أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوية رياض الصمادي - قافلة العطش رحلة على أوتار العاطفة المحمومة للدكتورة سناء الشعلان















المزيد.....

قافلة العطش رحلة على أوتار العاطفة المحمومة للدكتورة سناء الشعلان


راوية رياض الصمادي

الحوار المتمدن-العدد: 2984 - 2010 / 4 / 23 - 22:27
المحور: الادب والفن
    





قافلة العطش مجموعة قصصية للدكتورة سناء كامل الشعلان, صدرت في العام 2006 عن مؤسسة الوراق , ومن المؤكّد أنّ قارىء قصص سناء شعلان يجد فيها قصصاً تشدّه، وتدخل المتعة إلى نفسه، بعد أن ذاع من ألوان القصص الحكايات البعيدة عن الشويق بحجة التجريب، وطوراً بحجة الحداثة. فقصص سناء شعلان على الرّغم من ميلها الواضح إلى الحداثة والتجريب لا تستغني عن عنصر الحكاية ،ولا تخلو أيّ قصة منها من التشويق. ومما يزيدها قوة لغتها القصصية الجميلة، إذ إنّها لغة مصقولة، تعهدتّها الكاتبة بالتهذيب والتشذيب حتى صارت لغة أنيقة في غير تكلّف ولا اعتساف.

أما شخوص قصصها فأكثرهم شخصيات هامشية من عامة الناس. من ذلك مثلاً بطل القصة الموسومة بـ"صديقي العزيز" أو بطل القصة الموسومة بـ"رجل محظوظ جداً " أو بطل قصة "اللوحة اليتيمة" وغيرها ،فهي لا تنتقي أبطالها من المثقفين أو من طبقة اجتماعية عليا، وبذلك تقترب من القارئ ،وتختصر المسافة بينها وبين المتلقي. ولكن هذا لا يعني أنّ قصصها تسير في اتجاه واحد، وهو اتجاه الارتباط بالواقع من حيث هو مادة الخيال السردي، بل بالعكس،فنحن نجد في قصصها تلوينًا وتنويعًا في مزج الخيال بالحقائق، والجمع بين الغرائبي والواقعي. كما أنّها تعتمد الأساطير والأبطال الأسطوريين، متخذة من البطل الأسطوري علاقة وآلة ورمزًا يوحي أكثر مما يقول، ويعبّر أكثر مما يصف.

ومثلما أشرت قبلاً فإنّ عناية الكاتبة سناء شعلان بالحوادث التي هي مادة القصة إلى جانب الشخصية عناية أوضح من أن تحتاج إلى طويل تأمّل، وعميق تدبّر وتفكّر. فهي حوادث تتخللها مواقف وحوارات تساعد القارئ في بعض الأحيان على استكمال الصورة، وإدراك التسلسل الغائب شكلياً في النص، لما تجنح إليه أحياناً من الترتيب غير التسلسلي للحكاية أو اللجوء إلى تقنيات الحذف والإضمار والاستباق والاستشراف، فليس كلّ ما ترويه الكاتبة في القصة مذكوراً فيها ذكرًا مفصلاً، فقد تعتمد القصة لديها على الابتداء بالخاتمة أو النهاية تاركةّ للقارئ أن يعيد ترتيب الحوادث التفصيلية في ذهنه مثلما نجد في قصة اللوحة اليتيمة مثلاً. وهذا نهج شائع ومعروف في القصة يلقي على القارئ ببعض المهمة، وهي أن يشارك في تصوّر الحدث ،واستخلاص الدلالة الأدبية من النص.

