أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالوهاب حميد رشيد - جوعى في أغنى بلد بالعالم















المزيد.....

جوعى في أغنى بلد بالعالم


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2841 - 2009 / 11 / 27 - 16:44
المحور: حقوق الانسان
    


الان ماس يحلل تقريراً حكومياً يؤكد على حقيقة قاتمة
بأن الفقر والجوع يتفشى بصمت وإصرار بين الفقراء والفقراء العاملين
في أمريكا بمستويات عالية مريعة
ارتفع عدد الأمريكان الضعفاء المعرضون للجوع بشكل حاد العام 2008 إلى ما يقرب من 50 مليون نسمة- حوالي 1 لكل ستة من الرجال، النساء، والأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية.
تكشف الأرقام الرسمية لوزارة الزراعة أن عدد الأشخاص الذين عانوا من انعدام "الأمن الغذائي food insecurity" العام الماضي، ارتفع بنسبة أكثر من الثلث في غضون 12 شهراً، وليصل إلى أعلى مستوى منذ بدأت الحكومة نشر هذه الإحصاءات قبل فترة تصل إلى عقد ونصف العقد.
نحو ثلث ألـ 49 مليون المهددين بالجوع هم جزء من الأُسر التي كان الباحثون يصنفونها ضمن مجموعة "الأمن الغذائي المنخفض جداً "very low food security. بمعنى أن واحداً أو أكثر من أعضاء العائلة يتخطون وجبات الطعام(يُحرمون من 1-2 وجبة) skipped meals، يحصلون على حصص منخفضة أو لا يحصلون على كفايتهم من الطعام عند نقطة معينة من السنة.
البقية من هؤلاء صُنّفوا ضمن مَنْ لديهم "أمن غذائي food insecure"، وعادة ما يأكلون كفايتهم، وفق التقرير، ولكن فقط بالاعتماد على الطعام الرخيص أو الأقل قيمة غذائية nutritious foods، ومن خلال الدخول في البرامج الحكومية، طوابع الغذاء nutritious foods، مطابخ الحساء soup kitchens، أو المخازن الغذائية food pantries- أغذية فقيرة القيمة الغذائية.
بعض التفاصيل الواردة في التقرير، يرسم صورة حتى أكثر سوداوية grimmer picture. على سبيل المثال، ارتفع عدد الأُسر التي يواجه فيها الأطفال حالة "الأمن الغذائي المنخفض جداً very low food security" بشكل أسرع من الفئات الأخرى- بلغ أكثر من نصف مليون، وبزيادة قدرها 60% مقارنة مع العام الماضي. وعلى المستوى الجمعي، فإن واحدا من كل أربعة أطفال يعيشون في ظل تهديد الجوع threat of hunger. من بين أكثر من عشرة ملايين أسرة تتحمل مسئوليتها أم وحيدة، تصبح المقارنة أكثر من واحد إلى ثلاثة- حسب التقرير- ويُعانون نوعاً من انعدام الأمن الغذائي.
تخص هذه الإحصاءات العام 2008- قبل الأشهر الأسوأ لفقدان العمل واتساع البطالة في وقت مبكر من هذا العام. "تصاعد معدل البطالة وعدد العاملين الفقراء، يقودنا إلى الاعتقاد بأن عدد الأشخاص ممن يواجهون الجوع سيستمر في الارتفاع بشكل ملحوظ خلال السنة القادمة،" حسب قول Vickie Escarra- رئيس تغذية أمريكا Feeding America- المؤسسة التي تقوم على إدارة شبكة تضم 200 بنك طعام food banks في جميع أنحاء البلاد.
اسكارا وغيرها ممن يتعاملون مع عواقب الجوع consequences of hunger للقرن الحادي والعشرين في أمريكا، تصف حالة تؤكد اتجاهاً تحت السطح لفترة تصل، على الأقل، إلى عقد من الزمن.. متمثلة في أن "الأمن الغذائي" في الولايات المتحدة ليس محصوراً بالناس الأكثر فقراً بين الفقراء، كما صوُّر غالباً..
على سبيل المثال، دراسة اتحادية منفصلة في التقرير السنوي لوزارة الزراعة، وجَدتْ أنه حتى قبل بدء الركود recession، "أكثر من ثلثي العائلات مع أطفالهم ممن تم تصنيفهم ضمن "انعدام الأمن الغذائي" تضمنتْ واحداً أو أكثر من العاملين. كتبت النيويورك تايمز في افتتاحيتها: "هذا يوحي أن ملايين الأمريكان سقطوا في شرك الأعمال منخفضة الأجور قبل الهبوط downturn، ولتؤول الأمور أكثر صعوبة لهم لتوفير غذاء كاف لأطفالهم."
وبالمثل، نحو 40% من الأُسر الأمريكية ممن يحصلون على طوابع الغذاء الحكومية "حققوا دخلاً earned income" لا يتعدى 25% مقارنة بمستواه قبل سنتين وفق صحيفة فايننشيال تايمز. الرسميون في وزارة الزراعة يعزون هذا إلى تخفيض الأجر وتخفيض ساعات العمل وما ألحقه من ضرر للعمال ممن لا زال لديهم عمل- انخفض معدل العمل الأسبوعي إلى 33 ساعة.. أدنى مستوى على الإطلاق. سجل 8.8 مليون عامل يشتغلون بوقت جزئي لأنهم لا يجدون عملاً بوقت كامل، وفق وزارة العمل.
ذكر Heidi Shierholz- اقتصادي/ معهد السياسة الاقتصادية- للفايننشيال تايمز: "حتى لوعاد الناس إلى أعمالهم في وضع الركود هذا، فلن يجدوا مستويات الأجور وساعات العمل التي هم بحاجة إليها لتوفير متطلبات عائلاتهم." أحد المؤشرت الواضحة التي تحرك، على نحو متزايد، "انعدام الأمن الغذائي" هو عدد الناس المشاركين في برنامج طابع الغذاء الحكومي: 36 مليون في الولايات المتحدة هم الآن مسجلون على هذا البرنامج.. زيادة بحدود 40% منذ سنتين فقط.
كما أن برنامج طابع الغذاء لا يصل حتى إلى كل هؤلاء لمساعدتهم بسبب القيود الحكومية.. على سبيل المثال، تمنع اللوائح المطبقة الأُسر التي لديها 2000 دولار فأكثر في البنك من تسلم طوابع الغذاء. وهكذا على الكثيرين من العاطلين عن العمل تدبير أمور حياتهم دون مساعدة حكومية.
انتقل العديد من الناس إلى بنوك الغذاء أو المخازن الغذائية، في حين زادت الطلبات على المساعدة بمقدار 30% منذ العام الماضي فقط. تقول اسكارا بأن شبكة بنوكها الغذائية قدّمت خدمات لـ 25 مليون أصحاب الحاجة.. الأغلبية لم يتسلموا الطوابع الغذائية.
قالت Shamia Holloway- مديرة اتصالات Capital Area Food Bank للفايننشيال تايمز "الناس ممن اعتادوا التبرع لبنك الطعام، هم أنفسهم يأتون حالياً للحصول على مساعدة البنك. لذا تخيلْ هذا العار shame... الكثيرون من هؤلاء الناس يأتون من أعمال جيدة."
مصطلح "الأمن الغذائي" كناية حكومية غريبة government s strange euphemism للجوع. استخدم المقياس measure من قبل منظمات الدفاع عن الغذاء food advocacy organizations خلال فترة إدارة ريغان لتحدي حملة البيت الأبيض في إنكارها وجود سوء تغذية malnutrition والتي كانت مشكلة قائمة في أمريكا. طبقت وزارة الزراعة هذا المقياس في التسعينات وأبقت مقياس "انعدام الأمن الغذائي" منذ ذلك الحين، رغم أن إدارة بوش حاولت مرة ثانية التخلص من المسوحات الفيدرالية في هذا المجال خلال السنوات الأولى من الألفية الثالثة 2000s.
ما وراء حالات الطوارئ الغذائية العالية، فالتقرير الحكومي يؤكد حقيقة بعيدة الأمد، ذلك أن "خبراء" مثل Rector and Lane يفضلون تقديم تصور قاتم بأن الفقر والجوع يؤذي الفقراء والفقراء العاملين عاماً بعد عام في سياق إحداث مستويات عالية من الصدمات في أغنى بلد في العالم.
دراسة ظهرت في دورية أرشيف طب الأطفال والمراهقين، فحصت 29 سنة من بيانات الحكومة، وخلصت إلى أن نصف أطفال الولايات المتحدة تماماً استلموا طوابع الغذاء خلال العقود الثلاثة الماضية في بعض محطات طفولتهم. ووفقاً للتقرير فإن تسعة من كل عشرة أطفال من الأمريكان الأفارقة مؤهلون للحصول على طوابع الغذاء.
الجوع مجرد حالة من حالات التدافع/ الذعر scramble التي تصاحب دخول أمريكا القرن الحادي والعشرين.. البلد الذي يتمتع بثروة ضخمة وقوة فريدة في ظروف تسلط مجموعة صغيرة على القمة.. أما الباقون فيعانون خلال رحلة حياتهم بعمر 25-75 سنة مرة واحدة، على الأقل، من السقوط تحت خط الفقر..
هذا ليس من قبيل "المبالغة "exaggeration.. هذه حقيقة.. وهي دليل آخر على حاجتنا الماسة إلى حركة الطبقة العاملة working-class movement لتحويل الأولويات لهذا المجتمع نحو مسارها الصحيح..
مممممممممممممممممممممممممـ
* ترجمة موجزة.
Hungry in the world s richest country,Alan Maass,uruknet.info, November 23, 2009.







