أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد الحسيني العابد - الأمن النوويّ حقيقة أو أسطورة؟!















المزيد.....

الأمن النوويّ حقيقة أو أسطورة؟!


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 18:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأمن النوويّ حقيقة أو أسطورة؟!

لقد نجحت الولايات المتحدة الامريكية في الحصول على شبه اجماع على التوقيع على وثيقة جديدة بعنوان الأمن النوويّ. وهذا المعنى كما هو معروف متأرجح بين مفهوم وآخر ومن دولة بمصالحها الى دولة أخرى بمصالح أخرى. وقد عانت العديد من الدول من هذا الأمن المفتعل!
لقد اتفق زعماء سبع وأربعين دولة في هذه القمة النوويّة غير المسبوقة في واشنطن على العمل لضمان أمن المواد النوويّة في العالم في غضون أربع سنوات وقد أشاروا الى السبب وهو لمنع الارهابيين من الحصول على بعض منها والتسبب بـ"كارثة". ويقصدون الحصول على المواد الإنشطارية التي تسبب الإصابات الكبيرة لدى العدو المفترض.
لقد أكّد المجتمعون على ان العالم (مليء بالمواد الانشطارية غير المحمية بشكل جيد والتي يمكن ان تستخدمها جماعات مسلحة لإنتاج سلاح نوويّ مرعب.) علماً أنّ السلاح النوويّ المقصود هو أي سلاح يحمل متفجّراً، إضافة الى قدرته على نشر كميات هائلة من الأشعة النوويّة التي تصيب مساحات واسعة بإصابات مباشرة وغير مباشرة، أي لفترات زمنية طويلة، فتؤدي الى دمار لاجيال متعددة. ويقصد كذلك بالسلاح النوويّ هو المتفجّر المشع الذي يدمّر السلاح الثابت والمتحرّك والمحصّن عند جيش العدو!
ماهو الأمن النوويّ؟
هو عملية الحفاظ على المواد المشعّة النوويّة في الإستخدام والتخزين والنقل والحفاظ كذلك على الصيغ المتعارف عليها وفق المعاهدات والإتّفاقيات التي تتضمنها وثائق ومؤتمرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. بالاضافة الى عدم تشجيع الدول والشركات(وتدخل أحياناً ضمن المحظور!) في جهودها الرامية الى انشاء او صيانة او ادامة نظم نوويّة في اماكن خارج علم الوكالة الدولية للطاقة الذرية(وبات هذا العلم معروفاً حيث تعلم دول النادي النوويّ بكل ما اتفق عليه من خلال الوكالة).
لقد بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنشاط مهم في مجال الأمن النوويّ في عام 1970 وهو نشاط أطلق عليه نشاط الحماية الفيزيائية وذلك بإجراء دورات تدريبية متخصصة في هذا المجال وقد سارت هذه الأنشطة التدريبية بشكل يسير الى عام وقوع كارثة 11 سبتمبر عام 2001 فقد تسارعت الخطط النوويّة لوضع أنشطة جديدة في مجال الحماية النوويّة وبالذات المواد المشعة النوويّة وكيفية التعامل مع أي ظرف خطير بهذا الإتّجاه وبالفعل ففي آذار من عام 2002 شرعت الوكالة في برنامجها الشامل الاول لمكافحة خطر الإرهاب النوويّ من خلال مساعدة الدول في تعزيز الأمن النوويّ. وقد كانت خطة ثلاثية (ثلاث سنوات) ووافق مجلس محافظي الوكالة على هذه الخطة. وقد إقتضى الظرف أن تمتد الخطة المذكورة لتتبعها خطة جديدة قد إبتدأت في عام 2006 لغاية 2009، وقد وضعت هذه الخطة لتكون مكملة للأولى بحيث تمّ التركيز على التهديد المفترض من قبل(المنظمات الإرهابية) وغير ذلك. وقد شملت هذه الخطة ثلاث فقرات مهمة هي تقييم الإحتياجات اللازمة وتفعيلها والتنسيق الكامل لها، ومنع إنتشار النشاط النوويّ التسليحي مع الكشف عن أي نشاط ضمن ما ذكرناه والإستجابة السريعة لذلك بالاضافة الى مساعدة الدول لتنفيذ توصيات الأمن النوويّ.