هذه المجموعة التي تقع في 16 قصة قصيرة،هي مجموعة ذات قصص تلعب على ثيمات الأسطورة والخرافة والحكاية الشعبية، وتخلص منها إلى مزيج قصصي جريء ،يختزل اللاواقع ليقدّم الواقع بكلّ جزئياته الجميلة والقبيحة،ويرسم السعادة بأرقى معانيها،ويكرّس الحزن بكلّ بشاعته وآلامه.وهي مجموعة تتميّز بقدرتها على تقديم مساحات كبيرة من المشاعر الإنسانية والعواطف البشرية بعيداً عن التابوات دون الإسفاف أو الوقوع في شرك المغالطات أو التناقضات أو المبالغات العقيمة، وإن كانت المجموعة تدين بالكثير من تماسكها النصي وتقنياتها السردية للعبة المفارقة التي تجعل للحرمان سداسية،وتجعل البحر كاذباً،وتجعل ملك القلوب بلا قلب،وتحوّل جداراً من زجاجٍ إلى قوةٍ تحجر على مشاعر أبطال قصته،و تجعل الطيران ممكناً لعاشقٍ ولو كان عاشقاً منكوداً،وهي ذاتها من تجعل رجلاً تعيساً جداً محظوظاً جداً في ليلة وضحاها،وهي من تدفع بالناس على السقوط من السماء،وهي من تسوّغ بكاء الشيطان في عالمٍ يدين بالكثير للأحلام والتجاوزات.

والمجموعة في طياتها تحمل الحب الطاهر والمعذب وأسطورة تحاكي عالم غير مرئي، جمالية الصور تحاكي مشاعر كل من يبحث عن الحب قصصها تلتهب مولدة معانات الحب ففي كل قصة تطلعها تشعر أنك تنتقل من عالم إلى آخر عالم سرمدي يضج في ثناياه معاناة كل من أحب وخفق قلبه.

هذه المجموعة تضج بالعواطف المتمردة على الذات وعلى النفس البشرية، فكل ما فيها تحمل في طياتها كم هائل من الحرمان الكامل لكل عاطفة، عنوان هذه المجموعة قافلة العطش أرتسمت في كل زاوية من زوايا مجموعتها القصصية قصص عاطفية بعضها يشوبه الحرمان وبعضها محموم بعاطفة مجنونة، وكأن هذه المجموعة بشكل غير مباشر تعبر عن روح كاتبة هذه المجموعة، فهي عطشى إلى الحب رغم أنها تعبر عنه من خلال مجموعتها، ففي "قافلة العطش" عبرت عن الحب المحرم وعن وأد الحب بقتل المرأة التي هي رمز الحب والحياة.

أما في "النافذة العاشقة" عبرت الكاتبة عن العلاقات الزوجية التي تفتقد الحب وعن الخيانة التي تتمثل بالشهوة وحديث النفس والأنصياع للرغبات المكبوته، الحرمان في "النافذة العاشقة" جاء على شكل فاكهة محرمة نستلذ بها ولكن جرمها لا يستطيع أن يخضع للقياس، ولكن الكاتبة عالجت خيانة الزوجة بأن أبقتها معلقة لا هي خائنة لتعاقب ولا هي زوجة لتخلص لزوجها. في "رسالة إلى الآله" يبدو تأثر الكاتبة جلي بالأساطير الأغريقية، فبطلتها غاضبة ساخطة على الإله زيوس وهو إله الأغريق، عند قرائتها تستشعر الماضي الذي عاشه الأغريق. "الفزاعة" قصة حب تبدو خرافية ولكنها على الأقل قصة حدثت في مجموعة سناء الشعلان، وهذا ما يجعلها تبدوا تنبض بالحياة، فبطلها ينبض بالحياة وما أجملها من حياة ... فلقد شلحت على أبطالها الجامدون روحاً وأكستهم من رقتها وحنانها .... وهذا تجده في حنايا "الفزاعة" لقد بثت الروح في بطل قصتها وجعلته يشعر ويحس وينبض بقلبه القشي وجعلت القصة تحكي بلسانه فكان الوصف رائعاً، وروعتها عندما وصفت الكاتبة أن الحزن والغيرة قد داخل قلب الفزاعة مما يجعل القارئ يتفاعل مع أحداث القصة فتتلاحق الأحداث بشكل لا يمكن تصديقه. على عتبات "سبيل الحوريات" يصادفك حباً غريب الأطوار حباً مجنون ولكنه مقبول في ثنايا أحداثها، أبطالها شاب يهوى العمارة والرسم، سبيل الحوريات بداية حب عنيف حب تتلذذ بها النفس وكما عبرت عنه الكاتبة "لم يكن جسداً يتأمل جسداً عارياً، ولم يكن رجلاً تجذبه امرأة، كان نفساً تتذوق نفساً"، قصة تعبر عن مشاعر إنسانية، قصة تحمل في طياتها شهوة وجنون وحب عاصف ينتهى نهاية جميلة وهي نهاية متوقعة .... ، في "تيتا" قصة محمومة العواطف المكبوتة، كره في طياته عاطفة حب قوية، طبيب استقر في جنوب نيجيريا، وبطلة القصة من قبائل البورورو، غجرية القبيلة وطبيب هويته أجنبية، في هذه القصة تأثر الكاتبة بالروايات الغربية واضح وهذا ما يجعلها تتلون في كتاباتها، وكأنك ترتحل في كل قصة من بلد إلى آخر وكأنك تتجول على أرصفة مجموعتها وترتحل عبر فضائاتها الرحبة، أنك تتلذذ في "الرصد"، فهي قصة رعب تتقاذفها مشاعر محمومة لحب جنية تحرس أموال الكهف الملعون فتسحر قلوب من حولها لتلدغهم في أعماق صدورهم وتحولهم بعد ذلك إلى رماد، في "امرأة استثنائية" امرأة مشوهة لا حول ولا قوة تعيش وهم الحب وتتوهم الأشياء والأشكال وتعتقد أنها إستثنائية وكأن الكاتبة ترسل إشارات غير مرئية على أن الجمال الداخلي لا يمكن قياسه بالجمال الخارجي، وأن الأحلام وحدها من يستغرق بها المشوهون والعاجزون عن أن ينالوا الحب. "قطار منتصف الليل" قصة فتاة تنقذ فتاة مراهقة من حب رجل لا تعرفه الفتاة المراهقة إلا من خلال الأنترنت، حديث نفس يدور في أروقة غرفة الأنتظار الخاصة بالمسافرين، قصة حب غريبة متشعبة المعلمة هي بطلتها وحبيبها قادم ليحبها هي.

