرَّملُ فوقَكَ ، أم كتابُ الأرضِ في الدّيوان ؟
هل يُحسَدُ المطعُونُ أنَّ الطَّعْن زهَّرَ سوسناً و قُرنفلاتٍ سَبْعاً ؟ استَشْرَتْ .. ولم تُهديه بيتاً للمبيتْ ؟ أن يخسَرَ العاديَّ [ والعاديٌّ تعبيرٌ أثيرٌ عندَهُ ] كي يربحَ استثناءَهُ ؟
لونُ حبرِكَ ... لوَّن البالُونَ واصَّاعدَ ! .. مثل النَّاسِ ، لكنْ ينتهِي في الشِّعر لا في القبرِ ! حظٌّ ما ، فريدٌ ، غامِرٌ كالقبرِ ، نوعِيٌّ تغلْغَلَ في ثيابِكَ ! ، واستعادتْكَ الهضَابُ الطَّاهِراتُ ، ولعبةُ النّردِ ... اختَبَرتَ الموتَ ، ما طعمُ الرَّدَى ؟ هل نفسُهُ طعمُ الثَّرَى ؟ أم أنَّهُ ماءٌ وتغطِسُ مثلَما كَنَّ الجَنِيْنُ بِبَطْن أمِّه ؟ أنا لا أشكُّ بأنَّهُ غيرُ البياضِ الْ زُرتَهُ ... فالَّلونُ حيٌّ ، والحياةُ هُنا ملوَّنَةٌ ، ولونُ الموتِ ممَّا لا ملوَّنَ فيه ، حتَّى الأبيضُ البجعيُّ لونٌ ! /
**
قصّ / كُفَّ عَن حُلمِكَ الرثِّ ، وانهَضْ ! ألم تتّعِظْ بعْدُ يا ذَا الهُوينَى ؟ قُلتَ : إنِّي أعيشُ في حيِّزِي حالماً ، لا أراني ربِّي أُضيِّعُ حُلْمِي ! وحُلْمِي دمِي ، إنْ تخثَّرَ مِتُّ ، أُسيِّلُهُ ... / كُفَّ عَنْ حُلمِكَ الرَثِّ ، وانْهضْ ! العصافيرُ تنهضُ من نومهنَّ ، العصافيرُ تنهضُ في شَفَتَيْن ... ويسقُطنَ في قهوةٍ ، العصافيرُ كرِّرْ ! فليسَ لك الآنَ أن تنتهي ! /
قصّ : أقرأُ غيرَك / كي أستشعِرَ شِعرَك ! / كي أعرفَ قَدرَك ! /
**
الشّعر : تدليلُ مُضطَّرَبٍ مائجٍ زئبقِيٍّ ، وميزانُهُ بالذّهَب . النّثر : مُضْطَّرَبٌ مُرسَلٌ دُونما قافيَة . المرأة : الشِّعرُ والنَّثرُ يتَّحدانِ [ إذْ هذِه لُغَتُك ] ! . لسان العرب : نُحبُّكَ أو لا نُحبُّك [ إذْ هذِه لُغَتُك ] ! .. الهوية مُعرَبَةٌ بالُّلغة . والأرض مُعرَبَةٌ بالبُيُوتِ وبالنَّاسِ .... أمَّا الوطن فبيتٌ من الشِّعرِ لم يُمدَدْ لَهُ طُنُبُ ! يجبُ ! / .. والفَشَلْ لا يُضادُّ الأملْ والأملْ عُقدةٌ لا تُحَلّ ، الأملْ ، الأملْ الأملْ ، الأملْ الأملْ ، الأملْ الأملْ ، الأملْ . نقِّ صحن الأرزِّ ، لا تغفُ ، لا تتذَمَّرْ ، فمثلُكَ أولَى بأن يتَّكئْ بعد بِضْعٍ وستِّيْنَ ، أن يمتلئْ بدُعاءٍ مُجاب ... صِرتَ ما ينبَغِي ، ووُجدتَ " كما ينبغي للقصيدةِ " ، هل سأقوِّسُ ماءَكَ كي أستطيعَ رثاءَكَ ؟ والبُرجُ في الحُوتِ ، يا صاحبَ الحُوتِ ، سمِّ على اسم القصيدةِ ، واستلقِ ، مُدَّ اللحافَ الطّويل الطويلَ الطويلَ الطّويلَ الطّويل ....
#أمجد_المحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دخول التفاحة الفاتحة المدينة
-
المُتحجِّرات في الصِّفر حافظ المنزلة
-
قصيدة طلحة
المزيد.....
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
-
لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش
...
-
مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
-
مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|