أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - هل يكون الفرح الانتخابي جوهر الحياة الديمقراطية ..؟















المزيد.....

هل يكون الفرح الانتخابي جوهر الحياة الديمقراطية ..؟


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عن انتخابات الأدباء وانتخابات البرلمان

هل يكون الفرح الانتخابي جوهر الحياة الديمقراطية ..؟
في 7 – 3 – 2010 جرت انتخابات البرلمان العراقي حيث اشتملت العملية الانتخابية على بعض مدعين بأمور الفقه السياسي . منهم وفي صفوفهم ــ مع الأسف ــ تجار راكضين وراء مصالحهم الشخصية ومنهم دجالين ومحتالين ومهرجين ومزورين قاموا بتأدية الدور المطلوب في المشهد الأول من برلمان يفترض أن يطول عمره 4 سنوات يلعب فيه الفرقاء جميعا أدوارهم السياسية تحت ظل سيوف قبائلهم الحزبية وأفخاذها الطائفية .
بعد شهر واحد من تلك الانتخابات جرت أخرى يوم 3 – 4 – 2010 وهي انتخابات ثقافية ، حيث تبارى فيها من يجيد الغناء شعرا ، أو نثرا قصصيا ، أو بحثا أو أي شيء آخر يحمل مسرات الأدب تعبيرا عن حرمان شعبنا من الحياة الإنسانية الطبيعية خلال العقود الماضية من عمر الدولة العراقية . لم يخلو مؤتمر الأدباء المسمى ( مؤتمر الحرية ) من وجود من أراد أن يكون ممثلا أو نادلا لبعض تجارب )أحزاب السياسة الطائفية) لكنهم جوبهوا بقدر كبير من الوعي الثقافي للمؤتمرين .
في شهرين ربيعيين متعاقبين تفوقت الديمقراطية العراقية الوليدة مرتين في صيغتين مختلفتين وبنتيجتين مختلفتين :
(1) الانتخابات الأولى في آذار منحت السياسي العراقي موقعا ما .
(2) الانتخابات الثانية في نيسان منحت الثقافي العراقي موقعا ما .
لا أريد السؤال أي الموقعين أرقى أو أهم لكني أقول أن لكل من الموقعين مكانة اجتماعية مهمة في التطور اللاحق في أنشطة الناس العراقيين وفي إعادة بناء الشخصية العراقية وتخليصها من معاناة العقل والجسد والخوف ومن ظلام التفجيرات والمفخخات وفي إعادة أعمار الوطن المهشم وفي صياغة بناء الدولة صياغة جديدة قائمة على المؤسسات والقوانين للعناية بالحياة الإنسانية كلها في بلاد الرافدين . بإمكاني القول أيضا ان ميدالية الوعي والإخلاص الوطني قد نالها 25 مرشحا من الكتاب والأدباء . بينما صار على 325 عضوا برلمانيا جديدا أن يثبتوا سلوكا حسنا وإخلاصا في الدفاع عن حقوق الشعب .
بعد هاتين المرحلتين الانتخابيتين هل يمكن توقع بناء تيار عراقي واحد بين الثقافي والسياسي لتحفيز الطاقتين ، الثقافية والسياسية ، أم أننا سنشهد أيضا تواصُل انفصال السياسي عن الثقافي ، مثلما ماج عليه حال العلاقة خلال السنوات السبع الماضية ، حيث ظلت وزارة الثقافة باردة برودة الثلج في علاقتها مع منظمات المجتمع المدني الثقافية ’ كالاتحاد العام للأدباء والكتاب وكنقابة الفنانين العراقيين ومع الفنانين والكتاب العراقيين المبدعين عموما . كذلك لم ينبس احد في مجلس الوزراء ، برئاسة نوري المالكي ، ببنت شفة حرصا على تطوير الثقافة والفنون العراقية أو دعما لدور المثقفين العراقيين لتحمل عبء المساهمة في بناء الديمقراطية في العراق . كما أن مجلس الرئاسة حيث يجلس على كراسيه ثلاثة متساوين في حجم الصمت وعدم الإحساس بضرورة عدم الانفصال السياسي عن العملية الثقافية
تفجر من قلب قلبي سؤال يتعلق بالمصالحة بين الثقافي والسياسي حين أثــّر صوت وتر عراقي صادح بمقالة كتبها الفنان السينمائي هادي ماهود في موقع ألكتروني يوم 9 – 4 – 2010 وقد اصطخبت في كيانه سطور من الكلمات يسأل فيها وسط ضجيج السياسة الصاخبة في عراق اليوم ، عراق ما بعد انتخابات البرلمان : هل يبادر سياسيونا إلى مصالحة وطنية معنا أم أننا سنواجههم بمقاومة ثقافية مسلحة بالألوان والقصائد والكاميرات إذا ما واصلوا تهميشهم للمثقف في صناعة العراق ..؟
