أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أمين شمس الدين - الافتراءات والأكاذيب في -الموسوعة الكبرى- الروسية















المزيد.....

الافتراءات والأكاذيب في -الموسوعة الكبرى- الروسية


أمين شمس الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 23:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


منذ انتهاء العمليات الحربية في جمهورية الشيشان وحتى يومنا هذا، يلاحظ استمرار وسائل الإعلام والصحافة الموجهة في روسيا الاتحادية بصب الزيت على النار، ولا تدع مجالا للأم الجراح التي سببتها حرب تسعينيات القرن المنصرم في جمهورية الشيشان، التي أودت بحياة عشرات الآلاف من المواطنين الشيشان الأبرياء، وشتتت أضعاف مضاعفة منهم في أصقاع هذه الأرض، وأبكت الأمهات الشيشانيات والروسيات على حد سواء.
إن بعض وسائل الإعلام الروسية سواء المسموعة منها والمرئية والمكتوبة، تشير وبدون انقطاع إلى اتهام الشيشانيين بالإرهاب واللصوصية وبقطاع طرق ..الخ. ولا تتوانى في الإشارة بأصابع الاتهام لأي عمل تخريبي داخل روسيا الاتحادية إلى الشيشانيين وغيرهم من القوقازيين. ومما يؤسف له حقا بأن شخصيات سياسية معروفة، ووجوه من أعضاء في الدوما الروسي ومسؤولين حزبيين أمثال جيرينوفسكي الليبرالي لا ينفكون في خطاباتهم ومقالاتهم عن الإساءة للشيشان والشيشانيين، وكأنهم (تلك الشخصيات) طير أبابيل هبطت من السماء للدفاع عن روسيا الاتحادية، وهم في حقيقة الأمر العدو اللدود المتخفي لروسيا الاتحادية متعددة القوميات، المشارك في تخريبها، عن طريق بث الفتن والنعرات القومية بين شعوبها، ويظهر ذلك في مقالة جيرينوفسكي "فيس كوكاز- أغرومني تشيركيزوفسكي رينوك" (كل القوقاز- عبارة عن سوق تشيركيزوفسكي ضخم).
ولا تقل إساءةً الأفلام الحربية التي تبثها من فترة إلى أخرى محطات التلفزة الروسية الرسمية وغيرها، في كل مناسبة تسنح. فعلى سبيل المثال يبث الإعلام التلفزيوني الروسي أفلاما ومسلسلات تصور الشيشان برمتهم وأينما وجدوا، بملامح وحوش ضارية، لا يتقنون سوى النحر والقتل، وبأنهم أعداء الروس. ومن هذه الأفلام سيئة الصيت: "غروزوفيه فوروتا" (أبواب الرعد)، "فوينا" (الحرب)، "بويفيكي" (المقاتلون)، "تشيست إمييو" (يُشرّفني) وغيرها..
كما أن هناك إصدارات مهمة تسيء بمجملها إلى الشيشان والشيشانيين بدون سبب، وتثير النعرات القومية بين شعوب روسيا الاتحادية. ومن بينها "بلشايا إنسيكلوبيديا" (الموسوعة الكبرى) والصادرة عن دار نشر ألمانية، وما جاء فيها من معلومات خطيرة في وصف تاريخي يسيء للشيشانيين. و"الموسوعة الكبرى" في أجزائها الاثنين والستين، صدرت عن دار "تيرّا"، عام 2006م، بـ 150 ألف نسخة. وتتضمن "الموسوعة" 160 ألف موضوع قام بإعدادها مجموعة كبيرة من المؤلفين، ولجنة تحرير علمية، ومن عشرة أكاديميين من أكاديمية العلوم لروسيا الاتحادية.
ويقول الكاتب علي تيميرخانوف: إن ما يهمنا في هذا الموسوعة هو الجزء الثامن والخمسين، الذي يتضمن موضوعا بعنوان "جمهورية الشيشان"، مكون مما يزيد عن ثلاث عشرة صفحة مليئة بأكاذيب كبيرة وافتراءات كتبت بوقاحة عن الشعب الشيشاني، وعن تاريخه، وعن ديانته، وعن ثقافته ونمط حياته.
ومن جهته وصف مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، الأكاديمي فيتالي ناؤمكين وفريقه، الرواية التي تشير إلى التاريخ الشيشاني، والتي أُدرجت في "الموسوعة الكبرى" الروسية بعنوان "جمهورية الشيشان"، بأنها "تلفيق متعمد"، كما ويتهمون كاتب المقال ببث الشقاق القومي و "الافتراء، وإهانة كرامة شعب بأكمله".
