أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - الدخلة وإعلان دم العذرية : احتفال هستيلاي بأمور جد حميمية














المزيد.....

الدخلة وإعلان دم العذرية : احتفال هستيلاي بأمور جد حميمية


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 22:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


3 أسئلة لعالمة الاجتماع : عائشة التاج حول طقوس الدخلة بالمجتمع المغربي

موجهة من طرف الصحفي محمد السعدوني لأسبوعية الأيام المغربية العدد 404 .3-9 دجنبر 2009


1 كيف ترون طقس ليلة الدخلة في المجتمع المغربي وهل تحظى الظاهرة بدراسة أبعادها النفسية والاجتماعية وانعاكاساتها داخل المجتمع ؟
لقد حظيت الطقوس المصاحبة لعملية افتضاض البكارة خلال ليلة الدخلة باهتمام الكثير من الدارسين والدارسات من حقول مختلفة خصوصا علم النفس وعلم الاجتماع

أذكر من بينهم "نوال السعداوي " فاطمة المرنيسي ولقد تطرقت بدوري لهذه الظاهرة في دراسة نشرت بمجلة الرائد سنة 1987 "حول آراء الشباب المغربي حول البكارة"
كما تناولتها أيضا السينما سواء المغربية او العربية ضمن مقاربات أخرى وهناك مقاربات مختلفة للموضوع لكن مع ذلك يبدو لي بأن الظاهرة لا زالت تحتاج للمزيد من التحليل نظرا لأبعادها المتشابكة وللتطورات التي اصبحت ترافقها مع ظهور "منتجات ترقيعية " كالمنتج الصيني الذي صنع خصيصا للبلدان العربية وما يشابهها في منظومتها السسيوثقافية ذات الروافد التقليدية الموسومة بالقهر الاجتماعي تجاه النساء
ذلك أن هذا الاحتفال شبه الهستيري بأمور جد حميمية وإعلانها بشكل جماهيري لأثبات ما يراد إثباته من عفة وطهارة للقاصي والداني ليطرح فعلا مفهوم" الشرف"
عند هذه الفئات وعند المجتمع الذي يفرض إكراهات بهذا المستوى من الحدة التي تترجم في شكل "وقاحة اجتماعية " من العيار الثقيل حيث يعلن ما من شأنه أن يبقى "سرا" وشانا داخليا صرفا كما هو متعارف عليه في أوسع المجتمعات البشرية باختلاف مرجعياتها " ، إنها قمة المفارقة ان نجمع ما بين المتناقضات
فإذا كان مفهوم الشرف يرتبط بالنسبة لبعض المجتمعات بقيم كالإخلاص في." العمل أو "النزاهة " او" المصداقية" او" الوفاء بالالتزامات" فإن مفهوم الشرف في البلدان العربية
والإسلامية يتموقع "ما بين افخاذ النساء" وادنى شك في "ثبوته قد يفضي لجرائم من العيار الثقيل ونزاعات ما بين العائلات او القبائل حتى كما هو الشأن في بعض البلدان المشرقية
2 : ما تفسير علم الاجتماع للظاهرة خصوصا أمام صحة بعض الروايات التي تتكلم عن عجز بعض العرسان عن افتضاض بكارة زوجاتهم ليلة الدخلة
و هل لحمولة البعدالاجتماعي علاقة بهذا الفشل ؟