الوضع العام كله مثقل بروعة بعض ظلاله الايجابية المستقبلية ، لكنه لا يخلو من أمواج سلبية كثيرة تعطل المصالحة الحزينة بين السياسي الوطني والثقافي الوطني ، مما يؤكد أن نضال الثقافي سيظل في عفر المقاومة الإبداعية كما أشار هادي ماهود ( باللون التشكيلي وبالقصائد الشعرية وبالكاميرا السينمائية ) حتى لا يستجدي ربيع الثقافة على أبواب السياسة والسياسيين ممن لا تنتشي عقولهم بينابيع ثقافة المستقبل وثقافة الحرية بل أن أمثال هؤلاء السياسيين يظلون مولعين بغروب الشمس كعادتهم وليس بشروقها .
تـُرى .. هل نرى في السنوات الأربع القادمة صدمات جديدة يعانيها المثقفون العراقيون بظهور برودة متراكمة من وزارة الثقافة المضبوطة تحت إيقاع الطائفية والمحاصصة وغير ذلك من الزبد الطافي ، غير الديمقراطي ، غير العقلاني ، الذي يريد بقاء ( قبة البرلمان الثقافي ) هادئة هدوء العاجزين ليست مثل (قبة البرلمان السياسي) المضيئة بالمال والامتيازات والمنافع ، إلى جانب الصخب الخطابي ، غير النافع أساسا ، بل هدفه هو أن يستعيد البرلمانيون الجدد نفس وظيفة البرلمانيين السابقين . يهملون الثقافة والمثقفين ويسمحون لوزارة الثقافة بفرض هيمنتها العملية عليهما وعلى كل النشاطات الفنية والأدبية والموسيقية ، انطلاقا من مبدأ هيمنة السياسة على الثقافة ، بقصد امتصاص إبداع المثقفين وتسخيره لمصلحة السياسيين ذوي الأفق الضيق ، لمصلحة الدولة الضعيفة أو المستضعفة وحزبها أو أحزابها المسيطرة ، كما هو الحال في العلاقة بين السياسي والثقافي في الدول الشمولية ، التي تضعف من عزيمة الشعب ونضاله المكرس لتجديد الوطن ، خاصة أن أربعة عقود من الزمان العراقي قدمت لنا الكثير من سيطرة أيديولوجية الدولة الشمولية على الثقافة الحقيقية فأماتتها أو حرفتها أو أنها جعلت الثقافة مجرد مسودات في ملفات الناشط السياسي ( الوزير أو المستشار أو عضو البرلمان ) التي لا تؤدي إلا إلى عجز الثقافة و الثقافي وإغفال كل عوامل تنشيط ذاكرته الإبداعية أو أنها بنهاية المطاف تدفع أجيالا جديدة نحو نموذج جديد بإحساس جديد للهجرة من الوطن والقطيعة معه . فالمثقف العراقي لا يملك وسيلته في مغادرة وطنه إلا إذا أدرك تمام الإدراك ، أن السياسيين وقادة الدولة لم يستوعبوا زمانه الإبداعي بقوة وإحكام .
ترى هل نأسف خلال مرحلة السنوات الأربع القادمة عن لامبالاة السياسي بالثقافي أم سنشهد شجاعة وموهبة سياسي جديد النوع ، جديد الفكر ، جديد الممارسة ، سيتربع على كرسي وزير الثقافة ليكون قدره واستحقاقه كامنين في أن يكونا قوة دافعة للثقافي وان يكون شاغلا لوظيفة تبهج الناس أجمعين بجعل الثقافة أداة للجمال والبهجة في بلاد الرافدين .
سوف لا يكف الثقافي العراقي عن الإيمان بالمستقبل ، فالتاريخ والمستقبل بالذات ، هما المطلق الذي تنتصر فيه الحياة دائما حيث يكون موقع الثقافي في صلبها .
لست متشائما من المستقبل ، لكنني أود أن أؤكد أن لحن المصالحة بين الثقافي والسياسي سيظل معزوفا من قبل المثقفين العراقيين ، خاصة بعد انتصار تيار الوعي الديمقراطي في (مؤتمر الحرية ) وفي انتخابات اتحاد الأدباء والكتاب . لكن هذا اللحن سيقابله السياسيون العراقيون بالنفاق ، خاصة بعد انتصار التيار النفعي في انتخابات البرلمان . من هذا وذاك ستكون هناك خلال المرحلة القادمة أزمة مستمرة بين الثقافي العراقي المتميز بالتجديد والنضج والحيوية وبين رجل الدولة المتميز بالكسل والمنفعة الذاتية و بالتردد وعدم احترام الموقف النقدي .
المهم أن أخلاقية ومسئولية الثقافي تظل التزاما صريحا إلى الأبد بقضايا الحرية ، والديمقراطية ، والوطن ، والشعب ، فعسى أن يكون السياسي العراقي صريحا في كشف أخطاء السياسة وزيفها حالما تقتضي الحالة ، الكشف والإدانة ، لحرمان خصوم الديمقراطية العراقية الوليدة من أي أساس يرتكزون عليه لفصل السياسي عن الثقافي . هذا الفصل ، كما يعلم الجميع ، هو الاستهلال الأول ضد النقاء الإنساني ، كله ، بجعل الثقافي في غيبوبة عن أسباب العطب الساري في الدولة من دون منح المثقفين الديمقراطيين دورا في قيادة الأمور القادرة على تنوير المجتمع وتصحيح آليات كل عطب يعيق التقدم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 9 – 4 – 2010



