أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - معتز حيسو - واقع الإعلام في اللحظة الراهنة















المزيد.....

واقع الإعلام في اللحظة الراهنة


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 09:03
المحور: الصحافة والاعلام
    


إن التطورات التكنولوجية أثرت بشكل واضح على وسائل الاتصال محدثة ثورة في عالم المعلومات، يتضاءل فيها دور الصحافة المكتوبة أمام تزايد دور المحطات الفضائية و الانترنيت المخترق لكافة الحدود، بحيث لم يعد مجدياً مواجهة الثورة المعلوماتية بالوسائل التقليدية التي مازلت تتبعها بعض الدول، ويجب أن نلاحظ بأن الدول المتقدمة وكبريات الشركات الإعلامية شعرت بأهمية الإنترنيت وخطورته على استمرار سيطرتها الإعلامية، لذلك فإنها اشتغلت على إيجاد الحلول المتناسبة مع التطورات الحاصلة وتوظيف الثورة المعلوماتية للمحافظة على استمرارها، و قد أوضحت الإحصائيات على انخفاض معدلات توزيع صحيفة الوشنطن بوست من 62,8 مليون نسخة عام 1985 إلى 55,2 مليون نسخة عام 2002 ، وقد تحول الكثير من متابعين الصحف إلى متابعة القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية والإنترنيت، ولذلك نرى بأن كافة الصحف قد خصصت مواقع خاصة بها على الشبكة الدولية إضافة إلى إتباع أساليب التشويق والإثارة على صفحات جرائدها، وإرسالها للمشتركين عبر البريد الكتروني، ومع كل هذا لم تزل الصحافة المكتوبة حتى الآن تخضع لمصالح مالكيها وتوجهاتهم السياسية .(1) ويمكن أن نشير هنا إلى أن محرك الأبحاث الشهير google يرجع بصفة دائمة ومستمرة إلى أربعة آلاف وخمسمائة مصدر من مصادر الأخبار، يستمد منها المعلومات التي أوردت تلك المعلومات التي يتولى نشرها لحظة تسلمها مع الإشارة طيلة الوقت إلى جميع المصادر التي أوردت تلك المعلومة وهو ما تعجز عن فعله وسائل الإعلام الأخرى .... هناك من يتحدى أنه لا يمكن أن يمر أكثر من عشرين دقيقة على وقوع أي حدث مهما كان صغيراً في أي مكان من العالم دون أن يتم نشره على الشبكة العالمية. وفي أحد المؤتمرات الأخيرة ذكر مدير البحوث والتنمية في YAHO أن حجم الشبكة العامة يستوعب أربعين بليون صفحة وأنه يضاف إلى هذا العدد في كل لحظة عدة آلاف جديدة من الصفحات (2)
أمام التزايد الكمي الكبير للمعلومات و تعدد الوسائل الإعلامية فإن الفرد لم يعد يكتفي بما يتلقاه من أخبار ومعلومات من وسائل الإعلام المحلية، وأكثر من ذلك فأنه لم يعد يكتفي بدور المتلقي للمعلومات بل يساهم عبر الانترنيت بنشر آرائه، و ما يتوفر لديه من معلومات، ويساهم في حوارات مفتوحة ومباشرة، ويبحث عما يريده في أي وقت يشاء ومن أي مصدر يريد .
إن الثورة المعلوماتية الراهنة حولت الإعلام إلى ساحة مفتوحة للمشاركة، لم يعد يجدي فيها محاولات المسيطرين على الوسائل الإعلامية في الكثير من دول العالم الثالث التحكم التقليدي بحركة التبادل المعلوماتي و التقييد على الحريات الإعلامية والسياسية .....إن ما وصلت إليه ثورة الاتصالات لا يعني بأن نتائجها إيجابية بالمطلق فهي بقدر ما تحمل من إيجابيات فإنها تعاني من الكثير من السلبيات التي تتنافى مع الرسالة الإعلامية الهادفة إلى نشر المعرفة والتقريب بين الثقافات والشعوب، وتبرز أحد هذه الإشكاليات في الميل المتزايد للسيطرة على الوسائل الإعلامية و توظيفها سياسياً واقتصادياً بما يتناسب مع الميول المصلحية للشركات الإعلامية وتوجيهها لأهداف معينة ورغبات محددة، إضافة إلى تمركز ملكية الكثير من الوسائل الإعلامية بعدد محدود من الشركات وأصحاب الرساميل .
إن مكمن الخطورة في تحكم الشركات الكبرى بالصناعة الإعلامية يتجلى في تزيف الحقائق أو إخفائها بما يخدم مصالح الجهات المالكة، تراجع الإعلام الجاد والمسؤول أمام تزايد هجوم الإعلام السطحي المخاطب للغرائز والمكرس للوعي الاستهلاكي، ميل الصحافة إلى الإثارة والإهتمام بأخبار المشاهير والفضائح السياسية والأخلاقية ...
