أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - بايدن والبعث وهيئة المساءلة والعدالة!















المزيد.....

بايدن والبعث وهيئة المساءلة والعدالة!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 24 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-292-
طارق حربي
بايدن والبعث وهيئة المساءلة والعدالة!
أولا مامن مصيبة نزلت بأرض العراق مثلما نزلت مصيبة البعث!
تجربتهم الأولى في حكم العراق عبر انقلاب شباط 1963 ماتزال آثارها عالقة في أذهان العراقيين لدمويتها ومأساويتها، ولما استلموا الحكم مرة ثانية سنة 1968 أوسعوا المصيبة إلى كوارث، بدأت حينما أدخل صدام بداية الثمانينيات من القرن الماضي، المواطنين العراقيين كافة، سواء رضوا بذلك أم لم يرضوا، اعتنقوا العقيدة الفاشية عن قناعة أم لا، إلى صفوف حزب البعث بلافتة واحدة أطلقها المقبور "كل العراقيين بعثيون وإن لم ينتموا"، أصبح الطالب لايقبل في الجامعة إلا إذا كان بعثيا، الموظف والضابط والمعلم، الجندي يمكن أن يحارب ويغيب في سجون الاستخبارات إذا رفض الانتماء بتهم مختلفة، وشهدت على ذلك ساحات الاعدامات، فيما أغلقت الحدود بمعاهدات أمنية سلم فيها الهاربون من الجحيم إلى الأجهزة الأمنية، زج الرافضون في السجون والمعتقلات قتل من قتل وشرد من شرد، واستمرت آلات الفكر الفاشي تحرث الأرض والبشر حرثا، ولم يسلم إلا من هرب إلى خارج البلاد، التي أغلقت لصالح الفكر القومي وأصبحت ثكنة عسكرية واشتعلت الحروب ووقعت الغزوات.
ولما حل التغيير سنة 2003 سنَّ الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر قانون "الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث" ، التي تم في إطارها حل الجيش وطرد عشرات الآلاف من الموظفين في جهاز الدولة الاداري، ووسط اعتراضات واسعة على عمل الهيئة وطائفيتها وخضوعها لأجندات اقليمية وعربية، تم تغيير اسمها إلى "هيئة المساءلة والعدالة" التي لم تكتسب لاهي ولا هيئة الاجتثاث بعدهما القانوني والدستوري، وتم تسييسها لصالح الأحزاب الطائفية الحاكمة واسقاط منافسيها استمرارا لحكمها !
نصت المادة (7) من الدستور الجديد اولاً: يحظر كل كيان او نهج يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي او يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه وتحت اي مسمى كان، ولايجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون.
وأنتج ذلك مصطلح "البعثيين الصداميين" الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين، وهؤلاء بطبيعة الحال يجب أن يحاكموا محاكمة عادلة وشفافة لينالوا جزاءهم العادل، وفرزهم عن البعثيين العاديين الذين أدخلوا إلى الحزب دون رغبتهم، وأحيانا اعتراضهم وهم غالبية المواطنين، ومثل ذلك حدث في تجارب الشعوب الأوروبية بعد الحروب الكونية، بعد صعود النازية في المانيا والفاشية في ايطاليا خلال الحرب العالمية الثانية، وكذلك بعد الحرب الاهلية الأسبانية سنة 1936 وغيرها.
وفي العراق أصدرت "هيئة المساءلة والعدالة" مؤخرا قائمة أقصت بموجبها نحو (511) مرشحا، بتهمة انتمائهم إلى حزب البعث المحظور أو الترويج له، ومنعتهم من خوض الانتخابات النيابية القادمة، ماأثار الكثير من الجدل تجاوز الأوساط السياسية العراقية، وفتح الباب واسعا أمام تدخلات عربية واقليمية ودولية.
لم يترك الراعي الأمريكي الحبل على الغارب في هذه القضية الحساسة، التي أطلقت قبل خمسين يوما من الانتخابات النيابية في 7 آذار القادم، فقد طالب نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارته إلى بغداد أول من أمس، المسؤولين العراقيين باجراء انتخابات نزيهة تتمتع بمصداقية ويقبلها العالم، ونحن نسأل : كيف يمكن أن تكون الانتخابات نزيهة ويرضى عليها العالم، وأهل البيت لايتفقون إلا بحضور العراب الأمريكي!؟، بعدما تفرقت كلمتهم وشرذمتهم جملة من العوامل المحلية والاقليمية، وأغرت هشاشة العملية السياسية التي يديرونها منذ التغيير، دولا وأجهزة مخابرات بالتدخل وفرض أجندات خارجية!؟
أكثر من ذلك جعلت الراعي الامريكي نفسه يستخدم أوراقا ضاغطة وصلت إلى حد التشكيك بالانتخابات، التي تعتبر مفصلية ومهمة لمستقبل العراق : طي صفحة الدكتاتورية وبناء المؤسسات الدستورية والديمقراطية، وهذا هو مستشار بايدن لشؤون الامن القومي توني بلينكن يقول مساء أمس بأن " المخاوف التي عبرنا عنها تتعلق بالآلية وليس بالنتيجة" و "اذا اعتبرت الآلية المتبعة لتقرير عدم اهلية المرشحين مفتقرة الى الشفافية والحياد والمصداقية فان الانتخابات ستعتريها شكوك"..!!
