أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صائب خليل - لحظة ايها الملائكة















المزيد.....


لحظة ايها الملائكة


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 872 - 2004 / 6 / 22 - 07:19
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


قبل ايام صعدت روح الرئيس الامريكي الراحل الى السماء تحفها الملائكة..صحيح انني لم ار الملائكة, لكن ما قرأت يشير الى انهم كانوا هناك بلا شك..وربما بأعداد غفيرة. ولكن مهلا ايها الملائكة..دعونا نتعرف على الرجل قبل ان يرحل عنا الى الابد. لم يكن ريغان رجلا عاديا..انا لم اتشرف بمعرفته شخصيا, لذا قرأت لاعرف اي انسان خسرت البشرية بموته..قرأت اولا ما نشرته الجرائد المعروفة فوجدت مايلي:

هوالرئيس الأربعون (1981-1989) وأحد أكثر الزعماء شعبية في تأريخ الولايات المتحدة الأمريكية من الحزب الجمهوري. عمل كمعلق رياضي، وممثل سينمائي قبل انخراطه بالعمل السياسي. وخلال فترة رئاسته، شهد الاقتصاد الأمريكي دفعة قوية ظهرت في انخفاض نسبة كل من التضخم والبطالة. اسمه منقوش على لوحات لارقام السيارات في كاليفورنيا, وعلى حاملة طائرات وبناية حكومية فدرالية, لقب (بالمتحدث العظيم) وهناك العديد من الافكار حاليا لوضع صورته على عملات أمريكية. مراسم تشييع ريغان هي اول جنازة رسمية تنظم في الولايات المتحدة منذ اكثر من ثلاثين عاما‚ فهي الاولى منذ وفاة الرئيس جونسون عام 1973

جميل جدا..لنرى الان ما قال الكبار عنه, فامهلونا ايها الملائكة لحظة من فضلكم...
جورج بوش " لقد كان رجلا شجاعا وزعيما نبيلا في قضية الحرية" .."ان رونالد ريغان ترك وراءه امة عزز مكانتها وعالما ساعده على التخلص من الخوف". . "بفضل زعامته تخلص العالم من عصر الخوف والظلم".."ان الجنة بانتظاره الان" .. "كانت له الثقة النابعة من القناعات والقوة الناتجة عن الخلق والنعمة المتأتية من التواضع والدعابة التي تأتي من الحكمة".
جاك شيراك "يحرص على الإشادة برحيل رجل دولة عظيم ترك بقوة قناعاته والتزامه بالديمقراطية, علامة فارقة في التاريخ" و أعرب عن "مواساته للشعب الأميركي على الخسارة التي مني بها".
توني بلير:" استعاد ببصيرته وزعامته ثقة امة في نفسها وادخل تغييرات مهمة علي السياسة الامريكية وفي الخارج"
مارغريت تاتشر :"بطل أميركي كبير". "الرئيس ريغان كان أحد أقرب أصدقائي السياسيين وأحد أعز أصدقائي الشخصيين". " لرونالد ريغان الحق اكثر من اي زعيم اخر ان يزعم انه فاز بالحرب الباردة من اجل الحرية. "موته خسارة ليس فقط للذين عرفوه وللامة التي خدمها بكل فخر واحبها من كل قبله ولكن ايضا لملايين الرجال والنساء الذين يعيشون حاليا بحرية بسبب السياسة التي انتهجها"
ديك جيني :" كانت بصيرة وارادة رونالد ريغان هي التي اعطت الامل للمضطهدين (بفتح الهاء), والحقت العار بمضطهديهم وقضت على امبراطورية الشر"
بيل كلينتون:" سنتذكر انا وهيلاري دوما الرئيس رونالد ريغان لطريقته في التعبير عن التفاؤل الذي لا يقهر للشعب الامريكي ولوضعه امريكا في مقدمة الكفاح من اجل حرية الانسان اينما كان"
قصر بكنغهام: "هذه الانباء افجعت الملكة"
الفاتيكان: " تلقي البابا نبأ وفاة الرئيس رونالد ريغان بمزيد من الحزن"
كولن باول :"اذكي الرئيس ريغان الروح الامريكية. ابتسامته وتفاؤله واقتناعه الكامل بانتصار الحرية والديمقراطية في النهاية ورغبته في العمل من اجل هذه القناعة ساعد في انهاء الحرب الباردة وبشر بحقبة جديدة اكثر اشراقا في التاريخ"
غورباتشوف:"زعيم عظيم امتلك الجرأة لتغيير اتجاه تيار العلاقات بين القوتين العظميين في زمن الحرب الباردة"
جون كيري :" حب ريغان للبلاد كان يسري وينتشر بسهولة"
مايكل ريغان :" انني اكثر الرجال حظا في العالم لانه والدي"

