أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر بولس - اليهود المتديّنين -حريديم- يقتحمون الناصرة















المزيد.....

اليهود المتديّنين -حريديم- يقتحمون الناصرة


زاهر بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3053 - 2010 / 7 / 4 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أجرت الصحافية امال حاج مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي زاهر بولس نشرت في صحيفة "العنوان الرئيسي" الصادرة في الناصرة، على خلفيّة زيارة مجموعات من اليهود المتديّنين "الحريديم" الى مدينة الناصرة في محاولة للسيطرة على حفريّات أثريّة اكتشفت فيها. هذه المقابلة تضع في دائرة الضوء تاريخ العرب الكنعانيين- الفلسطينيين في مدينة الناصرة وتدحض الأساطير التوراتيّة- صهيونيّة الزائفة في معركة الصمود على الأرض.
أمال حاج:
انتهت زيارة الحريديم لمدينة الناصرة في السادس من حزيران لكن لم تنتهي النقاشات التي تناولت هذه الزيارة وعلى مستويات عدة وفي ظل اكتفاء وسائل اعلامنا العربية المختلفة بتغطية الزيارة كخبر يومي عادي مارق واكتفت بالصور الكثيرة والكلمات القليلة , وجاءت الزيارة لتفتح ملفات عدة حول حقيقة وجود اليهود في مدينة الناصرة وتاريخهم فيها عدا عن فتح ملف البلدة القديمة للناصرة بدورنا حاولنا التطرق الى بعض ما اثير عبر هذا اللقاء مع الناشط السياسي والاجتماعي زاهر بولس والذي شغل سابقا منصب سكرتير الحزب الشيوعي في الناصرة وعضو لجنته المركزية .

