أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عبدالله - مفارقة: العلمانية ضرورية وليست كافية














المزيد.....

مفارقة: العلمانية ضرورية وليست كافية


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 00:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المطران جورج خضر رئيس مطرانية جبل لبنان للروم الأرثوذكس كان ضيفا علي فضائية " روسيا اليوم " في البرنامج الشهير ( حديث اليوم) ، صال وجال بعقلانيته المعهودة في الحديث عن التعايش والحوار بين الأديان وآفاق العولمة في مجتمعنا العربي ، كما أفاض في تأييده مسألة الزواج المدني ( الاختياري ) في لبنان .

يؤكد المطران خضر أن السبيل الوحيد لنتمكن من العيش مع بعضنا البعض في العالم العربي ، الذي يضم أكبر فسيفساء إثنية ودينية وعرقية وثقافية ، هو أن ننفتح وأن نتكاشف من أجل الوصول إلي حالة من الفهم المتبادل . وأن النظام العلماني يحافظ علي التعدّدية الروحية ويضمن دورها، مثل الإمبراطورية البيزنطية التي كانت علمانية ومدنية . فالإمبراطورية لم تكن ثيوقراطية ( دينية )، بل كان الحكم يساس بتناغم بين الدولة والدين . لم يحكم الإمبراطور الكنيسة ، ولم تحكم الكنيسة الإمبراطورية ، ناهيك عن أن أغلب نماذج الحكم السياسي الإسلامي التي حفظها لنا التاريخ نحت منحي مماثلاً .

خلاصة القول أنّ العلمانية كحكم مدني هي ( أحد الحلول ) التي يجب اعتمادها لحل مشكلة الطائفية في العالم العربي ، وللحفاظ علي التعدّدية الدينية والتناغم السليم بين ما هو ديني وما هو سياسي . لكن هذا الحل -برأيه - يبقي (حلاً خارجياً)، ضرورياً ولكنه غير كاف، لأنّ جذور المشكلة قابعة في (النفوس)، وهذا هو أهم ما طرحه المطران الفيلسوف ، برأينا . أولا : لأنه أكد أن العلمانية ليست ضد الدين ولا تملك تغيير الشرائع الدينية، لكنها تفصل الدين عن الدولة، لا أن تتدخل في شأن من شئون الدين. فالسلطة المدنية، عند الفيلسوف الإنجليزي "جون لوك" (1632 - 1704)، المؤسس الأول لحقوق الإنسان، لا ينبغي لها أن تفرض عقائد الإيمان بواسطة القانون المدني، سواء تعلق الأمر بالعقائد أو بالشرائع، ولا ينبغي علي الحاكم، كما يقول " في رسالة التسامح "، أن يتدخل إلا فيما يضمن السلام المدني، لأن الدين أمر يخص الفرد وحده، وهو علاقة شخصية بينه وبين الله، وللحق لم يكن الغرب مستعدا للاستماع للوك إلا بعد أن أنهك دينيا ومدنيا، ولا أدري كم سنحتاج من الوقت والجهد حتي نشعر بالإنهاك والانتهاك؟.

ثانيا : اعتراف المطران جورج خضر ( أبرز المؤسسين للحوار المسيحي الإسلامي في عالمنا العربي المعاصر ) بأن المشكلة ليست معرفية ثقافية فقط ، تتعلق بنقص المعلومات بين شركاء الوطن الواحد المختلفين دينيا ، أو الوعي بطبيعة هذا الاختلاف وكيفية التعامل معه من أجل الوصول إلي صيغة للتعايش معا، وإنما أقر بشجاعة بأن المشكلة هي بالأساس تكمن في وجود (معوقات نفسية ) تسكن منطقة اللاشعور ، تمنعنا - غالبا - من التخلص من أحمالنا الثقيلة وموروثاتنا المعوقة لهذا الانفتاح علي بعضنا البعض .

وحسب عالم النفس الفرنسي " بيير داكو " فإن الحوار العقلاني المنطقي لاينفع في هذه الحالة، لأنه يكون حوارا مع اللاشعور وهذه المنطقة لها لغتها الخاصة البعيدة عن الطرح العقلاني، وربما لهذا السبب ظل الحوار بين الأديان في معظمه ، محصورا داخل دائرة ضيقة جدا ولم يتعدها إلي الجماهير المستهدفة أساسا بهذا الحوار، لأنه يستعمل غالبا لغة العقل التي لايوجد بينها وبين اللاشعور أي حوار مشترك .

اللاشعور بحاجة إلي عملية تفكيك وتحليل ، والدفع إلي استبصار طبيعة معوقاتنا الذاتية ، وهو ما يتطلب تضافر جهود المتخصصين من علماء النفس والاجتماع وغيرهم ، وليس رجال الدين فقط.



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلق الأمريكي والخروج إلي العالم
- كلينتون وسوفوكليس وصراع الديوك
- لماذا المواطنة الآن ؟
- الحصانة الذاتية
- دروس صينية في القمع والثورة
- جلوكل .. وأشياء أخري ..
- شباب إيران بروكسي
- فؤاد زكريا‏..‏ هذا الذي بدأ
- المخلص والمنقذ والمنتظر
- علي أبواب الحرب بالصدفة !
- بالمصري .. ساحة أثينا الجديدة
- الشعب صنيعة حكومته
- الأمن العالمي‮.. ‬لا يتجزأ
- السبيل إلي إنصاف المحرومين
- هل يمكن حماية الدين دون الحد من حرية التعبير؟
- تغير المناخ والسلام العالمي
- تفكيك أفلاطون
- المسكوت عنه في تغير المناخ
- كيف نمنع أحداث نجع حمادي في المستقبل ؟
- الحوار المتمدن والحكمة الذهبية


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عبدالله - مفارقة: العلمانية ضرورية وليست كافية