أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - أنقسام الله وإعادة تشكيله !!!















المزيد.....

أنقسام الله وإعادة تشكيله !!!


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3051 - 2010 / 7 / 2 - 19:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تبحث هذه الدراسة المتواضعة في طيات جملة ثيوصوفية شهيرة أربكتني جدا : ( الله كلي الحضور ، وحضوره الكلي ليس سوى أسم أخر لعزلته ) ..
كل الميثولوجيات القديمة التي أكدت على صفة كون الله متكلما خطيبا ، يفرش مسرحه وقت ما أحب ويبدأ بالخطب الرنانة عن نفسه !! تلك الأجندات الفكرية هي طبعات مكررة لقصة واحدة ، الصراع بين ما هو شخصي ولا شخصي في الله ، أو بعبارة أخرى هي عملية التفاعل في درجات حرارة منخفضة جدا بين ما هو بشري وغير بشري في عملية كتابة سيرة الله .. هذه السيرة التي كتبتها عقول إبداعية متحررة من عالمها ، على مر العشرة ألاف سنة من تاريخ الإنسان الذي بدأ في أول تجمع بشري في أولى القرى الزراعية بدأت عمليات الأبحاث المتراكمة في داخل الذهن البشري بحثا عن ذاك الفاطر الأولي أو الصانع الذي بنا هذا الكون العظيم ، كانت أكثر أطروحتين بارعتين في هذا المضمار هما السيمنار الزرادتشي والسيمنار الأبراهمي ، الملف الزرادتشي تم غلقه لسببين : الأول كرويته وتكامله ، فهو شمولي لنظام لاهوتي عبر صيرورة جدلية عبرت الأبعاد الأربعة ، والسبب الثاني هو سياسي فالإسلام لم يحارب بلاد فارس عسكريا فحسب بل حاربها فكريا وهذا يتجلى في موقف الخليفة الواثق بالله والمتوكل بالله اللذان قطعا رؤوس العشرات من مفكري هذا الدين ، وبهذا انحسر الدين مثلما انحسرت فلسفات جادة حاولت كتابة السيرة الذاتية لله مثل الأفلاطونية الجديدة ، والكل يعرف كيف أن المحارق في العصور الوسطى التهمت أجساد الفلاسفة الربوبيون الذين أعادوا الاعتبار للخالق بعد حقب من ألــ ( Make up ) المشوهة في إعطاء الرب جسد غريزي وسـلطوي !! الملف الذي كتبه إبراهيم السومري الحالم كان الأكثر تنظيما وإبداعية من بين كل الملفات ، فالشخصيات المتعددة المندمجة في شخصية الرب الإله قد تفككت وانفصلت وراح أبراهام يعيد تشكيلها من جديد ، النقطة الأكثر قوة في هذا الملف هو أنه رب صامت لا يتحدث ، تلك الحقيقة لا أعرف تحديدا مع من بدأت ولكنها وردت في كتابات أبن الراوندي و بيركلي وسبينزوا في أماكن متفرقة ، فلاســـفة العصور الوسطى العظام أعادوا لله هيبته رغم المقاصل والمحارق !!
كل شيء يتوقف على الله الذي لا يمكن التنبؤ بأعماله وهذا ما يزرع الخوف والفزع والجلال والاحترام في نفوس العباد ، تلك الحبكة في هذا العمل الكلاسيكي أعادت الهيبة المفقودة لمحفل الأولمب الذي حولتهم البشر لأوثان تافهة تعمل في دعارة الذهن والمصالح الشخصية !! حياة الرب الجديدة تبدأ بالفعل والقول والنشاط ليل نهار في سبعة أيام فقط ( القفز من اليخت البحري الذي يقيم فيه في اليوم الأول وصناعة الكون والوجود وتصنيع كل الكائنات الحية في الأيام اللاحقة وفي الأخير خلق الإنسان على صورته ومنها خلق الأنثى .. ( العهد القديم والجديد والقرأن ) ، تنتهي تلك الأيام السبعة ويعود من جديد لليخت في هبوط تدريجي نحو الصمت الكامل ، يبدأ من الذروة ثم ينحدر من هناك لعدم الكلام !!! ولا يعرف أحد من كل المنقبين وعمال المناجم الفكرية الســــبب الحقيقي الذي يقف وراء هذا الصمت ؟؟؟