1 . كيف تنظر للطريقة التي تعاملت معها وسائل الاعلام العربية ( المحلية ) مع زيارة الحريديم لمدينة الناصرة بحيث تم نقل الخبر وكانه حدث عادي وعرض كما تعرض الاخبار اليومية الاعتيادية ؟
- لو عدنا قليلا الى ما حدث الاسبوع الفائت في قضية الصراع ما بين المتدينين الأشكناز والمتدينين السفاراديم حول التواجد في صفوف مختلطة للبنات من الطائفتين على مقاعد الدراسة لرأينا مستوى منسوب العنصرية الكامن لدى هذه المجموعات الأقرب الى بعضها افتراضا، فما بالكم حين يكون الحديث عن الأغيار في مفهومهم التوراتي، وما بالكم حين يدور الحديث عن العرب الفلسطينيين، وخصوصا من بقي منزرعا في تراب ارض الوطن؟!
ان من يدرك ما تصبو اليه الحركة الصهيونية عامة، وهذه المجموعات تحديدا يدرك خطورة هذه الزيارة، والتي تعدو كونها مجرد استفزازيّة، الى الناصرة، اكبر المدن الفلسطينيّة الباقية في اراضي ال 48، عليه سبر غور عمق التاريخ المرتبط بمحاولات تزويره من خلال تزوير علم الاثار وتوقيع جغرافية التوراة اغتصابا على ارض فلسطين في سبيل شرعنة مشاريع الاستعمار الكولونيالي، السيطرة على الارض فتبديل- ابادة اهلها. هذه الزيارة ليست عاصفة في فنجان، فالقانون يلزم من يقوم بحفر الارض بهدف البناء في مناطق تحددها سلطة الاثار بحفر عيّنات مسبقة للتأكد من عدم وجود آثار تاريخيّة في المنطقة المعنيّة، وهو قانون قائم في دول العالم وطبيعي ان يكون كذلك، لكن ما يقلق حقا هو امران:
اولا: القانون الاسرائيلي يلزم سلطة الاثار بابلاغ المتدينين عن وجود موقع للاثار القديمة، بحيث تكون لهم الكلمة الفصل بالنسبة للسيطرة على الموقع، تعلو كلمة القانون وكلمة العلم، والأهم،تعلو كلمة الحق ، والهدف واضح.
ثانيا: في حال وجود اثار عربية كنعانية، ومجموعات المتدينين اليهود غير معنية بها، فان سلطة الاثار تسمح بالبناء عليها واتلافها. وهي لا ترصد الميزانيات لهذا الاثر الخالد. هي معنيّة باتلاف الشاهد على التاريخ. والتعامل مع هذه الزيارة يجب ان يأخذ بمستويات ابعادها.
2. اذا ما عدنا الى تاريخ مدينة الناصرة وتحديدا قضية الوجود اليهودي فيها هنالك كتب تؤكد ذلك وحتى تنسب العديد من الاحداث الدينية والمقولات الى الفترة التي تواجد بها اليهود في الناصرة وكانهم كانوا حقا جزء من تاريخ الناصرة ماهو رايك بذلك ؟
- لا يمكن الحديث عن مدينة الناصرة بمعزل عن الحديث عن تاريخ الكنعانيين العرب اجدادنا على هذه الارض. ولكن قبلها من المهم ان نذكر ان فترة تاريخية قد وجدت لم تَعرِف بها الانسانية الدول والحدود، والهجرات امر مثبت في انحاء العالم بموازاة التطور والتحول الى امم، وتطور اللغات بموازاتها. وهنالك متحجرات لهيكل عظمي وجد في الناصرة منذ نحو مائة الف عام في منطقة جبل القفزة، وهي اقدم بكثير من تاريخ الكنعانيين في البلاد، ولكن اقدم حضارة عرفها التاريخ على ارض فلسطين هي حضارة اجدادنا العرب الكنعانيين، وهي نتاج هجرة قبائل عربية من جزيرة العرب بضمنهم قبيلتي كنعا وفلسا (وهنالك تفسيرات اخرى لمصدر التسمية)، ومنهما اشتق اسم البلاد في فترات تاريخية مختلفة، كنعان وفلسطين على التوالي، وليس كما تحاول الرواية اليهو-صهيونية ترويجها من ان الاسم اصله "פלשתים- بلشتيم" مشتقة من "פולשי הים- بولشي هيام" بمعنى: "متسلّلو البحر" للاشارة الى انهم محتلون لهذه الارض وليسوا باصحابها. والناصرة في هذا السياق، هي بلدة عربيّة كنعانيّة على مر التاريخ، ولم تذكر في التوراة اطلاقا.
من المهم العودة الى دراسات الباحث اللبناني الكبير كمال الصليبي مثل "التوراة جاءت من جزيرة العرب" و"خفايا التوراة" و"البحث عن يسوع" وغيرها من الابحاث وغيره من الباحثين ألكبار امثال زياد منى "مقدمة في تاريخ فلسطين القديم" وفرج الله صالح ديب "التوراة العربيّة واورشليم اليمنيّة" ... الداعمين لهذا التوجه الذي قلب مفاهيم استشراقيّة في التاريخ وعلم ا لاثار جاءت لتوقّع اغتصابا الخارطة التوراتيّة على ارض كنعان- فلسطين. ورغم وجود اختلافات بينهم الا انهم مجمعون على رفض التوجه الاستشراقي اليهو- صهيوني.
