أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - على عجيل منهل - عبد السلام عارف - ودوره فى قيام-- ثورة 14 تموز 1958















المزيد.....

عبد السلام عارف - ودوره فى قيام-- ثورة 14 تموز 1958


على عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 3060 - 2010 / 7 / 11 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ركزت المقالات التى صدرت حول ثورة 14تموز عام 1958 على الزعيم عبد الكريم قاسم وهو الاب الروحى لهذه الثورة ولكنهانسيت- ام الثورة --وقائدها الذى لولاه لما نجحت الثورة وسيطر على بغداد والمواقع العسكرية وسيطر على الاذاعة واذاع- بيان رقم واحد -بنفسه وهو العقيد عبد السلام محمد عارف والذى استلم نائب القائد العام للقوات المسلحة ونائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية-- تم تجاهله لاسباب مختلفة لسنا الان لمناقشتها.
وعبد السلام عارف يتسم بشخصية كاريزمية مؤثرة في الأحداث وذو عاطفة وانفعال اثرت على الكثير من مواقفه الوطنية والقومية وقد اسيء, بسبب ذلك, فهم مقاصده.
وكما اوضح السيد فؤاد عارف فى مذكراته ص213 بقوله اما عبد السلام عارف فكان جرئيا وجيدا لكن جرأته فيها شىء من التهور احيانا غير قادر على صياغة افكاره بلغة موزونة كما كان سليط اللسان.
بعد ثورة تموز 1958 عرفت سياسته بالعفوية والبساطة والثورية وكثيرا ما كان يحي صديق قديم أو شراء بعض متطلبات العائلة عند عودته من عمله وهو في سيارته الرسمية، أو القاء الخطب المرتجلة التي أثارت الكثير من الجدل والتي كان يتفاخر فيها بدوره الرئيسي في تنفيذ ثورة14. فجراء قيامة بصفحة التنفيذ المباشر لثورة14 تموز 1958، تغيرت شخصيته كثيرا وحاول محاكاة شخصيات القادة والحكام الثوريين، وكانت صيحة العصر في مرحلة نشأته في الأربعينيات والخمسينيات، هي لغة الخطابة الحماسية لذلك النموذج من القادة من امثال كاسترو وستالين وموسوليني وكذلك هتلر علاوة على القادة العرب المؤثرون الذين في بداياتهم سلكوا نفس الخطى في تبني لغة الحماسة في الخطابات المرتجلة، كالملك غازي الذي عرف بخطاباته الرنانة التي كان يلقيها من محطة اذاعة خاصة به في قصر الزهور وجمال عبد الناصر والحبيب برقيبة وشكري القوتلي وحسني الزعيم وقادة ثورة الجزائر كأحمد بن بيلا.
اصيب عارف خلال الشهر الأول بعد نجاحه بقلب نظام الحكم الملكي بحالة من الخيلاء بسبب دوره في الحركة جعلته ولو مؤقتا ينفرد باللقاءات الصحفية والقاء الخطب الحماسية، كما أن هواجسه من كتلة عبد الكريم قاسم بدأت تتعاظم حول بداية قاسم لابعاد الشخصيات الوطنية والقومية وباقي أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين وتقربه من التيارات الشيوعية والماركسية، وهكذا بدأت تتفاقم الهواجس الأخرى جراء التناقض الايديولوجي بين الكتلتين في الحكم، ذلك الصراع الذي انتهى باقصاء عارف وكتلته القومية واحالته إلى محكمة الشعب وسجنه، والتي خلالها واجه حملات التشهير والنقد اللاذع على أسلوبه في بداية الثورة وخطبه الارتجالية، الأمر الذي أدى به إلى تغير ملحوظ في شخصيته التي تركت الأحداث والهواجس بصماتها عليها فأصبح أكثر حذرا وأقل ظهورا أمام الرأي العام وأكثر هدوءً وعمقا في الاحاديث السياسية والفكرية
انتمى عبد السلام عارف للتيار العربي المستقل منذ بداياته في الجيش مثأثرا بالشعارات العربية لثورة ايار/مايس 1941 وامن بالوحدة العربية التي تستند على الوحدة الوطنية. كما عُرف بالتدين وبالنزاهة والتقشف على الرغم من تحدره من عائلة ميسورة. عرف الرئيس عارف بمهنيته العسكرية العالية وعرف أيضا اعجابه بالملك غازي والعقيد صلاح الدين الصباغ أحد قادة ثورة ايار/مايس 1941.
اعجبه كثيرا التكتيك السياسي لاول انقلاب عسكري في الوطن العربي والذي قام به الفريق بكر صدقي باشا ضد رئاسة الوزراء العراقية عام 1936 مع الابقاء على الولاء للملك غازي.
