أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد عائل فقيهي - المجتمع .. وإرادة التغيير














المزيد.....

المجتمع .. وإرادة التغيير


احمد عائل فقيهي

الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 21:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن المجتمع الذي لا يعرف ما هي «أولوياته»، وما هي أبرز همومه وهواجسه التي ينبغي أن تكون محط اهتمامه ومعالجاته، هو مجتمع لا يعرف من هو ومن يكون وأين موقعه، ذلك المجتمع الذي يبدو في كثير من الأحداث.. مجتمعا يُفكر بالنيابة عنه، أي أنه مجتمع لا يملك روح المبادرة، وبالتالي يظل مجتمعا مصابا بشلل في التفكير وضبابية في الرؤية.. وهو أمر يجب أن يكون مكانا للمحاججة ومحلا للتساؤل، هل المجتمع السعودي مجتمع يتم التفكير عنه بالنيابة حقا، كما يقال ويتردد دون أن تكون لديه رغبة في تغيير ذاته على مستوى النظر إلى هذه الذات من الداخل وقراءتها قراءة فاحصة وماعنة، وعلى مستوى النظر إلى العالم.. هل المجتمع السعودي مجتمع يملك كل مقومات التغيير والتطوير أم أنه مجتمع «راكد»، وهل هناك حالة «نهوض» في المجتمع السعودي تتمثل في صعود نخبة سعودية قليلة.. على المستوى الفكري والثقافي والعلمي والحقوقي، وفي كافة المستويات. في مقابل ذلك الركود، هل تأثير الفكر التقليدي ساهم في الانسداد التاريخي والاجتماعي والثقافي. إن كل هذه التساؤلات التي أطرحها «هنا» تأتي نتيجة قراءتي المتواضعة للمشهد السعودي الذي أرى أنه يشهد تحولا «جذريا» نحو كل الاحتمالات.. ونتيجة لكل التجاذبات الفكرية والثقافية، وهو «تحول» ربما أدى إلى هذه الهوية وكيفية التعامل معها، وربما أفضى ذلك إلى ضياع لهذه «الهوية» في ظل واقع المجتمع السعودي الذي يحاول ما استطاع وما لديه من قوة التشبث بكل قيمه الدينية وعاداته وتقاليده الاجتماعية وموروثه العشائري والعائلي، ويحاول بالمقابل أن ينفتح على العالم وعلى كل ما يحمله هذا العالم من تحولات جذرية باتجاه عولمة كل شيء.. عولمة الثقافة والاقتصاد.. واختراقات ما يسمى بالدولة الوطنية.. وخلق مجتمعات جديدة تحمل هوية المجتمع العالمي العولمي الذي لا يحمل أي ملامح لتلك الدولة الوطنية. هذا «المجتمع» الذي هو انعكاس لفكر الفضائيات العابر للقارات وثقافة الصورة سواء جاءت هذه الصورة في السينما أو التلفزيون أو الإنترنت أو غيرها من الوسائل.
ذلك أننا نتجه اليوم إلى مجتمعات لا تحمل أية هوية وطنية، وثمة محاولات لتذويب المجتمعات الوطنية لتصبح مجتمعا واحدا.. أي مجتمعات لا طعم لها ولا رائحة.. هي نتاج كل مجتمعات العالم.
ولذلك، فإن المجتمع، الذي يملك الأولويات والمحددات التي من خلالها يصل إلى مبتغاه وإلى آخر الشوط ومنتهاه، هو مجتمع يعرف كيف يفكر، وماذا يريد؟. ومن هنا فإن المجتمع السعودي يبدو في ظاهره وكأنه مجتمع بلا مبادرات.. إلا من خلال مبادرات مجتمعية قليلة تنشد البحث عن استحقاقات مستقبلية، وتبدو المرأة في المشهد السعودي أكثر طموحا من الرجل وأكثر اتجاها للبحث عن مواقع في مؤسسات المجتمع.. أجدني أقول إن مبادرات الدولة المتمثلة في القرارات التاريخية لرمز الحوار والتنمية والإصلاح الملك عبد الله بن عبد العزيز هي أكثر استشرافا للمستقبل وأكثر طموحا من المجتمع الذي لا يملك روح المبادرة، ويبدو في كثير من المواقف أكثر تشبثا بتقلديته وثباته.. وحتى عندما يتأثر هذا المجتمع.. من خلال كثير من أفراده بالقيم الغربية، فهو يأخذ أسوأ وأردأ ما في هذه القيم، إنه لا يأخذ أفضل وأجمل ما في الثقافة الغربية، إنه يأخذ فقط القيم الاستهلاكية الهشة والفارغة والثقافة المهمشة في المجتمع الغربي.. وليست الثقافة الغربية العميقة والمنجز العلمي الغربي، إنه لا يقلد الغربي في اتقانه لعمله ومهنته وانضباطه وعشقه للابتكار والابداع، لكن يقلده في أزياء الشباب الغربي وميوعتهم في الرقص والغناء الصاخب، في السطحي وليس في العميق من الفكر الغربي والسلوك الغربي.
أخيرا، إن غياب روح المبادرة في المجتمع ــ أي مجتمع ــ هي غياب لعقل المجتمع ومؤشر على أن عقل هذا المجتمع عاطل عن العمل.. عاطل عن التفكير.. ولا يملك أو يمتلك الإرادة التي تمكنه من خلق وضعية جديدة لوجوده تجعله أكثر التزاما واحتراما لمواقفه ومواقعه، أكثر وعيا بما يجب أن يكون عليه المجتمع الذي ينبغي أن يفكر هو لا أن يتم التفكير بالنيابة عنه، وتبدو الدولة في كثير من مبادراتها وقراراتها أكثر تقدما منه وتجاوزا له، والسؤال متى يملك المجتمع القرار والمبادرة.. ويصبح أكثر حراكا وحركة نحو التغيير والتطوير.



#احمد_عائل_فقيهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجابري: مفكر النخبة.. ومثقف الجماهير
- المثقف العربي والمنفى
- القصيمي .. هل هو مفكر أم رجل غاضب ؟
- «التخلف» .. هل هو ظاهرة عربية ؟
- فؤاد زكريا..( العقلانية ) طريق لبناء المجتمع
- ليكن حوار المجتمع لا حوار النخبة
- الواحدة
- ثنائية الفساد والاستبداد
- تسطيح المعرفة ..وتسليع الإنسان
- بالمعرفة وحدها .. نواجه المستقبل


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد عائل فقيهي - المجتمع .. وإرادة التغيير