ويستنتج البروفيسور ناؤمكين ورفاقه من تحليلهم لنوايا الكاتب، كخبراء معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بأن الكاتب قصد أن الشيشان عاشوا فقط من وراء السلب والنهب. وبأنه "فيما لو صدقنا ما جاء في الموسوعة، فإن الشيشان لم تشغلهم سوى الغزوات والحروب فيما بينهم، أو مع جيرانهم، أو مع روسيا..". ويتابع ناؤمكين، قائلا: .. تم شرح سير العمليات الاجتماعية- السياسية المعقدة لتفاعل الشيشان مع الشعوب الأخرى، وتعاونهم معها، بطريقة بدت معها فطرية وبدائية لأقصى درجة. يؤكد ناؤمكين، قائلا: يتضح بجلاء بأن الكاتب يحاول تحريض المجتمع الروسي ضدهم، مثيرا النعرة القومية.
إن الحجج والبراهين المؤكدة وآراء الخبراء غدت الأساس الوحيد لوضع الحلول الصحيحة للمسألة. إن القاضي الشيشاني المعروف في موسكو، رُمان غوتسييف خرج بحكم عادل، حين اعترف بكون الجزء الثامن والخمسين من "الموسوعة الكبرى" يحوي مواضيع متطرفة في مضمونها. وقرر مصادرة المطبوعة المذكورة حالا من جميع أماكن تداولها. ليس هذا فقط، بل وإدراجها في القائمة الفيدرالية للمؤلفات المتطرفة.
لقد قال الفنان العالمي المشهور الراحل محمود عصامباييف، في حينه: "لا أستطيع السكوت. وأؤكد على أنه في حقيقة الأمر فالدور الشيطاني في تسعير العداء والحقد تجاه الشيشانيين منذ الأيام الأولى لحرب تسعينيات القرن المنصرم، والقتل الجماعي للسكان الآمنين في بلاد الشيشان، لعبته وسائل الإعلام العامة وتلفزيون روسيا الاتحادية. إن دورها وببساطة إجرامي وجنائي".
وبهذا الصدد يؤكد الإعلام الشيشاني، على لسان الناطق بحقوق الإنسان في جمهورية الشيشان، نوردي نوخادجييف، قائلا: "خلال السنوات العشرين الأخيرة أصبحت جمهورية الشيشان بمثابة بؤرة استخلاص أرباح ومكاسب، والحصول على أمجاد رخيصة ملوثة بالدماء، ليس لأولئك الذين تلطخت أياديهم في الحرب والسياسيين الخبثاء، الذين برزوا على الساحة وحصدوا النقاط على جثث آلاف من مواطني روسيا الاتحادية فحسب، ولكن لكل تلك الأشكال من الطرداء من بين جملة معشر الصحافة، و "المدافعين عن حقوق الإنسان"، و"السياسيين"، و "الخبراء" أيضا.
وجدير بالذكر هنا، أن النائب الأول لرئيس مجلس الفيدرالية الروسية، ألكسندر تورشين، في إجابته على الرسالة التي وجهها له الناطق بحقوق الإنسان في جمهورية الشيشان، نوردي نوخادجييف بخصوص هذا الموضوع، قال: "سيتم في اقرب فرصة بحث مسألة تزوير التاريخ الذي يسيء إلى قوميات روسيا الاتحادية، بالتعاون مع أجهزة السلطة المعنية بقضايا القوقاز، مع إشراك العلماء وسياسيي البلاد". ويرى الكسندر تروشين، بأن المسألة حيوية، وخصوصا في ظروف العلاقات الإتنية الصعبة التي يمر بها شمال القوقاز، فهو يقول في إجابته: " أُدرِك تماما انشغال بالكم بخصوص الموضوع في الموسوعة المتعدد الأجزاء، والمشبعة بمواد غير دقيقة من حيث الترتيب الزمني والحقائق، وأن طريقة عرضها تخرج عن نطاق العمل الأكاديمي. وهذا ينعكس في استخدام معان ذات طابع انفعالي وتقديري".
وعلى صعيد آخر نرى انتشار بعض الأنشطة والتصرفات الشوفينية والعنصرية، التي تؤججها جهات مشبوهة في أنحاء متفرقة من روسيا الاتحادية ضد القوقازيين والآسيويين والقيام بالاعتداءات الجسدية عليهم، لدرجة القتل، على أساس اللون والعرق، لا تعمل بالتأكيد لمصلحة روسيا الاتحادية. يبدو بأن هناك من داخل روسيا نفسها من يريد بأن تستعر الحرب في منطقة القوقاز مرة أخرى، وتهديد دولة روسيا الاتحادية من جديد.