وابحاث كمال الصليبي تذكر وجود اليهود في فلسطين كجالية وصلت الى فلسطين بعد تدمير نبوخذ نصّر حاكم بلاد مابين النهرين دولة-مدينة اليهود في جزيرة العرب والتي لا تتجاوز حدودها حدود مدينة صغيرة لا غير.
وقد احتضن العرب الكنعانيين-فلسطينيين هذه الجالية اليهودية بعد تهجيرها في الناصرة كما في أرجاء فلسطين كما احتضن العربُ اليهودَ بعد مذابح النازيّة، لكن هذا لا يجعلهم اصحاب حق السيادة الشرعيّة على الارض وإدّعاء الحق التاريخي!
فالناصرة بلدة عربية كنعانيّة-فلسطينيّة من المغارة الى الحضارة، وما اختلاق تفسير مصادر التسمية الا لشرعنة سيطرة الصهيونية عليها.
3- ذكرت ان من يبغي ان يتعامل مع زيارة الحرديم الى الناصرة قبل اسبوعين يجب ان يأخذ بمستويات ابعادها! ايّة ابعاد؟
- كلنا يعلم ان هنالك محاولات متكرّرة تقوم بها الحركة الصهيونية بمؤسّساتها المختلفة لشراء بيوت في البلدة القديمة في الناصرة، وهي كنز أثري بالاضافة الى كونها بلدة جميلة بابنيتها القديمة التي تعبق برائحة تاريخ بر الشام، وهذه المحاولات لا تكل في الناصرة كما في القدس ويافا وعكا وغيرها من البلدات... ولجميعنا تشكّكات بأن شيء ما يحدث تحت سطح المرئي، وبضمنه إشارات نراها هنا ونسمعها هناك، أضف الى التجربة التي خضناها في باقي البلدات الفلسطينية التي ذكرناها، وبضمنها شراء بيوت باسعار بخسة وعدم تسجيلها في الطابو، وعندما تحين لحظتهم الملائمة نرى محاولاتهم لوضع اليد.وقد تكون هذه الزيارة بمثابة جس نبض رد الفعل المحتمل للشارع الشعبي والمؤسّساتي، بما في ذلك الاحزاب السياسيّة، لمثل هذا السيناريو، وبما يتعدّى الناصرة.
4- هل هنالك تخوف من ان تبيع الناس بيوتا في الناصرة؟
- نحن نتكل على ونؤمن بالوعي الوجودي للناس، فالمعركة معركة وجود، ولكن هل هذا كافٍ؟! التجربة في اماكن اخرى تدل على عدم الكفاية، والسلطة تملك الادوات، فمحاصرة البلدات العربية اقتصاديا، وبالتالي الفقر والبطالة والعنف والمخدرات تحت انظار الشرطة، دون أن تحرك ساكنا، بالاضافة الى صعوبات اخرى، تخفض سعر البيوت من جهة، وترفع من استعداد الناس الى ترك البلدة القديمة والانتقال الى احياء اخرى، ودوما هنالك من يملك قدرة الاغراء بثمن اعلى بقليل لشراء منزل ليرممه فيحوله الى كنز أثري لا يثمّن، والأخطر، تحت سيطرة بؤرة استيطانيّة نعرف تداعياتها.
5- وما هو الحل الممكن برأيك؟ وما هو دور بلدية الناصرة في هذه المعركة؟
- ان بلدية الناصرة لُبنة مهمة في هذه المعركة. ولكن، من يعتقد انها معركتها وحدها أو تستطيع وحدها، يتجنّى. وهنا لست في موقع الدفاع عن البلديّة ولا هي في موقع اتهام، انما من باب تشخيص حجم القضيّة وحجم الرد والتصدّي. وأضيف، ان من يعتقد انه بالامكان ايضا بدون البلدية يخطيء التقييم.
6- والحل؟
- يجب ان تتضافر كل الجهود لمواجهة هذه المخطّطات السلطويّة، بمعنى كل الاحزاب والمؤسّسات الوطنيّتين، وعدم التقوقع في البوتقات الحزبيّة في قضيّة وجوديّة تتعدّى محلّيتها، من أجل دراسة الوضع من كافة جوانبه، بما في ذلك دور المثقفين في اعادة صياغة ما زوّر من تاريخ بغطاء أكاديمي، ووضع برنامج عمل ميداني، وكل هذا بالمشاركة الفاعلة لسكان البلدة القديمة من خلال لجان.



#زاهر_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لُقَاحُ الرِيْحِ
- إنما الكَلِمُ رَصَاصٌ ... والقَصِيدُ بُنْدُقِيَّة
- كِنَّارُ
- عَسَاقِيْلُ الظَيَّانِ
- عُوْدِي إِلَيَّ ..
- تَتَسَائَلُنِيْ ..! لِمَ أنَا؟
- إبْلِيْسٌ هَذَا .. يُنَادِيْنِيْ
- سَأدَّعِي النُبُوَّة
- إِرْوِ لِيْ ..
- إلّا نَهْدَكِ الأَبْيَضْ
- حب افتراضي
- شَكْل التَّجَلِّي
- الرّصَاصُ المَصْبُوب
- وحدي..وأشواق الطريق
- لهيبُ الثَلْجِ
- أُحَلِّقُ .. ثمَّ آوي لياطري
- لُبَيْنَى
- حنانيك..ثم لبّيك
- يافانا
- ميعاد مع عيون عسليّة


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر بولس - اليهود المتديّنين -حريديم- يقتحمون الناصرة