أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خيام محمد الزعبي - المصالح المشتركة و غير المشتركة بين إيران و سوريه من منظور استراتيجي ( السياسية الأمنية الاقتصادية الثقافية )















المزيد.....



المصالح المشتركة و غير المشتركة بين إيران و سوريه من منظور استراتيجي ( السياسية الأمنية الاقتصادية الثقافية )


خيام محمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 11:54
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



الملخص :
إن النظر في العلاقة السورية الايراينة بتاريخها و مجالاتها و ميادين تطورهما يوجب دراسة هذه المسألة تحت مرحلتين تاريخيتين بارزتين و هما:
ـ العلاقات القائمة قبل انتصار الثورة الإسلامية:
حيث كانت الصفة السائدة علي العلاقات السورية الإيرانية قبل الثورة الإسلامية و قيام الجمهورية الإسلامية هي الجمود و التدني ماعدا بعض المجالات الاستثنائية و يرجع هذا إلي سياسة البلدين المتناقضة في ذلك الحين. إيران من جهة و مكانها تحت المظلة الأمريكية و حمايتها و ما تمثله هذه الحماية من دعم لإسرائيل عدوا العرب الأول. و من جهة أخري الجمهورية السورية و ما تمثله من قائد لجبهة الصمود العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي و بلد اقتطعت بعض أراضيه في حرب العرب مع إسرائيل في حرب حزيران عام 1967.
ـ العلاقات القائمة بعد انتصار الثورة الإسلامية:
حيث ينظر الكثيرون إلي العلاقات الإيرانية السورية كنموذج. ـ يحتذي به علي صعيد المنطقة حيث يرتبط البلدان بعلاقات سياسية وثيقة و إستراتيجية منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. و يواصلان العمل بد أب لترقية العلاقات الاقتصادية و الثقافية و العلمية كي تواكب مسار العلاقات السياسية القائمة بينهما. حيث بلغت العلاقات السورية الإيرانية في هذه المرحلة عنفوان حيويتها و كمال ذروتها في كل المستويات و المجالات. و هذا عائد إلي التوافق و الانسجام و التناغم في السياسة الخارجية للدولتين في الدفاع عن القضايا المصيرية و المحورية خاصةً الوقوف ضد الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية و الامبريالية الأمريكية. و مطامعها في ثروات المنطقة و تهديدها للأمن الإقليمي و الإسلامي. و تعد هذه العلاقات مثالاًَ يحتذي به علي صعيد العلاقات بين دولتين إسلاميتين يحدوهما الأمل في تقدم الشعوب الإسلامية و رفعتهما. و كان للزيارة التي قام بها السيد الرئيس رافسنجاني إلي سوريا في عام 1991. و زيارة السيد الرئيس حافظ الأسد إلي طهران عامي 1990 ـ 1997. و تشكيل الهيئة العليا المشتركة السورية الإيرانية اثر كبير في ترقية العلاقات الثنائية. حيث وقعت اتفاقيات تعاون بين البلدين في مختلف الميادين الاقتصادية و الثقافية و العلمية بهدف تطوير العلاقات في هذه المجالات لترقي إلي مستوي العلاقات السياسة. و من أهم المجالات التي أخذت النصيب الأوفر في التعاون بين الدولتين ـ المجال الاقتصادي. لما يشمل المجال النفطي و تبادل السلع التجارية و التعاون علي المستوي الصناعي و الزراعي مما عاد بتحسن ملحوظ علي اقتصاد البلدين ـ الروابط الثقافية التي تجمع بلدين أسهما كثيراً في صناعة التراث الثقافي علي كل المستويات الإسلامية و العالمية و تجسدت هذه الروابط في إقامة معارض للأعمال الفنية و اليدوية و معارض للكتاب و الأفلام و التصوير في كلا البلدين. و تجدر الاشاره هنا إلي الرحلات إلي الأماكن المقدسة المتواجدة في الجمهورية العربية السورية. و كذلك إحياء و نشر التراث العربي و الإيراني.
و كذلك تم الاتفاق بين البلدين علي بروتوكولات تخص إقامة شركات مشتركة بين البلدين و اشتراك الشركات الإيرانية في المناقصات التي يعلن عنها في سوريا و كذلك في التعاون المستقبلي في فروع صناعة البتر و كيماويات و الزجاج و الحديد و الصلب و التعاون في مجال الكهرباء و النفظ و الغاز. أيضاً التعاون في مجال النقل البري و البحري و الجوي و السكك الحديدية و التعاون في مجال الاتصالات و تقنية المعلومات و مجال الصحة و مكافحة البطالة.

خلاصة القول:
إن العلاقات الإيرانية السورية بلغت مكاناً مرموقاً علي مستوي كل الأصعدة مما يدعونا نتسأل كيف يمكن لهذه العلاقات أن تبلغ الغاية المأمولة في تقدم الشعبين و رفاهيتهما.
و ما يعود علي تقدم المنطقة و استقرارهما؟ و كيف يمكن رفد اقتصاد البلدين بالمقومات البشرية و الطبيعية التي تزخر بها البلدين؟ و ما هي الوسائل المتاحة للتعاون علي المستوي الثقافي و التعليمي. و كذلك ما هي الأسس التي يتم عليها بناء سياسة خارجية جامعة تضم كلا البلدين بما يخدم توجهات البلدين؟ و ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه البلدين في تقوية المنظمات الإقليمية و الإسلامية و الدولية.
كل هذه التساؤلات تطرح حلولاً يرجي معها تحقيق الغاية في هذه التساؤلات:
ـ تنسيق جاد علي مستوي السياسة الخارجية في كلا البلدين.
ـ إقامة دراسات متخصصة تشمل الموارد و المعطيات الاقتصادية للبلدين و سبل تنسيقهما.
ـ الاستفادة من الخبرات المتوفرة لدي البلدين علي المستوي الزراعي و الصناعي.
ـ استغلال الرصيد التعليمي و العلمي للبلدين بهدف إيجاد تقدم علمي مأمول.
ـ الحوار بين الثقافات و الحضارات بهدف التقارب بين الشعوب و الحكومات و نبذ ما تردد في الغرب حول الصراع بين الحضارات و بالتالي تسعير نار العداء بين الأمم.
ـ عدم عقد أية معاهدات أو اتفاقيات تؤدي إلي تحقيق نوع من السيطرة و الهيمنة الأجنبية علي مصادر الثروة الطبيعية و الاقتصادية و الثقافية و العسكرية أو الشؤون الاخري للبلاد.


