أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خيام محمد الزعبي - الموقف المصري من قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن البشير














المزيد.....

الموقف المصري من قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن البشير


خيام محمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 2685 - 2009 / 6 / 22 - 05:00
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الموقف المصري من قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن البشير
العلاقة بين السودان ومصر علاقة راسخة وقديمة رغم ما ظل يعتريها حينًا بعد حين من نوائب الدهر ومصائبه فتخرج عن النص المحظوظ ، ويتأكد رسوخ هذه العلاقة وعدم تأثرها بالعوارض أنها دائمًا ما تشمخ وتعلو عند الشدائد ، ولا توقفها الصغائر التي ترى بأعين الذين لا يعلمون من الصغار .
وبالتالي فإن مصر والسودان مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوًا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، وفضلاً عن هذا فلقد أدركت مصر في وقت مبكر إن استهداف السودان رسالة موجهة لها بدرجة كبيرة .
ذلك فقد شهدت مصر منذ الساعات الأولى لصدور قرار أوكامبو الجائر ضد السودان حراكًا عفويًا قويًّا لمناهضة هذا القرار ، شاركت فيه كل الفعاليات المصرية والسودانية في مصر .
كما كان الرئيس المصري سبَّاقًا في التنبيه لخطورة الموقف الذي يمكن أن يترتب على توجيه اتهام لرئيس السودان ، وهذا ما أعلنه مبارك في العاصمة الفرنسية باريس الذي كان يزورها في تلك الأيام ، حيث أكد وقوف مصر مع السودان ومساندته له حكومة وشعبًا خاصة في حالة التأزم التي يتعرض لها ، وأضاف أن مصر سوف تسخر كل اتصالاتها الدبلوماسية وعلاقاتها السياسية لخروج السودان ورئيسه من مأزق المحكمة الدولية ، لأن أمن السودان في الحقيقة أمن لمصر ذاتها .
وكعادته في اتخاذ المواقف الصلبة المشرفة تجاه قضايا وطنه وأمته ، وقف الشعب المصري موقفًا قويًّا في مناصرة السودان والتضامن مع أهله وشعبه في جنوب الوادي في معركتهم ضد القرار الجائر الذي أصدره المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الذي طالب فيه بتوقيف الرئيس السوداني لمحاكمته بما رماه به من تهم زعم أنها وقعت في دارفور .
واعتبر أن هذا القرار الباطل الغير شرعي جاء في إطار المؤامرة الكبرى الشاملة على الأمة العربية الهادفة لتعويق وحدتها وتقدمها وتطورها ، والعاملة على تفكيك دولها وتجزئتها لدويلات تقوم على أساس ديني أو عرقي أو أثني ، عزلاً لها عن بعضها وعن محيطها الإفريقي والإسلامي ، إفقارًا للإنسان العربي وتغييبًا له عن مقدراته ومستقبله ، تغريبًا له عن عروبته وإسلامه وانتمائه الأفريقي ، كل ذلك تنفيذًا للمشروع الأمريكي الصهيوني الهادف للسيطرة على خيرات وثروات الأمة العربية وبنيتها الأساسية وتطويع الأنظمة العربية لصالح هذا المشروع الاستعماري ، وتأكيدًا لهيمنة الكيان الصهيوني على فلسطين المحتلة واستمرارًا الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق .
ومن هنا كان الاستعمار بالمرصاد للسودان الشقيق طمعًا في ثرواته وخيراته وهو ما يؤكد أن القرار الصادر عن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية صدر ببواعث وأهداف وأطماع سياسية تهدف الأمن القومي العربي والسودان خاصة .
يهدف أيضًا لضرب وحدة السودان أرضًا وشعبًا ومحاولة النيل من قراراته الوطنية ومن قياداته ورمزه الوطني الرئيس عمر البشير ، ويهدف أيضًا لتعطيل مسيرة التنمية والديمقراطية في السودان ومسيرة السلام ووحدة أبنائه بعد أن بدأت تستقر أوضاعهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
ومن خلال ذلك فقد ندد الشعب المصري بهذا القرار وأكد أن هذا التحرك من شأنه قطع الطريق أمام أي تسوية محتملة لأزمة دارفور ، ويمثل دعوة مفتوحة لإطلاق سلسلة من الصراعات بين القوى السياسية المختلفة في السودان في الوقت الذي تواجه فيه عدة استحقاقات مصيرية على رأسها الاستمرار في تطبيق اتفاقية نيفاشا ، والانتخابات البرلمانية المقررة في العام القادم ، وتقرير حق المصير للجوانب المقرر عام 2011 فضلاً عن أزمة دارفور نفسها ، إضافة إلى أن هذا القرار تسانده جماعات الضغط الأمريكية التي تسيطر عليها المنظمات الصهيونية بتوجيه من إسرائيل .
وكذلك رفض الشعب المصري بشدة هذا القرار الذي يعتبر انتهاكًا للسيادة الوطنية للسودان ، فإنه يؤكد أن عقبات سلبية بالغة الخطورة ستنجم عن هذا القرار وتدمير عملية حفظ السلام ، كما أنه سيؤدي إلى تعقيد الموقف بما يهدد بانهيار جهود المفاوضات السياسية بين الحكومة السودانية والمتمردين في إقليم دارفور من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للوضع في الإقليم .
وبالتالي فإن قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب بإقليم دارفور لا مستقبل له ، وغير قابل للتطبيق كما أن هذا القرار أضر بسمعة المحكمة أكثر من إفادته للعدالة . كما أن هذا القرار محاولة أمريكية لتمهيد الأرض لبدء مفاوضات أمريكية سودانية تعيد واشنطن إلى بحر النفط السوداني ، خاصة في دارفور أمام النفوذ السوداني ، وهذا ما أكده الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق بقوله "أمريكا تهز الشجرة (السودان) وتضع السلة بأسفلها لجمع الثمار (النفط) هي تهز الشجرة فقط ، ولا تريد أن تقلعها ، إنها طريقة معروفة في الضغط أثناء المفاوضات" وحول الموقف الصيني أضاف «إن الصين دخل أفريقيا عبر بوابة السودان ، وحصلت على عقود استكشاف نفطية كبيرة في دارفور ، وتريد الإبقاء على نفوذها» .
ومن خلال ذلك نرى أنها مواجهة فريدة بين مؤامرة سياسية تدار بآليات سياسية وقضائية ودول عربية مستهدفة من جانب الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ، ولذلك فإن ساحة المواجهة في السودان تكشف مخطط تفتيت الدول العربية ، وهي أخطر على مصر بوجه خاص التي يجب عليها أن تساعد السودان على قمع التمرد ، وعلى مواجهة هذه العاصفة الهوجاء التي تحركها الأطماع والتحايل على أردية الشرعية الدولية البالية . وأختم مقالتي هذه بأنه خير دفاع أمام هذه الهجمة التي يتعرض لها السودان والتي تستهدف وحده أراضيه هو التوحد وعدم السماح للمساس بكرامتنا ، وكذلك حماية وتنمية القدرات والإمكانيات العربية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من أجل معالجة الضعف وتطوير عوامل القوة بفلسفة وسياسة القومية الشاملة ، تأخذ في اعتبارها المتغيرات العربية والدولية ، لتكون حافزًا قويًا نحو تدعيم أركان الأمن القومي العربي بكل متطلباته ودواعيه .



#خيام_محمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية العلاقة السورية الليبية حول جلاء القواعد البريطانية عن ...
- وعد أوباما بالتغيير و ازدواجية السياسة الأمريكية


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خيام محمد الزعبي - الموقف المصري من قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن البشير