لقد قامت طلائع الضباط المستنيرين بتشكيل "تنظيم الضباط الوطنيين" الذي سمى لاحقا-- بتنظيم الضباط الاحرار-- اسوةً بتنظيم الضباط الاحرار في مصر. وقد انضم لهذا التنظيم- العقيد عبد السلام عارف -الذي طلب انضمام زميله- االزعيم عبد الكريم قاسم- الذي تردد التنظيم بضمه للتنظيم,, باديء الأمر لأسباب تتعلق-- بمزاجيته وتطلعاته الفردية --التي كان يعرفه بها زملائه من الضباط. وبسبب تأجيل تنظيم الضباط الوطنيين بالقيام بالحركة لأكثر من مرة-- أتفق عبد السلام عارف مع عبد الكريم قاسم- وبالاتفاق مع بعض الضباط من أعضاء التنظيم - بالمبادرة للشروع بالتحرك للإطاحة بالحكم الملكي دون الرجوع للتنظيم،- مستغلين فرصة قيام الاتحاد الهاشمي وتحرك القطعات العراقية لاسناد الأردن ضد تهديدات إسرائيلية لقيام الاتحاد.
عند مرور القطعات ببغداد بقيادة اللواء أحمد حقي محمد على مارا بالفلوجة القريبة من بغداد - نجح الضباط بالاطاحة بالنظام الملكي وقد تولى عبد السلام عارف بفاعلية وشجاعة قيادة القطعات الموكلة له منفذا--- ثلاث عمليات مهمة أدت إلى سقوط النظام الملكي فتوجه--- أولا إلى مركز اتصالات الهاتف المركزي "البدالة المركزية" وقام شخصيا بقطع الاتصالات-- بسحب كابلات الاتصالات،--- ثم توجه إلى مقر الجيش وبعد تأمين السيطرة عليه--- توجه إلى استوديوهات "دار الاذاعة العراقية" وبعد السيطرة عليها --اذاع بنفسه بيان الثورة. وكتب رسالته الشهيرة لوالده عند الشروع بالحركة طالباً رضاه والدعاء له بتحقيق النصر أو الدعاء له ليتقبله الله شهيدا في حالة وفاته، اما االزعيم عبد الكريم قاسم فكان يدير العمليات من مقره في معسكر المنصورية في محافظة ديالى المتاخمة لبغداد
أصبح بعد نجاح الثورة الرجل الثاني في الدولة بعد الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء وشريكة في الثورة فتولى منصبي نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية وهو برتبة عقيد ركن. ومنذ الأيام الأولى للثورة التي اطاحت بالنظام الملكي, بدأ يظهر التناقض الفكري بين عارف وقاسم حيث كان هوى عارف مع التيار العربي المتدين في حين كان هوى قاسم مع التيار الشيوعي البعيد عن العروبة والقومية ، وعمق ذلك سياسات كل من الطرفين غير المتحفظة تجاه الطرف الآخر أدى إلى تسابق على زعامة الحركة بينهما بما يشير ذلك بأن أحدهما يجب أن يصفي الآخر في المستقبل القريب، وكان من مصلحة أطراف كثيرة آنذاك، داخلية وعربية ودولية استغلال هذا الخلاف وتعميقه بين قائدي الحركة.
ما لبث ان حصل الخلاف بين عارف وقاسم بسبب تناقض انتماءات الطرفين وبسبب ما اعتبرة عبد السلام عارف تفرد الزعيم عبد الكريم قاسم بالحكم وعزل العراق عن محيطه العربي والإسلامي وكذلك بسبب بعض الأحداث المؤسفة في الموصل وكركوك وحركة العقيد عبد الوهاب الشواف الانقلابية وسلوكيات محكمةالشعب التي استهانت بالمتهمين واسغلت الحركة كذريعة لمحاكمة وتصفية خصوم-- قاسم من الاحرار والوطنيين مثل رشيد عالي الكيلاني باشا والعميد ناظم الطبقجلي وغيرهم، ومن جهة أخرى تعمق الخلاف بين الطرفين بسبب خطابات عارف العفوية والارتجالية في بداياته الأولى في العمل السياسي وكذلك خصوم عارف بإنها كانت "خطابات لا مسؤولة" أدت حسب تعبيرهم إلى "بلبلة كبرى في صفوف أبناء الشعب والقوات المسلحة من جهة، وإحراجاً لحكومة العراق أمام مختلف دول العالم". أدى هذا الخلاف الحاد إلى اعفاء عبد السلام عارف من مناصبه عام 1959، وابعد بتعينه سفيراً للعراق في ألمانيا الغربية، وبعدها وجهت له له تهمة محاولة قلب نظام الحكم، فحُكم عليه بالإعدام ثم خفف إلى السجن المؤبد ثم بالإقامة الجبرية لعدم كفاية الادلة مما أدى إلى انتصار رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم في الجولة الأولى ضد خصمه العنيد بابعاده عن مسرح السياسة قابعاً تارةً في السجن ينتظر يوم إعدامه، ورازحاً تحت الإقامة الجبرية في منزله تارةً أخرى حتى يقضي الله امرا كان مفعولا..
كان عبد السلام عارف من الشخصيات المحبوبة لدي الكثير من الأوساط العسكرية والشعبية وخصوصا طبقة المتدينين المستنيرين والوحدويين، وعلى اثر اتفاق القوميين والبعثيين للقيام بحركة لقلب نظام حكم عبد الكريم قاسم كانت صورة عبد السلام عارف المحتجز تحت الإقامة الجبرية لم تغب عن ناظريهم فتم الاتصال به والاتفاق معه للقيام بالحركة بعد أن اتفق قادة الحركة من السياسيين والعسكريين بالإجماع على تولية عبد السلام عارف رئيساً للجمهورية وبعد نجاح الحركة أصبح أول سياسي يتبوء منصب رئيس الجمهورية العراقية وذلك في 9 / 2 / 1963. وهذه الفترة نترك الحديث عن الى وقت لاحق