يمكننا القول اذن ان الله انعم على البشرية بمثل ريغان, فلولاه من يعلم ما كان سيحدث للحرية والديمقراطية في العالم؟ وكيف كان للعالم ان "يتخلص من عصر الخوف والظلم"؟ لست انا من اقول ذلك, انهم اكبر الزعماء التي انتخبتهم البشرية في اثقف دولها الديمقراطية! ثم من يعرف الرجل اكثر من اصدقاءه واعداءه وابنه؟ هذا ما نشرته كبريات الصحف الامريكية والعالمية والعربية, الحرة منها وغير الحرة, من دول صديقة لامريكا واخرى معادية.

علي ان البعض يهمس بالشك بوصف "المتحدث العظيم" فقد قال ريغان اثر انتخابه ان معدل الفقر في البلاد بدأ يتراجع لكنه مازال يتزايد!! ولم يميز بين كلمتي ديبرشن (الانهيار العصبي) و ريسيشن (الركود الاقتصادي)، وقال عن جيرالد فورد انه كان شيوعيا حين اراد القول انه عضو في الكونغرس وقال يوما ان الاشجار تتسبب بالتلوث اكثر من السيارات, فسخر منه الطلاب الوقحين بالمطالبة بخطة حكومية لازالة الغابات!!! زلات لسان لا اكثر ولن تؤثر على الحكم على اخلاق الرئيس ونبل مقاصده.

لكن لحظة رجاء..هناك اشارات طفيفة هنا وهناك, تبدو غير مهمة, لكن للامانة الصحفية يفترض ان نقرأها لكي نكون مخلصين على الاقل للمبادئ التي حارب من اجلها هذا العظيم من حرية وديمقراطية...
الاشارة الاولى تأتي من الايرانيين, الذين لم يشاركوا العالم حزنه, وهناك معمر القذافي, الذي عبر عن أسفه الشديد لان ريغان مات قبل أن يمثل أمام العدالة ليحاسب علي جريمته النكراء التي ارتكبها عام 1986 ضد أطفال ليبيا. رغم اني لا اعرف احدا يحب القذافي, لكن لم وضعت نقطة سوداء صغيرة على صفحتك الناصعة بقتل ابنته هيفاء يا ريغان؟ انت اكبر من قصف البيوت وقتل سكانها في اواخر الليل! حسنا..نقطة واحدة ليست بكارثة.
في الحقيقة ..هناك نقطة اخرى..يقال انك قد ساندت اسامة بن لادن ودعمته بشكل لم يسبق له مثيل, فزدت الدعم من 35 مليون دولار عام 1982 الي 600 مليون دولار في عام 1987. يا رجل! من يجرؤ على دعم بن لادن بعشرة دولارات؟ لقد دمرت دول باكملها لانها دعمته يوما. صحيح انه كان وقتها يدافع عن حرية بلاده من السوفيت, لكن الم تجد اخر للقيام بالمهمة؟ اخر يعترف لك بالجميل ويتساهل في وجود جيشك في بلاده؟ ربما لم تكن الفراسة احدى صفاتك العظيمة. او ربما منعتك طيبتك من الحكم الصحيح.

ولكن ما دمنا في عالمنا العربي فلنتذكر ان ريغان كان يدعم صدام حسين دعما من هوالثاني من حيث الحجم بعد اسرائيل خلال حربه التي اعتدى فيها صدام على ايران وقام باغتيال مئات الالاف من الاكراد والشيعة والشيوعيين والمعارضين الاخرين في حرب الانفال. كذلك وقف ريغان بوجه محاولة ادانة صدام حسين دوليا بعد قصف حلبجة بالاسلحة الكيمياوية وحاولت ادارته القاء اللوم على ايران, وبالتحديد لعب كولن باول دورا هاما في ذلك.

