أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - جياع العالم.. والمقتدرون المقترون (2-2)














المزيد.....

جياع العالم.. والمقتدرون المقترون (2-2)


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رضي السماك - كاتب بحريني (سياسي)

لئن عبرت النداءات التي وجهها الدالي بلقاسم (المدير الاقليمي لبرنامج الاغذية العالمي) إلى أغنياء العالم والتي يستصرخ فيها ضمائرهم لانقاذ مليار انسان من الهلاك جوعاً عن المرارة والألم اللذين يشعر بهما الرجل من تجاهل مليارديرية العالم - دولاً وشخصيات - لتلك المأساة الانسانية الجماعية، فإن نداءات جاك ضيوف المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة ومن موقع مسؤوليته الدولية والانسانية باعتباره الرجل الأول في هذه المنظمة المعنية باغاثة جياع العالم، ومن موقع أيضاً خبرته المديدة في المنظمة ذاتها، ومن ثم المامه الدقيق الشامل والمعمق ليس بخريطة الجوع في مختلف أصقاع العالم فحسب، بل بالمتسببين الفعليين في خلق معظم حالات وأوضاع الجوع في المعمورة.. لكل هذه الاسباب مجتمعة فإن نداءاته التي استصرخ فيها "ضمائر" هؤلاء الميتة جاءت اكثر غضباً وسخطاً لما يبدونه من لا مبالاة وتفرج متواصل وعدم اكتراث بهذه المأساة الجماعية.
واذا كان ضيوف بحكم مسؤوليته الدولية في تلك المنظمة لم يسم بالاسم المسؤولين عن الكارثة، دولاً وانظمة وشركات، سواء على الصعيد الداخلي لكل دولة ام على الصعيد العالمي بوجه عام، إلا أنه يحسب له جرأته في تعرية نفاق الدول الغنية الصناعية (الرأسمالية الكبرى على الأدق) لمماطلاتها الدؤوب في الاضطلاع بمسؤولياتها الانسانية، ناهيك عما تبدده من أموال طائلة في صناعة التسلح وتجارة الاسلحة (تريليون دولار) في حين ينام مليار انسان جائع كل ليلة، بل في كل 6 ثوان - على حد تعبير ضيوف - يموت طفل في مكان ما من هذا العالم نتيجة الاصابة بمرض من الأمراض ذات الصلة بالجوع، مما يعني ان اكثر من خمسة ملايين طفل يموتون جوعاً في كل سنة.
وهو يضيف ساخرا بمرارة من نفاق وتسويف تلك الدول الغنية الكبرى: "انهم يصدرون بين حين وآخر تصريحات رنانة يتعهدون فيها بأن ثمة اجراءات مبكرة وحاسمة لكن دعوني الآن أصرخ مرة أخرى بالصافرة".
وعلى سبيل المثال لا الحصر يشير ضيوف إلى انه بالرغم من مرور ما يقرب من سنة على تعهد زعماء الدول الثماني الصناعية الكبرى باستثمار 22 مليار دولار في 3 سنوات لانتاج الغذاء لصالح البلدان الفقيرة فإنه لم يكد يصل شيء إلى تلك البلدان.
ويرجع ضيوف استرخاص هؤلاء الزعماء المماطلة تجاه مليار جائع في العالم لان الكلمات ارخص من الفلوس، فالكلمات لا تسد رمق اصحاب البطون الخاوية، وإذا كنا في حلقة الأمس وصفنا بأن مظاهر البطالة والفقر والجوع في العالم تشكل معاً اخطر قنبلة موقوتة آنية تهدد السلم الأهلي في كل دولة والسلم العالمي عامة فإن "ضيوف" لا يتوانى عن تعليل القلاقل والاضطرابات التي شهدها 32 بلداً في العالم خلال عامي 2007 و2008م فقط بالجوع وكل المشكلات المرتبطة به.
ولعل ما جعل ويجعل نداءات جاك ضيوف العديدة التي ما فتئ يوجهها بين الفينة والاخرى تتصف بالحرارة الصادقة صادرة عن ضمير انساني حي ليس كونه يمثل الشخصية الدولية الأولى المسؤولة عن متابعة مأساة مليار جائع في العالم فحسب بل ينتمي إلى القارة الأكثر فقراً ومنكوبية بالكوارث البشرية المتعددة في العالم.
