أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - بين جدار الضفة وجدار غزة















المزيد.....

بين جدار الضفة وجدار غزة


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2869 - 2009 / 12 / 26 - 00:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


هذا هو مآل المجتمعات الإنسانية لمّا تصل إلى قعر الانحطاط والإسفاف باتباع مناهج و سبل سافلة، تصنعه يد الإنسان في بادئ الأمر، حتى قد تكون الفرصة مواتية للمراجعة والتصحيح مرة اثنتين ثلاثة وربما رابعة، لكن لا : بدون نهاية، وعندها تعُم الكارثة في المجتمع أو الدولة أو الأمة، ويتحدث المراقبون وقتها عن درجات التراجع في جانب ثم في جانبين ثم في جوانب أخرى، ثم ليكون حديث التراجع في معظم الأشياء والجوانب لحالة جمعية إنسانية بعينها منظّمة بعرف، ومن ثم اتفاق التعاقد الاجتماعي والسياسي والقانوني منذ آماد التوصل بالتعرف على تنظيم أو نظام ُحكمي تحكيمي أو حُكمي تحكّمي كيفما اتفق الشأن أو الظرف.
في مسيرة النهج بمرجعية القيم النبيلة دينية أو تطويرية إنسانية، قد يندهش الفرد العادي وتجمعات مجموعات عادية من مفاجآت الارتقاء في الروح والسلوك لنخب تقود في سياسة واقتصاد واجتماع وثقافة .... الخ . والاندهاش هنا مصروف بحالة التحقق والملامسة بعيش التواصل الإنساني حتى لهذه النخب الآنفة الذكر. ولكن في حقيقة المعرفة بإسبار حقيقة المرجعية السامية وتطورات حراك منهجها القويم، لا استغراب ولا اندهاش أبدا. الأمر طبيعي، وان تخيلناه وهم اليوتوبيا الإلهية أو حتى في مسار اليوتوبيا البشرية التي يفترضها أفلاطون، وهي( اليوتوبيا البشرية الافتراضية) هي هي لا ينكرها العقل والمراس لو رأيتها تسير في قالب ناموس تحريكي منتظم بهدي القيم في إطار مرجعيتها المتلازمة دينا ودينا .
وهنا لا مجال للاستغراب أو الاندهاش لا من العامة ولا من النخب، ولا لمن تبقى في عروقه دفقان بعض دم فاتر ولا أقول ساخن أو حار فائر، للبروز المائز لقرب تناهي انتهاء الانحطاط درجة، حتى نقول في رؤية تصويرنا الذاتي لصورة مشهد المجتمع،هذا اسود وهذا ابيض. ولا مجال من جديد للون الرمادي بنسبة نسبية تقريبية قريبة من التناهي بالتدارج المتوازي لقرب تناهي الانحطاط درجة، والنسبة النسبية في الحالتين كبيرة جدُ جدا.
يا عرب يا مسلمين يا أهل القضية في فلسطين وخارجها، ما لي أراكم تستغربون وتستهجنون بناء جدار العزل – لمصري - على الحدود بين سيناء وغزة، ما سر هذا الاندهاش أو هذا الاستغراب؟؟ ألأن الجدار الفولاذي المُستورد والمُجرّب من الأمريكان حسب الطلب الإسرائيلي يتم إرساؤه تحت الأرض وليس فوقها، أو لأنه يستهدف آخر منفذ لتزود الغزيين بطعام وشراب ووقود وبعض حاجيات أساسية !!.
فاندهاشنا واستغرابنا - والحالة هذه - نراه ممتدا عبر عقود؛ فتسليم فلسطين عام 48 يكون بهذا المعنى اندهاش واستغراب؛ وخيبة أملنا في أنظمتنا الفردانية والشخصانية عام 67 هي اندهاش واستغراب؛ وكامب ديفيد الأولى عام 78 هي اندهاش واستغراب؛ وأوسلو وتبعاتها اندهاش واستغراب؛ وفشل مسار أوسلو اندهاش واستغراب؛ والإصرار على الفشل التفاوضي بعد تأكد فشله الأول اندهاش واستغراب؛ واصطفاف عرب وفلسطينيين مع الأمريكان والإسرائيليين ضد مسلمين وعرب وفلسطينيين يقولون لا كبيرة للاستسلام والتنازل والتفريط، اندهاش واستغراب !!!!.
حصار غزة على المشهد الذي ترونه، استغراب واندهاش!! . الحرب الأخيرة على غزة في سياق التآمر الذي تعرفون، استغراب واندهاش!. إفشال فلسطيني رسمي لمشروع قرار بالأمم المتحدة بإدانة "إسرائيل" ومطالبتها بوقف الحرب في حينها على غزة، استغراب واندهاش!. تأجيل النظر في قرار تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون أول مرة، استغراب واندهاش !. كشف الغارديان البريطانية مؤخرا عن التشارك الفلسطيني الأمريكي في تعذيب فلسطينيين في الضفة الغربية، استغراب واندهاش !!!، أما مللتم من واقع الاستغراب والاندهاش وتعبيراتكم الروحية والحسية لواقع الاستغراب والاندهاش هذا؟! ، ماذا في جعبتكم يا مسلمين ويا عرب ويا فلسطينيين غير الاستغراب والاندهاش!!، ألا تثورون ؟؟؟ .
يا إخوان ثوروا في وجه هذا الانحطاط والإسفاف المتهاوي والمتهالك، ثوروا مدنيا سلميا على الأقل، كما قال بعض نخبكم التي تحترمونها وتجلونها قولا لا عملا؛ بانصرافكم عن تطبيق وتنفيذ ما يقولونه لكم ويكتبون. انظروا، ماذا يقول ويكتب لكم المفكر العربي عزمي بشارة والمفكران التونسي والمغربي راشد الغنوشي ومنصف المرزوقي، أتظنون أن هؤلاء وغيرهم يضللونكم !!!.
لا غرابة ولا استهجان، وبالتالي لا داعي للاستغراب أو الاندهاش، لما تقوم به الحكومة المصرية اليوم بتوجيه وبدعم أمريكي من بناء الجدار العازل الثاني ضد حياة الفلسطينيين وحقوقهم الدنيا في العيش، هذا دون الارتقاء في الحديث عن حقهم في تقرير المصير. يبدو أن قدر الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967، جدار "إسرائيلي" في الضفة الغربية المحتلة، وجدار – مصري- في غزة على الحدود بينها وبين مصر من جهة سيناء .
لا اندهاش ولا استغراب من جديد يا مسلمين ويا عرب ويا فلسطينيين، هذا هو مسار الاندراج والتدرج في الانحطاط الأخلاقي والإنساني والسياسي، وأظن أن هذا المسار المنحط منذ فترة سنوات تتجلى علائمه وخطوطه . وكل علامة وخط في السوء والسيئة والخطيئة، يقدم إلينا اشد في الجلاء والوضوح بهذا الاتجاه من الذي شبقه.
يتلاشى الاستغراب والاندهاش، كلما رجعنا إلى دروس التاريخ وعبره، ورأينا فيها أن العدو الكلاسيكي قد يكون أكثر أخلاقا من العدو غير الكلاسيكي، الذي يتمثل هذا الأخير بنظم وزمر هي من داخل الشعب والأمة - التي تواجه العدو الكلاسيكي- وجودا، ولكن ليست منه بحال روحا ولا نصا ولا حتى في توافق أو انسجام أو سعي لتصالح أو مصالحة !!.
ما الفرق بين جدار الضفة الغربية "الإسرائيلي" وجدار غزة – المصري - ؟
الفرق الرئيس أن جدار الضفة الغربية "الإسرائيلي" فوق الأرض فقط، بينما جدار غزة – المصري - تحت الأرض وفوقها .
لا تنسوا طبعا جدار غزة – المصري - مفوّلذ ومجرّب أمريكيا بقوة القنابل التي لم تخترقه أبدا، بينما جدار الضفة الغربية "الإسرائيلي" من الباطون المسلح فقط ( ربما لأنه بتوريد وإمداد فلسطيني رسمي)، فقد تخترقه القنابل الأمريكية في التجريب لمعرفة قدرتها على التماسك وعدم الاختراق(لو أنها به جُرّبت)، أفلا يستحي بعد كل هذا كل من لديه ذرة من حياء!.