لقد لعبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ إنبثاق ميثاق التعاون الأمني النوويّ على التنسيق الأمني مع المنظمات الدولية الأخرى ذات الصلة. وتقوم بترتيب التعاون مع الإنتربول منذ سنوات ووضعت قاعدة بيانات مشتركة بشأن حوادث الإتجار غير المشروع وتقاسم التحليلات والتقييمات في هذا المجال. وهناك العديد من التعاون مع مؤسسات ووكالات للسيطرة على واقع الأمن النوويّ من السيطرة على المواد المشعة ذات الخطورة العالية والتي تهدد العالم بكوارث كبيرة وعديدة.
ومن ضمن برنامج الأمن النوويّ التدابير الفعالة لحماية وتأمين المعلومات الحساسة، فيما يتعلق بإحتمالية قيام هجوم إرهابي نوويّ على أي من البلدان الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. والاعتماد على هذه المعلومات المتبادلة وعلى النظم الألية في سبيل الوصول إلى الوضع الآمن وبشكل عادل بين الدول والشركات التي تتعامل مع هكذا مواضيع.
لقد توضحت من خلال العديد من العمليات الإرهابية التدميرية الشاملة أنّ هذه المنظمات الإرهابية تسعى للحصول على أي نشاط نوويّ تدميري للمساومة على العديد من المصالح للدول الواقعة تحت التهديد القادم. وقد تخوفت العديد من الدول المنتجة للمواد المشعة المستخدمة للأغراض العسكرية من هذا التهديد، وذلك لأنّ الدول المعنية قد صنعت من ضمن ما صنعت العديد من العبوات المتفجرة النوويّة وأجهزة وآلات الأشعة والقنابل القذرة التي باتت من السهولة سقوطها بأيدي الإرهاب(كما يدعون!!).
الإتّفاق النوويّ!
لقد شمل إتّفاق الأمن النوويّ ضمان أمن المواد النوويّة غير المحمية بشكل جيد، والمقصود بذلك غير المحمية أمنياً من قبل سلطات البلد وبمعرفة الوكالة الدولية ومن خلالها دول النادي النوويّ التي تسعى الى منع أيّ دولة من إمتلاك أي نشاط نوويّ بعيداً عن تأثيراتها وفعّالياتها!
وقد تضمن الإتّفاق كذلك تحديد إجراءات معينة لمكافحة الإتجار النوويّ، من تبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بعمليات الرصد والطب الشرعي وتطبيق القانون. وقد أثار العديد من الحاضرين قضية حق الدول في تطوير وإستخدام الطاقة النوويّة لأغراض سلميّة(وليس المقصود تلك الدول التي أثيرت حولها المشاكل كإيران وكوريا الشمالية! إنما الإشارة واضحة إلى كيان (إسرائيل) الذي يصرح بأنّ كلّ ما يملك هو لأغراض سلميّة!!) لذلك جاءت الكلمات شديدة الوداعة من قبل أوباما(الذي بشّر بخيره القادم العديد من الدول العربية يوم دخل البيتالأبيض!) حيث أعرب(عن أمله في أن تنضمّ (إسرائبل) إلى معاهدة حظر الإنتشار النوويّ رافضاً التعليق على موضوع الترسانة النوويّة التي لم تقر إسرائيل يوما بإمتلاكها بشكل علني). وقد أشار الى(أنّه لايريد التعليق على البرنامج الإسرائيلي مشيرا إلى ان الولايات المتحدة تشجّع!! كافة الدول على أن تكون أعضاء في معاهدة حظر الإنتشار النوويّ). ولكن من مضحكات المؤتمر حضور الوزير المكلف بشؤون الإستخبارات (الإسرائيلي) دان ميريدور. بدل نتنياهو!
