أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - صارت تركيا بطلاً حقيقياً للفلسطينيين















المزيد.....

صارت تركيا بطلاً حقيقياً للفلسطينيين


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 22:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في الأيام القادمة، ستقود تركيا ، بدون شك، المحاولات الدبلوماسية لإدانة إسرائيل في الأمم المتحدة.. رويترز..
عندما ينظر خبراء التحليل والمؤرخون إلى مسيرة العلاقات الإسرائيلية التركية الممتدة، لن يكون من الصعب توقع مساره نحو الأسفل. قُتل أمس، على الأقل، عشرة نشطاء على متن الأسطول الصغير المتجه إلى قطاع غزة، وبينهم العديد من المواطنين الأتراك. هذه الحادثة ستكون لها موقع خاص في مسيرة هذه العلاقة لتكشف عن اللحظة التي ضحّتْ فيها إسرائيل بروابطها الستراتيجية مع القوة المتصاعدة في الشرق الأوسط (تركيا).
سواء كانت ممارسات القتل نتيجة لردود فعل عنيفة.. عجز أو أسوأ من جانب المغاوير الإسرائيليين الذين اقتحموا المراكب، فمن المؤكد أن الحادثة سيكون لها تأثير مضاعف على نظرة المؤسسات والمجتمعات الإسرائيلية والتركية كل للآخر. إن العلاقة الستراتيجية بين البلدين نجتْ من التوترات الدبلوماسية بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة، لأن المجتعات الدفاعية والأمنية في كلا الطرفين كانت قادرة على الألتقاء في نقطة تسوية معينة، رغم زيادة صعوبة تحقيق هذه التسويات في السنوات الأخيرة حول منافع أمنية ملموسة.
يعتبر الجيش التركي زبون أساسي prime client للتقنية والأجهزة الإسرائيلية المتطورة. جددت صناعة الدفاع الإسرائيلية طائرات ودبابات تركية، وباعتها الصواريخ وتقنية الاتصالات. كانت لدى إسرائيل خطط تزويد الجيش التركي بالقمر الصناعي وأنظمة الدفاع الجوي. بكلمة أخرى، صارت إسرائيل مفتاح تحديث الدفاع التركي. وبالمقابل، وفّرتْ تركيا المجال space لتدريبات القوات الجوية والبحرية والبرية الإسرائيلية، والعلاقات مع ثاني أكبر جيش لمنظمة حلف شمال الأطلسي- حلف الناتو. تم توسيع العمليات التدريبية الدفاعية، والتمرينات المشتركة بين إسرائيل وتركيا وطُبقت بطريقة سرية في العديد منها.
لفترة ما، بدا أن هاتين القوتين غير العربيتين، حيث تعملان في منطقة تحت الهيمنة العربية، مرتبطتان في سياق فهم مشترك لجيرانهما. دول الجوار الثلاث الصعبة لتركيا: سوريا، العراق، وإيران، كانت كذلك تحتل قمة المخاوف الإسرائيلية. تلاءمت الديمقراطية التركية ذات التوجه الغربي مع القيم المزعومة لإسرائيل Israel s purported values. بل حتى المحللين الإسرائيليين خمّنوا speculated بأن التقارب مع تركيا يضع سوريا، إيران، والنظام العراقي السابق تحت مظلّة القوة الجوية الإسرائيلية عند الحاجة لتوجيه ضربة عسكرية. من هنا فالتحالف مع تركيا يوازن الضعف الإسرائيلي الستراتيجي الخاص بها.
أختفى هذا الخيال/ الحلم fantasy الآن: المشهد الطبيعي الستراتيجي المتغير في الشرق الأوسط.. وجهة نظر تركيا الإقليمية الجديدة.. والأكثر أهمية، الغباء الإسرائيلي بإساءة التعامل مع تركيا، قادت إلى تغيير اللعبة. في حين ستبقى تركيا المنافس التاريخي والسياسي لإيران، فإنها لن تشترك في مسألة الوجود الإسرائيلي، ومن المحتمل إبعاد مخاوف إيران. ارتباط تركيا مع إيران، من المحتمل كذلك، بأنه أغضب إسرائيل بشكل كبير. هوس الكيان اليهودي ضد إيران صار مشلولاً من الوجهة الستراتيجية، عاجزة عن الدخول في لعبة التدريبات التي أدتها تركيا بصورة جيدة جداً. وعلى نفس النمط، أدارت تركيا بكفاءة أحداث الحرب على العراق، ولتبرز كواحد من اللاعبين ممن استفادوا من الحرب، حيث عارضتها أصلاً. بعد تحييد المسألة الكردية وبناء الروابط مع أغلبية الفئات العراقية، فهي تُركز حالياً على تطوير العلاقات الاقتصادية وضمان قيام حكومة متوازنة في بغداد. وبالمقارنة، تقوزقت fixated إسرائيل على تهديدات رأس النظام العراقي السابق، ولكن بعد إزاحته من السلطة، انتقلت تلك المخاوف والقلق السياسي الإسرائيلي نحو إيران.
حوّلتْ انقرة حتى العلاقات التي كانت معقدة مع دمشق إلى إحدى العلاقات ذات المنفعة المتبادلة. بطبيعة الحال، كان على تركيا أولاً التهديد بالقوة لإرغام سوريا على التحول الجذري بإسقاط دعمها للحركة الانفصالية الكردية ومطلبها الإقليمي بشأن محافظة Hatay (الاسكندرونة). وعلى أية حال، حالما تحقق ذلك، تحرّكتْ السياسة التركية سريعاً باتجاه تحويل سوريا إلى شريك صغير junior partner. من جهتها، إسرائيل عاجزة عن التفكير إلى أبعد من الهيمنة العسكرية بالقياس إلى سوريا الأضعف.
