أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - ممكنات -اللاحل- التفاوضي واستحالاته!















المزيد.....

ممكنات -اللاحل- التفاوضي واستحالاته!


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ صعود اليمين الديني والقومي المتطرف مجددا، إلى السلطة في إسرائيل، وتفوقها على تطرف مثيلاتها ممن أسميت في حينه "قوى الانقلاب اليميني" التي فازت بانتخابات الكنيست عام 1977، وائتلاف نتانياهو الحكومي يواصل عمليا تجاهل وجود "الشريك الفلسطيني" إلى حد تغييبه وعدم الاعتراف جديا بوجوده، أو إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية معه، على أساس إقامة "دولة فلسطينية" إلى جانب "دولة إسرائيل"، والاعتراف بهذه الأخيرة كونها "دولة يهودية"، أو "دولة الشعب اليهودي" المجاورة لهلام "دولة الشعب الفلسطيني"، مع ما يتضمنه ذلك من ضرورة لتبادل أراض وسكان، أي التخلي عن كتلة المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية من جانب الفلسطينيين، مقابل تخلي الإسرائيليين عن جزء من المثلث الفلسطيني المحتل عام 1948، وضمه إلى كيان الدولة الفلسطينية المفترضة والموعودة وفق "التسوية العقارية" أو تسوية "السلام الاقتصادي" التي ينادي بها نتانياهو وائتلافه اليميني، دون أن يعني ذلك مقدرتهما على التوصل إلى اتفاق ملزم بشأنها.

حتى هذا "الحل" يبدو افتراضيا من وجهة نظر إسرائيلية بحتة، وخاصة من وجهة نظر نتانياهو ذاته، الساعي للترويج "للا حل" على أنه "الحل المطلوب"، أو "الحل الممكن" في إطار ونطاق إمكانية الوصول إلى تسوية سياسية، تتباعد آفاقها يوما بعد يوم، حتى في ظل تحوّل المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة، يجري التعويل عليها للتطرق بشكل جدي إلى قضايا المفاوضات الست أو السبع؛ بإضافة قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وفي مقدمتها قضايا الحدود والأمن واللاجئين.

لهذا تحديدا يعيد نتانياهو، أو ما فتئ يعيد تصوراته "للا حل" في سياق طرحه للحلول التفاوضية الممكنة، على طاولة المفاوضات المباشرة، فحين يصبح "اللا حل" هو الحل في منظور نتانياهو وتصوره للتسوية، لا يتوانى عن تكرار موقفه الداعي للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وجعل الدولة الفلسطينية كيانا منزوع السلاح، ومقبرة لحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجّروا منها. وهما هنا ركيزتان أساسيتان للتسوية المنشودة، وذلك من أجل إقناع الإسرائيليين لتقديم "تنازلات ملموسة"، على حد تعبيره، على أن يقبل "شريك فلسطيني" الاعتراف بـ "الدولة اليهودية"، وانتهاء مطالبه منها، وهذا يعني – وهو هنا يقولها بالفم الملآن – أن يتم حل مسألة اللاجئين "خارج حدود إسرائيل"! أي خارج حدود فلسطين المحتلة عام 1948.

وبذا.. فقد أشّرت مقابلته مع صحيفة الفيغارو الفرنسية التي نشرتها يوم 27 أيار (مايو) الماضي، إلى انتدابه لذاته "مخلّصا" لإسرائيل من أزماتها الوجودية، حيث اعتبر مهمته الأساسية "تأمين ديمومة الدولة اليهودية"، على قاعدة أن "التاريخ لن يعطي فرصة ثانية لليهود". ما جعله يحدد مسؤوليته الثابتة بالتوصل إلى ما أسماه "سلام واقعي"، يجب أن يترجم بضمانات أمنية قوية، على حد تعبيره، تتجاوز قدرة وإمكانيات الطرف الفلسطيني على توفيرها بالطبع، ولكن من ضمن هذه الضمانات أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وأن يجري حل مسألة اللاجئين خارج إطار وحدود دولة إسرائيل اليهودية!، وهذا بالضبط هو منطق "اللا حل" في إطار البحث عن "حل" لن يوجد ولا تتوافر مقوماته الواقعية، حتى لو ادعى أن "أحد التحديات الحالية هو تنمية الوضع الاقتصادي للفلسطينيين وجيراننا"، فكيف ونتانياهو هنا يوسّع بيكار "اللاحل" امتدادا من "حلم سلامه الاقتصادي" إلى "حلم السلام السياسي" منحازا إلى "حل" أو "لا حل" تحسين وضع الجميع اقتصاديا: (إسرائيل والفلسطينيين والأردن ومصر، ومن يدري؟ ربما يوما ما سوريا ولبنان) وذلك كمنطلق لإحلال "سلام اقتصادي" أولا يفتح الطريق نحو "سلام سياسي" مؤمل!.