وقد تضمّن مؤتمر القمة النوويّة كما أشار لها أوباما الكثير من التصدي للمشروع النوويّ الإيراني! حيث دعا أوباما: إلى التحرك "بشجاعة وسرعة" لفرض عقوبات جديدة على إيران(البلد الذي لايمتلك أي نشاط نوويّ تسليحي بإعتراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية) على خلفية برنامجها النوويّ (المثير للجدل!) متعهدا ان تكون هذه العقوبات "شديدة". بينما دعا البلد(كوريا الشمالية) الذي صرّح علانية بإمتلاك السلاح النوويّ بالعودة إلى طاولة المفاوضات السداسية، لافتا إلى الإنعكاسات السلبية لهذا الأمر على شعبها. وقد سعى اوباما للضغط على الصين من أجل تأييد فرض عقوبات دولية جديدة على إيران بسبب برنامجها النوويّ الذي أطلق عليه تسمية (المثير للجدل)! كما أشرنا. وأراد أوباما من خلال لغته هذه أن يثير مسألة مهمة وهي أن يشير الى أنّ الصين لها الدور في رعاية الدول التي تمتلك برامج تثير الجدل! في وقوفها ضد عقوبات على أيران وكوريا الشمالية بينما أعلن الرئيس الصيني هو جينتاو في خطاب القمة أن بلاده تعارض بشدة الإنتشار النوويّ وتدعم الإستخدام المدني للطاقة النوويّة.
تأمّل لغة الإنتقاء بين البلدين المعنيّين! وينتقل إلى الحليف الإستراتيجي للولايات المتحدة وهي باكستان فيقول بثقته بالتدابير الأمنية لحماية الترسانة النوويّة لباكستان!(رغم كلّ المشاكل الأمنيّة في هذا البلد!) وقال القادة "نقرّ بضرورة التعاون بين الدول من أجل المنع الفعّال لأي إتجار نوويّ غير شرعيّ". وهنا تلاحظ لغة التعامل ما بين الدول المتّفقة أصلاً على البرنامج العام للتعامل مع نشاط الوكالة الدولية وعدم السماح لأيّ دولة بالوثوب إلى واقع جديد إسمه النشاط النوويّ في جميع حلقاته إلاّ من إستخداماته في العسكرة والتسليح والتعامل مع هذه الفقرة.
وقد أصرّ المجتمعون على دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السيطرة الكاملة على هيكلة العمل لمكافحة الإنتشار النوويّ ويكون لها الدور البارز في ضمان إمتلاك الهيكل والموارد والخبرات الملائمة" للقيام بعملها. وهذا في معناه العام جميل ومقبول! حيث أنّ سيطرة الوكالة المذكورة هو المفتاح الأساس لحلّ جميع المشكلات المتعلقة بالأشعّة النوويّة على مستوى العالم، هذا إن كان للأمين العام ومجلس المستشارين العام الصلاحيات والحريّة في التعامل مع جميع الدول على حدّ سواء! لكن هل الوقائع تثبت أنّ الوكالة لها اليد الطولى كي تصل الى أنشطة جميع الدول على حدّ سواء؟! الجواب بسيط للغاية إن بحثنا عن تأريخ هذا السلوك منذ بداية الخمسينيّات حيث بداية تأسيس أول برنامج نوويّ (إسرائيليّ) ناهيك عمّا تفعله دول النادي النوويّ التي تعيث فساداً بالعالم بإستخداماتها غير المبررة للطاقة النوويّة(في المجالات العسكريّة طبعاً) ولا أحد يلومها!
لقد لعبت الولايات المتحدة الامريكية دورا في نشر فوبيا جديدة إسمها التدمير النوويّ بالمواد المشعة حيث قال أحد مسؤوليها:الى أنّ الإرهابيين قد يقتلون آلاف الأشخاص بمواد مشعة "لا يزيد حجمها عن حجم تفاحة" وقد قال انه "توجد في العشرات من الدول مواد نوويّة يمكن بيعها أو سرقتها وتحويلها إلى سلاح نوويّ".(كذلك تراهم يحاربون كلّ دولة تؤسس برنامجاً نوويّاً وإن كان للأغراض السلميّة، أو في طريق التأسيس. وخاصّة في منطقة الشرق الأوسط، منطقة وجود كيان(إسرائيل) وللتغطية على عمليّة الحظر غير المباشر للمنطقة، فقد وجّهت عدّة دول للولوج في هذا الطريق شرط عدم شعور هذا الكيان بالقلق من ذلك! كما يحصل للأردن مثلاً التي تسير في طريق برنامج مشترك مع نفس الكيان وعلى (حدوده!) وسنأتي على هذا الموضوع في مقالات أخرى).
وأوضح "لقد حاولت شبكات إرهابية مثل القاعدة الحصول على مواد لإنتاج سلاح نوويّ، وإذا نجحوا في ذلك فمن المؤكد أنهم سيستخدمونه".
وتابع "وإذا فعلوا ذلك، فستكون هذه كارثة على العالم تتسبب بخسارة جسيمة في الأرواح وتوجه ضربة كبيرة للسلام والاستقرار العالمي". ولا غبار على ذلك! بل الشعوب كلها ستقف معهم لحماية العالم الحرّ! لكن هل يمكن أن نكيل بمكيالين كما هي السياسة اليوم؟!
لقد دعا اوباما إلى المقارنة بين "ما نحن عليه الآن وما كنا عليه قبل عام"، مشيراً إلى إنضمام روسيا والصين إلى المفاوضات حول فرض عقوبات على إيران. وهنا تكمن العلّة! فالهمّ كلّ الهمّ من دول العالم الثاني والثالث! هي التي من يلوّث العالم بمخلّفات المفاعلات التي وصلت الى مئات الآلاف من الأطنان!
ولا كأنّ الدول الكبرى تطرح هذا الكم المهول من النفايات النوويّة كلّ عام! حيث أنّ العشرات من المفاعلات النوويّة قد إقتربت من تقاعدها ونهاية عملها، علاوة على الإستمرار بالتخلص من العديد من الصواريخ والمعدات التي بات العمل بها خطراً على الجيوش والمجتمعات بعد تصنيعها لغرض الإستخدام العسكري. وهذا يعني أنّ آلاف من الأطنان باتت نفايات نوويّة مشعّة خطيرة، بأنواعها الصلبة والسائلة والغازية. تنتج النفايات النوويّة من العديد من الفعّاليات التي تتضمّن النظائر المشعّة الناتجة عن هذه الفعّاليات. لذلك وجب التعامل مع هذه النظائر المشعّة بحذر حفاظاً على الإنسان وعلى المحيط معاً. حيث أنّ خطورة النفايات النوويّة تكمن في مصادرها وأنواعها وخواصّها الفيزيائيّة والكيميائيّة وغير ذلك. وعموماً يمكن القول بأنّ النفايات النوويّة هي فضلات مشعّة تنتج من فعل الصناعات النوويّة. والأدهى أنّ هذه النفايات قد أخذت طريقاً في الإستخدام للأغراض العسكريّة من قبل تلك الدول نفسها التي تنتجها لتدمير الأرض في سبيل مصالحها المعروفة!!
بينما المفروض أن تعامل هذه النفايات وفق قواعد هذا الإستخدام لا أن تترك لأغراضهم المميتة!!وهنا تكمن الخطورة الكبيرة. فمن عملية تعدين ومعالجة اليورانيوم, إلى أسلحة نوويّة إلى محطات الطاقة النوويّة. وكلّما تعدّدت المصادر تنوّعت النفايات وإزدادت كمياتها لذا من الواجب البحث عن أماكن أكبر وأوسع لتخزينها لا للتخلص منها بالأساليب المؤلمة المعروفة! وتتنوّع هذه النفايات المشعّة وفق مستوى الإشعاع الذي تبعثه الى نفايات ذات مستوى إشعاع عال ونفايات ذات مستوى إشعاع متوسط ونفايات ذات مستوى إشعاع واطيء. بالإضافة الى إعتماد عملية تقسيم النفايات بهذا الشكل هناك تقسيم لهذه النفايات إعتماداً على كميّة ونوعيّة المادة المشعّة.
كيف تعالج نفاياتهم؟!