ذلك الانحراف في المنظورات الستراتيجية ليست المشكلة الوحيدة. بعد الهجوم الإسرائيلي على الأسطول الصغير، صار الجيش الإسرائيلي IOF مسئولاً عن قتل مواطنين أتراك، وأنه خسر بالتأكيد الجيش التركي كمحام أساس له في أنقرة. القادة العسكريون الأتراك قد لا يريدون خسارة تواصلهم مع إسرائيل، لكنهم على الجانب الآخر، يواجهون معارك أكثر أهمية مع الحكومة. إن انتشالهم لاسرائيل من هذه السقطة، سيجعلهم مكروهين جداً لدى الشعب التركي.
الاتراك مشغولون حالياً بدفن قتلاهم الذين انضموا إلى القائمة الطويلة للشهداء الفلسطينيين في الوجدان العربي والتركي. تلك الوصلة الرمزية لن تُقطع قريباً، ويؤسس مسافة ميلية (بالأميال) ثمينة valuable political mileage للسياسيين الترك ممن يُريدون قطع الصلات مع إسرائيل.
عدم احترام إسرائيل للطبيعة الديمقراطية للسياسة التركية، لعب كذلك دوره في تعميق هذه الفجوة. وجّهت إسرائيل لومها على كل شيء لرئيس الوزراء التركي Recep Tayyip Erdogan بالعلاقة مع ارتباطه بالقضية الفلسطينية، من تُهم الانتهازية السياسية لغاية الميول الإسلامية.. وهنا يتكشف كم أن إسرائيل صارت ممتعضة تجاه نمو الفكر الشعبي الإسلامي. إن موقفه (اردوغان) يعكس بساطة نمو الإجماع في بلده وفي المنطقة، بأن إسرائيل حتى في ظروف محاولات ومقترحات السلام الأكثر مجاملة، تبقى مهتمة بالهيمنة العسكرية.
خسارة الشراكة التركية ليست الصداع headache الوحيد لإسرائيل. حادثة أمس القاتلة، حوّلتْ تركيا إلى البطل الأول للقضية الفلسطينية. لِقادة الترك ثقة أعظم بالشارع العربي من الزعماء الضعفاء للفلسطينيين (والعرب). تركيا، كذلك، أقل سمّية بكثير، على المشهد الدولي، من إيران. أي قدر من التغطية يحتاجه القادة العرب لإعاة استئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين لن يكون قادراً على إيقاف الحملة التركية لسحب إسرائيل إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
في الأيام القادمة، ستقود تركيا، بدون شك، التهمة الدبلوماسية لإدانة إسرائيل في الأمم المتحدة، حيث أنها (تركيا) عضو غير دائم في مجلس الأمن، ومع شركائها الأوربيين الذين لن يستطيعوا طرد حالة قوية تطرق بابهم. تركيا في موقف قادر على حشد الدعم بين القوى المتوسطة middle powers وحركة عدم الانحياز بضمنها البلدان العربية.
معالجة أنقرة للازمة ستكون مهمة إذا ما أُريد تفادي النزاع في المنطقة. السيطرة على العواطف ومنع التصعيد هي من الأمور التي تستطيع الحكومة التركية وحدها من إدارتها..
مممممممممممممممممممممممـ
Turkey has become the true champion of Palestine, By Emile Hokayem,aljazeera.com, 02/06/2010 .
-- Emile Hokayem, a political editor at The National of Abu Dhabi, can be reached at [email protected].
Source: Middle East Online.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرقة وطن.. صار العراق: مشلولاً.. حزيناً.. فاسداً..
- تلوث ساحات المعارك باليورانيوم المنضب.. ولّدت محنة السرطان..
- المسيحيون العراقيون متمسكون بإيمانهم في المنفى الأردني
- قمة المخاوف العربية.. تتركز في سباق تسلح نووي إقليمي
- مشكلتان مصيريتان في العراق المحتل..
- الاضطراب السياسي في العراق يمكن أن يؤدي إلى الحرب الأهلية
- غضب عارم في الموصل بشأن إدعاءات حقيقية للتعذيب في سجن سري ل ...
- من محصلات الاحتلال.. الانتحار، الاختطاف، الدعارة، والمتاجرة ...
- إيران.. القنبلة والدببة السعيدة..
- الرياح العاتية.. الإبادة الجماعية السائبة
- اوباما يهدد إيران بالقنبلة النووية
- جرائم حرب في العراق وأفغانستان
- الولايات المتحدة تدفع باتجاه تصعيد العدوان في الصومال، لكنها ...
- تورط أطباء عراقيين في سرقة أعضاء بشرية
- حان الوقت للولايات المتحدة أن تعترف بحقيقة خطط إيران النووية
- الأمم المتحدة- اللجنة العليا لشئون اللاجئين: تصاعد حاجات الل ...
- العراق: استمرار النزوح الجماعي
- انقلاب طهران في العراق؟
- توني بلير.. صلات نفطية سرية في الشرق الأوسط
- عيد الأم العراقية


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - صارت تركيا بطلاً حقيقياً للفلسطينيين