يدرك نتانياهو بالطبع أن انتظار المستحيل، لن يفضي إلاّ إلى انتظار ما يقهر تلك "المستحيلات" التي يضعها ائتلافه الحكومي من أجل "لا حل"، يسيّد إسرائيل دولة خارج القانون، تفرض حلولا غير قانونية، وبإسناد من حلفائها الدوليين (الولايات المتحدة نموذجا ومثالا)، أما اللقاء بين أوباما ونتانياهو وبدعوة تبدو "إستدعائية"، فهي ربما استهدفت فرض شروط جديدة على الطرف الفلسطيني، وبمعاونة أميركية هذه المرة ايضا، لإظهار نجاح "الوساطة" الأميركية في حلحلة بعض عُقد التفاوض، وخاصة عُقدتي الأمن والحدود، وهما مسألتان يريدهما الائتلاف الحكومي الإسرائيلي لمصلحته أولا وأخيرا، بدل الاستجابة للمطلب الفلسطيني القاضي بتعيين الحدود تفاوضيا وتبادليا؛ للسكان ديموغرافيا، وللمساحات جغرافيا وبنسب معينة، يريدها الطرف الإسرائيلي بما يتجاوز 6.5 في المئة إلى 12 في المئة، بينما يضع المفاوض الفلسطيني في اعتباره أن لا تزيد "المبادلة" وبالمثل عن 2 – 3 في المئة دون احتساب القدس وأراض أخرى.

وإلى أن تتضح وتتبلور المواقف النهائية من قضايا المفاوضات، على طاولة المرحلة اللاحقة ووجها لوجه، ستبقى قضايا "اللا حل" تفرض نفسها على أمل تطويع مواقف "اللا شريك الفلسطيني"، الجاد في رؤية قضايا الحل تفرض نفسها لمصلحته، الأمر الذي لا تتوافر شروط تحققه حتى اللحظة، في ظل هذا الاختلال الفادح والواضح لمصلحة إسرائيل وتحالفاتها الإستراتيجية على الصعيد الدولي، وفي إطار "الشرق الأوسط الكبير" على ما أرادته الولايات المتحدة، ولم تفلح في محاولاتها حتى اللحظة، رغم خوضها أو دعمها لحروب ما تني تتواصل. ثم ها هي ولتحقيق ذات الأهداف، تحاول المضي بالمفاوضات قدما، نحو نتائج لم تقد مقدماتها، ولن تقود؛ وفي مراحلها كافة، إلاّ إلى استمرار مسببات الفشل، والعبث، الأكثر هيمنة ولمعانا من ذهب المفاوضات بشكليها، وهي الموعودة بالإخفاق أكثر من وعدها بإنتاج دولة الكيان منزوع السلاح، كأقصى ما يعد به نتانياهو عبر سلامه الاقتصادي الحالم، وسط تداعيات الانهيار المالي العالمي، وهو يخط على الأرض معالم مأزق مقيم في عالم الاقتصاد، كما في عالم السياسة، وما يشهده من انهيارات في القيم والمبادئ وتراجعها أمام سطوة الأمن والعقل الأمني، خاصة لجهة ترجيحه "اللا حل" كحل متوافر وممكن ضمن ممكنات، عبثا يحاولون النفخ في روحها، وسط مستحيلات أو استحالة توفرأي حل تفاوضي، لم يعد ممكنا في المدى المنظور.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدوران الأوروبي حول عنق زجاجة الأزمة
- قلق مصيري غائب ورضا سكوني خائب
- دولة تنتجها المفاوضات باختلالاتها لن تكون دولة فلسطينية
- تعافي الاقتصاد من باب العودة إلى السياسة
- نحو مقاربة تعريفية جديدة للقضية الفلسطينية
- في الطبائع المتلونة للاستبداد الآسيوي
- ابتذالات الانقسام الفلسطيني وأضراره الانحطاطية
- اليونان.. نموذجا وضحية أولى للأزمة
- وطن النكبة.. الأرض التاريخية للشعب الفلسطيني
- الفلسطينيون ومأزق التفاوض على المفاوضات!
- مفاوضات لا تعد إلاّ بالفشل
- مفاوضات التقارب وترياق الوعود العرقوبية
- رقابات تفتيش فسطاطية تتناغم و-حسبات- تكميم الأفواه
- تهويد القدس والتصدي لمشاريع أسرلتها
- المقاومات الحلولية والوطن المغيّب
- قناع الترانسفير الجديد والمهمات المتجددة
- ستارت 2 : آمال التوقيع ومنغّصات المصادقة
- حتى توراتيا لم يكن هناك -قدس يهودية موحدة-
- حذار لعنة تديين الصراع
- ماذا بعد فشل مباحثات -انعدام الثقة- الأميركية - الإسرائيلية؟


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - ممكنات -اللاحل- التفاوضي واستحالاته!