الاحتمال الوحيد الذي يطرحه جاك مايلز وهو لاهوتي بارع في حقيقة أن مســار الرب لا يجري من كلية القدرة باتجاه العجز النسبي وحسب بل الجهل في كلية المعرفة النسبية !!!!! انه ينتظر تكوين نظرية جديدة بنا نحن المخلوقات التي تشبهه في روحها والممسوخة جسدها ، أن الله لا حياة له أن لم يكن متصل بمخلوقه البشري فهو دالة رياضية معرفة لقيمة المتغير الرباني !! وما يعقد المسائل هنا هو أن الميثولوجيا الإسرائيلية ( الرحم الأول للمسيحية والإسلام لاحقا ) لا تشتمل على جبل أولمب ولا على ناد ســـماوي يمكن أن يرتاده ليلهو مع أبناء جنسه !! إبراهيم جرد زيوس من هيرا وبوسيدون ومن إله الموسيقى أورفيوس ، ولكن أبقى على حادس سيدا للجحيم والعذاب مع بعض التعديلات في الشخصية ، فبدلا من الشخصية الرئيسية أصبح حادس شخصية مسطحة فقط !!!
السؤال من جديد : ما الذي عرفه حتى أندفع إلى مثل هذا الصمت ؟؟؟؟
يقول لنا الحديث القدسي المنسوب للنبي عند أعل السنة ومنسوب للأمام علي عند الشيعة : ( كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف ، فخلقت الخلق لكي اعرف ) ، وفق الحديث الله خلق الإنسان لأنه يرغب في أن يعرف وفي أن يحب وفي أن يعبد ، التناقض هنا قاتل جدا !! فالله لم يكن يعرف من البداية مالذي يرغب فيه ولكنه يحتاج لمخلوقه حتى يكتشف نفسه !! الفكرة في محورها رائعة جدا ولكن تتناقض في منظومة اللاهوت الديني ككل مع حقائق أخرى كصفات الله الخارجية من جبروت وملكية وإطلاق وأزلية وخلود وغيرها ، لأن المعرفة تسبق الفعل مرة واحدة فقط وهذه حقيقة في المنطق لا تقبل النقض ، وحين قرر الله خلق الإنسان على صورته وبعدها أعطاه العقل كهبة خاصة منه لهذا الوريث الجديد يعود الله للغضب منه ولعنه وقذفه إلى الأسفل نحو هذا المنفى اللعين ، تراجيديا نوح تعتبر فقدان الرغبة في الاستمرار ، المسيح الحي و المهدي المنتظر دلالات واضحة على أنه يرغب بالاحتفاظ دائما بالهاتف النقال دائما!!!!! ..
ســـــلسة من الأفعال وردود الأفعال لا تليق بإله كلي عظيم مثله ..
رأى الله نفســـه في المرآة فرأى البشر على صورته ، لم يرغب بمواصلة النظر ، فقد الاهتمام بذاته ، لأن الصورة لم تؤدي الغرض في الإجابة عن ســؤال
( من أنت ؟؟ ) ..
عزازيل سيد الملائكة قبل كابريال كان سعيدا جدا في اللحظة التي قرر فيها إعادة تشكيل المعادلة من جديد !! عرف عزازيل ( أمير الظلام ) حسب الرؤية الزرادتشية المنقولة لنا عبر اللاهوت المسيحي في وقت لاحق أن الله لا معنى له من دون وجود تجسيد بشري يمثله ، وهنا تبدأ دورة الوجود في حرب طويلة بين المعرفة والجهل ، بين النور والظلمة ، بين ( أكون أو لا أكون ) ..
وباختصار شديد فأن الله ما أن يفهم الدافع الذي دفعه إلى الفعل في البداية حتى ينقطع الدافع لديه إلى الاستمرار ، وهذا ما يفسر سبب خموده وصمته مع سكان هذا الكوكب !! كانت معادلة بينه وبين نفسه !! هل سينجح هذا المخلوق بالتطور ليصل لقمة جبل الأولمب ؟؟ مع هذا الصراع الميثولوجي الملحمي نجد بأن ثيمة مجهولة تحاول دفع الجميع نحو الهامش !! الجميع هنا هم ( الله ، الإنسان ، عزازيل المقامر ) ، ما هي تلك الثيمة التدميرية التي تريد تفكيك كل شي ، من الحياة العضوية إلى الحياة اللاعضوية ، تلك الثيمة الخافية ( أله الفوضى ) غير مشخصة عندي بصراحة ، وأتمنى كل ما أتمنى اعرف عنها شيء قبل المحطة الأخيرة للقطار !!!!!
دائما ما أردد بين أصدقائي جملة ( الحياة هي رفضا للمأساة ) ، الحياة التي أوت بين جنباتها نخبة تعتنق التوحيد وشكلا حقيقيا من الواحدية ، تلك النخبة التي رفضت التدرج اللوني لشكل التوحيد الإبراهيمي – الأسرائلي ، أله واحد في الظاهر وعدة شخصيات في الباطن ، الله ليس قوس قزح ولكنه .... من هو ؟؟؟ هو ذاك الرائع الجميل الذي يسكن في كل شيء وبعد كل شيء ، الله الذي تناثر في السوق وفي البيت والمصنع والبستان وفي محفضة نقود شبه فارغة لسيدة فقيرة تحاول أن تتسوق لأطفالها الجياع !! وكل شيء .. الله يطالبنا أن نعيده من جديد في كيان واحد .. يطالبنا أن لا يكون أله البائسين والجبابرة .. من تلك النخبة جلست أنا وصديق غالي أسمه ( H ) وصديقة جميلة أسمها ( Z ) نرسم لوحة أبدية للكون ، لوحة ليست للبيع !! لكنها خاصة بنا فقط وحدنا ..
شكرا لكم

اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

الرحمة ليست صفة ..
إنها قانون القوانين والتناغم الأبدي
( السيدة بلافاتسكي )



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كافكا .. اللحضات الأخيرة لنسر
- أثنولوجيا قطع الرؤوس عند العرب .. الطقس والجذور
- متى يكون العربي ليس عربيا !!
- نحو لاهوت مخنث !!
- الكانزفيلد في البارا سيكولوجيا .. وعن الكانزفيلد العربي الأس ...
- جدلية الحب .. حسب قاموس بريجيت باردو !!!!
- حين شرحت الشيوعية لجدتي ... لماذا أنا شيوعي ؟؟؟
- عزرا ئيل بقبعته المكسيكية في مدينة الحلة سائحا !!!
- من مفكرة نيزك يتسول في شوارع المجرة !!
- أنا ونرجس ونيتشه ... الوحي بلون أحمر !!!
- فأر يكتب مذكراته .. ( الأنزيمات التي أعلنت نبوتها )
- ماكياج عربي ... فقط !!!
- تعاسة البشر وأشياء أخرى
- رسالة للرفيق حميد مجيد موسى .. ليته يسمعني ؟؟؟
- من الباراسيكولوجي .. فرضية بيجماليون في تفسير مابعد الحياة
- الماتور بأمر الله !!!
- من ميراث رحم سيدة لاتنجب سوى الأناث !!
- ترنيمة ماركسية للموت وللحياة
- قطعة من وليمة لأعشاب البحر
- وحي بأربعة أبعاد .. المشهد الخامس { الزمن الراجع }


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - أنقسام الله وإعادة تشكيله !!!