أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المصلح - همسات في شارع السينما














المزيد.....

همسات في شارع السينما


محمود المصلح

الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 00:32
المحور: الادب والفن
    



كنا صغارا .. لم نكن نعرف الكثير .. ورغم حياتنا قليلة المسرة .. وحالة العوز التي كنا نحياها .. نتذكر اليوم إنها أجمل كثيرا مما نحن عليه الآن ( على الرغم من تخطينا وتجاوزنا الحالة البائسة بكثير بل بكثير جدا ) نأتي من المخيم والذي لا يبعد عن( اربد ) أكثر من ثمانية كيلومتر بالحافلة الكبيرة ( باص أبو درويش ) نأتي من ( مخيم الحصن ) الموشى ببوسترات التنظيمات الفلسطينية .. نمر في شارع السينما .. وكان للاسم طعم خاص .. لا يزال يحتفظ به عشاق الفن السابع في اربد ( عروس الشمال ) الشارع سمي باسم السينما ..سينما الزهراء .

اليوم تحول مبنى السينما إلى ركام وموقف للسيارات بالأجرة ، ليشكل انهيارا لماضي جميل .. ( كم شعرت بالألم وأنا أشاهد العنكبوت الحديدي بمنقاره البشع وصوته المريع وهو يهدم الجدران ليبقى آخر جدار من السينما الواجهة الأمامية وشباك التذاكر ( لوج 50 قرش صالة 35 قرش ) لتنقض بعد حين على الجدار وتهدمه وكأنها تلعب بنا وبأعصابنا .

بوسترات الفيلم الجديد .. بالألوان على قطعة قماش كبيرة تتدلى من السطح على واجهة مبنى سينما الزهرا الحجرية الحمراء .. كانت بوسترات كثيرة في كل مكان ..صور الأبطال .. الألوان القوية الجريئة تفعل فعلها بعقلي ..حيث كنت مولعا بالرسم والتصوير والسينما .. نذهب لزيارة جدتي عمة والدي في شارع ( ايدون ..) حيث سينما الجميل التي تحولت اليوم إلى مقلى كبير للفلافل ، وعندما نعود نمر من شارع بغداد حيث سينما زهران التي تحولت اليوم الى مجمع تجاري ضخم ، إلى أن تعرفنا لوحدنا على سينما الدنيا والذي لا يزال مبناها يقاوم إلى اليوم لكن دون عروض سينمائية ، وسينما الفردوس بجانب متنزه الاريزونا وهما يقفان جنبا الى جنب وكأنهما يصارعان من اجل البقاء على قيد الوقوف والصمود لكن إلى متى ..

لكل سينما وصالة عرض أسلوبها ونكهتها الخاصة السينما التي كانت أثيرة عندي هي سينما الفردوس ..كانت صور البوسترات وأفلام السينما المنوعة تغري بالوقوف للفرجة على الجدران .. ثم الواجهة الزجاجية والتي تعرض فيها أفيشات الأفلام بما تمثله من حملة دعائية لها .. وبعض اللقطات المصورة للفيلم لتغريك بالدخول مضى زمن وأنا أتسلل خفية إلى السينما ..

ومضى زمن قبل أن يكتشف الأهل هذه الفعلة .. لأتلقى العقوبة تلو الأخرى .. لكن كانت متعة الفرجة والأضواء وهي تنبعث من خلفي كحزمة ضوئية أغلى بكثير من تحمل العقاب .. كان العقاب هينا مقابل المتعة .. فتحملت العقاب تلو العقاب وما ردعني ذلك عن ارتكاب فعل المشاهدة .. ومضت الأيام حتى بت متابعا حثيثا لكل جديد بعد أن شاهدت كل ما يعرض .. بل كنت انتظر العرض القادم بكل الشغف والحب ولوعة الانتظار.. إلى أن باتت السينما جزءا مهما من حياتي اليومية .. اليوم وأنا في قطار الأربعين لا زالت السينما ملاذي والأفلام متعتي والصور حياتي .. فبت اكتب في السينما والنقد السينمائي وأسعى للاحتفاظ بالأفلام كيفما كانت طريقة عرضها وحفظها ..

وآلت محاولاتنا في اربد لتشكيل نادي للسينما بعد كل الجهود على مدار عقد من الزمن كقشة في مهب الريح .. أو صرخة في واد .. لأسباب معروفة وغير معروفة لكن يمكن إجمالها بحجة عدم التشجيع .

واليوم وأنا اعبر شارع _ السينما _ تنتابني حالة من الاسى العميق وأنا أرى الحفرة العميقة التي أطاحت بدار السينما الشهيرة في اربد والتي سمي الشارع باسمها ، لتتحول الى موقف للسيارات ومكب للنفايات و......
نعم اشعر بأن شيء ما قد انهار في داخلي . . فدار السينما على الرغم من ملكيتها الخاصة ، إلا إنها باتت تشكل شييئا مهما وخاصا لدى الكثيرين ومنهم أنا .. وبهذا تتخذ السينما صفة الملكية العمومية .. كم تمنيت ان تتخذ بلدية( اربد ) او أي مؤسسة أخرى خاصة أو عامة أن تتخذ على عاتقها استملاك دار السينما ، لتبقى رمزا من رموز ( اربدنا الحبيبة ) . . ولكن ليس كل ما نتمناه ندركه للأسف الشديد .

وها نحن بقلق ننتظر أن تبادر أحدى المؤسسات لاستملاك السينما الكبيرة بتاريخها .. سينما الفردوس .. لتبقى فردوسا في اربد وعلامة بارزة قرب متنزه الاريزونا الشهير .. وليكونا جنبا إلى جنب متنفسا( لاربدنا الحبيبة )
ولنا لقاء ...........



#محمود_المصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماوراء الصورة
- منح الجنسية .. سحب الجنسية
- الاتحاد الاوروبي ... تركيا
- سلمدوغ مليونير
- في مقامات المديح للجلاد..
- الى عذاباتي...
- السائق الغريب
- جرائم الشرف
- عرب يا رسول الله ...
- فيصل القاسم والاتجاه المعاكس
- أيام في بيروت ... 2/5
- ايام في بيروت ..3/5
- ايام في بيروت 4/5
- السقوط في فخ النجاح
- ايام في بيروت 1/5
- صديقي العزيز راسم فلاح بامتياز
- أمي.. معلمة .. ومرشدة ....
- حرية المرأة بين الاطماع والطموح ...
- الاحزابالعربية
- ايام ام كلثوم


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المصلح - همسات في شارع السينما