أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سليم الحكيم - لك الحمد؛مهما استطال البلاء ومهما استبد الألم














المزيد.....

لك الحمد؛مهما استطال البلاء ومهما استبد الألم


سليم الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 880 - 2004 / 6 / 30 - 03:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لك الحمد؛إن الرزايا عطاء.
"بدر شاكر السياب"
كأنها ترنيمة الأمهات العراقيات؛ ربت على لحنها و معانيها أطفال العراق؛ فكانت لهم زوادة الطريق التي يتقوتوا منها في رحلة الحياة المليئة بالمخاطر والأهوال في وادي الرافدين ؛ الأرض التي أصبحت ساحة التقاطع لتواريخ الآخرين؛ ولكن مثلما تنتهي الأشياء كلها، تبدد الماضي، ولم يبق خالدا غيرالرافدين، يجريان كحبيبين لا يفرقهما ولا ينال منهما، لا الموت و الوباء، ولا الكوارث، وعاصفات الزمان.
و دامت الحياة في العراق، لخلود الرافدين؛ وستظل مستمرة للعراقيين فقط ،لأنهم وحدهم اللذين يملكون مفاتيح، تجديد بنائها في كل مرة تثلمها، أو تخربها همجية الدخلاء الطامعين، أو وحشية الطغاة الذين تلفظهم حتمية إستمرارية الحياة، الى السطح بين الحين والحين ، مثل أي وباء الوقتي للتخلص منهم؛ فالجسد العراقي أقوى من أمراضه و أوبئته على مر العصور .
العراقيون علمتهم الحياة ،ترويض المأسي، و تحويل الخراب وتجارب الصراع من أجل البقاء، إلى أثار، و تراث،وتاريخ للعراق وحده.
و ها أن فجراَ جديدا، وعصراجديدا للدمقراطية ينبلج، ليحرق خلفه كل دهور القهر، و هولاكوية الأنظمة الجائرة، و أخر الوحشيات، وحشية صدام و عصابته الكريهة.
هذه الدمقراطية؛ التي علينا نحن العراقيين وحدنا تقع مشقة بنائها،وليس كما يشيع-الكذابون والمنافقون من أعداء الدمقراطية ومن حُسّاد العراق – بأنها كيان جاهز نشتريه أو نستورده،أو طفل أنابيب مُصنّعْ حسب مزاج صانعيه .
تلك هي إستثارات خبيثة بَرَعَ فيها محتالو الإعلام في هذا الزمن الردئ ، وكتبة السلاطين؛ وهي "دائرة ٌ الخداع " يريدون أن يسجنوا فيها طموحاتنا و أمالنا ، فهم يمارسون لعبة السحرة في تزييف الحقائق و دس السم في العسل حتى يُميتوا الفكرةَ الطيبة، قبل أن يتهيئ المحيط الطبيعي لنموها.
العاقلُ ؛ هو ذلك الذي لا يصدق الأقوالَ التي لاتُعقلْ، وهو الذي يعرف متى وكيف يلطم؛ أفواه الذين يستغبونه، وأفواه الجهلة الذين يشكلون عنصر الضعف في المجتمع، ففي هذه الأيام حتى البهائم أصبحت تتكلم العربي؛ و أول جملة تهكمية لها ، حتى لويكون للإعتراض على مذاق علفها!!هي -هل هذه هي" الدمقراطية و الحرية" الموعودة التي جلبتموها لنا!!؟
إذن فهاكم! القتل والإرهاب و البطالة و الجوع، وهرج الأوباش و الحيل الكلامية للظلاميين، الذين سطواعلى بيوت الله، وحولوها من رحاب آمنة لجميع الطيبين من بني البشر،إلي قلاع موبوئة، لصالح دعاياتهم السياسية الأحادية النظرة ؛ وما الذي يمنعهم؟ في أن تصبح بعد حين منابر دعاية إنتخابية خاصة لهم وحدهم !!
لكن؛ فمثلما للدمقراطية بُناتها؛ لها أيضا حراسهاو حماتها؛ وعندهم المقابر الجماعية لشهداء الفاشية حصونا، تحمي هذه الدمقراطية من أية عقائد مريضة أو همجية جديدة.
لقد دارت السنين و ها أن العراق يولد من جديد، تحت شمس يوم جديد في 30 حزيران 04؛ فآن الآوان لتخلع العراقيات ثياب الأحزان والمراثي ؛ ولينزع الرجال الأقنعة الحديدية الصدئة، من على الوجوه ؛ ولتُشعَل الشموع وتُنثر الورود، وليملئ الأطفال والشبيبة الأجواء بالغناء؛ فاليوم عيد!
هذا اليوم هو لحظة البدئ في البناء الجديد؛ فلنزل ركام الحروب و الخراب من النفوس قبل كل شيئ؛ و من حولنا في كل جزئ على أرض العراق.
ولنبدأ العمل الصبور و الحثيث في بناء حصن الدمقراطية ؛فلا وقت؛ للحقد أو للإنتظار،و لا للتوقعات لغيرالواقع الملموس ؛ فالأحلام على طريقة ألف ليلة وليلة ؛ هي أحلام الحمقى والأغبياء ؛ ومثلها إنتظار فرسان ٍ من الغيب، أو الحاضر لكي يفتحوا لنا أبواب الكنوز في العراق؛ فالمهمة هي في أيدي عمال وفلاحي العراق، وكل الخيرين من المفكرين و العلماء و المثقفين؛ العراقيات والعراقيين؛ وفي أيدي الأصدقاء والطيبين الذين يحبون شعب العراق.
فالسمسم السحري، الذي ينتظره البعض كمفتاح سحري لفتح الكنوز؛ قد إحترق و تبدد، والكوابيس قد دفناها خلفنا في صحاري الماضي ؛و ليس أمامنا غير الأبواب المشرعة و المكتوب عليها؛ فقط للذين يريدون بناء العراق، العصري الدمقراطي المسالم، و الخالي من القهر و التجبر؛ والذي تملئ أجوائه ترنيمة حب جديدة تمنح الفرح والثقة بالمستقبل :
لك الحمد؛إن الرزايا ندى .
وإن الجراح هدايا الحبيب.
فلنشّد جراحا تنا و نبدئ البناء بتفاؤل لانهائي؛ و نهتف بالحاقدين وبكل الذين يعادون شعبنا و حياته الحرة السعيدة: ألا فانظروا واحسدونا، ما دامت الشمس تشرق في العراق، وما دام ماء دجلة والفرات يسيل في أرض السلام.



#سليم_الحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلم بالفراشات الجميلة
- شيطان نا طق في جلباب قد يس!!
- لا تنحروا العراق على مذبح النفاق السياسي و المذهبي!!
- لنحمي العراق من ألاعيب السُراق الجُدد!!
- عزيزي وزير الثقافة ؛إن استغاث بكم رجلٌ،،أغيثوه!!
- َطرَشْ الحاج رَجَبْ؛ و لا ُثقل سَمْع وزير- المُهَجّ- والمُها ...
- نداء من المتضررين العراقيين في المهاجر
- يا مجلسا ً!! تسعيركم الشلغم أثلج صدورنا!
- مذكرة الى مجلس الحكم حول قانون حل منازعات الملكية
- خاب مسعاكم البائس يا فرسان القرار137
- أيها العراقيّون لا وقت للتفرج والتثاؤب عراقكم معرض للإغتيال!


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سليم الحكيم - لك الحمد؛مهما استطال البلاء ومهما استبد الألم