أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالص عزمي - آثارنا التي تدمر وتنهب يوميا














المزيد.....

آثارنا التي تدمر وتنهب يوميا


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 3080 - 2010 / 7 / 31 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لابد من الاقرار بأن العراق وخلال نصف قرن من الزمن كان معافى من سرقة وتدمير الاثار ؛ كان الوعي بقيمتها قد اخذ يتنامى تدريجيا حتى وصل الى اوجه في السبعينات حينما تعرض رأس سنطروق الاول الى السرقة ؛ ثم اعيد الى بيته بعد جهود مضنية شارك فيها الانتربول ؛ ولاهمية هذا الحدث الفردي من النهب فقد انتج عنه فيلم تثبيتا لحقيقة الواقعة تأريخيا من جهة وتوعية جماهيرية أقتضتها حماية الاثار والتراث في كل بقعة من العراق من جهة اخرى وكان المخرج الكبير فيصل الياسري قد اخرج ذلك الفيلم الفريد . الا ان هذا الحرص على الارث الحضاري لم يدم حال نزول الاحتلال الغاشم على ارضنا ؛ فقد كان المتحف العراقي المحصن اول بوابة تفتح على مصراعيها لنهب كنوزه التي لاتقدر بثمن خلال ثلاثة ايام هــــــي
(10؛11؛12؛نيسان 2003). ولم تصمت اجهزة الاعلام العربية والاجنبية على هذا الفعل الشنيع فقد تولت ادانته وشجبه وذكر حقيقة ما وقع فعلا و على الوجه الذي نوجزه بالآتي :ـــ
ان السراق وهم لصوص محترفون ومعهم اشخاص لهم علم ودراية بمداخل ومخارج المتحف قد دخلوا باسلوب منظم ومدروس يحملون كل الادوات والا لآت الضرورية لتسهيل مهمتهم ؛ فسرقوا حوالي 15الف قطعة من الكنوز الاثرية ذات القيمة الرفيعة ومنها احجار مختومة باسماء ملوك وتمثال الملك السومري أنتيمينا؛ وتمثال برنزي ضخم من مملكة أكاديا ورأس تمثال أسد نمرود وتمثال هرمس من نينوى ... الخ ؛ بينما حطموا 28خزانة بعد ان افرغوا محتوياتها ؛ثم عمدوا الى تحطيم مجموعة من الاثار الحجرية التي تزين مماشي الصالات بهمجية وقسوة تحمل روح الحقد والانتقام . لقد جرى كل ذلك تحت سمع و بصر قوات الاحتلال من دون ان تحرك ساكنا لمنع هذه المجزرة او التخفيف من حدتعا على الاقل .
لقد هز هذا الحدث اللاحضاري المجتمع الثقافي في انحاء شتى من العالم فقد ادانه الكتاب والشعراء وعلماء الاثار البارزون ؛ بحيث اضطر مستشار البيت الابيض الامريكي لشؤون الثقافة ( ورئيس رابطة سانت ميري التأريخية ) مارتن سوليفان و غاري فيكان (مدير غاليري والتر للفنون في ميريلاند ) وهما عضوان بارزان في لجنة الثقافة والتراث التابعة للرئاسة في البيت الابيض ان يقدما استقالتيهما؛ احتجاجا واستنكارا . بينما لم تقم المؤسسات الثقافية العالمية وعلى رأسها ( اليونسكو ) بدورها الفعال ضد هذا العمل البربري الشنيع ؛ كما فعلت هي ذاتها ــ و بكل قواها ــ قبل ذلك حينما اصدرت بيانا شديد اللهجة و جندت انواع الاحنجاجات والشجب والادانة ضد تحطيم التماثيل الاثرية في افغانستان عام 2001 والتي جرت في مقاطعات كابل ؛ وباميان وهرات وقندهار,
امام هذه المأساة الدامية ضد المتحف العراقي ...... نشرت قصيدة عبرت عن مشاعري تجاه نهب وتدميرترثنا الحضاري ونهب ممتلكاته الثقافية ؛ وقد طالبت في مقدمتها مثقفي العالم بضرورة الاحتجاج الصارخ و تكريس بعض الوقت لغرض الوقوف حداد ا امام متاحف مدنهم تعبيرا عن استنكارهم لهذا الفعل البربري المتوحش : لقد نشرت القصيدة كاملة في اكثر من صحيفة وموقع وترجمت الى الانكليزية ؛ وأذكر القراء بهذه المقاطع المجتزأة : ــ
المقدمة ( ايها المثقفون فى كل مكان اشعلوا شموع الذكرى الاليمة امام متاحف مدنكم
اجلالا لمتحف وادى الرافدين المسبي الذبيح )