1ـ المقدمة :
بدأت العلاقات السياسية بين البلدين (إيران و سورية) بعد استقلال الأخيرة عام (1946م).و بسبب اختلاف النظامين آنذاك في كلا البلدين «النظام الجمهوري في سورية و الملكي في إيران» فقد كانت هذه العلاقات في أدني حد لها. (امامي،1376: 10)
و علي الرغم من الدعم السياسي و المالي من جانب النظام الملكي الإيراني سورية، و بالرغم من النظرة الايجابية لمسئولي البلدين حول علاقة الحكومتين إلا أن هذه العلاقات لم تكن بمستوي جيد نتيجة العلاقات الوثيقة بين إيران و كل من إسرائيل و مصر. فقد كانت الصحف السورية مثل (البعث)، و (تشرين) تنتقد و بشكل دائم النظام الإيراني آنذاك.
و في عام 1978 و في الأشهر الأخيرة التي سبقت انتصار الثورة الإسلامية في إيران كانت الصحف السورية تنظر لهذه الثورة نظرة ايجابية و مشجعة،و بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، عام 1979، حصل تغيير كبير في سياسة إيران الخارجية فقد قطعت العلاقات بينها و بين إسرائيل، و من جهة أخرى تم قطع العلاقات مع مصر علي اثر إمضاء ‌معاهدة الصلح بين الأخيرة و إسرائيل في نفس العام.
و في المقابل عملت الثورة الإسلامية في إيران علي دعم حقوق الشعب الفلسطيني، لهذا ظهرت علاقات جديدة و متميزة بين البلدين (إيران و سورية) كما أخذت هذه العلاقات بالازدهار و التطور يوماً بعد آخر. (مؤسسه مطالعات و پژوهشهاي بازرگاني، 1362: 57).
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران بسنوات أخذت سياسة البلدين تنحوان منحيً متقارباً في التعامل مع الأزمات المتفاقمة في المنطقة، و نتيجة لهذه السياسة المتقاربة أخذت العلاقات بين البلدين بالتحسن. و مما وطد العلاقة بين البلدين الموقف السوري الداعم لإيران خلال الحرب مع العراق، و بسبب الخلاف الايديولوجي بينهما لم تتخذ العلاقات بين البلدين عمقاً أكثر، و بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية خطي الجانبان خطوات مهمة في تحسين العلاقات السياسية و الاقتصادية و الثقافية بينهما.
و باعتبار إن كلا البلدين مستقلان فأنهما يبحثان عن مصالحهما الخاصة، و قد كانت هذه المصالح في كثير من الأحيان مشتركة الأمر الذي ساعد في تعزيز أكثر للعلاقات بين البلدين. و في بعض الأحيان كانت تتناقض هذه المصالح مع دول أخري تسعي للضغط علي الدولتين من أجل ثنيها للوصول إلي مساعيهما، و كان لوجود عدو مشترك (وهو إسرائيل) اثر كبير في تقوية العلاقات بين البلدين، و بطبيعة الحال كلما يتعرض بلد منهما إلي ضغوط أمريكية و إسرائيلية يهب الأخر لمساندته و من هنا يمكن القول أن إيران و سورية كانتا دوماً في خندق واحد.
إن قضية الأراضي المحتلة الفلسطينية هي أهم مسألة اتحد فيها البلدان، فقد قامت إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية بتحول سياسي كبير حين أعلنت حمايتها الكاملة لفلسطين في مقابل إدانتها لإسرائيل، حين أعلنت أن القضية الفلسطينية هي قضية العالم الإسلامي، و أما سورية فقد كانت و علي الرغم من تعرضها الدائم لانتهاكات من طرف إسرائيل فإنها كانت في مقدمة المدافعين عن القضية الفلسطينية و عن حقوق الشعب الفلسطيني، و هذا ما جعل إيران و سورية تتكتلان في جبهة واحدة مقابل أمريكا و إسرائيل اللتين تكتلتا في الجبهة المقابلة.

2ـ تاريخ العلاقات بين البلدين قبل انتصار الثورة الإسلامية:
بدأت العلاقات بين البلدين عام 1946 عندما أعلنت سورية استقلالها التام فقد اعترفت إيران رسمياً بالجمهورية العربية‌ السورية آنذاك، و قد فتحت لها سفارة في سورية، كما قامت بإرسال السيد مشفق كاظمي عام 1953 كوزير مفوض إلي الجمهورية السورية. (مؤسسه مطالعات و پژوهشهاي بازرگاني، 1362: 8).
و في منتصف عقد الخمسينات و بعد تنامي المد القومي العربي و بالأخص في مصر و العراق و سورية و الذي كان يناقض التوجهات الإيرانية آنذاك، كان هناك توتر في العلاقات مع هذه الدول، خصوصاً و أنها كانت تنظر لشاه إيران علي أنه إلي جانب الأعداء. (الغرب و إسرائيل). (امامي، 1376: 13)
كما إن تاريخ التوتر في علاقات البلدين يرجع إلي عام 1965 حين صرح رئيس وزراء سورية آنذاك. (يوسف زعين). بأن محافظة خوزستان أرض عربية.
في حرب 1967 بين العرب و إسرائيل قام شاه إيران بدعم العرب مادياً مما أدي إلي تحسن العلاقات بين البلدين.
بعد ذلك بفترة قام مجهولون بالهجوم علي السفارة الإيرانية في دمشق، أعقبة اعتذار سوري رسمي عن هذا الاعتداء.
في عام 1974 و بعد أن اشتد الخلاف بين نظام الشاه و النظام العبثي في العراق حول قضية الحدود بين البلدين، و بعد تفاقم أزمة الأكراد في شمال العراق مع الحكومة العراقية التي كانت تختلف مع سورية اثر الدعم الإيراني لهم. كان ذلك سبباً في تحسن العلاقات بين إيران و سورية.
خرجت سورية من حربها مع إسرائيل عام 1973بحالة اقتصادية سيئة احتاجت معها الدعم من أجل النهوض باقتصادها، فكانت إيران سباقة لذلك، كما إنها قدمت لها قرضاً بقيمة (150) مليون دولار. (سعيدي، 1374: 11).
بعد التوقيع علي معاهدة الجزائر عام 1975 من قبل العراق و إيران، قامت سورية باتهام الأول بالخيانة و صرف النظر عن الأراضي العربية الواقعة بين العراق و إيران، و قد كان هذا سبباً في إثارة العراق و تهديده لسورية. في تلك الفترة أدان العراق سورية لبنائها سد الطبقة علي نهر الفرات حيث ادعي الأول بأن بناء هذا السد تسبب في وقوع كارثة اقتصادية لما يقارب ثلاثة ملايين مزارع عراقي.
بعد قبول سورية قرار الأمم المتحدة‌ (242) حول الجولان أخذت الحكومة العراقية آنذاك ذلك ذريعة لبدء حرب دعائية ضد سورية، و قد برز ذلك الموقف أكثر عام 1975 عندما بدأ العراق بتحسين اقتصاده و وضعه الداخلي، مشدداً من ضغوطه علي سورية. (موسوي/1381: 34).
في إثناء ذلك قام الرئيس السوري حافظ الأسد عام 1975بالسفر إلي طهران في زيارة استغرقت أربعة أيام قام خلالها بتوقيع معاهدة مع شاه إيران، رغم الخلاف الايديولوجي بين الطرفين. كما صدر في ختام القمة بيان ختامي يطالب بإحلال السلام في الشرق الأوسط و يدعو إسرائيل إلي الانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة، و يدعو إلي الحفاظ علي حقوق الشعب الفلسطيني، كما دعا البيان إلي تطوير العلاقات بين الجانبين و تنميتها. (سعيدي 1374: 136).
عام 1977 و بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر و إسرائيل في عهد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، شعرت سورية بالضعف فاتجهت لتحسين علاقاتها مع العراق، مع التزامها بحسن العلاقة مع إيران التي كان يربطها بإسرائيل روابط عسكرية و سياسية و استخبارية جيدة.
في تلك الأثناء بعث شاه إيران بتهنئة للرئيس السوري بمناسبة إعادة انتخابه رئيساً للجمهورية للمرة الثانية. فكانت هذه خطوة ذكيه من الجانب الإيراني لطمأنة الجانب السوري.
في خضم هذه التطورات أخذت تتنامي الثورة الإسلامية في إيران، و ألتي أدت إلي سقوط نظام الشاه و قيام نظام إسلامي، معلنة‌ بذلك بداية فصل جديد في العلاقات بين البلدين. (همان، 137: 13)
من هذا كله نستنتج بأن علاقات البلدين أبان حكم الشاه لم تكن بالمستوي المطلوب.

