أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - فضاء الحرية ؟















المزيد.....

فضاء الحرية ؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 20:42
المحور: الادب والفن
    


نحن من أبناء النور ؟
الإستبداد وانعكاساته في الغربة ؟

لا للستائر
لا أستطيع النوم والستائر على النوافذ
ولا الجلوس في أركان الغرفة والحاجز القماشي أمامي
أشعر بالإختناق !؟

أزيحوا الستائر إرفعوا الستائر عن نوافذي ..

قالت لي إحدى الصديقات مرة : سأجلب لكم هدية الستائر عندما زارونا للتهنئة في الإقامة في السكن الجديد !؟ فابتسمت , وقلت لها هل أريك كم عندي من ( ستائر ) الحرير والمخمل والقماش المنوع والمزركش !؟
تعجبت أن نوافذنا حتى الاّن يغطيها فقط الدانتيل المخّرم الشفاف فقط في الجزء الأعلى من النوافذ ! ؟
طبعاً لا ننسى أصص الزهور على حافة النافذة ..

من قال أن الستائر ليست جميلة .. وتعطي الأناقة وتضفي الجمال لغرف المنزل ؟ , , وغرفة بلا ستائر
كأنها عارية مهما وضعت فيها من أثاث ..
وخاصة في عالم الموضة وصرعات الإستهلاك في هذا العصر , وحمى الغيرة والتقليد في كل شئ . كل عائلة تتباهى اليوم والأمس بموديل ستائر غرفة نومها , وجلوسها وبأغلى الأسعار وأحدث الماركات .. ,, لا بأس كل إنسان له رؤية وقناعته وأفكاره ...
. لا يهمني كل ذلك البذخ والتفنن والتكليف والتعقيدات في زركشتها وموديلاتها وألوانها ..
هم أحرار .... كما أنا حرة في ديكور بيتي .. بيتي مملكتي .. هو جزء مني , إنعكاس لتفكيري وذوقي وهواجسي أليس صحيحاً ؟ ؟

يلفنا الإضطهاد في كل الدوائر
وتلفني , وتعلقني الغربة في كل الستائر

......
أينما سكنت ومكثت في غربتي المتنقلة عبر المحطات والعواصم , كنت أحذف الستائر من أمامي , أطويها أخبئها في زاوية الجدار أو في الخزانة ..
مهما كان لونها ونوعها وجمالها حريرية مخملية قماش نايلون تفتا الخ .. .... أكرهها أزيحها جانباً لا أرضاها في غرفتي ..
أشعرها جلاّداً أسدياً أمامي , أسود اللون رافعاً ساطوره يسد نوافذ وطني عليّ.. ليقطع التواصل بيني وبين روحي .. وجذوري البعيدة المغروسة في تلال القديسين وصخورها المعمدة في ندى الخزامي البرية التي تحاكي جبال لبنان الشرقية علوّا ونشيد حرية ..
ليقول لي لم يعد لك وطن إسمه سورية !؟


شعور جديد سكنني !!؟
إلهي ما هذا الشعور .. لغتي مع وطني .. روحي المحلقة بين صيدنايا ودمشق ونهر بردى ورائحة بيتي المهجور الذي يحرسه العنكبوت وحيدا !؟
لم أعد أراه ؟ ولا أمشي في شوارع دمشق القديمة المبلطة بالحجارة المرصوفة تاريخاً وعراقة ؟ أو أتسلق صخوره صعوداً وترنيماً ومرحاً !؟

لم أكن كذلك حينما سكنت دمشق و سط دوائرها الأهلية الإجتماعية النضالية الفوارة بالحركة وغذاء العقل وتواصل الكلام واللغة في ميدان المهنة والعمل اليومي الطويل ..

إنه التحدي .. المجابهة النفسية لي ,,
تحد لحريتي .. ونظري .. وفكري .. وتواصلي .. وحبي للمكان البعيد الذي عشقته وتغنيت به .
لا للستائر

لالا ,, لا أريد الستائر أمامي لأنها تحجب الضوء والنور والمدى وفضاء الحرية والتفكير الحر البعيد المحلق فوق أجنحة الطيور
....
أنا صديقة النوارس والطيور السابحة في الفضاء بيضاء كتوشيح السماء تغني لخالقها وحريتها لا يمنعها حاجز أو حدود لا برد ولا رياح ولا ثلوج أ وأمطار –
أنحجب هذا الجمال وحضن الطبيعة ..؟؟؟ ونحضن السدود والحواجز وسجن الغرف والحيطان ؟ لا .. لا كلا كلا
فأنا المتمردة على كل قيد ..
أنا إبنة الحرية .. والإنفتاح .. والإنطلاق
نحن من أبناء النور ..


أتحمّل حرارة الشمس , ولا أقبل العتمة وسد النوافذ وتغطية الزجاج ,, لمنع وهجها ونورها في زيارة المكان .
لا أفضل , ولا أكتفي النظر في أثاث البيت وتحفه ولوحاته ووروده .. هناك أسمى وأغلى وأفضل من كل ما يحويه المنزل من مؤثرات صوتية وجمالية ..
هناك في الخارج حيث الفضاء .. والإنفتاح .. وارتياح النظر ,, مشهدي ولغتي المفضلة .. أتكلم معها باستمرار وتكلمني بألوانها وموسيقاها وتناغمها وتلاوينها ولوحاتها .. يعلمني صمتها المفعم بالحركة والأصوات الداخلية المتناغمة .. تناديني في كل لحظة لدرس و حوار , لتعلمني جديد اللحظة وتجدد الأمل , ولكي أرسل مع نوارسها وطيورها قبلة وتحية لمن أحب في الوطن والشتات والتوزع العائلي ..
... إذا هناك عالمي الجميل المريح


لا أستطيع النوم والستائر على النوافذ الزجاجية , لا بد لي من النظر إلى السماء والنجوم والقمر الضوء والمدى ..