#على_عجيل_منهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المملكة العربية السعودية ... حرب فتاوي بين أرضاع الكبير وتحل ...
- منع توزيع جريدة اتحاد الشعب عام 1960 صفحة مظلمة فى تاريخ ثور ...
- محاربة الحركة النقابية والعمالية بعد ثورة 14 تموز عام 1958
- برء -برىء - براء- براءات - من الحزب - عار فى تاريخ ثورة 14تم ...
- مباراة كرة القدم بين الفريق الرجعى وفريق اضطهاد الشعب بعد ثو ...
- اخواتنا - الارامل-- ماذا قدمت لهن الحكومة العراقية
- وزيرة فى حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم- الدكتورة نزيهة الدليم ...
- لا تراجع العراق يتقدم ودور الطبقة الوسطى فى التحديث و العمرا ...
- المرأة والحط من مكانتها فى العراق والسعودية والكويت - القسم ...
- صفية السهيل - نموذج متقدم للمرأة العراقية في العراق الجديد
- ابو ( ابا ) الفساد مشى فى شارع الرشيد -جرى ايه يا جدعان؟ الق ...
- الحط من مكانة المرأة و شروط اصدارالجواز الجديد العراق - القس ...
- النظرة الدونية للمرأة العراقية _ القسم التاسع
- البرلمان العراقى الجديد و المشروع الديمقراطى على ضفاف دجلة و ...
- محنة في مصر المحروسة – تبرئة (الف ليلة وليلة) من أزدراء الأد ...
- رجال السماء من القوة الجوية العراقية - النقيب شاكر محمود يوس ...
- ماذا يحصل فى البصرة من اغتيال الصاغة المندائين الى ابعاد قاد ...
- من الاتجار بالبشر بين السعودية و الكويت الى تبرئة الف ليلة و ...
- الشرطة بين القانون و الاخلاق الالمانية الاوربية _ ومن هنا نب ...
- فؤاد عارف (1913_ 2010 ) من النظام الملكى الى النظام الجمهورى ...


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - على عجيل منهل - عبد السلام عارف - ودوره فى قيام-- ثورة 14 تموز 1958