3ـ التحول الاستراتيجي:(الثورة الإيرانية و التغييرات الأساسية في العلاقات بين إيران و سورية)
قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران كانت العلاقات بين البلدين تحت المستوي المطلوب لها لاختلاف النظامين في كلا البلدين، و لاختلاف التوجهات و الأهداف و التي كانت تصب في المشروع الأمريكي الإسرائيلي بالنسبة لإيران، فيما كانت سورية تقف في الضد من هذه التوجهات. خصوصاً و إن هذه فقدت بعضاً من أراضيها بعد حربها مع إسرائيل. و بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران قامت الأخيرة بتغيير ملحوظ في سياستها، حيث أعلنت رفضها لكل أنواع التسلط (الغربي و الشرقي)، فقد اتخذت سياسة مستقلة نوعاً ما. حينها سارع الرئيس السوري حافظ الأسد إلي تقديم تهنئته و دعمه للثورة الإيرانية، و قد عملت الأزمات المتفاقمة في الشرق الأوسط إلي تعزيز الروابط بين البلدين.
(Moshemaz and Oreniret (1986: 110 _ 116)
بعد عقد اتفاقيات عسكرية و دفاعية بين أمريكا و دول الخليج و في مقدمها معاهدتها مع السعودية و التي تنص علي انتشار القواعد الأمريكية، و إجراء العمليات القتالية فيها، و بعد خروج مصر من الصراع العربي الإسرائيلي في معاهدة كامب ديفيد وجدت سورية نفسها مضطرة لتقوية روابطها مع إيران (التي شعرت بنفس الخطر أيضا) مما عزر الروابط بينهما. الأمر الذي جعل سورية تنظر إلي إيران الإسلامية بديلاً مهماً لمصر التي انسحبت من الصراع. و مع وقوع الهجوم العراقي علي إيران سعت إيران إلي جذب الدول الصديقة و الحصول علي دعمها من أجل عبور أزمة الحرب، فقامت علي جذب اهتمام دول مثل سورية، ليبيا، اليمن الجنوبية (آنذاك)، منظمة التحرير الفلسطينية، حيث من الملاحظ ان هذه الدول كلها عربية مما جعل إيران تتمسك بدعم هذه الدول لها. (موسوي، 1381: 36 ـ 35).
في خضم هذه الإحداث أعلنت سورية (التي كانت من أكثر الدول الداعمة و المؤيدة لإيران) دعمها الكامل لإيران في الحرب ربيع عام 1982، مما تسبب في إزكاء نار العداء بين العراق و سورية.
كما إن تنامي العلاقات الاقتصادية و العسكرية بين إيران و سورية قد أوقع ضربة كبيرة في أهداف الحرب علي إيران من منظورها العراقي،حيث أدي قيام سورية بغلق أنبوب النفط العراقي المار عبر أراضيها إلي إلحاق الضرر بالاقتصاد العراقي حيث تسبب في حرمان العراق من ربع دخله السنوي من النفط.
و من هنا نخلص إلي القول بأن موقف سورية كان داعماً لإيران أثناء الحرب، في قبال دعم إيراني مادي لها . ( Iran: Headed for a National Deterren 2004: 1 )
لقد جاء أول تصريح رسمي سوري حول الحرب العراقية الإيرانية بعد اندلاعها بشهر و نصف علي لسان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أثناء حضوره في تخريج دفعة من المظليين العسكريين حيث تطرق للوضع في المنطقة، و أدان فيها الحرب علي إيران كما أدان صدام شخصياً و اعتبر حربه علي إيران مؤامرة ضد الأمة العربية، مفنداً ما ادعاه صدام من أن هذه الحرب هي دفاع عن الأمة العربية، قائلاً بأنه لو كان هذا صحيحاً لشاورنا قبل إشعال الحرب، و اعتبر أن الحرب لامبرر لها. حيث كانت سورية أول دولة تتعرض للعراق بصورة علنية بعد الحرب. (سعيدي، 1374: 63)