لقد لوحظ أنّ النفايات النوويّة المشعّة ذات المستوى الواطيء، تجمع من المستشفيات ومن معامل ومختبرات الجامعات وبعض حلقات الإستخدام في محطّات الطاقة النوويّة وكذلك من وسائل البحوث النوويّة وغير ذلك. ويتمّ التعامل مع هذا النوع من النفايات المشعّة بأن تخزّن بشكل آمن فوق سطح الأرض بالوسائل الدقيقة والأساليب العلمية الصحيحة. وتخضع للرقابة التي تكون بالقرب من موقع الخزن. بسبب إحتواء هذه النفايات على نظائر ذات أعمار نصفيّة قصيرة نسبياً ممّا يؤدّي إلى تسرّب إشعاعاتها إلى المحيط البيئي في حالة الخزن الرديء وبالتالي تدخل في السلسلة الغذائيّة للإنسان والحيوان فتحدث الضرر الكبير فتخزّن هذه النفايات لفترة من 10 ألى 50 سنة حينها تسمح لأغلب النظائر المشعّة للإنحلال وتتحول هذه النفايات إلى صيغة نفايات عادية إلى حدّ ما. أمّا النفايات المشعّة ذات المستوى المتوسّط من الإشعاع فتأتي من معالجة اليورانيوم ومحطات الإغناء (التخصيب) (حين تبريد المفاعل بالماء يصبح الماء من الملوّثات ويمكن تصنيفه من النفايات ذات المستوى المتعدّد الإشعاع). ويتمّ التعامل مع هذا النوع من النفايات بأن تحاط بمواد من الخرسانة وبإسلوب هندسي متقدم لحماية الإنسان والمحيط من تأثير الأشعة المؤيِّنة وكذلك تخضع للرقابة القريبة المستمرّة والرقابة البعيدة لنفس السبب السابق. أما النفايات ذات المستوى الإشعاعي العالي فتأتي من الوقود المستهلك الذي تمّ إستخدامه في المفاعلات النوويّة وكذلك من وسائل ومعدّات الأسلحة النوويّة ومن بعض حلقات العمل في محطات الطاقة النوويّة (ومنها اليورانيوم والبلوتونيوم وعناصر أخرى ذات فعّالية إشعاعية عالية ناتجة من الإنحلال) حيث تعزل وتحمى ويتمّ تخفيض درجة حرارتها في موقع المفاعل النوويّ كإجراء أوّلي(تتضمّن بعض الأعمار النصفية للنظائر من هذا النوع 100000 سنة) . وتعدّ عمليات التعامل مع هذا النوع من النفايات وإدارتها مشكلة كبرى لم يتمّ حلّها إلى الوقت الحالي. وهناك طرق متعددة للتعامل مع هذا النوع. حيث أنّ الكميّات التي تفرز من هذا النوع وبالخصوص من المفاعلات العاملة كمّيات كبيرة تصل إلى 30 كيلوغراماً أو أكثر لكلّ محطة من محطات الطاقة النوويّة سنوياً. وحين تتمّ عملية إنتاج وقود المفاعل (وبالذات في عملية الإغناء لليورانيوم 235) تتحرر كميات كبيرة من النفايات ذات المستوى الإشعاعي العالي. وهناك نفايات من هذا النوع تظهر في عمليات التعدين والطحن والتحويل لأوكسيد اليورانيوم. وينبغي أن نشير إلى أنّ المحطة النوويّة تتحول إلى نفاية من هذا النوع حين إنتهاء العمل بها.
عند إستخدام اليورانيوم كوقود في المفاعلات النوويّة يصبح بعد ذلك وقوداً مستهلكاً وهو مشع بشكل كبير إلى الدرجة التي لايمكن أن يغلف أو يخزّن دون التعامل معه قبل هاتين العمليتين. فيخزّن في أغلب الأحيان في برك خاصة تسمح له بإنخفاض درجة حرارته وإضعاف بعض من نشاطه الإشعاعي. وأحياناً تنشأ برك خاصة لخزنه لفترات طويلة (بإعتبار العمل بهذه الطريقة عملاً أولياً لحين وضع طريقة مناسبة للتعامل مع هذا النوع من النفايات). فتتّخذ إجراءات مضاعفة من الحماية والمراقبة بسبب الخطورة العالية من هذا النوع من النفايات.
من عجائب القمة النوويّة!

من عجائب القمة أن فرنسا رفضت التخلي عن الأسلحة النوويّة حفاظا على أمنها! بينما سلمت اوكرانيا بأن تتخل عن نشاطها النوويّ التسليحي عام 2012 والتي انضمت إلى معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النوويّة عام 1994 بعد تخليها الكامل عن أي نشاط تطويريّ في مجال التسليح النوويّ . بالإضافة إلى تخلي كندا والبرازيل. بينما مازالت (إسرائيل) لا تصرّح بأي شيء عن نشاطها!