التحقيق الصحفي، وقلب لكل الأجساد، وحكِ لي حكاية، وبئر الأرواح، وقطته العاشقة، وزاجر المطر، والجسد قصص تلفها عبقات من قطاف المحبة الغامرة
مجموعتها القصصية رائعة فأنا شخصياً عشت كل قصة وكأنني أنا بطلتها، حتى إنني أستمتعت جداً بإجراء الدراسة النقدية حدَّ أنني لم أشعر الوقت.



#راوية_رياض_الصمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلايا الجذعية تفتح باب الامل بالعلاج حفظ دم الحبل السري لل ...
- موضة اسمها الهوس بأستخدام المسكنات المخذرة !!!
- الأمومة منتظرة تستحق الاهتمام !!! ..... سؤال وجواب مع المستش ...
- الولادة .... طبيعية ام قيصرية ؟
- ألم الظهر: بريء في قفص الأتهام من منا لم يشعر أبداً بألم في ...
- التصرفات هي الدليل على سلوك الآخرين د. عدنان الطوباسي: الابا ...
- حموريتنا أمانة .... قصة قصيرة جداً
- في اليوم العالمي للمرأة 25 منظمة عضوة في آيفكس يناشدون الأمم ...
- دعنا نكن كما كنا
- المسؤولية الإجتماعية للشركات
- حملة تضامن مع الشاب أحمد مصطفى ليخرج من السجن
- أنحناء الدكتاتوريين ..........
- زعماء وعملاء الخيانة والفساد على فراش الحكام العرب
- من قلب الأحداث وتصارع الحقائق
- الثقافة الإستهلاكية.. متى نمتلك ادواتها؟
- النساء في الديانة اليهودية - وحقوق المرأة
- قصيدتي إليك
- الذكاء العاطفي والذكاء الإجتماعي مقدرات قد تجعل الحياة أسهل
- من أسباب التخلف العلمي في المجتمعات العربية والإسلامية .. ال ...
- الوغز بالأبر هل هي ظاهرة أم موضة العصر أم علاج لأمراض مستعصي ...


المزيد.....




- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوية رياض الصمادي - قافلة العطش رحلة على أوتار العاطفة المحمومة للدكتورة سناء الشعلان