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت تفخيخا ووعد خمور الجنة وحور العين ..!
- مشاغل الفائزين بالانتخابات تضخم فعاليات الإرهابيين
- أبو مجاهد فوق القانون وهزال الادعاء باستقلالية القضاء / القا ...
- البرلمان الطائفي أفيون الشعوب ..!!
- تماثيل صدام حسين في طرابلس ..!
- ضحايا وجلادون في شركة مصافي الجنوب بأرض الجن ..
- تحية إلى وزارة الثقافة بمناسبة يوم المسرح العالمي ..!
- سيدي الشاعر : إنهم يفضلون السماء الغائمة ..!
- حمدية الحسيني هيكل انتخابي غامض وعاجز..!
- دعوا مستشار الرئيس المالكي في نومه العميق ..!
- مياه العراق عام 2222 كما أنبأتني العرّافة..!!
- في السراء والضراء كانت قمرا لا يغيب
- السينما الصينية تعتمد على مصادر القوة الداخلية في تطورها
- بعض الملاحظات عن التعاون بين السلطات الثلاث لحل الأزمات السي ...
- إلى النائب بهاء الاعرجي : اعتذر مِنْ شَرِّ ما صنَعْت وما قلت ...
- احتمال بابلي : عضوات مجلس محافظة الحلة في حالة حب ..!
- تخصيب يورانيوم هيفاء وهبي لشهر رمضان النووي ..!
- اوكازيون المعركة الانتخابية بين أليسا ومليسا ..!!
- خلف السدة .. تعزيز الثقة بمقدرة الذات الروائية
- المزاج السياسي وتأثيره على القرار السياسي


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - هل يكون الفرح الانتخابي جوهر الحياة الديمقراطية ..؟