يبدو اننا نسينا ذلك...هل هناك المزيد ام نترك الرجل يرحل الى السماء؟

يقال ايضا ان ريغان عمل على ان تأجل ايران اطلاق سراح الرهائن الامريكيين لحين تسلمه منصب الرئاسة لتسجل نقطة له ويظهر بطلا تمكن خلال ساعات من حل مشكلة عجز عن حلها كارتر سنوات طويلة.

في عهد ريغان بلغت العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ذروتها ليس فقط على مستوى التحالف الإستراتيجي بين الدولتين، حيث دعمت اميركا احتلال اسرائيل للبنان, وإنما دعمت ايضا تحالفا على مستوى العمق الشعبي حيث نشطت الحركة الصهيونية المسيحية الداعية إلى دعم قيام إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل بشكل لم يسبق له مثيل. حيث تدعي هذه الحركة ان سيطرة الصهاينة على القدس وإعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى هو شرط لعودة المسيح.

كذلك ارتبط اسم الرئيس ريغان من خلال التورط الفاشل للقوات الأمريكية في حرب احتلال لبنان، وهو الذي انتهى بإجبار القوات الأمريكية على الانسحاب بعد تفجير مجموعة إسلامية لمقر قوات المارينز.

هناك ايضا فضيحة (إيران جيت)، حين باعت إدارة ريغان سراً أسلحة لإيران، وذلك رغم الحظر المعلن على بيع الأسلحة إليها، واستخدمت أرباح تلك الصفقة في مساعدة المليشيات الارهابية في نيكاراغوا، وهو ما تم افتضاحه في عام 1986. وقد تضمن تقرير لجنة التحقيق في القضية، والذي رفع في عام 1987، انتقاداً شديداً للرئيس ريغان، رغم نفيه علمه بتحويل الأموال. لكن من يقول ان ثوار نيكاراغوا كانوا ارهابيين؟ لنقرأ المزيد- بعد اذنكم ايها الملائكة .. يقولون:

دانييل اورتيغا رئيس الساندينستا الذي قاد نيكاراغوا أثناء حربها ضد متمردي الكونترا: "نحن لا نحتفل بموت أحد لكن يجب ان نكون أمناء لن نبدأ في القول أن الرئيس ريغان كان يحترم القانون الدولي وانه أحسن معاملة نيكاراغوا‚ فنحن لن نكذب"
ميغيل ديسكوتو وزير خارجية الساندينستا السابق "ليس هناك أي شك في أن الرئيس ريغان تسبب في ضرر كبير في نيكاراغوا وتسبب في مقتل الكثيرين". (قتل ما يزيد عن 300 ألف في الحروب الاهلية في أميركا الوسطى نصفهم او اكثر أثناء فترتي حكم ريغان‚ وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان أغلبهم كانوا مدنيين عذبوا وقتلوا من قبل قوات الجيش أو فرق اعدام على صلة بالقوات المسلحة التي حظيت بدعم أميركي كبير.)

يبدو ان هناك شيئا غريبا..لكن مع ذلك يجب ان نتذكر ان لا اورتيغا ولا ديسكوتو محايدين..اليست هذه من فظائع الحرب الباردة التي حارب فيها الامريكان بعنف بسبب قلقهم من الشيوعية؟ اسف ايها الملائكة لتأخيركم اكثر, لكن الشك بدأ يساورني...

الان نايرن, صحفي وكاتب: "حسنا لقد كانت الشيوعية هي العذر الذي استعمله ريغان في امريكا الوسطى, لكن ضحاياه لم يكونوا من الشيوعيين, بل من القساوسة والفلاحين وقياديي العمال والسكان وقياديي الطلبة والاكاديميين والصحفيين وغيرهم..ممن تجمعوا خصوصا في نهاية السبعينات في تنظيمات شعبية قوية في كواتيمالا والسلفادور. لقد كانوا يردون بذلك على الموت الذي كان يقضي على الالاف من الناس كل عام في هذين البلدين من جراء سوء التغذية والاسهال والملاريا. لقد واجهت الحكومات العسكرية في كل من السلفادور وكواتيمالا المدعومة من حكومة ريغان هؤلاء بفرق الموت. كانت هذه الفرق تعمل وفق قوائم باسماء من تريد قتلهم فتعتقلهم ليجد الناس فيما بعد جثثهم المشوهة على قارعة الطريق, وقد قيدت ايديهم وفي كثير من الاحيان تكون اعضاؤهم التناسلية قد قطعت وحشيت في افواههم. لقد اثبتت هذه الاساليب فعاليتها فسحقت الحركة الشعبية في كلا البلدين, ولجأ الناجون الى التلال, والتحقوا بجماعات ذات ايديولوجية شيوعية تدعمها كوبا, عندها هلل ريغان وجماعته من الكسندر هيك وجين كيركباتريك واليوت ابرامز وجون نيكروبونت ( "سفير" اميركا القادم في العراق) وقالوا: انظروا..اننا نحارب الشيوعيون!. هكذا دعمت حكومة ريغان حملة وحشية ذبح فيها في كواتيمالا حوالي 200 الف مدني وبضعة الاف مسلح, وفي السلفادور قتل بحدود 70 الف مدني بضعة الاف منهم كانوا من المقاومة المسلحة قتلت في اشتباكات فعلية."