قادنى التاريخ فى صمت رهيب
نحو باب الحزن والدمع الصبيب
وهنا اوقدت شمعه
كنت اروى وهى تبكى .....
كنت اروى
قصة المأساة عن زحف الرعاع
ضد كنزالشمس والساطع من فيض الشعاع
××××××
كنت اروى وهى تبكى .......
سرقوا متحف آثار العراقه
هشموا تمثال ,, دودو ,, فى رواقه
حطموا الواح ,, أشنونا ,, بقسوه
رقما مكتوبة فى تل حرمل ...
وصحونا زاهيات من اكد
سرقوا رأس ,,ارنمو,, والجسد
××××××
انافى الغربة اشجانى تمور
وارى الصورة فى الحلم واحساسى... يثور
هذه الوركاء, نمرود وبابل
كلها تبحث عن ابنائها من دون طائل
أذكر كل تلك الاحداث المؤلمة وانا أقرأ مقالا في صحيفة نيويورك تايمز نشر يوم السبت 26 /6 /2010
تحت عنوان ( أثار العراق القديمة تتعرض مجددا للسرقة بسبب البيروقراطية ) جاء فيه :ـ
ان سرقة آثار العراق القديمة وحطامه وركامه التاريخى على ما يبدو عادت من جديد، ولكن هذه المرة ليس بسبب الفوضى العارمة التى تلت الغزو الأمريكى للبلاد عام 2003، ولكن بسبب البيروقراطية وعدم المبالاة . إن آلاف المواقع الأثرية والتى تحتوى على أقدم كنوز حضارة العراق القديمة، تركت دون حماية أو حراسة، الأمر الذى سمح باستمرار عمليات الحفر غير المشروعة، وخصوصا فى جنوب العراق ( انتهى ) .
أية مأساة همجية يمر بها وطننا الذي زحفت عليه قوى الشر المبيت :
لو ان نزرا يسيرا من القوات الهائلة التي حطت غاشمة على ساحته بدءا من لحظة نزول الاحتلال وحتى اليوم خصص لحماية أثاره وتراثه ومخطوطاته وابداعات فنانيه ( وهذا ما تسمح به الاتفاقية المعقودة بعدئذ مع الولايات المتحدة ) ؛أو لو ان بعضا من حشود السيطرات المحلية الضخمة المنتشرة في كل شارع من البلاد خصصت للغرض ذاته ؛ لوجدنا ان مفاخرمهد الحضارات ما زالت ـ لحد هذا اليوم ــ في بيتها الازلي امنة مستقرة ؛ ماثلة امام باصرة المدنية الانسانية بكل شموخها ورفعتها لاان تكون مخفية في زوايا الزور من كهوف العتمة الدامسة ؛ حيث تحرسها ـ متلفتة مرعوبة ـ تجارة الدناءة و الحقد الدفين



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 14 تموز ونزاهة الزعيم عبد الكريم قاسم
- تقديم ديوان احلام الورد
- موجز لما نشرت عام 2009 ( 3 )
- موجز لما نشرت عام 2009 (2 )
- موجز لما نشرت عام 2009 (1)
- المهجرون وقانون الانتخاب
- أهمية الوثائق في صفحة تأريخية من التشريع العراقي ( 3 )
- أهمية الوثائق في صفحة تأريخية من التشريع العراقي ( 2 )
- أهمية الوثائق في صفحة تأريخية من التشريع العراقي (1) *
- في الفن التشكيلي / بين نوري مصطفى بهجت وخالص عزمي
- نوح القمرية من على نخلة الصالحية
- الاعدادية المركزية ( الشرقية ) في الموصل
- المتوازن
- السينما العراقية وسبل تطويرها في الذكرى الستين لبدء انتاجها
- يا لعناء الممثل
- كيف أنسى الطيب صالح
- ليس الحل في تمثيل المرأة نسبيا
- غزة ليست بنت اليوم
- موجز لما نشرت عام 2008 (4)
- موجز لما نشرت عام 2008 (3)


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالص عزمي - آثارنا التي تدمر وتنهب يوميا