#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة موجزة بخصوص المقاومة العراقية
- اللاجئون العراقيون ومخاطر تضاؤل التمويل الدولي
- الفساد.. أفغانستان، العراق.. قرب قاع مؤشرات الشفافية..
- العراق.. حكومة الاحتلال تدفع باتجاه خصخصة النفط
- ساعدوا الأطفال المشوهين في الفلوجة-العراق -التماس للتوقيع-
- تصاعد ضخم للولادات المشوهة في الفلوجة
- 1- نهب نفط العراق
- المستهلك الأمريكي يرفع الراية الحمراء تجاه أسواق الأوراق الم ...
- حقائق عراقية جديدة..
- الصومال.. مَنْ ينعتونه بقرصان.. ليس قرصاناً!!
- جُلِبَتْ لك من قبل المخابرات المركزية.. أزمة المخدرات الأمري ...
- أسلحة اليورانيوم المنضب
- سوق مزاد للأطفال في بغداد
- أطفال العراق.. للبيع ..
- حرامية بغداد..
- صُمِّمَ احتلال العراق على أساس الاستمرارية.. رغم أكاذيب الإم ...
- حكاية طالب لجوء في المملكة المتحدة
- البؤساء العراقيون يبيعون أعضاءً من أجسادهم
- العراقيون يواجهون إرهاب خطف الأطفال
- العراق.. أكثر دول العالم تلوثاً..


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالوهاب حميد رشيد - جوعى في أغنى بلد بالعالم