أما في الدول المتخلفة، ودول العالم الثالث عموماً فإن النخب السياسية المسيطرة توظف التطور الإعلامي لتأبيد سيطرتها على شعوبها في محاولات متكررة لعزل شعوبها عن تتبع المتغيرات والتطورات الحاصلة على الساحة الدولية، وهذا يقتضي بالضرورة تقييد حرية الرأي و الحريات الإعلامية، وقد تلجأ بعض دول العالم الثالث في محاولة منها لمجارات التطور الإعلامي إلى خصخصة بعض الوسائل الإعلامية أو فتح المجال أمام الشركات الإعلامية الخاصة ، لكن بقدر ما تحمل هذه الخطوات من إيجابيات وتحديداً تقليص هيمنة وسائل الإعلام الرسمية وتكريس التعددية في مجالات العمل الإعلامي التي تفسح المجال لظهور آراء وشخصيات سياسية وإعلامية جديدة، وإبراز أهمية وضرورة تعدد وتنوع المصادر الإعلامية ... ، فإن السياق الطبيعي لتطور القطاعات الإعلامية الخاصة يقود إلى تحكم رأس المال الخاص في توجيه السياسات الإعلامية ، ومن الممكن أن تتحول إلى أدوات تخدم هيمنة الشركات الإعلامية الكبرى المهيمنة عالمياً متحولة في سياق تطورها إلى احتكارات تدور في فلك السياسيات الاحتكارية العولمية. إن هذا لا يلغي ضرورة وجود صحافة حرة تكون معبرة عن الفعاليات السياسية والمدنية .. والدفاع عن حقها في البقاء، لكونها تمثل وتعكس أهمية التنوع والإثراء والغنى الفكري والسياسي ....
إن الإعلام المعولم وتحديداً الشركات الإعلامية الكبرى تساهم في تزايد حدة الانحلال الاجتماعي والأخلاقي من خلال ما تنشره وتروج له من أشكال ثقافية استهلاكية هدفها الأساسي تحقيق الربح. ولكن هذا يجب أن لا ينسينا الجوانب الإيجابية للثورة المعلوماتية التي قلصت المسافات وحدت من فاعلية الحدود الجغرافية القائمة لينمو شعوراً فردياً مؤسساً على عالمية المواطنة. إن السرعة الهائلة في نقل المعلومات وضعت كثيراً من الحكومات في مواجهة مكشوفة أمام شعوبها، لم يعد يجدي معها التستر خلف الشعارات الكبرى، والتذاكي على المواطنين وتضليلهم من خلال سياسيات إعلامية إيديولوجية لم تعد تتناسب مع المرحلة الراهنة ... لتتحول هذه السياسات في السياق العام للتطور لمجرد ردود أفعال تعبر عن حالة من اليأس والعجز أمام المتغيرات المتسارعة، ولا تعبر إلا عن ميول متنحية سيتجاوزها التطور التاريخي عاجلاً أم آجلاً . ( يجب التنبه لخطورة الخطوة الأمريكية لضبط وتحديد وتهميش تأثير عمل الفضائيات، وتحديداً ذات السياسات المقاومة للسياسات الأمريكية، و يتزامن معها إنشاء هيئة عربية للرقابة على الإعلام الفضائي وللتضييق أكثر على الشبكة العنكبوتية...)
إن الحجم الهائل للمعلومات والسرعة الكبيرة في تبادلها، إضافة إلى تنوع وتعدد المصادر الإعلامية ساهم بشكل واضح في تزايد إمكانيات الحوار والتقارب بين الثقافات، مما يساهم في تغيير المنظومات القيمية والأخلاقية والثقافية السائدة، إن الثورة المعلوماتية تضع الإيديولوجيات أمام اختبار انحلال أشكالها السائدة المعيقة لحركة التطور التاريخي مما يؤدي أحياناً إلى نكوص مرضي لجذر الأصولية السلفية وتعبيراتها الإيديولوجية على قاعدة التمسك بالهوية، ويتقاطع هذا مع تمسك الإنسان في الدول المتخلفة نسبياً بما هو قائم، ليس رغبة منه برفض التغيير بل خوفاً من أي جديد، لافتقاده السيطرة على حاضره.
====================================================
1- الصحافة ومستقبلها الغامض د : أحمد أبو زيد ،مجلة العربي العدد 567
2ــ التكنولوجية الرقمية والإعلام الجديد . د: أحمد أبو زيد ، مجلة العربي العدد 577.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن تكون يسارياً
- هل بات مفهوم الثقافة عائماً وملتبساً
- تناقضات رأس المال
- أوهام مواطن عربي
- إشكالية اليسار الماركسي مقاربة الواقع اللبناني
- نهايات عربية
- بعض مهام الماركسية واليسار في المرحلة الراهنة
- العلاقات الإيرانية – السورية واقع وآفاق
- التأزم الإيراني وإشكاليات التحول
- لن نكون طائفيين ولن نتشبه بهم
- قراءة لواقع راهن
- القمم العربية واقع وسيرورة
- الإنسان أولاً
- الأزمة الاقتصادية تعيد ماركس إلى الصدارة
- إشكاليات الجمعيات الأهلية ( تمكين وآفاق )
- الإمبريالية( بحث أولي)
- إشكالية التحرر الداخلي
- تحديدات أولية في العلمانية
- قراءة نقدية في مشروع قانون الأحوال الشخصية
- قراءة في واقع وآفاق الاقتصاد السوري


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - معتز حيسو - واقع الإعلام في اللحظة الراهنة