4ـ نهاية حرب الخليج الأولى و بداية حرب الخليج الثانية :
مع قبول (إيران) للمعاهدة رقم 598، عام 1988 و وقف إطلاق النار بين العراق و إيران، دعمت سورية موقف إيران و اعتبرته موقفاً عاقلاً و مساعداً علي استتباب الاستقرار في المنطقة، علي الرغم من انزعاج سورية لتدخل العراق في شؤونها الداخلية. و كان هذا معززاً للروابط بين إيران و سورية.
و بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية. برزت هناك أولويات لدي سورية في مقدمتها القضية الفلسطينية و الوحدة العربية و مواجهة إسرائيل. جدير بالذكر إن الرئيس السوري حافظ الأسد و في احد المؤتمرات التي عقدت برئاسته رحب بمشروع القرار رقم 598 و موافقة إيران عليه، و انتقد العراق لعدم التزامه بالقرار. (سعيدي، 1374: 66)
مع انتهاء الحرب العراقية الإيرانية أتيحت أكثر من فرصة للبلدين (إيران و سورية) للتعاون و العمل المشترك بالنسبة للقضايا و الأزمات المتفاقمة في الشرق الأوسط، و العالم أبرزها انهيار الاتحاد السوفيتي الذي أثر كثيراً علي سورية التي كانت تحكمها علاقات وثيقة به في قبال أمريكا المنحازة لإسرائيل، كما إن اجتياح الكويت من قبل العراق الذي خرج من حربه مع إيران بقوة عسكرية لا تضاهي في المنطقة، جعل سورية تحس بالخطر علي أمنها الداخلي، و من جهة أخرى كانت سورية مهددة. بخطر الأكراد في تركيا و تخوفها من تأثيرهم علي أمنها في المقابل كانت إيران تحس بنفس تلك الأخطار مما عزر العلاقات بين البلدين و وحد إستراتيجيتهما، و هذا ما ظهر جلياً عقب وحدة الرؤية قبال أزمة الخليج المتفاقمة. (1990 ـ 1991). (موسوي، 1381: 38 ـ 37).
دخلت سورية مرحلة جديدة في تاريخها بعد اشتراكها مع قوات التحالف في تحرير الكويت، في هذه الأثناء توجه الرئيس السوري الأسد إلي طهران، و هو التزام أخلاقي و سياسي سوري بالتشاور مع الحليفة إيران،خصوصاً و إن هناك مخاوف من هجوم عراقي علي سورية كرد فعل محتمل، في الوقت ذاته هو طمأنه للجانب الإيراني من دخول سورية الحرب إلي جانب الولايات المتحدة الأمريكية ـ عدوة البلدين ـ مع إن هذه المسألة لم تكن لتؤثر علي العلاقات الثنائية بين البلدين لأنها كانت عميقة و متجذرة.
و كذلك أزمة الكويت كانت فرصه لكلا البلدين في تحسين العلاقات بينهما في إنزال الهزيمة للنظام العراقي المعادي لكليهما أولاً، كما إن سورية كان يمكنها من خلال نفوذها آنذاك ردع الهجوم الأمريكي المحتمل علي إيران.
كذلك أزمة الخليج تسببت في عزل سورية، بعد أن ضعف العراق و هزمت قوته العسكرية، و استبعد عن جبهة الصراع مع إسرائيل مما جعل سورية وحيدة في مواجهة إسرائيل، كما ان تركيا الحليفة لإسرائيل كانت قد دخلت الأراضي العراقية بحجة ملاحقة المتمردين الأكراد مما زاد في إحساسها بالخطر، خصوصاً و قد لاح في الأفق مخاوف من تقسيم العراق، و هو ما عزر التنسيق السوري الإيراني الذي رفض فكرة تقسيم العراق تحت أي شكل من الأشكال.
و بعد هزيمة القوات العراقية و خروجها من الكويت و اندلاع انتفاضة الجنوب ذات الأغلبية الشيعية، أعلنت سورية رفضها لظهور كيان شيعي منفصل في الجنوب يسيطر عليه أصوليون موالون لإيران، لأنه سيسب اختلالاً‌ في التركيبة الديموغرافية العربية الخليجية التي كانت تتخوف من أي نفوذ ايراني في المنطقة، مما دفع سورية لرفضها تلك الفكرة من أجل أن تظهر حمايتها لدول الخليج من أي خطر يهددها. (امامي، 1376: 114)

