أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس جبر - صباح العزاوي الصعلوك الاخير















المزيد.....

صباح العزاوي الصعلوك الاخير


عباس جبر

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 04:17
المحور: الادب والفن
    


صباح العزاوي ......الصعلوك الاخير

ملئ الدنيا ضجيجا ومات بصمت
عباس جبر

قد كان علي ان اصمت مع الصامتين واتخذ لي مكانا قصيا وانائ بنفسي عن اكتب شيئا لصباح العزاوي ، وقد آلمني ان هناك من عرفوا العزاوي آلمهم ان يموت بلا مراسيم تابين من المؤسسات الادبية والمنظمات حاضنة الثقافة ، لم يك هناك الا لوحة سوداء علقت على احد الاعمدة في شارع المتنبي تنعى وفاة الشاعر الفيلسوف المتمرد صباح العزاوي ، والمفارقة ليس هناك من رواد المتنبي من اكترث لوجود االلافتة ، بل ان اغلب الرواد مارسوا حياتهم كما اعتادوا كل جمعة ، التجوال بين بساتين الكتب المتنوعة التي تزخر بها المكتبات والبسطات على حد سواء ، ذهابا وايابا وسط صرخات نعيم الشطري الذي تقمص دور المتنبي ليقول:-

الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم

ولاادري لما استشهد الشطري بهذه الابيات ولكن من عرف هذا البيت وصلته بوفاة المتنبي يشفق على الشطري ويستزيد من وجهه الضاحك رمقة ، البعض من الرواد يواصل سيره الى ضفاف دجلة حيث ينتصب تمثال المتنبي ، ويشم رائحة الجواهري وهو يشدو يادجلة الخير ، ويتامل في مياهه التي كشفت ضحالتها تراب لايمسه الماء ولاندري كيف يذود الجواهري بعد الان كالحمائم بين الطين والطين انها مفارقة لم تدركها مخيلته الرائعة ، دجلة الذي شهد ماساة العراق وسنوات الجمر والغزاة والطغاة والمحتلين ، وقد مات على ضفافه عصفور الحمال وعدنان السماك(عوعو)،وشهد صرخات صباح المسيحي وابو رافت ، الذين غادروه بلا عوده ، لعل الزائر يستنشق هواء دجلة ويستمتع بشمسها بلا ممنوعات وفي نفسه انه ينظر الى دجلة في رمقها الاخير بين ضحالة الماء اوالقصور القادمة التي بيعت بالمجان الى الحكام الجدد
عادات جديدة الفها الزوار ، البعض ينتهي به المطاف الى مقهى حافظ السفري في البناية البغدادية ليجد نفسه بمنائ عن صخب مقهى الشابندر ، اذ يروق له ارتشاف الشاي على الهواء الطلق مع مجالسة خلان الوفا.
كان خبر وفاة العزواي ينتقل بخجل مع اطلاق كلمات اسف هنال وهناك ، منها ماقاله الاعلامي قاسم حسين صديق وجار العزاوي المقرب قوله"ان لوفاة العزاوي الما في قلبي "
ومانعرفه عن علاقة الاخير بالعزواي انها علاقة طويلة المدى حكمتها ايام الصبا والمنطقة الواحدة ، في شارع فلسطين ، اذ كانت علاقة روحية وعائلية ، كما يقول قاسم في ذلك.
العزاوي يكاد يكون الصعلوك الاخير من عمالقه الشعر العراقي الحديث من مدرسة جان دمو وعقيل علي وعبداللطيف ، كان الزميل ماجد موجد قد حالفه الحظ باجراء لقاء مطول مع العزاوي ،وكم كانت الصعوبة واضحة في هذا اللقاء هذا مايظهر في الاراء المتنائرة والافكار المشوشة التي استحصلها موجد ، لانه كان يتحاور مع شخصا قد اخذ الخمر من ادراكه الكثير ، خمرة شعراء الصعاليك التي ادت بحياة عبدالامير الحصري وعقيل علي ، لقد حذره الاطباء من معاقرتها ولكنه كان يجد فيه ملاذا امنا لنفسه الهائجة وروحه المتمردة ، ان اماكن العراق ومحافلهها لم تتسع لمخيلته هذا الشاعر والمفكر ، ان مالديه من اراء وافكارفلسفية حصيلة لقراءاته الطويلة والمزمنة جعلته هائما على وجهه وانسحب من مجالسة رواد مقهى المستقبل في باب المعظم ، اذ كان ينعت جلاسها بالمتخلفين .
