أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زهدي الداوودي - أين تكمن المشكلة؟ بين الأمس واليوم














المزيد.....

أين تكمن المشكلة؟ بين الأمس واليوم


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 2869 - 2009 / 12 / 26 - 02:47
المحور: القضية الكردية
    


قرأت قبل حوالي العامين – وما أسرع مرور الأعوام - في إحدى الجرائد الألمانية خبرا صغيرا مخفيا في إحدى الزوايا، مفاده "أن تركيا، استنادا إلى معلومات صادرة من جنرال كبير ذي شأن، تستعد للقيام بعملية ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق. وقال الجنرال إيلكر باسبوغ إن المرء الآن يتواجد في حالة تنفيذ حملة تتناسب مع الوضع"
هذه هي الترجمة الحرفية لنص الخبر الصغير – الكبير الذي حشر في إحدى زوايا الجريدة، كما لو أن المحرر يخجل من عرضه على القارئ الذي يجب أن يبحث عنه بالمكبرة. وخجلت أنا الآخر من نفسي لصيغة الخبر الذي نقلته الجريدة بدون تغيير من المصادر التركية التي لا هم لها سوى تضخيم مسالة "المتمردين" الأكراد، الذين لا تدري من المقصود بهم؟ أهم أكراد حزب العمال الكردستاني أم أكراد حكومة فدرالية كردستان العراق؟ أم كليهما؟ ولكن يبدو أن بعض وكالات الأنباء التركية – المرتبطة بالعسكرتارية، تتعمد في خلط الأوراق واختلاط الحابل بالنابل. ومن الجدير بالذكر أن نفس الجريدة نشرت قبل هذا النبأ بأيام خبرا مفاده أن قوات حزب العمال الكردستاني تمكنت من أسر سبعة أشخاص على الاراضي التركية، اثنين منهم ينتميان إلى الميليشيات الكردية التابعة للجيش التركي. وتفاديا للالتباس ينبغي أن نؤكد بأن هذا الخبر جديد لا علاقة له بالجنود الثمانية الذين أطلق سراحهم وأودعوا السجن بسبب تهاونهم وعدم دفاعهم عن أنفسهم بالشكل المطلوب.
هذا التضارب في نقل الأخبار ذكرني بالحوار الذي جرى قبل أسابيع – وذلك خلال اشتداد الازمة الحدودية وتصاعد التهديدات التركية باجتياح شمال العراق أو العراق كله – بين كل من مذيع البرنامج الاول في تلفزيون ألمانيا الاتحادية ومراسله الواقف على جسر ابراهيم الخليل، حيث منظر مئات الشاحنات والتانكرات التركية تنتظر في طابور لانهائي دورها لعبور الجسر. تساءل المذيع قائلا: أن الحكومة التركية قد جهزت لحملتها لاجتياح العراق 100000 جندي إلى جانب مئات المدرعات والدبابات وناقلات الجنود الخ، هل يمكنني أن أسال من أين تدخل هذه القوات الهائلة إلى العراق؟ أجاب المراسل وهو يؤشر بيده إلى الجسر الضيق الذي يقف عليه: من هنا.
قال المذيع بعد أن بدت على وجهه علامات التعجب والحيرة والسخرية:
- من هنا! شكرا جزيلا، ليس لي سؤال آخر.
هنا، وقفت حائرا أمام عقلية الجيش التركي التي لا تريد أن تستوعب التغييرات التي حصلت في العالم منذ حوالي العقدين من الزمن، فحضرني المثل العراقي الشعبي الذي يقول:"عرب وين، طمبوره وين". وتذكرت في نفس الوقت حكاية الرجل الذي تم تعيينه في الزمن العثماني واليا على بغداد بأمر من الباب العالي في استانبول. وعندما التحق الرجل بوظيفته، كان قد حل شهر آب الذي يحرق المسمار في الباب، لم يتحمل الوالي حرارة الجو، فسأل مستشاره عن سب مثل هذا القيظ الذي لا يحتمل، فأجابه المستشار: إنه بسب التمر الذي لا يمكن أن ينضج بدون هذه الحرارة. وما كان من الوالي، إلا وأمر بقطع جميع أشجار النخيل كي يضع حدا للقيظ الذي لا يطيقه البشر.
ترى، هل يمكن للمشكلة الكردية أن تحل بنفس المنطق؟ أن تتم تصفية الكورد، كي يرتاح البعض ويتخلص من شره؟
نفس المنطق استعمله الجنرال السوري فهد الشاعر الذي تم ارساله على رأس لواء كامل للقضاء على الحركة الكردية في منتصف الستينات، واصفا حملته بأنها مجرد نزهة، فيتم القضاء على الجيب العميل. وكان أن تلقى درسا لن ينسى.
إننا، من حيث نريد أو لا نريد، أمام مشكلة ليست هينة، غير محلوله وهي من مخلفات السيطرة الامبريالية على الشرق الاوسط خلال الحرب العالمية الاولى وبالذات اتفاقية سايكس – بيكو المنعقدة بين بريطانيا وفرنسا في العام 1916. إن هذه المشكلة قومية- وطنية تنتظر حلا عادلا على ضوء مبدأ حق الأمم في تقرير مصيرها، ولذلك فإن تجاهلها بالشكل الذي يجرى في تركيا وإيران وسورية لا يزيد في الطين إلا بلة. كما وأن خلط القضية مع حزب العمال الكردستاني بغية تمييع المسألة الرئيسة وإعطاء صورة مشوهة عن "مطامع" الكورد في الانفصال وتأليب الناس البسطاء عليهم، ليس سوى اسطوانة قديمة أكل عليها الدهر وشرب. إن على تلك الدول التي يقلقها البعبع الكردي أن تجد حلا حضاريا و ديمقراطيا يتناسب مع تطلعات القرن الحادي والعشرين وليس مع عقلية خمسينات القرن الماضي.
إن القومية الكبيرة التي تستعبد القومية الصغيرة، ليست حرة. ولقد آن الأوان كي يفهم القوميون العرب والأتراك والفرس هذه الحقيقة التي تحققت ضمن كيان حكومة فدرالية كردستان العراق. هذه الفدرالية التي لم تقسم العراق، بل رسخت وحدته وديمقراطيته.



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نتعلم نن التاريخ
- القضية الكردية في تركيا
- لماذا يعلن القاتل عن جريمته؟
- تأملات
- حول مفهوم الديمقراطية
- على هامش حملة المثقفين العراقيين هل هي مشكلة عدنان الظاهر فق ...
- وداعا قحطان الهرمزي: أحد أعمدة جماعة كركوك
- سر غياب حمه جان
- كامل شياع ، ميدالية شرف الكلمة
- لمصلحة من هذه الحملة ضد الكورد؟
- دعوة مخلصة لسياسة واقعية
- كردي فيلي يبحث عن هويته
- إلى اليسار در
- إبراهيم الداقوقي في ذمة الخلود
- حذار من توريط البيشمه ركه في القتال
- أن نكون أو لا نكون


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زهدي الداوودي - أين تكمن المشكلة؟ بين الأمس واليوم