ستيف كول الفائز بجائزة بوليتر للصحافة والمحرر في الواشنطن بوست ومؤلف العديد من الكتب اخرها " حروب الاشباح" و" التاريخ السري لل (CIA )" يقول: "في 1980 ارسل فريقا ليخبر رؤساء العصابات وتجار كواتيمالا بانه ان فاز في الانتخابات فسيطلق العنان لايديهم ليعملوا ما يشاءون وكانوا يواجهون انتقادات من الحكومات الامريكية اثناء رئاسة فورد ثم كارتر. وكانت الاسلحة ترسل اليهم بشكل غير مباشر من خلال اسرائيل, حيث حظر الكونكرس الامريكي بيعها لهم."
" حولت حكومة الجنرال لويس مانس انتباهها الى جبال المايا في الشمال الغربي حيث يتمركز السكان الاصليين المعروفين بشجاعتهم وفقرهم الشديد وانتفاضتهم ضد الجيش"
"يذهبون الى القرية ويخبرون سكانها ان الجيش قادم وان املهم الوحيد في البقاء هو بالتخلي عن المقاومة. ثم يأتون بقوائم متهمين بتقديم الطعام للمقاتلين او العاملين مع القساوسة او المنظمين, ثم يقومون باعدامهم امام السكان برصاصة في الرأس, ويجبرون جيرانهم على حفر قبورهم. بعد ذلك يقومون باختيار عدد من الناس بشكل عشوائي, وكثيرا ما يكونوا من الاطفال, وقتلهم. بعد ذلك يقومون بحرق المنازل وذبح الحيوانات ويرحلون. يفعلون ذلك بثلاث الى خمسة قرى في اليوم الواحد, يوما بعد يوم." وقد وجدت وثائق تبين ان الجيش احرق 662 قرية بهذا الشكل"

"ثم وفي قمة حملته الانتخابية ذهب ريغان الى اميركا الوسطى والتقى الجنرال لويس مانز وقال ان كواتيمالا تتلقى بعض التوبيخ بالنسبة لحقوق الانسان.
في 1954 ارسل ايزنهاور ال (CIA.) الى كواتيمالا لقلب الحكومة المنتخبة وتسليم السلطة للجيش. كما اسس كيندي فرق الموت في السلفادور وارسل معدات اتصال حديثة منها طابعة برقية, والتي كانت اعلى تكنولوجيا في وقتها لربط اجهزة المخابرات في كل من كواتيمالا والسلفادور ونيكاراغوا والهندوراس ببعضها للتعاون لخنق الانتفاضة على الحكومات العسكرية في تلك البلدان."
"وعندما جاء ريغان اصبحت العمليات اوسع واتخذت سترتيجية ثابته. كتبت جين كيركباتريك مقالة تمتدح فرق الموت في السلفادور وتحث الحكومة على دعم العسكر في اميركا الوسطى, ووصفت الجنرال مارتينيز بانه بطل وان الاهالي معجبون بفرق الموت لانها كانت تعيد الحياة المدنية اليهم. وهكذا حصلت على موقع هام في حكومة ريغان, وساهمت في ادارة السياسة الخارجية لينتقل دعم اميركا السري لحكومات اميركا الوسطى الى دعم علني."