2 / تفسير علم الاجتماع للظاهرة
من الطبيعي جدا ان يحدث عجز لدى العريس في إنجاز مهمة الافتضاض وسط هذا الكم الهائل من الرقابة الظاهرة والخفية حيث يكون هناك استنفار لحواس كل تلك الحشود الحاضرة او حتى غير الحاضرة لفرض رقابتها على "صفاء ذمة الفتاة " من علاقات سابقة تثبت بالضرورة في نظرهم عبر نقط الدم الحمراء و ".لفحولة العريس" التي تمتحن بدورها عبر سرعة الإنجاز ومما لاشك فيه ان "النجاح الحقيقي" للعملية الجنسية يتطلب توفر شروط الأمان والاسترخاء والتواصل والحميمية القصوى مما ينعدم في هكذا اجواء حيث يحضر التلصص و الوصاية و جبرية الطقوس الاجتماعية وحتى الخرافية وفي هكذا خضم ، مما يمكن تسميته بعنف اجتماعي على العريسين معا باسم الشرف قد يلجأ العريس المسكين لممارسة العنف على "العروسة " عبر شراسة في الافتضاض يراد من ورائها إثبات
الفحولة امام جمهور المنتظرين وفي حالات "الفشل" قد يتم استغفالهم بان يجرح احدهم "اصبعه" او فخذه وغالبا ما يكون الزوج ليرمي لهم بنقط الدم "شهادة العذرية" كي ترقص حولها النساء والفتيات وينشدن أهازيجهن مفتخرات بهذا الإنجاز الهائل امام باقي السكان .
3/ العديد من الأسر المغربية ما زالت تحتفظ بطقوس الدخلة و "السروال" لازال ضروريا ليلة الزفاف فهل ترون كعلماء اجتماع أن الظاهرة هي في اندثار أم أن ها لازالت متجذرة في اللاوعي الجمعي إلى درجة استحالة الاستغناء عنها ؟
فعلا لازالت هناك بعض الأسر او الفئات التي تتشبث بطقس إعلان العذرية وتوجد خصوصا في البوادي وفي الأحياء الهامشية التي لازالت تحتفظ بمخزونها الثقافي البدوي
و يبدو لي بان الظاهرة في طريقها إلى الاندثار
فمن جهة هناك ارتفاع ملحوظ في وتيرة التحضر مع ما يرافقها من خلخلة للموروث الثقافي العتيق من جهة و نظرا لتنامي الوعي الثقافي والاجتماعي والديني الذي ما فتيء يؤطر العديد من الاحتفالات الاجتماعية
ويسعى لمعالجة بعض الظواهر االسلبية كهكذا ظاهرة ، ذلك أن نسبة التعليم قد ارتفعت لدى الشباب بالخصوص وهناك مجهودات ملموسة في محاربة الأمية لدى كل الأوساط والنساء خصوصا
وفي التنشيط الجمعوي و كذا في تعميم الثقافة الحقوقية
عبر وسائل الإعلام او غيرها من الوسائط ،كل هذا ساهم في إحداث تغييرات ملموسة في العقليات عموما وفي في مركز المراة الاجتماعي بشكل خاص ،وهناك تحسيس واضح بحقوقها ومكانتها الاجتماعية
كل هذا أثر في العقليات وساهم في تقليص ذلك الركام من القهر الاجتماعي المبني على القيم المتخلفة .
.


عائشة التاج / باحثة وكاتبة الدار البيضاء المغرب



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرح إعلامي مميز
- القيم ما بين الأصالة والمعاصرة
- هل ندرك بأن المحبة هي اسمنت العلاقات الإنسانية ؟
- التلوث السمعي في المدن الكبرى : الأخطار الكامنة
- التحرش الجنسي في الجامعات ،حدث عابر أم ظاهرة متفشية ؟
- انحطاط ثقافي ام ثقافة الانحطاط : العنف الرمزي عبر التلفزة ال ...
- الرياضة للجميع في نزهة ابن سيناء بالرباط المتعة والفائدة
- سياسة العبث وعبث الكائنات السياسوية
- المهدي بنبركة وجذوة الوطنية المتجددة
- حب الوطن ما بين الحقوق والواجبات
- وهج المشاعر ام وهج السوق ؟
- خطوات نحو السعادة
- كيف ساند أهل الفكر والفن والأدب أوباما ؟
- عندما تعجز الدولة عن حماية حماتها !
- العجوز والسيجارة في سوق الخردة
- حرية الرأي في المغرب و سندان المصادرة
- الاتكالية كسلوك سلبي
- ميديتيل و الأنترنيت الموقوفة التنفيذ
- المغرب يعيش على إيقاع الكوارث والضحايا دائما الفقراء
- مزايا العفو والتسامح كقيمة سلوكية


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - الدخلة وإعلان دم العذرية : احتفال هستيلاي بأمور جد حميمية