5 ـ (احتلال العراق، تحركات إسرائيل و ضرورة إعادة بناء العلاقات):
وجدت أمريكا مصالحها في خطر مع احتلال العراق للكويت مما دعاها للتدخل السريع و المباشر خصوصاً و إنها كانت تبحث عن موطئ قدم لها في منطقه الخليج و الشرق الأوسط، الا أن طموحها لم يتوقف عند الكويت فتوجهت نحو العراق بداية العام الماضي.
هنا وجدت سورية و إيران كلاهما بأن مصالحهما في خطر لذا اتخذت ردود أفعال مشتركة حيال ممارسات واشنطن و استفزازها لهما، و هذا ما شكل عاملاً مهماً في توحيد المواقف و تعزيز العلاقات.
هجوم إسرائيل علي مخيم عين الصاحب الواقع علي بعد مسافة 16 كيلومتراً شمال غرب دمشق لعله من تداعيات تلك الأزمة و الهجمة الشرسة علي العالم الإسلامي و العربي فقد ادعت إسرائيل أن هذا المخيم تجري فيه تدريبات الكتائب الجهادية و الانتحارية، وعرضت فيلماً مصوراً حول ذلك المخيم ادعت بأنه مسجل عن طريق تلفزيون إيران.
و قد صرح (غولد) مستشار شارون: إن إسرائيل كانت مجبرة علي شن هذا الهجوم لإرسال رسالة بأن كل من يعتدي علي إسرائيل فانه لايستطيع النفاذ بلاعقاب.
في جانب آخر صرح مسئول إسرائيلي آخر في حوار أجرته معه قناة (CNN) الإخبارية بأن ذلك الهجوم هو رسالة لكل من سورية و إيران لتكفا عن حماية الإرهاب ـ علي حد تعبيره،اعتراف إسرائيل بهذا الهجوم السافر و تبريره إنما يدل علي إصرارها علي تكرار مثل تلك الهجمات لا في سورية فحسب بل في أي بلد آخر يدعم ما تسميه إسرائيل بالإرهاب، و أنها لن تقع بنفس الخطأ الذي وقعت فيه في حرب اكتو بر عام 1973.
جدير بالذكر أن رد الفعل السوري علي احتلال العراق كان مشرفاً للغاية ـ حني انه كان أكثر قوه من موقف إيران ـ بالنسبة لأمريكا، و هذا ما عمق الخلافات بين سورية و أمريكا مرة اخرى، و في تلك الأثناء جاء الهجوم الإسرائيلي ذاك لإيصال عده رسائل أهمها.
1ـ إن موقع سوريه الاستراتيجي و مع سقوط نظام صدام في العراق قد ضعف بشده لأنها و بعد ذلك لايمكنها أن تستفيد كما كان في السابق من موقعها بين العرب و إسرائيل (عابدي، 1361 : 82 ـ 81).
2ـ سقوط النظام العبثي في العراق إيذان بنهاية الإيديولوجية السولارية القومية البعثية من وجهة نظر إسرائيل،معتبرة أن الحكومات البعثية قد وصلت إلي نهايتها.و هجوم أمريكا و انتصارها في احتلال العراق جاء ليعزر هذه النظرة، و هذا ما جعل إسرائيل و أمريكا يحكمان القبضة علي سورية لإرغامها علي تغيير سياستها.
3ـ هجوم اسرائيل يبعث رسالة مفادها بأن سوريه تقوم بدعم الحركات و المنظمات الارهابيه حسب الادعاء الإسرائيلي و هو ما كان واضحاً من موقف أمريكا غير المتذمر و الراضي نسبياً عن هذا الاعتداء السافر.
4ـ إن سورية لايمكنها الاستفادة بعد الآن من دعمها للحركات الفلسطينية المعارضة لعرفات. الطرف الأخر الذي كان مقصوداً بالرسالة هو إيران، البلد الذي طالما اعتبرته اسرائيل عقبة في طريق السلام من خلال دعمه للمنظمات و الأحزاب الفلسطينية، و لحزب الله اللبناني، و إنها مع تزايد الضغوط عليها سوف تتخلي عن سياستها الداعمة للإرهاب علي حد تعبير اسرائيل خصوصاً و إن أمريكا أصبحت تحكم الطوق عليها من أكثر الجوانب بعد أن وقع العراق في قبضة أمريكا إذن فالهجوم الإسرائيلي الأخير علي سورية كان يحمل أيضاً عدة رسائل إلي إيران أهمها :
1ـ إن اسرائيل ستقدم علي عمل عسكري إذا لزم الأمر، أي فيما إذا تعرضت المصالح الإسرائيلية إلي خطر جدي، كما أنها حساسة جداً بالنسبة لمفاعلها النووي في بوشهر و سائر من منشاتها النووية فإذا تيقنت من أن إيران ستحصل علي أسلحة ذرية فإنها ستشن هجوماً علي إيران، و لو علي العاصمة.
2ـ لابد أن تعلم إيران انه مع مرور الوقت فان ثمن دعمها للحركات الفلسطينية و غيرها سيكون باهظا، كما إن إيران إذا تنازلت عن مبادئها الإيديولوجية فانه سوف لن يعود هناك مبرر لوقوفها مع سورية في مواجهة اسرائيل.
3ـ انه حتى لو تحسنت علاقة إيران بأمريكا و أصبحت مثل علاقة الأخيرة مع سورية فإنها لن تكون مانعاً لإسرائيل من مهاجمة إيران.
4ـ الفيلم الذي عرض عن مخيم عين الصاحب سجل عن تلفزيون إيران و هذا يدل بأن إيران مازالت تدعم المنظمات الجهادية، و ان الهدف رقم واحد بالنسبة لإسرائيل هي ضرب قواعد تدعمها إيران و سورية.
5ـ علي إيران أن تعيد النظر في علاقاتها الماضية مع سورية لأنها الآن لاتملك القوة التي كانت تملكها من قبل.
إذن فان إيران و سورية لديهما عدو واحد واضح و هو اسرائيل، و مع احتلال العراق فقد فقدت سورية موقعها الاستراتيجي، و قبل ذلك كانت قد خسرت سورية زعيماً سياسياً محنكاً له مكانته في المنطقة و هو الرئيس حافظ الأسد. لهذا فان أمريكا لم تعد خائفة علي مصالحها اثر أي هجوم إسرائيلي. لذا و لوجود هذا العدو المشترك فان سورية حاولت أن تدخل إيران في خضم الصراع مع اسرائيل مستفيدة من عدم وجود علاقة بينها و بين أمريكا التي كانت تضغط علي الدول الأخرى من أجل عزل سورية. و من ثم تستثمر تهديدات اسرائيل لصالحها. (معاونت سياسي خارجي، 1382 : 36 ـ 35)

6ـ سورية و إيران و مواجهة التحديات الخارجية المشتركة :
لقد مورست في السنوات الأخيرة الكثير من الضغوط علي سورية و إيران و تم اتهامهما بحيازة أسلحة كيماوية و جرثومية (بالنسبة لسورية)، و أسلحة ذرية (بالنسبة لإيران). و كانت هذه الضغوط معظمها أمريكية إسرائيلية.
في ابريل (2000) صدر تقرير عن وزارة الدفاع السورية بعنوان »الحرب الجرثومية البيولوجية« مفاده إن الجيش السوري يعمل علي برنامج لإدخال الأسلحة البيولوجية في التكتيكات العسكرية، مع صدور هذا التقرير ازدادت الضغوط الأمريكية ضد سورية، و ظهرت تقارير لوكالة‌ الاستخبارات الأمريكية (CIA) عن مساعي سورية للحصول علي أسلحة كيماوية و جرثومية عن طريق دول مختلفة كما أن أميركا كثيراً ما تسيء الظن بعلاقات سورية و إيران و تنقل الأخبار عن تبادل في المعلومات الاستخبارية و الأسلحة بين البلدين علي الرغم من إنهما دائماً ما تؤكدان علي إن علاقتهما قائمة علي أساس التاريخ و المصالح المشتركة. (Rox _ Lehtinen, 2005 : 6)
وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) تدعي بأن إيران تملك مئات الأطنان من الأسلحة الكيماوية من ضمنها غاز الأعصاب، و غاز الخردل، و تفيد بأن المراكز المصنعة لهذه الأنواع من الغازات تقع في مدنية (دامغان) علي بعد مسافة 300 كيلومتر شرق طهران. الإدارة الأمريكية تعتقد بأن إيران وصلت إلي إيران المراحل النهائية في دراستها لتطوير هذه الأسلحة، و تساعدها في هذا المجال روسيا، و إلي جانب ذلك فان لديها فعاليات أخري في مجال تصنيع الأسلحة الذرية، حيث تقول بأنها بتلقي مساعدات أجنبية و فيرة ستتمكن من الحصول علي تلك الأسلحة.
( Iran: Headed Foranational Deterrent, 2004 : 6_12)
يشار إلي أن الضغوط الأمريكية ازدادت علي البلدين بعد احتلال العراق مما جعلها تتهم سورية بإخفاء أسلحة عراقية محظورة كان قد أودعها النظام العراقي السابق في سورية (حسب ادعائها)، كما شرعت بالضغط علي إيران حتي أجبرتها علي توقيع المعاهدة التي ترددت إيران في التوقيع عليها بداية الأمر.إذن فالقضية المبدئية المشتركة بين البلدين هي دعم القضية الفلسطينية و لبنان مما يثير اسرائيل و من بعدها أمريكا و يحضها علي زيادة الضغوط علي البلدين من أجل ثنيهما عن السير في قضيتهما المشتركة، و قد دعت اسرائيل مراراً البلدين إلي التخلي عن دعمهما لحزب الله و المنظمات الفلسطينية و قامت بتهديدهما. (طلوعي، 1380: 52)
اسرائيل كثيراً ما كانت تعرب عن قلقها بشأن إيران فكانت تسوق ذلك القلق إلي داخل الإدارة الأمريكية لتمارس ضغوطها الدولية علي إيران، فقد طرحت اسرائيل ثلاث نقاط حول مخاوف اسرائيل من إيران :
• البرامج التسليحية الذرية و الصاروخية.
• الدعم الدائم لحزب الله و الحركات الجهادية‌ الأخرى.
• ايديو لوجبيتها المعارضة لمشروعية الحكومة الإسرائيلية. «ژان. بي ، 1368: 419»
و بعد أحداث 11 سبتمبر استطاعت اسرائيل أن تقنع أمريكا باتخاذ مواقف أشد تجاه إيران.
(فرهمندفر. 1380: 16)
إن نتنياهو وفي لقاء أجراه مع راديو اسرائيل صرح بما يلي : (لن نسكت عن المخاطر التي تسببها الصواريخ الإيرانية لإسرائيل و أوربا و الحدود الغربية للولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل القريب، وأكد بأن اسرائيل ستخصص ميزانية كبيرة لمضاعفة القوة الدفاعية لديها، و دعا المجتمع الدولي للوقوف بحزم أمام التهديدات الإيرانية. (باقري، 1377: 16).


