أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نزار سعيد العاني - منظرو الجهاد والحرب على الأرهاب















المزيد.....

منظرو الجهاد والحرب على الأرهاب


نزار سعيد العاني

الحوار المتمدن-العدد: 866 - 2004 / 6 / 16 - 06:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حتى فترة قصيرة كنت اعتقد ان منظري الجهاد هم من المعممين اصحاب اللحى من امثال اسامة ابن لادن وأيمن الظواهري والوهابين من أنصار منهج ابن تيمية0 ولكن شكرا للفضائيات العربية التي كشفت لنا أن أخطر منظري الأرهاب بأسم الجهاد هم من أصحاب ربطات العنق الأنيقة الذين يقيمون في أوروبا وبعض الدول العربية وحتى في أمريكا0قبل أيام استوقفتني مناظرة على قناة الجزيرة القطرية ضمن برنامج حوار مفتوح, بين شخص يرتدي بدلة انيقة ورباط عنق انيق وذو ذقن ليس طويلا بل أقول متوسط الطول, هذا الشخص اسمه انيس النقاش وتحت اسمه عبارة كاتب ومحلل سياسي,
والطرف الأخر في المناظرة هو الشيخ محسن العواجي والذي يبدو أنه من دعاة الأعتدال0 لم استمع للمناظرة من بدايتها ولكن فهمت ان موضوع المناظرة هو الجهاد وعلاقته بالهجوم على المجمع العائد الى شركات نفط أجنبيةفي مدينة الخبر السعودية0ففي الوقت الذي كان حديث الشيخ العواجي مقنعا الى حد ما في الجزء من المناظرة الذي سمعته على الأقل , الا أن ما قاله أنيس النقاش شيء يبعث على العجب, فهذا الكاتب المتأنق ينظر, ويحلل, ويؤيد وببساطة قتل الأجانب العاملين في الشركات الغربية ويريد اقناع المشاهد العربي ان قتل هؤلاء الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يحملون جنسية البلدان التي يتهمها السيد النقاش بأنهابلدان تعادي الأسلام , كما ويريد اقناع مشاهديه انه توجد علاقة مباشرة بين هذه الشركات التي تعمل في مجال الصناعة النفطية وبين الجيش الأمريكي الذي يحتل العراق وأفغانستان حسب تعبيره0 المثير في تلك المناظرة , أن أحد الحاضرين سأل النقاش سؤلا مفاده" اذا كان تنظيم القاعدة يمتلك امتدادا عالميا كما تقول , السؤال موجه الى أنيس النقاش, فلماذا يا ترى لم نسمع ولو عملية واحدة للقاعدة ضد مصالح اسرائيلية", طبعا كان هذا السؤال ضمن أسئلة أخرى موجهه للسيد النقاش, ولم أتفاجأ بتجاهل السيد النقاش لسؤال السائل على الرغم من لهفتي الشديدة لسماع الجواب على هذا السؤال المحير والذي كان جزء من مقالة سابقة لي بعنوان" ابن لادن واسرائيل" والتي تسآلت فيها عن اسباب عدم قيام القاعدة بأية عملية ضد المصالح الأسرائيلية 0 كما وأود أن اشير هنا الى أن معد البرنامج غسان بن جدو تجاهل هو أيضا السؤال حتى لا يحرج ضيفه الذي بالتأكيد لا يملك جوابا لذلك السؤال الذكي 0
أمثال السيد أنيس النقاش يعدون بالمئات ان لم نقل بالألاف منتشرون في سائر البلدان العربية والأسلامية وعدد كبير منهم يحظون بحماية بلدان أوروبية ديمقراطية وحتى حماية دولة العم سام, أمثال أبو حمزة المصري , وأبو قتادة , والملا كريكار, وينضم اليهم العديد من الكتاب والصحفين من أمثال عبد الباري عطوان , ذلك الموتور الذي يحرض ليل نهار على قتل العراقين بحجة ان قتال الآمريكان لا بد من أن يوقع خسائر بين المدنين , كما لا يخفي تعاطفه مع القاعدة وشيخها ابن لادن, علما انه يرعى بحماية حكومة صاحبة الجلالة , وما قصة الشيخ عمر عبد الرحمن الا مثالا صارخا على نفاق الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة ألأمريكية التي تحمل راية مكافحة الأرهاب, وهي الدولة العظمى التي كانت تحمي الشيخ عبد الرحمن وترفض تسليمه للسلطات المصرية التي تتهمه بتخطيط محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك والتي جرت في تسعينيات القرن الماضي في أديس أبابا, حتى جرى اعتقاله بتهمة التخطيط لتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك قبل أن يفجر في أحداث سبتمبر عام2001, بعد أن أصبح الخطر يهدد أمن الولايات المتحدة نفسها0