يمتلك العزاوي ، ذاكرة عجيبة، وثقافة عالية ، فهو متابع جيد لكل النشاطات الثقافية ، بل هو مشارك فذا في حوارات يفتحها البعض ، ، كم اثار اعجابنا ونحن نتناول مناقشة القصة التفاعلية في احد امسيات كازينو المستقبل مع القاص صالح جبار ، وكان رايه الذي ادلى به ان التفاعلية فكرة ظهرت في بداية الثمانينات على يد شعراء شباب في مجال الشعر تحديدا اذ كانت تعتمد على المساجلات ، يقول الشاعر ابياتا ويترك الاخر يسير على النسق ذاته ،ولم يستنقص من قيمة القصة التفاعلية بل اثنى عليها واعتبرها تجربة ادبية تحتاج الى زمن يمكن بعد ذلك تقيمها.
يقول الاديب فاضل السوداني ، " ان العزاوي شخصية خطرة في الثقافة العراقية المعاصرة ويشير الى تجربته الشخصية معه ، حينما كان السوداني ينشر مقالاته الفلسفية في الصحف اليومية ، اذ بادره العزاوي قائلا لاجل ان تخوض مجال الفلسفة عليك بالقراءة الواسعة لمختلف الفلسفات الغربية والشرقية واما عن رايه بما يكتبه السوداني فيقول:-
" ان كانت هذه الكتابات لك فهذا مستحيل ، اما اذا كانت مسروقه فهذا امر وارد ، وبكلا الحالتين عليك بالقراءة المتعمقة وتحسين املاءك.
.
وقد فاجاني ذات مرة انه لم يعد يقرا لي من زمن بعيد مستفسرا عن الاسباب ، وهذا مااثار استغرابي ، انا للعزاوي الوقت للقراءة والاطلاع على ماتنشره الصحف من مقالات لكتاب حتى لو كانوا من الدرجة الثانية .
احد الايام واجه العزواي صديقه اللدود قاسم موبخا عن اهمال الاخير لكتاب تركه سهوا العزاوي في المقهى وهو في حالة خمرية وعد ذلك تجاوزا للوفاء والصداقة مما جعل قاسم يتالم ويتاسف ويعتذر .، في الايام الاخيرة من حياته غلب على العزاوي الصمت والشرود الذهني وفي احد تجلياته وبعد ان استانس الحديث معي روى لي مستذكرا صديقه الرسام والاديب هادي السيد ، اذ كان يجالسه في المقهى ، وكان العزاوي قد اثقلت مثانته السوائل قائلا لرفيقه (انه في حاجة الى التبول ) قال له رفيقه ممكن ان تتبول على نفسك ، استجاب العزاوي لهذا الاقتراح فخامرته ذكرى طفولية بعيدة كان شغوفا باقتناصها واتم حديثه ضاحكا اننا بحاجة احيانا ان نكون صغارا لنذكر امهاتنا الطيبات .
عرفنا العزاوي شخصية استثنائية فيها الكثير مما يستحق ان يقال ، واجمل مافيها عفويتها وبساطتها ، تعرض لقمع واذى النظام السابق ، وكم استضيف في دهاليز المخابرات لتجراه على راس النظام والحزب الحاكم متعرضا للاذى النفسي والجسدي , مازات الشوارع تحفظ له ذكريات احتجاجه على النظام .

الاس والحراس وابواب المدينة

تلك اللازمة التي لم تفارقه حتى لحظاته الاخيرة .اذا كان اذى النظام السابق قد اثر عليه نفسيا فان اهمال الحكومة البرلمانية الحالية قد اصابته في مقتل شانه شان عقيل وهادي وعبدالطيف ،






#عباس_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفلونزا الحب
- صراخ وصمت
- لقاء مؤجل
- قصة قصيرة
- اعادة لخواطر عاشق مصححة
- خواطر عاشق -تعالي
- خواطر عاشق اغفاءة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس جبر - صباح العزاوي الصعلوك الاخير