لم تحظ بالتأييد الاقتراحات التي جاء بها بايدن لانقاذ الوقت الحرج المتبقي على الانتخابات، والحيلولة دون وقوع البلاد في مأزق سياسي، بأن يعلن المشمولون بالقائمة براءتهم من حزب البعث الفاشي، والأعمال التي قام بها خلال فترة حكمه البلاد، وكتابة تعهد خطي بعدم الترويج لأفكاره مستقبلا، مقابل تأجيل اجتثاثهم إلى ما بعد الانتخابات، إذا ما ثبت ارتباطهم بالبعث، ولم يقبل بها المبعدون الذين يعتقدون بأنها تفقدهم رصيدهم في الشارع السني، وعلامتهم الدالة عنوان البعث ووقعه في نفوس الأحزاب الطائفية، التي شردها من ديارها في حقبة الثمانينيات ومابعدها وذبح خيرة أبنائها، واللافتة التي يرفعونها بوجه تلك الأحزاب لاغاضتها كلما تم إقصاءهم من العملية السياسية وتهميشهم، وبقينا نحن العراقيين لانبني بلدا ومستقبلا بل نعيش في الماضي والثارات السياسية، فيما الزمن الحاضر مهدور والمستقبل مفتوح على كل الانقلابات والاحتمالات!
ربما تعير بعض الفئات العراقية والأشخاص بعضهم البعض في فترة النقاهة من الحزب الفاشي، ويوجه بعضهم الاتهام بالانتماء في الماضي للاسباب المذكورة، ماانعكس على عمل هيئة المساءلة والعدالة في إصدار قوائم اسقاط الخصوم وشل فعالياتهم في إطار تصفية المعارضين، لقد سبقت قوائم المساءلة والعدالة في الواقع العراقي المر والكيدي، قوائم أخرى أصدرها شخص في سنة 2006 باسم مستعار يدعى (الدكتور ساهر فاضل الهاشمي)، وأطلق عليه بعض الكتاب العراقيين تندرا "دكتور مريدي" ، تعبيرا عن أوضاع مختلة وشاذة بعد التغيير، يمكن لمن هب ودب فيها شراء أي يحتاجه من سوق مريدي الشعبي ببغداد بما فيها شهادة الدكتوراه!، أدرج (مريدي) الملثم في قائمته الكيدية أسماء مئات من المفكرين والشعراء والكتاب والفنانين بتهمة مدح الطاغية!، ووضع أسماء مدحت فعلا مثل شاعر الطاغية عبد الرزاق عبد الواحد، إلى جانب شعراء مشهود لهم بالوطنية وكراهية صدام ونظامه مثل عريان السيد خلف وذلك لخلط الأوراق وتعمية الشعب العراقي، فيما أثبتت أسماء غيرها كثيرة براءتها من التهم الموجهة إليها في الماضي والحاضر، وعززت من وطنيتها عبر كتاباتها ضد الطاغية وعهده الأسود، وقيل في وقتها إن الذي كان يقف وراء إصدار تلك القوائم وتشويه الكتاب والمفكرين العراقيين، هم منظمة بدر بدفع من جهاز استخبارات اطلاعات الايرانية وتدخلها السافر في الشأن العراقي، وتشويه النخب العراقية التي وقفت ضد مشروع الأحزاب الطائفية التي تحكم العراق الجديد.
وقبل أسابيع مهدت الأحزاب الدينية لاصدار قوائم المساءلة والعدالة، بأن فصلت لها قانونا انتخابيا على مقاسها، فاستحوذت على أصوات الكتل الصغيرة وأضافتها لحسابها، وكذلك الاقليات والمستقلين في قانون الانتخابات المثير للجدل، وجاءت القائمة الأخيرة لتطيح إطاحة كاملة بكيانات وشخصيات، بغض النظر عن تقاطعنا معها فكريا، فهي يمكن أن تشكل تحديا للأحزاب الطائفية والقومية الكردية، بعد الفشل شبه الكامل خلال السنوات الأربع الماضية، في مشاريع النهوض الاقتصادي والملف الأمني والاعمار والتحديات الاقليمية، وطرح مشروع وطني وليس طائفيا يسير بالبلاد إلى بر الأمان.