"هنا وقعت حادثة شهيرة حين امسك بمجموعة من الراهبات الامريكيات وتم اغتصابهم على جانب الطريق ثم قتلهم. علق على الحادث الكسندر هيغ, سكرتير ريغان, بانهن قتلن "وسط تبادل اطلاق نار" وانهن من المتأمرات ويستحقن مصيرهن. اما جين فقالت انهن لم يكن راهبات في الحقيقة."

"جدير بالذكر ان احد قيادي العمليات العسكرية في السلفادور في الفترة بين 1984 و 1986 هو النقيب جيمس ستيل وهو الان في العراق كمستشار خاص لشؤون قوات الامن العراقية لبريمر, و يقوم بتكوين وتدريب قوات الامن العراقية. اما اليوت ابرامز, الذي يأتي بعد كيركباتريك في حكومة ريغان فهو يدير سياسة الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي لحكومة بوش."

" ان السنوات الثمان من حكم ريغان مثلت احدى اكثر الحقب دموية في تاريخ نصف الكرة الارضية الغربي, حيث حشدت واشنطن المال والسلاح واللوازم الاخرى لدعم فرق الموت اليمينية. لقد لحق الموت من جراء ذلك اكثر من 200 الفا مواطن من الدول الصغيرة في امريكا الوسطى: السلفادور وكواتيمالا ونيكاراغوا وهندوراس. في واشنطن اطلق ريغان على القوات التي نفذت المذابح لقب "محاربي الحرية" ووصفهم قائلا : " انهم اخوتنا, محاربي الحرية هؤلاء ومن واجبنا مساعدتهم. انهم المقابل الاخلاقي لابائنا المؤسسين".

الاب ميكيل دي ايسكوتو, قس كاثوليكي , وزير الخارجية في نيكاراغوا في الثمانينات: ".. ولكن وانا اصلي الى الله في رحمته اللانهائية ان يغفر له لانه كان الجزار شعبي, ولانه كان المسؤول عن مقتل 50 الف مواطن في نيكاراغوا, لانستطيع ولايجب ان ننسى ابدا الجرائم التي ارتكبها كذبا باسم الدفاع عن الديمقراطية والحرية."
"يقال ان ريغان كان متحدثا عظيما. انا ارى ان ذلك صحيح فقط اذا كان ذلك يعني ان تكون كذابا جيدا, وهذا ما كانه بكل تأكيد. يمكنه ان يؤلف اكبر الاكاذيب دون ان يرمش له جفن. عندما كنت اسمعه يتكلم عن كيف اننا كنا نلاحق اليهود ونحرق معابد غير موجودة اساسا, اعتقدت فعلا بان ريغان كان مسكونا بالجن. بصراحة مازلت اعتقد ان ريغان في ذلك الوقت كان بنفس القدر الذي هو فيه بوش الان, مسكون بجن التجلي والقدر"
" ريغان كان في الحقيقة خارج عن القانون دوليا. لقد دفع الشعب الامريكي ليكون الشعب الاكثر جهلا في العالم بما تفعله الولايات المتحدة في الخارج"
"لقد تحدينا حكومة ريغان للمحاكمة, وكنت وقتها وزيرا للخارجية في نيكاراغوا" "وجه الى الولايات المتحدة اقسى حكم تم توجيهه من محكمة دولية الى حكومة في التاريخ, وامرت الولايات المتحدة بدفع تعويضات تخريبها, لكنهم لم يسمحوا حتى اليوم حتى بمناقشة دفعها"
"لقد دمر ريغان نيكاراغوا بابعد مما يستطيع من يسمعوني الان ان يتخيلوا. ان تأثير ذلك التدخل الاجرامي القاتل في بلادي سيبقى خمسين سنة اخرى او اكثر"

جومسكي:" له (ريغان) شرف ان كان الوحيد في العالم الذي ادانته المحكمة الدولية بجريمة الارهاب الدولي"

"المخططون ذوو المقام العالي الذين ينحدر معظمهم من ادارة ريغان يقولون في محاوراتهم ان قصف ليبيا كان "مبررا بالاستناد الى ميثاق الامم المتحدة" حيث يعتبر "دفاعا عن النفس ضد هجوم مستقبلي."