الستائر من الستر؟
من الحجب والحجاب , والنقاب , والخيمة , والخوف من الاّخر
فأنا متصالحة مع الإنسان ومع الكون .. فلا أخافهم ولا أخاف السجان ,, بل أتمرد على أجهزته وسطوته التي تغتال الجمال والموسيقى والحرية .. وتشويه تلالنا وعواصمنا بسجون الرعب ,, ليهرب الحمام الأبيض وطيورالتين إلى البعيد , ويهجرالحجل .. أعشاشه الجبلية !؟

لا لا لا , لم تفلح أيها الغاصب حريتي ,.. فأنا أتمرد علي القيد والسجون وأنا في غرفتي أتحداها في جلوسي ونومي وسيري في الطريق , وكلمتي و نثري وخواطري وبكل ما أملك من وسائل التعبير..

الستاتر عدوتي .. تعني لي الظلام .. ونحن أعداء الظلام والظلم والظلمة
أشعر أنها حاجز تقف أمامي ,, تلغي تفكيري , وامتدادي لوطني
توقف سير التبذبات الغير مرئية التي أرسلها شفهياً , وتحجب لغة التواصل والتحاور بيني وبين شعبي ووطني , تمنع طاقة النور التي تسعدني وتفتح ذهني وعقلي , والحرية المصلوبة معي منذ عقود كيف أجعلها تغرد .. كيف أطلقها تزغرد ؟
هل أسجنها هل أقبض على جوانحها داخل السواتر والستائر والحيطان والمقابر ؟؟ أم أفتح لها باب صدري ونوافذ بيتي ..
فنحن عشاق النور ... وأبناء الشمس .. والهواء !؟؟

لقد كرهت الستائر في الغربة لأنها حاجز اّخر وسجن اّخر ومنع اّخر لديكتاتورية عسكرية تطارد الوطنيين أينما سكنوا ..
هي قبضة أخرى وامتداد قمع النظام وعتمة النظام , تحجب النور والضوء والمدى والحرية عني , وعن تواصلي مع من أحب وأعبد ......وطني !

أن تعرف أخي وأختي القارئة متى كتبت هذه الخاطرة التي كانت تصورات وشعور في داخلي قديم ؟
دخلت مكتبة الحي المعتادة زيارتها بين حين واّخر ,,
اتجهت إلى صندوق .. و رف الصحف والمجلات العربية
.... تصفحت بعض المجلات البرجوازية الأنيقة الغالية الثمن وما أكثرها ,, التي تعرض أحدث القصور و العطور والمكياج والذهب والإكسسوارات الألماسية واللؤلؤية والشيك وطلاق وزواج وأخبار وعلاقة الممثلات والفنانات وووو أحدث أثاث المنازل الراقية وقصور المسؤولين وأتباعهم والطبقة الجديدة وشاهدت صور الستائر الملوكية التي تبهر المتفرج والقارئ بما تعكس من رومانطيكية وغنى وثراء وألوان وبذخ ووو فوراً اشتعلت الفكرة وشرارة الكلمة عندي , فأخذت القلم وكتبت رؤوس الأقلام لأسجل هذه التعليقات والملاحظات الذاتية التي كانت تختمر في عقلي وتفكيري منذ زمن طويل ......... ,, بينما لاتعيش هذه البراقع والمظاهر المكممة للرؤيا السليمة في تقاليد وتفكير الشعب الهولندي الطيب الذي يشرع نوافذه للنور في طول البلاد وعرضها دون حواجز وقضبان حديدية , ليعيش مع الطبيعة بأمان دائم ..؟
إن الغربة ومشاعرها واّلامها ومعايشتنا لها هي ( الكير ) لذي يؤجج النار .. لإشتعال نار الكلمة الحية الصادقة في مشوار الزمن ..!!
مريم نجمه / هولندة



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفاتر الغربة ؟
- زهرة الطحالب
- نسائيات - 6
- رشة عطر , كمشة زهر , باقة نثر , قطرة دمع - 4
- رشة عطر , كمشة زهر , باقة نثر , قطرة دمع ؟ - 3
- السياسات الخرقاء المشبوهة ؟
- من ملعب الزهر , إلى روضة العلم ؟ - 8
- نسائيات - 5
- على مشارف الفجر - 8
- تعابير عامية صيدناوية ؟ - 6
- من كل حديقة زهرة ؟ - 34
- النوفو ريش .. الأثرياء الجدد ؟
- أيار شهر الأعياد المجيدة ؟
- باقة حب ربيعية للطفولة
- رشة عطر .. كمشة زهر .. باقة نثر .. قطرة دمع ؟ - 2
- ورودنا لم تتفتح بعد ؟
- هدايا : سبع
- فنجان قهوة وتحية للطبقة العاملة ..؟
- رسالة إلى معتقل في سجن تدمر العسكري , من خواطر زوجة سجين سيا ...
- رسالة إلى أم العواصم


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - فضاء الحرية ؟