أن قائمة منظري الجهاد ليست مقتصرة على هؤلاء وغيرهم من أعضاء القاعدة وحماس والجهاد وحزب الله فالقائمة تشمل أكثر من هؤلاء , فهي تضم تنظيمات وأفراد من مختلف الأتجاهات وان لم يشاركو مباشرة في العمليات الأرهابية ألا أن مواقفهم تصب في خدمة الأرهابين, وهي تشمل العديد من منظمات وأفراد ذات اتجاهات اسلامية تدعي الأعتدال , الى منظمات وأفراد يدعي أصحابها العلمانية والقومية , وشملت هذه الجوقة بلدان مثل ايران التي تشكلت فيها لجان لأرسال متطوعين للجهاد في العراق, وتم بالفعل ارسال العديد من المتطوعين الأيرانين بكامل اسلحتهم , حيث تم القاء القبض على البعض منهم كما أوردت الأنباء0 ان نعيق وصراخ كل هؤلاء يملء سماء الفضائيات العربية , التي تعتبر من أهم القنوات التي يستغلها منظرو الجهادللتحريض على الأرهاب, يبكون أحتلال العراق وأفغانستان متناسين احتلال فلسطين والجولان, يحرضون ليل نهار على القيام بعمليات , الظاهر منها قتال الآمريكان, والمقصود هو قتل الشعب 0 في العراق يضاف الى كل هؤلاء خطباء الجوامع الذين يحرضون على القيام بأعمال ارهابية , وقد وصل الأمر الى حد قيام امام جامع أبو حنيفة يوم الجمعة الماضية, بتحريض العسكرين السابقين على النزول الى الشوارع والقتال الى جانب ما يسميه المقاومة , وينعتهم بالخيانة لأنهم تركوا اخوتهم المقاومين كما يقول دون قيادة عسكرية 0 هل هناك تحريض على القتل أكثر من ذلك؟
تخطأ أمريكا عندما تقرر أن القضاء على الأرهاب يتم عن طريق تجييش الجيوش واحتلال بلدان مثل أفغانستان والعراق, في وقت تتجاهل فيه أسباب تصاعدد الأعمال الأرهابية ضد المصالح الغربية والتي تنفذها جماعات اسلامية متطرفة, كما وانها تتجاهل وعن عمد أسباب تصاعد الكراهية للولايات المتحدة والغرب عموما لدى شعوب الدول العربية والأسلامية والتي يمثل الصراع العربي الأسرائيلي , وانحياز أمريكا بشكل أعمى لأسرائيل السبب الرئيسي في تصاعده , فها هي الأعمال الأرهابية تتصاعد بالرغم من احتلال هذين البلدين , دون أن تلوح في الأفق أية مؤشرات على توقفها أو على الأقل انحسارها0 , ان التصدي للأرهاب ليست عملية أمنية فحسب , بالرغم من أهمية الجانب الأمني, بل هي عملية سياسية,اقتصادية,فكرية وأمنية تتطلب جهودا مضنية لأنجازها, وأي تقصير في أي جانب من جوانبها ,سوف يلحق أشد الضرر بعملية الحرب على الأرهاب0 سأقصر حديثي عن هذه الجوانب فيما يخص الشأن العراقي, باعتباره الموضوع الساخن في هذه الفترة العصيبة من تأريخ العراق الحديث0 تعتبر الجوانب الأربعة التي أشرت اليها(سياسية, اقتصادية,فكرية,وامنية) مترابطة فيما بينها في حلقة مقفلة , واي كسر في احدى حلقاتها , سوف يؤدي الى انفراط السلسلة التي تربطهم بعضهم ببعض0 ان الجانب السياسي في مكافحة الأرهاب , يتمثل في تعزيز الديقراطية وبناء مؤسساتها,اي بنيتها التحتية, وهذا لا يقتصر على قيام نظام انتخابي, وبرلمان منتخب , بل أن دمقرطة المجتمع هي مفهوم أشمل من ذلك بكثير, فهو يبدأ من أصغر خلية في المجتمع, وهي العائلة وتنتهي في أكبر خلية في المجتمع ألا وهي النظام السياسي الذي يحكم المجتمع, وهذا يتطلب ثورة فكرية في كل المفاهيم السائدة في المجتمع القائمة حاليا على ثقافة الغاء الأخر , وما ينتج عنها من ثقافة العنف التي نشهدها حاليا, اي أنه لايمكن التأسيس لمجتمع ديمقراطي بدون تغيير للثقافة السائدة حاليا, وهذا ما يؤكد ارتباط الجانب السياسي بالجانب الفكري0 بالنسبة للجانب الأقتصادي, فهو يشمل وضع الخطط الأقتصادية للنهوض الأقتصادي والقضاء على البطالة التي تشكل المورد البشري للأرهاب, حيث تضطر الظروف الأقتصادية الصعبة الكثير من الشباب وخصوصا قليلي الثقافة الى الألتحاق بصفوف الأرهابين الذين يملكون موارد اقتصادية كبيرة للتأثير على هؤلاء الشباب ودفعهم بأتجاهات خاطئة كما يحصل الأن, حيث ينخرط الألاف من الشباب العاطل عن العمل بصفوف جيش المهدي والذي يشكل وجها أخر من وجوه الأرهاب في العراق والذي تموله جهات من خارج الحدود لأغراض باتت معروفة, كما وان العديد من الشباب تستغلهم عصابات فلول النظام المهزوم وتنظيم القاعدة مستغلة حاجتهم الماسة الى المال للقيام بأعمال التفجيرات والأغتيالات0ويرتبط هذا الجانب ارتباطا وثيقا بالجانب السياسي والجانب الأمني, حيث لا يمكن النهوض بالأقتصاد دون توفر الأداة السياسية , المتمثلة بالقوى السياسية التي لها مصلحة بالتغيير, وهذه القوى تشمل جميع الأحزاب والهيئات الممثلة لشرائح المجتمع العراقي , التي عانت في ظل النظام البائد بدون استثناء من خلال برنامج جبهوي يستطيع انتشال المجتمع من حالة الضياع والفوضى الشاملة الى مرحلة تحقيق الأستقلال التام وخروج قوات الأحتلال , كما وانه لا يمكن انجاز هذا الجانب بدون تحقيق الأمن للمواطن وتحقيق الحد الأدنى من مستلزمات الحياة الكريمة, وهذا لا يتم الآ من خلال بناء الأجهزة الأمنية القادرة على تحمل مسؤليتها في حفظ الأمن والنظام, وهذا ما تستطيع أن تنهض به حكومة وطنية ديمقراطية فدرالية ممثلةلكل أطياف المجتمع العرا قي0 ويبقى السؤال المطروح ماذا عن منظري الجهاد؟للجواب على هذا السؤال, اشبه منظري الجهاد بالفيروسات المنتشرة في الجو في كل زمان ومكان وتنشط هذه الفيروسات في الأماكن الملوثة , ولا ينفع معها كل انواع المبيدات, هذا هو حال منظري الجهاد , هؤلاء موجودون في كل مكان وزمان, ولا تنفع معهم لا الطائرات , ولا الصواريخ , ولا الدبابات , ولا كل انواع الأسلحة الفتاكة , فالأرهاب ينمو في بيئة مريضة مهيئة لأستقبال الفكر الأرهابي , وبيئتنا العربية والأسلامية مهيئة لتقبل الفكر الأرهابي لأسباب سبق وأن تناولها الكثيرون وهي خارج عن سياق مقالتي هذه0, فمثل لا حل للفيروسات الآ بمكافحة التلوث , لا حل لمنظري الأرهاب الا بخلق مجتمع سليم معافى لا مكان فيه لدعاة الأرهاب, مجتمع تسوده الديمقراطية واحترام الرأي والرأي الأخر0



#نزار_سعيد_العاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا ننسىمعتقلي الرأي في السجون العربية
- العراق ينهب يا مجلس الحكم
- دور الحزب الشيوعي العراقي في تعزيز الأستقرار الأمني والسياسي ...
- سجن أبو غريب وحقوق الأنسان العربي
- ابن لادن واسرائيل
- الأرهاب يوحد المتطرفين
- لا ديمقراطية في العراق بدون القضاء على النفوذالأيراني
- لماذا الحزب الشيوعي الأن ؟


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نزار سعيد العاني - منظرو الجهاد والحرب على الأرهاب