(العلاقات الاقتصادية و الثقافية بين البلدين)
بعد انتصار الثورة الإيرانية، و تأييد سورية للحكومة الجديدة، و تقارب السياستين في كلا البلدين،كان من الطبيعي أن يؤثر ذلك في تحصن العلاقات الاقتصادية. و التي ازدهرت أثناء الحرب العراقية الإيرانية، لقد وضع لهذه العلاقات برنامج محدد بعد زيارة و فد سوري رفيع المستوي، لايران عام 1981 استمر لمدة‌ أربعة أيام تم بعدها إصدار بيان سياسي مشترك، ثم التوقيع علي بروتوكول تجاري، و بموجب هذا البروتوكول تحسن حجم المبادلات الاقتصادية بين البلدين و الذي كان يقضي بدفع إيران ما مقداره 9مليون طن من النفظ الخام إلي سورية، مقابل احتياجات إيران من الفوسفات بمقدار مليون طن سنوياً، أما بشأن كيفية دفع ثمن النفط فقد اتفق علي أن يكون 7/2 مليون طن عن طريق المبادلة التجارية فيما يكون الباقي نقداً. و قد بلغت الصادرات الإيرانية إلي سورية نحو 642. 169. 186. 54. 3084 مليون دولار في أعوام 1980، 1986، 1987، 1988، 1989، 1990، بالترتيب بما شكل نحو 7و4% 1و2% 7/1% 20% من إجمالي الصادرات الإيرانية في الأعوام المذكورة. (معهد البحوث و الدراسات العربية 1993، ص165).
بعدها أخذت العلاقات الاقتصادية بين البلدين بالتحسن شيئاً فشيئاً، و كان هذا التحسن نتيجة للزيارات المتبادلة لمسئولي البلدين من اقتصاديين و سياسيين و التي أدت إلي نتائج مثمرة للطرفين من ضمنها الاتفاق علي إقامة معارض تخصصية لكلا البلدين فيما بينهما، و تبادل الأخصائيين بينهما، و كان الدكتور محمد مصطفي ميرو رئيس الوزراء السابق قد زار طهران علي رأس وفد رفيع المستوي في أواخر تشرين الثاني عام 2000 و تم خلال تلك الزيارة عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة والتي بحثت العديد من مشاريع التعاون المشترك في مجالات الطاقة، و سكك الحديد و صناعة الاسمنت و الحديد و تخزين الحبوب و التعاون في المجالات المصرفية و المالية و غيرها. (سفارة السورية في طهران، 2002، ص34).
غير أن ما يجب لفت النظر إليه هو أن العلاقات الاقتصادية بين إيران و سورية لها طابع و دافع سياسي أكثر منه اقتصادي.
و علي أساس المعاهدة الثقافية التي تم توقيعها بين البلدين توثيقاً لعرى الصداقة و التعاون بينهما و انطلاقاً من إيمانها بالتراث الثقافي و الحضاري و التاريخي المشترك و تدعيماً للروابط القائمة بينهما فقد تمت كثير من النشاطات الثقافية بين الطرفين فقد تم إقامة معارض من قبيل معرض للكتب و معارض للأعمال الفنية و اليدوية، و آخر للأفلام السينمائية و غيره للمصورين و هكذا، كما أن للقسم الثقافي في سفارة كلا البلدين نشاطات كثيرة. هذا إلي جانب إقامة الرحلات العلمية و السياحية بينهما، و كذلك تبادل الطلبة بينهما طبقاً لمعاهدة التبادل الثقافي. (السفارة السورية في طهران، 2002، 12).
تجدر الإشارة إلي إن العلاقات الثقافية بين البلدين بدأت سنة 1953، و استمرت حتى الآن، إلا أن المعاهدة الثقافية بين البلدين لم تبرم حتى عام 1984 في طهران. (سعيدي، 1374: 84).

(المصالح المشتركة بين البلدين)
تعرض البلدان إلي ضغوط إسرائيلية كبري نتيجة للموقف المبدئي الداعم لفلسطين و لبنان في صراعهما مع إسرائيل، و هذه الضغوط ولدت حالة من الانسجام بين البلدين مواجهتين بذلك الخطر الإسرائيلي المهدد لهما، كما إن خطر الهيمنة الاقتصادية الإسرائيلية علي الشرق الأوسط قربت أكثر في وجهات نظر البلدين و زاد من دعواتهما لبلدان المنطقة بمقاطعة إسرائيل، و ضرورة الوحدة العربية و الإسلامية من أجل انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني في العيش علي أرضه بسلام و استقلال.
( Hon _ Heana Ros _ Lehtinen, chair 2003 :1 _ 4 )
من جهة أخري جاء احتلال أمريكا للعراق ليضع البلدين في خطر و حد رؤيتهما حول ضرورة انسحاب القوات الأجنبية‌ من العراق و من قبل ذلك فقد عارضت كلا البلدين الحرب و بشدة. لأنه باحتلال العراق فانه سوف يحكم الطرق علي سورية و إيران.
كما إن البلدين متهمان من قبل إسرائيل بحيازة أسلحة محظورة الأمر الذي دعا البلدين إلي دعوة إسرائيل أيضاً إلي تجريدها من السلاح المحظور، باعتبار امتلاكها لأكبر ترسانة نووية في الشرق الأوسط.
(Peimani Hooman, 2003: 2)
و من خلال ذلك كان البلدان يحسان بضرورة العمل المشترك علي شتي الأصعدة و المستويات سواء كانت، السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية، مثل الاتفاقيات التجارية الحرة التي تم توقيعها من قبل الدولتين.