#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى الانتصار او الانكسار لحلف المقاومة والممانعة في المنطقة ...
- هل انتخابات 2006 آخر انتخابات للسلطة الفلسطينية؟
- هل الحرب في الربيع؟
- فلسطين المحتلة: مسؤولية بالتقصير تقع على الشعب والمعارضة
- لماذا سيكون الانتصار في غزة مميزا أكثر عن سابقة انتصار تموز ...
- الحلف العربي الاسرائيلي
- مسار العلاقة بين فتح وحماس وتطوراتها المستقبلية
- الحوار مع غاز لحركة تحرر حولّها اشلاء!
- لماذا لا يمكن ان ينجح حوار بين فتح وحماس؟؟
- مستقبل المستوطنات في ظل تصور اتفاق فلسطيني- إسرائيلي-
- تزوير تاريخ فلسطين بإنكار حق العودة
- سلطة الضفة لا تعمل لصالحها شعبيا
- أبا مازن متى تغضب؟!
- فلسطين شلل عمل الوعي السياسي في الاراضي المحتلة
- اسلام الصحابة في غزة المنتصرة على الحصار
- وزن الاستراتيجيات في فلسطين
- التزام بسلام حتى ضياع كل فلسطين!
- في الضفة الغربية أجواء لا علاقة لها بالحوار
- هل سيكون هناك حوار جدي بين فتح وحماس هذه المرة؟
- لا بد من وضع حد لعبثية نهج المفاوضات


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - بين جدار الضفة وجدار غزة