أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وقار هاشم - وداعا معلمتي وصديقتي احسان الملائكة














المزيد.....

وداعا معلمتي وصديقتي احسان الملائكة


وقار هاشم
ناشطة مدنية

(Waqar Hashem)


الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 03:37
المحور: سيرة ذاتية
    


وداعا معلمتي وصديقتي احسان الملائكة



في وقت يغرق فيه العراق دما ، وتنحسر الحياة الثقافية فيه الى ابعد الحدود.. ينطفيء فيه نجم طالما اضاء سماءه الثقافية والعلمية بهدوء وصمت لسنوات طوال.فقد رحلت عن عالمنا يوم الجمعة الماضي 23 نيسان، الاديبة،الكاتبة والمربية الفاضلة السيدة احسان الملائكة التي عاشت زاهدة في الشهرة والاضواء، باحثة ابدا عن كل ما هو جديد في العلم والادب على حد سواء.لقد عانت الحصار الثقافي بمرارة وكانت هديتها المفضلة والتي تسعدها لابعد الحدود هي حصولها على مطبوع او كتاب جديد.وعندما لم اجد وسيلة لمساعدتها في الحصول على مبتغاها صرت اقص لها المقالات المهمة من المجلات المختلفة باللغة الانجليزية وابعثها لها على شكل رسائل ، وكانت تعلق على ذلك بمقولتها الشهيرة لي :”انك تعرفين كيف تدخلين السعادة الى قلبي”، اتمنى فعلا انني فعلت ذلك.
كانت الاديبة الراحلة موسوعية الثقافة ، فمعلوماتها لا تقتصر على الادب والشعر وانما هي مترجمة من اللغتين الانجليزية والتركية ،لها معلومات غزيرة في الفن والرسم والموسيقى،كتبت النقد الفني والادبي،قرأت كل ما من شأنه زيادة معرفتها بالعالم.
وربما يعتقد البعض انها كغالبية عائلة الملائكة ، محافظة في فكرها . لقد كانت السيدة احسان متفتحة الذهن والفكر وداعية عنيدة من اجل حرية ومساواة المرأة.انها لم تنتم الى اي حزب سياسي غير انهاكانت تقدمية في نظرتها للعالم والمجتمع وما يحصل فيهما من متغيرات.كما كانت نموذجا ساطعا للنضال من اجل العلم والتعلم فبالرغم من تفوقها في دار المعلمين العالية ونجاحها المهني كمدرسة نموذجية في ارقى مدارس بغداد حتي تقاعدها، الاّ انها ظلت تطمح للدراسة فقد تقدمت بعد تقاعدها بطلب الدراسة في جامعة ادنبرة الاّ ان قطع العلاقات زمن النظام الصدامي مع انجلترا حال دون تحقيق حلمها مما دفعها للسفر الى استانبول والدراسة هناك والتعرف على تفاصيل الادب والشعر التركيين الامر الذي ساعدها على ترجمته للعربية.
ربطتني بالراحلة علاقة دامت ما يقارب الاربعين عاما. فبعد ان كانت مدرستي في المدرسة الاعدادية ، صارت صديقتي المفضلة التي الجأ اليها في كل صغيرة وكبيرة لحين رحيلها. فتحت لي بيتها ومكتبتها العامرة بالكتب القديمة والحديثة وبكل الاختصاصات. كنت اتحدث معها عن كل شيء. كنت اكتب لها ملخصا للكتب التي اقرأها وكل نشاط ثقافي او فني او موسيقي احضره.كنت ابعث لها صورا من كل سفرة اقوم بها لتشعر انها معي ، وكان ذلك يسعدها جدا. كنا نتحدث ونناقش احوال واوضاع الوطن، وبالرغم من اعتكافها في البيت وعدم خروجها منه لسنوات عديدة (الاّ عند الضرورة) الاّ انها كانت متابعة جيدة لكل ما يحدث فيه.
صديقتي الراحلة،لم تكن تكتب من اجل الشهرة ، كانت دؤبة ومتواصلة مع رسالتها بصمت . فقد ظلت تكتب الى أواخر ايامها وقبل مرضهاولعل القاريء يتذكر سلسلة كتابتها في صحيفة المدى واعدادها لمذكرات ويوميات شقيقتها الراحلة الشاعرة الكبيرة ، نازك الملائكة.ولها مؤلفات لم تطبع ولم تنشر بعد.
لم يلتفت اليها القائمون على الثقافة زمن نظام صدام ولا زمن ما بعده لان نوعيتها الفريدة لا تصلح للتطبيل ولا لطم الخدود ولا ان تكون داعية للتجهيل الذي صار منهجا في عراق اليوم.
لا اريد ان تكون سطوري هذه مرثية للفقيدة لانها لم تمت،فمؤلفاتهاتعيد الحياة فيها. ولانها ستبقى تعيش في داخلي ابدا....
وعزائي انها ستكون معي دائما.......



#وقار_هاشم (هاشتاغ)       Waqar_Hashem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمس سنوات من الاحتلال
- نازك الملائكة رائدة الشعر العربي الحديث
- اية منظمة نسائية نريد ؟ رد على مقال السيد حسقيل قوجمان المعن ...
- حجاب المرأة لماذا
- تداعيات
- فهد والوضع الراهن في العراق


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وقار هاشم - وداعا معلمتي وصديقتي احسان الملائكة