(المصالح غير المشتركة بين البلدين)
مع وجود كل هذه العلاقات و الروابط الحسنة إلا انه من الطبيعي أنه يكون لكل بلد مصالح مستقلة عن البلد الأخر و ذلك بحسب اختلاف الجغرافيا و القومية و الايدولوجيا. فسورية مثلاً ذات إيديولوجيه قومية داعية إلي اتحاد الدول العربية، و هو بالتالي يثير النزعة القومية لدي الدول غير العربية بما فيها إيران. و هذا ما يجعل سورية أمام خيارين أحداهما مر في قضايا عدة، مثلاً قضايا الجزر العربية الواقعة في الخليج العربي. و التي تطالب بها الإمارات العربية المتحدة باعتبارها جزراً محتلة من قبل إيران، فالموقف السوري الداعم للقضايا العربية يحتم عليها الدفاع عن موقف الإمارات. و هذا ما يجعل علاقتها مع إيران الحليفة في مأزق يصعب الخلاص منه. كما إن دعم طرف علي حساب آخر معناه تحسين العلاقات مع طرف و قطعها أو تأزمها مع الطرف الأخر، و هو مالا تحبذه السياسية السورية، القائمة‌ علي الاعتدال و التعقل و الموازنة بين الأمور.


نتيجة و خلاصة :
إن العلاقات بين البلدين كانت تأخذ حالة المد و الجزر منذ أن بدأت عام 1946 و هو العام الذي نالت فيه سورية استقلالها. فكانت متوترة بعض الشيء بسبب علاقة إيران الوثيقة آنذاك مع إسرائيل، و مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران 1979 أخذت إيران طابعاً سياسياً مختلفاً كلياً عن سابقه فلم تقطع علاقتها مع إسرائيل فحسب بل لم تعترف بها أصلاً،حيث إن سورية من جانبها بادرت إلي الاعتراف بالحكومة الجديدة و تهنئتها بالانتصار فقد كانت السباقة لذلك. و هذه الأحداث أحدثت نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين.
فمع بداية الحرب العراقية الإيرانية سعت إيران إلي جذب الدعم الدولي لها في حربها مع العراق. فتوجهت إلي سورية التي كانت واقعة في مأزق تطوير علاقتها مع إيران مستفيدة من هذا الظرف و بين سحب تأييدها و دعمها لبلد عربي في حربة ضد بلد آخر غير عربي، مما عرقل بعض الشيء نمو العلاقات بين البلدين. و مع قبول إيران لمشروع قرار الأمم المتحدة المرقم 598 و وقف إطلاق النار بين البلدين (العراق و إيران)، كانت كل السبل مهيأة لتطوير العلاقات بينهما.
بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية أخذت سورية تقلق بشأن التدخلات العراقية في شؤونها الداخلية، بالرغم من أنها كانت تأمل بأن الظروف مهيأة لوحدة العالم العربي حول القضية الفلسطينية و الأراضي العربية المحتلة من قبل إسرائيل.
بعد حدوث متغيرات أساسية مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي عالمياً و شرق أوسطيا أبرزها اجتياح العراق للكويت و بدء حرب الخليج الثانية، و انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان حليفاً رئيسياً لسورية التي لم تجد مناصاً بعد ذلك من تطوير علاقاتها مع البلدان الصديقة و منها إيران. لدعم قضيتها و موقفها المبدئي. كما إن أزمة الكويت و حدت البلدين سياسياً حيث كان موقفهما متقارباً بل موحداً بضرورة انسحاب القوات العراقية من الكويت. و حساسيتهما المفرطة من تدخل القوات الغربية (الأمريكية) في المنطقة، و الذي من شأنه تهديد البلدين.
فأمريكا و إسرائيل من قبلها كانت دائمة الاتهام لهما بحيازة أسلحة محظورة، و دعم الإرهاب. و هو ما ساعد علي تقارب البلدين أمام هذه التحديات. هذا علي الصعيد السياسي اما علي الصعيد الاقتصادي و الثقافي فقد بدأت العلاقات بين البلدين علي هذا النحو متأخراً، و انتعشت بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران. و أخذت بالازدهار يوماً بعد يوم لاسيما بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية.
و كان الدافع الرئيسي لهذه العلاقات الاقتصادية و الثقافية هو السياسة المشتركة لكلا البلدين، لأن كليهما كان معرضاً للتهديدات الأمريكية و الإسرائيلية الأمر الذي حتم عليهما التقارب في أصعدة شتي. خصوصاً و إن كلا البلدين مؤهلات كبري تمكنهما من استثمارها بنجاح. كما ان هذه الفترة الطويلة شهدت توقيع اتفاقيات اقتصادية و ثقافية كثيرة من شأنها أن تبعث الأمل في تطور و ازدهار العلاقات أكثر فأكثر بين هذين البلدين.


ملحق : وثائق و أرقام
جدول 1
قيمة الصادرات الإيرانية بالنسبة لسورية و وزنها النسبي من إجمالي صادرات إيران
1985 1986 1987 1988 1989 1990 1991
القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران
642 7/4% 169 1/2 % 186 7/1 54 7/0% 7/0 84 7/0 30 2/0 0/0
المصدر: جمعت و حسبت بمعرفة الباحثة من
I. M. F. Direction of Trade statitics Year book 1992

جدول 2
قيمة الواردات الإيرانية من سورية و وزنها النسبي من إجمالي واردات إيران
1985 1986 1987 1988 1989 1990 1991
القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران القيمة
بالمليون
دولار نسبة‌ من إجمالي صادرات إيران
36 3/0 12 1/0% 37 4/0% 99 2/1% 88 7/0% 7 1/0% 7 0/0%
المصدر: جمعت و حسبت بمعرفة الباحثة من
I. M. F. Direction of Trade statitics Year book 1992

جدول 3
الميزان التجاري الإيراني مع سورية
1985 1986 1987 1988 1989 1990 1991
+ 606 + 157 + 149 - 45 - 39 + 15 - 9
المصدر: جمعت و حسبت بمعرفة الباحثة من
I. M. F. Direction of Trade statitics Year book 1992