هل من إيجابيّة في مؤتمر الأمن النوويّ؟!
من النتائج الايجابية لهذا المؤتمر هو الوصول الى اتفاق بالتخلص من العديد من الأسلحة النوويّة الفتّاكة كالقذائف المعروفة ب
B53
والتي يبلغ طول هذه القذيفة 3,8 متر وقطرها يبلغ 1,27 مترا وتزن4015 كيلو غرام مزودة بنظام مظلي وتحتوي على رأس حربي من اليورانيوم عالي التخصيب للإنشطار بدل البلوتونيوم. و خليطاً من ديترايد الليثيوم 6 كوقود للإنصهار. والتي كانت قد أدخلت الى المخزون الستراتيجي الأمريكي عام 1962. بالإضافة إلى تفكيك العديد من المنظومات التسليحيّة النوويّة.

معاهدة ستارت 2 والأمن النوويّ
لقد أشارت فقرات هذه المعاهدة الى أزمة الثقة الواضحة من قبل روسيا تجاه الولايات المتحدة حيث أشارت إحدى الفقرات الى(أنّ لروسيا الحق الخروج من معاهدة الأسلحة الإستراتيجية الهجومية في حال ضخّمت واشنطن الى حد كبير درعها الصاروخيّة). لكنّ الشيء الضروري الذي تضمنته المعاهدة هو السعي الى الوصول الى النشاط النوويّ الصفري وكذلك(الإعتقاد أنّ هدف بناء العالم الخالي من السلاح النوويّ مهم جداً) لكنّ السير نحو هذا الهدف مستحيل دون الأخذ بنظر الإعتبار كلّ ما يحدث في مجال الأمن).
تسعى الولايات المتحدة الى نشر عناصر الدرع الصاروخية في بلغاريا ورومانيا وهذا خروج واضح إبتدأته الولايات المتحدة عام 1972 حيث إعتبر خروجها خروجاً أحادياً(لقد سبق ذلك حرب تشرين عام 1973 بين العرب وكيان إسرائيل، حيث كانت تتحسّب الولايات المتحدة الى توسيع الصراع الى نطاق أوسع، فيكون لها الدور في الدخول لمساعدة كيان إسرائيل لضرب سوريا ومصر والدول التي تسعى الى مقاتلة هذا الكيان.
ولنا عودة!
الموقع الفرعي في الحوار المتمدن: http://www.ahewar.org/m.asp?i=2570



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعاتنا والتحدي الكبير
- الوضع المرتقب ما بعد الإنتخابات. ورئاسة الوزراء
- التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة الحلق ...
- هل تفعلها السعودية من جديد؟!
- نعم سأنتخب وطني العراق..
- التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة الحل ...
- التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة
- ما الذي يجعلنا نتخبّط بالأحلام ..بعيدا عن الحقيقة؟
- منطقة الشرق الأوسط .. هل تكون منطقة منزوعة السلاح النووي؟! ا ...
- منطقة الشرق الأوسط .. هل تكون منطقة منزوعة السلاح النووي؟! ا ...
- منطقة الشرق الأوسط .. هل تكون منطقة منزوعة السلاح النووي؟! ا ...
- بين دولة القانون ودولة العشائر..من الغالب؟!
- التّوجّه النّووي في منطقة الشّرق الأوسط .. أسباب ومبرّرات - ...
- حول الاتفاق النووي الجديد
- التّوجّه النّووي في منطقة الشّرق الأوسط .. أسباب ومبرّرات ال ...
- التّوجّه النّووي في منطقة الشّرق الأوسط .. أسباب ومبرّرات
- هل ينتهي العالم بالتصادم القادم؟!!
- برنامج الاسلحة النووية (الاسرائيلية) 3
- برنامج الأسلحة النوويّة (الإسرائيليّة) 2
- برنامج الأسلحة النوويّة (الإسرائيلية)


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد الحسيني العابد - الأمن النوويّ حقيقة أو أسطورة؟!