أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالمنعم الاعسم - 9 نيسان وسقوط ما لم يسقط














المزيد.....

9 نيسان وسقوط ما لم يسقط


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 20:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



نعم، سقط رجل مستبد من علياء السلطة الى المزبلة، ففي التاسع من ابريل 2003 كان موعده مع نهاية الشوط، أو كما قال مندوبه لدى الامم المتحدة محمد الدوري آنذاك: "انتهت اللعبة" وهو تعبير يجمع بين الذهول الذي عم العالم حيال هذه الحرب التي حطت ركابها في ساحة تحرير بغداد ، وبين التسليم لزمن قاهر لا يعود الى الوراء، مثل اي حالة موت.
كان سقوط الرجل مدويا، في الزمان والمكان، وكان سيكون اكثر دويا واثرا لولا تلك المراهقات السياسية للكثير السياسيين القابضين على سلطة ما بعد السقوط، ولولا نعرات التشفي والانتقام الطائفية وسلسلة المحاكمات، هابطة المضمون والاداء والمستوى، ولولا "خربطات" برايمر ونزقه، وتخبطات جيش الدولة الغازية، وكل ذلك ترك لـ"ساقط" هامشا يلعب فيه برهاوة، هو، ليعيد تركيب الهزيمة الشنعاء التي مني بها باقل كلفة من الصفاقة، وغيره، لكي يحاولوا احياء ارث عتيق من النحيب على الاطلال وعلى ضياع الاندلس، ثم ليجعلوا منه ذكرى آسفة، او عنوانا لاعادة عقارب التاريخ الى الوراء.
لم يكن صدام حسين يتصرف، ولا لمرة واحدة، انه سيترجل عن السلطة، بل انه لم يكن يعتقد ان قوة على الارض بمقدورها القائه خارج اللعبة، وقد عبر عن هذا الوهم القاتل في ما لا حصر له من المواقف، فعدا عن الاف النصب والجداريات التي انتشرت في ساحات بغداد والمدن العراقية وحرصت على "تخليد القائد" فانه دس اسمه، صريحا او مؤشرا له، في رقائق وزخارف واحجار دينية وآثارية ترفعه الى مصاف الانبياء، وتختزله الى اية سرمدية من آيات الكون، ولنقف سريعا عند "جامع ام المعارك" الذي تركه "على العظم" فالمنارات اشبه براجمات الصواريخ، على ارتفاع 43 مترا بعدد ايام القصف الجوي في حرب الكويت فيما عدد المنارات الداخلية الاربع تشير الى شهر ولادته (نيسان) وارتفاعها البالغ 37 مترا يؤرخ العام الذي ولد فيه، فيما الفسقيات البالغ عددها 28 فسقية فهي يوم ميلاده، وهكذا اختصر هذا البناء الذي شاء له ان يكون اكبر جامع في العالم الى مفردة تشكيلية تتحدى القدر، وتنتصر عليه.
عندما سئل عدي، ولده، مرة من مراسل اجنبي عن رأيه في "خلافة الوالد" ضحك استهزاءا من عقل المراسل، قائلا: عمره طويل، وعندما كان يزور العتبات المقدسة كان يحرص على سماع رواية انه من سلالة النبي، وفي التاريخ كان الاسكندر الكبير قد فرض على الكهنة الاعلان عن كونه ابنا للالهة زيوس.
وفي المزابل فطائس كثيرة من الطواويس.
وبوجيز الكلام، فان الكثير من المتابعين لسقوط نظام صدام حسين اعتقدوا ان احدا من العراقيين لن ياسف على رحيل ذلك العهد الذي ترك من الذنوب والخطايا بحقهم ما لا يستحق الاسف، بل اقله الازدراء ، كما اعتقد البعض منهم (في الغرب بخاصة)بان الطبقة السياسية الجديدة التي تصدرت الحكم منذ التاسع من نيسان قبل سبع سنوات ستأخذ العبر من نتائج تشبث صدام بالسلطة، وتهميش المعارضين والشرائح المتذمرة، غير ان الصراحة والموضوعية تلزمان القول ان تلك الفرضيات لم تتحقق على الارض، إذ اكتوت شرائح آمنة بعواصف الغبار الطائفية وبتردي الخدمات وانعدام الامن والاستقرار ودفعَ العشرات من الالوف من العائلات ثمنا باهضا من التضحيات والتنكيل في مجرى انتشار الاعمال الارهابية والاستئصال الطائفي الامر الذي جعل الكثيرون يحنون الى العهد السابق بالرغم من مساوئه الوفيرة.
من جانب آخر كرر الكثير من السياسيين واصحاب القرار ممارسات صدام حسين وطريقته في ادارة الشؤون العامة والاستئثار بالسلطة والتصرف بالمال العام، بل واهداره، وتكوين البطانات والحبربشية من ابناء القرية والعشيرة، فضلا عن التعالي على المواطن، ومخاطبته من وراء حزام الحراسات السميك، والصارم، وينبغي ان نضيف الى هذه الحقائق حقيقة اخرى لا تقل اهمية وخطورة وتتمثل في إبقاء الغالبية الساحقة من القوانين التي اصدرها صدام حسين، والتي شكلت قيدا على حياة الملايين العراقية بما اتسمت به من زجر وكيفية.
في هذه المفارقة التاريخية، وتناقضاتها وفجاجاتها، بدا ان الدكتاتور صدام حسين سقط ولم يسقط .. سقط، كنظام سياسي لا رجعة له، لكنه استمر في جانبين،الاول، في ما يتعلق بانصار واتباع بقوا ينفخون في "امل" انهيار التغيير وعودة السلطة اليهم، والثاني، استمرار فن الحكم الصدامي في الممارسات والاساليب والاخلاقيات وقواعد الحكم، وحتى في اضراب الرؤيا للعلاقات مع العالم والدول المجاورة.
على ان التطبيقات الكيفية والطائفية والمضطربة لاجتثاث البعث واستهداف بعض الاجراءات خصوما سياسيين خلقت هي الاخرى اجواء يستطيع معها غلاة المجرمين في العهد السابق يظهرون كما لو انهم ضحايا لنزعة الانتقام وشفاء الغليل، الامر الذي اضاف تعقيدا لمسار التغيير، ووضع منجزاته في مهب الريح، وطرح سؤالا وجيها على الوجه التالي: مالفرق بين هذه الاجراءات الاستئصالية واجراءات صدام حسين التي لاحقت المعارضين، واجتثت ارادة الشعب ايضا؟.
ـــــــــــــــ
كلام مفيد:
" الراي قبل شجاعة الشجعان..".
المتنبي



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد المعارضة الكردية
- حذار.. إعلام اجير
- من الخرافة الى الاوهام
- مسيحيو الموصل.. الفاعل والمفعول
- الساقطون
- تعالوا نتفلسف
- صدام.. هوس امريكي
- مسودة دستور اقليم كردستان.. نقد النص ونقد الريبة
- المصالحة العراقية.. ثلاثة عناوين فرعية
- لوازم المشروع الارهابي في العراق
- بازار الاكاذيب..
- شوفينية محسنة
- لعبة القط والفار
- انباء طيبة من كركوك
- في بغداد.. على صفيح ساخن
- خمسة الغام على الطريق..
- 8 آذار.. نمساء بمواجهة نساء
- تائج الانتخابات: هزيمة القوى الديمقراطية ومسؤولية الحزب الشي ...
- قضية الدايني.. ابعد من رفع الحصانة
- القاعدة في العراق والمنطقة


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالمنعم الاعسم - 9 نيسان وسقوط ما لم يسقط