مذكرة التفاهم: بقية توطيد و توسيع العلاقات القائمة بين البلدين و تلبية للدعوة الرسمية الموجهة من السيد النائب الأول رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور محمد رضا عارف، قام السيد مجلس الوزراء للجمهورية السورية الدكتور محمد مصطفي ميرو بزيارة إلي الجمهورية الإسلامية خلال الفترة من 24 إلي 26 كانون الأول 2002 ميلادي الموافق من 3 إلي 5 ذي 1381 هـ . ش رافقه في هذه الزيارة كل من السادة.
ـ د. محمد حسين
ـ د. محمود السيد
ـ د. عصام الزعيم
ـ د. غسان الرفاعي
ـ د. بسام محمد رستم
ـ د. توفيق إسماعيل
استقبل السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور محمد مصطفي ميرو مع الوفد المرافق له من قبل فخامة السيد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور محمد خاتمي شارك السيد رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية السورية و معالي النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في فعاليات ندوه “اليوم السوري الإيراني ” التي نظمتها وزاره التجارة الإيرانية في طهران بتاريخ 25 ـ 12 ـ 2002 الموافق 4 دي 1381 هـ. ش جرت بين الجانبين العربي السوري برئاسة السيد رئيس الوزراء السوري و الجانب الإيراني برئاسة السيد الأول لرئيس الجمهورية مباحثات سادتها روح المودة والتعاون البناء و تم خلالها استعراض الوضع الراهن للعلاقات السياسية و التجارية و الاقتصادية و الصناعية و الثقافية و العملية و الفنية و تأكيد أهمية تعزيز و تطوير هذه العلاقات و الارتقاء بها إلي المستوي الرفيع للعلاقات السياسية القائمة بين البلدين الصديقين و مع الأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات المتوفرة في البلدين و تطورهما في الأعوام الأخيرة تركزت المباحثات علي طرق و وسائل التدعيم و التوسع الإضافي لهذه العلاقات لما فيه منفعتهما المتبادلة.
البرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي بين حكومة الجمهورية العربية السورية و حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأعوام 2003/2004/2005 إن حكومة الجمهورية العربية السورية و حكومة إيران الإسلامية توثيقاً لعري الصداقة و التعاون بينهما و انطلاقاً من أيمانها بالتراث الثقافي و الحضاري و التاريخي المشترك و تدعيما للروابط القائمة بينهما في المبادلات التربوية و العلمية و الثقافية و الفنية و تنفيذاً للاتفاق الثقافي الموقع بينهما في طهران بتاريخ 18 جمادي الأولي 1404 ه الموافق 2 أسفند 1362 هـ . ش الموافق 21 شباط 1984. اتفق الجانبان علي البرنامج التنفيذي للأعوام المذكورة أعلاه.
المصدر جمع من سفارة الجمهورية العربية السورية في طهران.
رقم 2 تاريخ 26/12/2002


المراجع الفارسية و العربية :
ـ إمامي، محمد علي (1376) روابط سورية‌و إيران، دفتر مطالعات سياسي و بين الملل . بولتن 112.
ـ اكدنويدست (1380) ايران، اسرائيل و امريكا. ترجمه ف. فرهنمدفر. ترجمان سياسي، شماره 9.
ـ الوطن العربي (1376) پيمان سوريه، عراق ـ ايران و رازهاي نهان، مجله ترجمان سياسي .
ـ السفير (1377) واكنش ما، متجاوز به سوريه را غافلگير مي كند. ترجمه ع. باقري، مجله ترجمان سياسي، سال سوم، شماره 149.
ـ السفارة السورية في طهران، رقم 2، عام 2002 .
ـ اولين نمايشگه اختصاص سوريه در ايران (1382 ) ترجمان سياسي.
ـ عابدي مصطفي (1361) روابط سوريه و عراق. تهران: بخش فرهنگي جهاد دانشگاهي.
ـ ژان پي ير درينيك (1368) خاورميانه در قرن بيستم ، ترجمه فرنگيس اردلان. جاويدان.
ـ سعيدي، ابراهيم (1374) مباحث كشورها و سازمان هاي بين المللي، 36 سوريه
ـ طلوعي، محمود (1344)، چهره واقعي امريكا، تصوير، دائرة المعارف جغرافياي جهان.
ـ كهكشان، از تهران تا دمشق (سفرنامه) ،سال دوم، شماره نوزدهم.
ـ مؤسسه مطالعات و پژوهشهاي بازرگاني (1362) روابط سياسي و فرهنگي قبل از انقلاب اسلام، تهران، مؤسسه مطالعات و پژوهشهاي بازرگاني.
ـ موسوي، سيدمسعود (1381) موضعگيري و عملكرد سوريه از جنگ هشت ساله، نگين ايران.
ـ معاونت سياسي خارجي (1381) حمله اسرائيل به سوريه و منافع ملي ايران. ماهنامه برداشت اول. سال دوم، شماره يازدهم.
ـ معهد البحوث و الدراسات العربية (1993) العلاقات العربية الإيرانية، القاهرة.


المراجع باللغة الانكليزية :
_ Headed For a national Deterrent (2004) Internet WWW. Yahoo. Com.
_ Hon. Ileana Ros _ Lehtinen, chair (2003) com m/ mittee. On International Relations . Syria: Impl: Cations Foruis. Security and Regicanal Stability. Interner http://www. Yahoo.com.
_ Moshemooz and Ornerete (1986) Syria Under Assad Croom Helm London and Sydney.
_ Peimani Hooman (2003). Syria expecds The Worst Asia Times Intent. www/ at,es/ com.



#خيام_محمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقارب العربي بين التحديات و الفرص
- الثابت و المتغير في السياسة الخارجية السورية
- العلاقات السورية الليبية حول جلاء القواعد البريطانية عن ليبي ...
- دور ليبيا و المواقف البطولية من ازمة دارفور
- المغزى من تعيين سفير أمريكي في دمشق
- الولايات المتحدة الأمريكية لا تحترم إلا الأقوياء
- الولايات المتحدة لا تحترم الا الأقوياء
- الموقف المصري من قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن البشير
- جدلية العلاقة السورية الليبية حول جلاء القواعد البريطانية عن ...
- وعد أوباما بالتغيير و ازدواجية السياسة الأمريكية


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خيام محمد الزعبي - المصالح المشتركة و غير المشتركة بين إيران و سوريه من منظور استراتيجي ( السياسية الأمنية الاقتصادية الثقافية )