نداءات مدير عام منظمة الاغذية والزراعة جاءت في متن مقالة له بالشرق الاوسط 10/5/2010م تحت عنوان "الرجل الجائع رجل غاضب" ولربما لو كان على المام كاف بالتراث الاسلامي لوجد في مخزونه جملة من الحكم والاقوال المأثورة اكثر تعبيراً عن مأساة مليار جائع الراهنة ومن يقفون وراءها في عصر الرأسمالية العالمية المتوحشة فعنوان مثل "الرجل الجائع.. رجل كافر" اكثر تعبيراً يليق بمقاله الرائع اقتباساً من المقولة المأثورة "الجوع كافر" ولو علم بها مقدماً لما تردد عن تعليل الاضطرابات الاجتماعية التي حدثت في 32 دولة عامي 2007 و2008م بها ولكانت مقولات مأثورة للامام علي "عليه السلام" من قبيل "لو كان الفقر رجلاً لقتلته"، أو "ما نعمة موفورة إلا وراءها حق مضيع"، أو مقولة أبي ذر الغفاري ذات المنحى المجازي في المبالغة لا التطرف "عجبت لمن لا يلقى قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه!".. لكانت كل تلك المقولات حاضرة بقوة بين سطور مقالته الضافية.
ضيوف متأثراً ربما بقرب بطولة كأس العالم التي ستقام في قارته (بجنوب افريقيا) التي ستصرف عليها مليارات الدولارات على أرض القارة التي تشكل المرتع العالمي الاكبر للجوع والفقر والأمراض استعار غير مرة في تعبيراته لتحذير العالم من هلاك مليار جائع "سأصرخ بالصافرة" من هذا الوضع لكن ليته أوضح نوع هذه الصافرة، كرة القدم لن تنفع مع من هم بكم وماتت ضمائرهم بل لن تنفع معهم حتى صافرات الانذار الخاصة بالغارات الجوية حتى حينما تأزف حرب كونية جديدة بعد أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً مع مليار جائع يقضون نحبهم تباعاً.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حال أول بلد اشتراكي في العالم اليوم (1)
- التعددية في الأسرة الواحدة.. عبدالقدوس نموذجا
- مغزى الاحتفال الروسي بالانتصار على النازية (1)
- الطبقة العاملة.. همومها وعيدها
- كيف مر يوم المرأة العالمي؟
- الإرهاب بين روسيا والعراق
- المرأة والتجربة الديمقراطية الهندية
- من دروس الانتخابات العراقية
- هكذا أصبح حال الشعب الفلسطيني اليوم
- مجلس التعاون ودروس اغتيال المبحوح
- تلازم الإصلاحين السياسي والاقتصادي
- حقوق الإنسان العربي والإفلات من العقاب
- كيف أصبحت سويسرا في مواجهة الإسلام؟ (1 3)
- لكن الجوع صناعة رأسمالية
- الجمهوريات العربية وإشكالية التوريث
- تقرير جولدستون.. هل يتم إجهاضه مجددا؟
- أوباما و-نوبل-.. وآفاق التغيير
- تقرير جولدستون.. وفساد -السلطة-
- دروس هزيمة فاروق حسني
- تضحيات السوفييت في حرب أكتوبر


المزيد.....




- بعد مظاهرات.. كلية مرموقة في دبلن توافق على سحب استثماراتها ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة وأفراد عائلات الرهائن في غزة
- مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي بقصف نفذه -حزب الله- على الشما ...
- دراسة تكشف مدى سميّة السجائر الإلكترونية المنكهة
- خبير عسكري يكشف ميزات دبابة ?-90? المحدثة
- -الاستحقاق المنتظر-.. معمر داغستاني يمنح لقب بطل روسيا بعد ا ...
- روسيا.. فعالية -وشاح النصر الأزرق- الوطنية في مطار شيريميتيف ...
- اكتشاف سبب التبخر السريع للماء على كوكب الزهرة
- جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا
- الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - جياع العالم.. والمقتدرون المقترون (2-2)