وإذا استطاع جو بايدن أن يفرض أجنداته ضد مبدأ تسييس قوائم المساءلة، فثمة قوائم أخرى لاشك ستظهر في مسلسل التصفيات، داخل البيت الشيعي نفسه، الذي بدأ الشعب العراقي يطرق بابه بقوة، مطالبا بتفسيرات لأسباب نكوصه عن الايفاء بتعهداته لناخبيه، ومن جهة أخرى لايمكن فصل القوائم المذكورة عن السعي لتكريس الطائفية وإفشال خطط المصالحة الوطنية التي رعتها الحكومة، فالقوائم تُحيد أحدى مكونات الشعب العراقي، وتعرضها إلى التهميش والاقصاء بتهمة انتماء زعمائها إلى البعث أو الترويج له، وهي تهمة قد تكون صحيحة، لكن لايجب أن يؤخذ بجريرتها مكون عزيز من شعبنا، وآمل أن لايعاد سيناريو الانتخابات النيابية سنة 2005 وعدم مشاركة السنة فيها، وتكون مناطقهم من جديد حواضن للقاعدة والارهابيين، وتسقط البلاد في هاوية الاقتتال الطائفي، الذي لن تقف دول الجوار المتربصة بالعراق أزاءه مكتوفة الأيدي.
لايمكن بأي حال أن يتصدر الواجهة السياسية وقيادة البلاد من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين!
ولابد للراعي الأمريكي من أن يضبط الخطوات حتى الانتخابات ومابعدها، سيما وأن القوات الأمريكية ستسحب قواتها المقاتلة من العراق بحلول آب/اغسطس حسب الاتفاقية الامنية، وإذا كان بايدن جاء إلى بغداد ليؤكد تأييد بلاده لتنفيذ المادة السابعة من الدستور، فإنه بالمقابل لن يتخلى عن حلفاء الأمس الذين جاؤوا بقطار أمريكي، الذي دعم الانقلابات بالعراق، وعلى ساسة العراق الجدد إذا أرادوا أن يبنوا دولة، فهذه الدولة لايمكن أن تبنى باصدار قوائم المساءلة والعدالة، تربك الأوضاع السياسية قبل خمسين يوما من الانتخابات، وكان المبعدون طوال السنوات الماضية جزءا من العملية السياسية فاين كانت عنهم المساءلة ولماذا في هذا الوقت بالذات!؟، ولا إلى التوافقات بين الكتل السياسية، بل بالاحتكام إلى الدستور والقوانين والمحكمة التمييزية، لينال كل ذي حق حقه بدلا من الاقصاء والتهميش والقوائم الكيدية.
[email protected]
http://summereon.net
14/1/2010



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيسنا الخروعة!
- صقور مجلس ذي قار!
- لاانقلاب في بغداد!
- برج المالكي!
- لماذا تظاهر الصدريون في الناصرية لمساندة الحوثيين ولم يتظاهر ...
- هل يعيد أهالي الناصرية انتخاب الأعرجي لدورة برلمانية ثانية!؟
- الناصرية : معرض تشكيلي واحد مقابل (600) جامع وحسينية..!!
- الوقف الشيعي في ذي قار على خطى المقبور!!
- ماذا يعني ضرب صورة الملك السعودي بالاحذية في تركيا!!؟
- بمناسبة العيد السعيد..(عنزة) في ضيافة قناة السومرية..!!
- أتهم الاحزاب الطائفية بالوقوف وراء محاولة اغتيال الاعلامي ال ...
- نقض الهاشمي : تواطؤ شيعي استثمار كردي!!
- ثلث -لملوم- أعضاء مجلس محافظة ذي قار يؤدون مناسك الحج هذا ال ...
- ملاحظات على برامج القناة الفضائية العراقية (3)
- استعصاء إقرار قانون الانتخابات..!!
- مذبحة الصالحية : مطلوب محاسبة الوزراء الأمنيين..!!
- القائمة المغلقة ومرجعية السيستاني..!
- مابال أهالي الناصرية الكرام وهدم قبور أئمة البقيع عليهم السل ...
- التهديدات الغربية لإيران : جعجعة بلا طحين..!!
- إئتلافات..تحالفات..تجاذبات..!!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - بايدن والبعث وهيئة المساءلة والعدالة!