غاري ليج, محرر صحفي ومؤلف كل من "قتل السلام" و"الحرب على الارهاب في كولومبيا" : " في اواسط الثمانينات هزت اميركا فضيحة اشد من فضيحة ووتركيت, وهي ايران – كونترا. فقد كانت الحكومة الامريكية تخالف الدستور ببيع الاسلحة لايران وتستعمل العائد من اجل مخالفة اخرى اشد وهي دعم ارهابيي الكونترا في نيكاراغوا. لم يكلف ريغان نفسه عناء اجابة لجنة التحقيق بغير تكرار عبارة "لست اذكر". هذه الفضيحة والاسلوب الوقح في الاجابة لم يكلف ريغان شيئا من شعبيته, وعندما ترك مكتبه بعد فترتين رئاسيتين, حصل على اعلى تقييم شعبي لادائه يحصل عليه رئيس امريكي منذ روزفلت."

" وضع ريغان الاسس للعودة الى سياسة التدخل العسكري في امريكا اللاتينية وغيرها في العالم, والذي كانت حرب فيتنام قد وضعت نهاية له في الستينات"

جوناثان ستيل, مؤلف "حدود القوة السوفيتية" 1984: " ساعدت محطة ال (CIA) في بغداد في الانقلاب البعثي في 1963, لكن ريغان هو الذي حول العلاقة بين اميركا والعراق الى مستوى تحالف حربي بعد عقدين من الزمن. لقد ارسل رسالة شخصية الى صدام حسين في كانون اول 1983 يعرض عليه العون في الحرب ضد ايران. حمل الرسالة الى بغداد المبعوث الخاص لريغان, دونالد رامسفيلد."
"كان ريغان معجبا بعدة من صفاة صدام. فهذا الرجل ثابت العداء للشيوعية, حرم الحزب واعدم او سجن الالاف من اعضائه. كذلك كان القائد العراقي هذا سدا امام ملالي طهران ونقطة ضغط واعدة ضد سوريا وعملائها من حزب الله في لبنان, والذين كانوا قد دمروا لتوهم مجمع المارينز في بيروت, وقتلوا 200 امريكيا." ..."كل شئ كان متاحا باسم محاربة الشيوعية" "اقتحم ريغان غرينادا على اساس كاذب مفاده ان الطلاب الامريكان تعرضوا للخطر"
"سلح ريغان رجال العصابات لقلب حكومة نيكاراغوا, رغم حصولها على شهادة دولية بانتخابات حرة عام 1984"
"لقد جعل من اميركا خارجا عن القانون برفضه احكام المحكمة الدولية ضد اجراءاته بمحاصرة ساحل نيكاراغوا"
" درب ريغان اسامة بن لادن واتباعه في جهاد افغانستان واشار الى ال (CIA) للمساعدة بدفع نفقات انشاء نفس نفق تورا بورا الذي اختبأ به اسامة من الطائرات الامريكية فيما بعد"
" استنادا على ادعاء ان نيلسون مانديلا رئيس المؤتمر الافريقي الوطني كان مؤيدا للشيوعيين, اوقف ريغان قرارا من الكونغرس لمقاطعة النظام العنصري الذي كان المؤتمر الافريقي يحاربه"

دافيد كورن, صحفي ومحرر ومؤلف " اكاذيب جورج بوش: اتقان سياسة الخداع": "كانت له علاقات حميمة مع الدكتاتوريين (...) فحاول تطبيع العلاقة مع بينوشيت والفاشيست في الارجنتين وصدام حسين حتى بعد علمه باستخدام الاسلحة الكيمياوية, وكان مبعوثه الى الفلبين, جورج بوش, يشرب نخب الدكتاتور ماركوس ل "ثباته على المبادئ الديمقراطية"...."من قال انه تعاون مع تجار المخدرات؟ ليس اصحاب نظرية المؤامرة بل المفتش العام لل (CIA), وفي نفس الوقت كانت نانسي ريغان تعظ الناس "قولوا لا" .. للمخدرات."
"وصف نظام جنوب افريقيا العنصري بانه "ازال التمييز (العنصري) الذي كان لدينا يوما في بلادنا", ثم وقف بوجه مقاطعته من قبل الكونكرس" The Lies of George W. Bush: Mastering the Politics of Deception

