أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمود شاكر شبلي - عثمان العبيدي يغرق لينجو العراق














المزيد.....

عثمان العبيدي يغرق لينجو العراق


محمود شاكر شبلي

الحوار المتمدن-العدد: 2845 - 2009 / 12 / 1 - 21:14
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


اليوم هو يوم الأربعاء و هو أخر يوم من أيّام شهر أب اللّهاب من عام 2005..
وفي التاريخ الهجري هو يوم 25 رجب و هو يوم استشهاد الأمام موسى الكاظم بن الأمام جعفر الصادق (ع) إمام الساحل الغربي لبغداد .. ومئات الالاف من العراقيين بل ملايين يأتون مشيا على الأقدام من جميع أنحاء العراق لزيارة مرقده ..
وأحد أهم الطرق للوصول اليه يكون عبر مدينة الأعظمية , ويتبرك الزوار أولا بإمام الساحل الشرقي الأمام أبو حنيفة النعمان ( رض) ومن ثم يعبرون على جسر الأئمة , جسر التوحد والتعانق والتواصل الرابط بين مدينتي الأعظمية والكاظمية ..
والشاب عثمان بن علي بن عبد الحافظ ألعبيدي, لم يخرج هذا اليوم كما أعتاد لممارسة هوايته المفضلة والتي يبرع فيها كما هو حال معظم شباب مدينة الأعظمية ..وهي السباحة في نهر دجلة ..
لم يخرج لأنه كان يحضّر لأمتحاناته المدرسية ..ولكن وكما يبدو فانه كان يحضّر لامتحان من نوع آخر ..
صراخ مؤذن مسجد أبو حنيفة النعمان الداعي للتوجه الى جسر الأئمة فورا لأنقاذ زوار الأمام موسى بن جعفر العالقين على جسر الأئمة .. الذي لم يستوعبهم لكثرتهم .. جعله يرمي كتبه جانبا ويهرع راكضا مع أبناء محلته محلة السفينة لأنقاذ اخوته وأخواته العالقين هناك .
وشارك عثمان بسحب الكثيرين منهم , ولكن جزءا من سياج الجسر قد أنهار فجأة وبدأ الناس يتساقطون في مياه النهر .. فما كان من عثمان وآخرين غيره وبدون تفكير أو حساب إلاّ أن يقذفوا بأنفسهم في النهر وراء الناس الذين بدأوا بالغرق ..
أنه يومكم يا عثمان ويارفاقه.. أنه يوم النخوة .. أنه يوم الأخوّة ..انه يوم الرد على من يريد التفريق بين ابناء الشعب الواحد .. انه يوم أنقاذ عرى وحدة العراقيين التي أراد لها البعض أن تنفصم .. أنه يوم الكرامة ..
أنقذ عثمان 7 أشخاص لوحده وخرج بهم إلى بر الأمان وتناولهم المسعفون على الجرف ..
وأخذ التعب مأخذه من عثمان ولكن حافز الغيرة كان أقوى ..
وهاهي امرأة بدينة تسقط من على الجسر ولكنها أبت أن تتخلى عن سترها , فقد سقطت وهي تتلفع بعباءتها السوداء مخفية معالم جسدها , مهتمة بستر جسدها أكثر من اهتمامها بحياتها ..
فما كان من عثمان الشاب النحيف إلاّ أن أستلم رسالتها وقام بإجابتها فورا قائلا .. يا أختنا في الوطن وفي الدين , أنك شريفة وابنة أشراف ولم تتخلي عن سترك حتى الموت .. وأنا كريم وأبن كرام وسوف لن أتخلى عن غيرتي حتى الموت .. فسبح باتجاهها وهو يعلم جيدا أنه يسبح باتجاه حتفه ..
وأبت المرأة أن تتخلى عن سترها , وأبى عثمان أن يتخلى عن نخوته ..
فأحتضن عثمان الشاب العراقي من ألأعظمية .. أخته العراقية من مدينة الصدر وصارعها لينقذها ..
ولكن العباءة التفّت حولهما , وتعانقت الروحان وارتفعتا لبارئهما وهبط الجسدان تحت مياه الجسر المشترك لإمامي الضفتين ..
غرقا ولسان حالهما يقول .. ها نحن سوية في السراء وفي الضراء ..
نعيش سوية ونموت سوية ..
وعراقنا هو خيمتنا , ووحدتنا هي سترنا , ولن نتخل عنهما ماحيينا ..





#محمود_شاكر_شبلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصيات من بلادي ..(هرقل العراق)
- رسالة مفتوحة من مواطن عراقي الى كل العرب
- نصيحة الى العلمانيين الجدد
- المقامة اليهودية
- المقامة العمياء
- المقامة القماشية
- المستكشف( فاليه ) يقع في غرام ( معاني ) البغدادية
- الوسطية ضرورة العصر
- نخلة لها تاريخ تربط بين جامعة أريزونا وكلية زراعة أبوغريب في ...
- قائد النعماني ..
- المقامة الحزينة


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمود شاكر شبلي - عثمان العبيدي يغرق لينجو العراق