إن مثل تلك الأعمال اللامسؤولة والمتهورة لا تتطابق مع المعايير الأخلاقية والقانونية، ولا مع تقاليد روسيا الاتحادية متعددة القوميات. إن هذه الأنشطة الخطيرة لا يمكنها إلا أن تعيق عملية التقارب الأخوي لشعوب روسيا، وتهدد الأمن والاستقرار في مناطق روسيا الاتحادية المختلفة. في الوقت الذي تسعى فيه جمهورية الشيشان قيادة وشعبا إلى التقارب والتفاهم مع جميع شعوب روسيا الاتحادية، وتحاول التعاون اقتصاديا وفنيا ورياضيا مع كافة مناطق روسيا الشاسعة، ولها ممثليات ومنظمات اجتماعية فيها. وكما نعلم تقوم جمهورية الشيشان في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المشارف الجنوبية لروسيا الاتحادية. ويعتبر الشيشانيون أنفسهم في موطنهم بأنهم يشكلون مع كافة شعوب روسيا الأخرى عائلة واحدة متوحدة للمصلحة العامة.
إن الإعلام الموجه في روسيا يقلق شيشان وقوقاز المهجر أيضا، وخصوصا هنا في الأردن، الذين يعتزون بكونهم مواطنين كاملي الحقوق فيه، بين أبنائه الطيبين الكرماء، وبرعاية العائلة الهاشمية الجليلة، ويسعون دائما إلى تحسين وتقوية روابط الأخوة والصداقة والقرابة مع ذويهم ومعارفهم في وطنهم التاريخي جمهورية الشيشان وجمهوريات شمال القوقاز الأخرى. ويعرفون تماما بأن مصلحتهم مرتبطة مع مصلحة وطنهم التاريخي أيضا، والذي بدوره ترتبط مصلحته بمصلحة روسيا الاتحادية عموما. ويستنكرون الأعمال الإرهابية والتخريبية، وكل الأنشطة العنصرية والشوفينية أينما كانت، وكل ما يسيء إلى تقارب وتفاهم الشعوب واستفزازها، من أي جهة تصدر.
ومن جهة أخرى أثلج صدورنا، ما صدر في الأيام الأخيرة من تصريحات لرئيس روسيا الاتحادية دميتري ميدفيدييف حين أشار في خطابه حول الأحداث المؤسفة الأخيرة في مترو أنفاق موسكو وفي الداغستان، قائلا: "إن وسائلنا الإعلامية العامة يجب أن لا تؤدي إلى شق صفوف مجتمعنا في المسائل المتعلقة بالحرب مع الإرهاب، وإلا سيؤدي ذلك إلى ضعفنا، وسنتحول من شعب يريد النهضة إلى عجينة"؛ مما يعني تأكيد لما جاء في موضوعنا، ويحث على أن تُولي الأجهزة الإعلامية جل عنايتها للم الصفوف، ودرء الفتن، والتقارب الأخوي بين شعوب روسيا الاتحادية، لا تنافرها. نأمل بأن يأخذ الإعلام في روسيا الاتحادية أخيرا مساره الطبيعي، وأن يعمل لمصلحة روسيا قاطبة، ومن أجل السلام في العالم كله.



#أمين_شمس_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خانباشا نورالديلوف/ بطل الاتحاد السوفييتي
- معيار الثقافة الشيشانية
- قصيدة للشاعر الأردني الراحل الأستاذ شمس الدين عبد الرزاق الش ...
- الشيشان ما بين الانفصاليين و-الإماراتيين-
- الشيشان والإنجوش معا ضد الإرهاب
- الشيشان/ قصائد من الشعر الشيشاني المعاصر
- الشيشان/ لا- لعفو عام في الشيشان بعد اليوم
- رئيس جديد لجمهورية الإنجوش/ القوقاز
- تخريب إيديولوجي
- في ذكرى نفي الشيشان والإنجوش في المرحلة الستالينية
- جمهورية الشيشان- إنجازات حقيقية
- الجيواستراتيجيا الأطلنطية والتحول في الموازين
- أكتوبر ..قصيدة الشاعر زايندي مطاليبوف
- خمس سنوات على حرب العراق
- الشيشان: دعوا الجراح تلتئم
- السيناريو الشيشاني- المخرجون والممثلون


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أمين شمس الدين - الافتراءات والأكاذيب في -الموسوعة الكبرى- الروسية