من تقرير لجنة الامم المتحدة للتحقيق في فترة (ايل موزوت) 1992:
"سينهار النظام العنصري, وسيذكر ضحاياه اؤلئك الذين ساعدوا على تدمير هذا النظام الشرير. وسيحكم التاريخ على الرئيس ريغان حكما قاسيا" الاب دزموند توتو, من قيادي حركة مناهضة العنصرية في جنوب افريقيا.
" في 10 كانون اول 1981 احتجزت وحدات من قوات اتلاكات جميع الرجال والنساء والاطفال في قرية ايل موزوت في مقاطعة مورازان دون اية مقاومة. وعند صباح اليوم التالي, 11 كانون اول جمع الجنود كل السكان في الساحة وفصلوا الرجال والنساء والاطفال عن بعضهم البعض, واحتجزوهم في مجاميع مختلفة في الكنيسة والدير والبيوت. خلال الصباح باشروا بالتحقيق والتعذيب واعدام الرجال في مواقع متفرقة. وبحلول الظهر فرقوا النساء الى مجموعات وفصلوهم عن اطفالهم وقتلوهم بالرشاشات. بعد ذلك تم اعدام الاطفال الذين كانوا محتجزين في الدير بالرشاشات من خلال شباك. وبعد تصفية سكان القرية باكملها, اشعل الجنود النار في المباني."
ثم يشير التقرير الى ان قوات اتلاكات كانت قوات انتشار سريع المسمات (BIRI) والتي تدربت على يد خبراء عسكرينن امريكان في بداية ذلك العام, 1981
دينيس هانز* : عندما كتب صحفيان تقريرا عن المذبحة في "ذي نيويورك تايمز" و " ذي واشنطن بوست" في كانون ثاني عام 1982 انكرت ادارة ريغان ذلك وقال اليوت ابرامز, رجل ريغان في اميركا اللاتينية في وقتها (والذي يشغل اليوم منصبا في مجلس الامن القومي لشؤون الشرق الاوسط في ادارة بوش) قال انها مجرد دعايات شيوعية."
" في عام 1982 قام ريغان بهندسة انسحاب مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت باعطاء ضمانات السلامة للمدنيين الفلسطينيين الباقين. وما ان غادر المقاتلون, حتى سحب ريغان قوات حفظ السلام الامريكية, وفتح الجيش الاسرائيلي مخيمات صبرا وشاتيلا للمليشيات البنانية التي كانت العدو اللدود للمنظمة. دخلت المليشيات المخيم وقتلت ما يقدر بالف من النساء والاطفال والشيوخ العزل من السلاح." .." المقاتلون من اجل الحرية في الثمانينات في اندونيسيا وتيمور الشرقية والفلبين والبرازيل وشيلي يعرفون اين يقف ريغان بالضبط"
نظرت الى الملائكة فوجدتهم قد ذهبوا..لعلهم سمعوا ما يكفي ليدلهم اين يجب ان يذهبوا بالروح التي بين ايديهم. اما انا فبقيت ذاهلا احس بالاهانة والغظب. اكل هذا العالم قد اتفق على محاولة خداعي؟ وماذا كان سيحدث لولا صبر اؤلئك الملائكة الطيبون وصبري للقراءة؟ الا استطيع ان اطمئن على بصيرتي ان سلمتها لكل هؤلاء "العظماء" فوثقت بهم دون تمحيص ودون عناء البحث وقلق الشك؟ بمن اثق اذن وأأتمنه لسلامة احكامي؟
ايقضتني زوجتي من ذهولي البعيد, وكانت تتابع شيئا في التلفزيون, حين التفتت بعيدا وقالت: " اشعر بحزن عمييييق!"
--------------------------------------------------------------------------------------------------
* دينيس هانز: كاتب مستقل ومحاضر في السياسة الخارجية الامريكية في جامعة ساوث فلوريدا وصاحب المقالات المعروفة : خدعنا الى الحرب http://www.democraticunderground.com/articles/03/02/12_lying.html و"عصر تشويه المعلومات"http://www.democraticunderground.com/articles/03/02/12_lying.html



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الاوربية في هولندا: نصر لليسار وهزيمة للحكومة وعد ...
- الهدية الرئاسية
- منطق النمل: غضب عراقي في البرلمان الهولندي
- القراءة الطائفية
- بحثا عن - التكنوقراط
- كلام الملوك
- الثأر...الثأر...لدماء كربلاء والكاظمية!
- 188: احترام لمرونة الشريعة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صائب خليل - لحظة ايها الملائكة