أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الصديق بودوارة - المرحومة .. جو!!














المزيد.....

المرحومة .. جو!!


الصديق بودوارة

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 31 - 02:20
المحور: حقوق الانسان
    


المرحومة " جو " !!
(1)
الأمير "وليم " ابن الليدى ديانا الراحلة .. تلك التي ملأت الدنيا وشغلت الناس قبل أن يطويها ظلام القبر ، حزين جداً هذه الأيام ، ومكتئب ، وفى غاية التعاسة ، فهل تريدون معرفة السبب ؟
(2)
سبب حزن الأمير ــ لا أطال الله حزنه ــ أن الذكرى السنوية الأولى لوفاة صديقته المفضلة والأثيرة الى قلبه قد أقبلت .. صديقته التي أدركها الموت .. هكذا .. ماتت .. توفاها الله كما يحدث عادةً لكل مخاليق الله ، لكن صديقة الأمير لم تمت بمحض ارادتها ، لقد قُتلت المغدورة .. فهل تريدون معرفة المجرم الذى تسبب في حزن الأمير ؟
(3)
الضابطة " جو داير " زميلة الأمير وليم وصديقته ورفيقة بعض ايامه الحلوة ، قُتلت في انفجار عبوة ناسفة " زُرعت على جانب الطريق " .. طبعاً ليس على جانب أحد الطرق في لندن أو ضواحيها .. فجوانب الطرق هناك لا تُزرع الا بالأشجار وأنواع الزهور .. العبوات الناسفة تُزرع فقط عندنا .. وعلى جوانب شوارعنا نحن العرب .. فهل تريدون معرفة أى طريق زُرعت على جانبه العبوة الناسفة التى قتلت صديقة الأمير الحزين ؟
(4)
انها أحد طرق مدينة البصرة في العراق .. حيث تحتل بريطانيا العظمى سابقاً هذه المدينة ، وتنهمك منذ قدوم جيشها في البحث عن أسلحة الدمار الشامل لكنها لم تعثر حتى الآن الا على عبوات ناسفة في جوانب الطرق ، تلك التى انفجرت احداها في وجه الجميلة " جو " مسببةً حزناً قاتلاً للأمير الوسيم .
(5)
الأمير الآن في غاية الاكتئاب ، وهو يتذكر في هذه اللحظات تلك الأيام الجميلة التى قضاها مع صديقته الراحلة ، ويتذكر تفاصيل ذلك الاحتفال البهيج الذى ترأسته الملكة اليزابيث الثانية عندما قامت بتوزيع شهادات التخرج على طلبة الأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهارست ، وكانت " جو " من بين المتخرجات برتية " مساعدة لفتانت " أى رئيس عرفاء ، ولكن كيف تخرجت " جو " من ساندهارست ثم تجولت بعد ذلك في شوارع البصرة ؟
(6)
هذا بالضبط ما يمكن تسميته ( بسؤال الاحتلال ) .. اذ ان تساؤلاً صغيراً كهذا يمكن له أن يفضح دموع الأمير ، وأن يذكره بدموع أخرى تذرف هناك .. في البصرة وألف بصرة غيرها .. وأن يدعوه الى مراجعة الحسابات لأن هناك مليون " جو " أخريات يقتلن كل يوم ، أو يتم اغتصابهن أو اجبارهن على الدعارة أو التمثيل بجثثهن ، ولكنهن لم يحظين بالدعاية اللازمة ربما لأنهن لسن ــ لسؤ الحظ ــ من صديقات الأمير .
(7)
المكتب الصحفي الخاص بالأمير الحزين عقد مؤتمراً صحفياً " سادت اجواؤه الحزن العميق " وأعلن خلاله أن الأمير " في منتهى الحزن لفقدان صديقته " الرائعة " فهل يمكن لنا أن نشارك الأمير حزنه بالمزيد من الحزن ؟
(8)
مشكلتنا مع الغرب " المتحضر " و " التقني " و " المتفوق تكنولوجياً " أنه ينظر الينا بعين من زجاج ، تماماً مثلما ينظر عالم الميكروبيولوجي الى شريحة من خلال عدسة ميكروسوب الكترونى ، فالاحساس هنا معدوم ، والمشاهدة عملية بحتة ، وتدوين النتائج يتم بطريقة منهجية بغض النظر عن حالة الكائن الذى يخضع للفحص .
(9)
مشكلتنا مع هذا الغرب المتفوق علينا في كل شئ انه يرانا مجرد خطوط على خريطة أو تضاريس رسمتها عوامل المناخ ، فلا يهم بالنسبة له أن يكون متسبباً في ازدحام جوانب طرقنا بالعبوات الناسفة ، وليس مهماً بالنسبة له أن يحصد الرصاص رؤوس الناس البسطاء على الهوية ، ولايهمه أن تدوس أحذية جنوده على اقتصاد العراق وأن تعبث اصابع دهاته بالممنوع الطائفي بين افراد شعبه ، المهم فقط هو أن لا تكون صديقة الأمير من ضمن ضحايا العبوات الناسفة التى تُزرع على جوانب طرقات البصرة .. هناك .. حيث ماتت " جو " .. فهـل تريدون معرفة من هى " جـو " ؟ اقرأوا المقال من بدايته وستعرفون .



#الصديق_بودوارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملك .. بلوتوث!!
- قصص
- عصر الالات
- دعونا ندخن
- امة الذين لايقرأون


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الصديق بودوارة - المرحومة .. جو!!