أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدالوهاب حميد رشيد - الصومال.. مَنْ ينعتونه بقرصان.. ليس قرصاناً!!















المزيد.....

الصومال.. مَنْ ينعتونه بقرصان.. ليس قرصاناً!!


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2820 - 2009 / 11 / 5 - 19:33
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


أوه.. القراصنة! كم هي كلمة لطيفة nice word.. إنها تذكرنا بأم طفولتنا.. يتصرفون بلا ضمير Unscrupulous، بلا رحمة merciless، وبسلوكيات ماكرة astute characters.. وحالياً فهم مسلّحون ببنادق اوتوماتيكية.. نحن في شوق أن نرى القرصانَين الصومالييَن أمام المحكمة العليا في مدريد بعد أن تم أسرهما من خلال حملتنا الشجاعة Atalanta operatives في المحيط الهندي بتاريخ الرابع من أكتوبر!
لا نُريد أن نرى المزيد من الرؤساء التنفيذيين CEOs (للشركات الكبرى) وهم يبحرون نحو المصارف الخارجية (لدول العالم الثالث).. لا نُريد أن نسمع بعد الآن رؤساء وزارات (ورؤساء دول) ممن يهاجمون ويغزون (يحتلون) بلداناً بعيدة! ما نُريده حقاً أن نرى قراصنة حقيقيين.. ( وهم في قفص الاتهام).. في حين أن هؤلاء من رجال الأعمال والقادة السياسيين ما زالوا طلقاء، يمكنك أن تتوقع بثقة أن الشخصين المعتقلين سيقضون وقتاً طويلاً خلف القضبان. وكل واحد يعلم أنهم من الفقراء/ السود/ المسلمين.. ممن تجرأوا على مهاجمة قارب أسباني!
* السجن مكان مجاني نحو الحرية!؟
على أي حال، إذا كنتَ تفكر مرتين، فقد تستنتج بأن مستقبلهما في السجن ليس قاتماً gloomy.. قبل كل شيء، سيتمتعان بثلاث وجبات ساخنة يومياً.. وربما لأول مرة في حياتهما سيجدان طبيباً قادماً إليهما للاطمئنان على صحتهما.. وعلاوة على ذلك، سيكونان بمنأى عن القصف العشوائي لطائرات اف 16 الأمريكية، وأيضاً بعيداً عن رصاصات الاثيوبيين والصوماليين العاملين مع الإمبريالية.
رغم القصة التي يسردها مسئولوا الناتو والاتحاد الأوربي في بناء حياة مريحة دون إرسال قوات إلى أراضي ومياه دول العالم الثالث مثل الصومال والمحيط الهندي، المنطقة المليئة بالقراصنة الهائجين rampage في ملاحقتهم لقوارب الصيد الأوربية، فهذه المسألة لها وجه آخر في العالم الحقيقي..
ربما يَعذر صيادوا السمك الأسبان أقرانهم الصوماليين لعدم معرفتهم بالاختلافات بين الأجانب ممن يقتربون من سواحلهم بغرض الاستيلاء على مصايد أسماكهم وبين هؤلاء ممن يغزون أرض بلادهم بغية فرض نظام سياسي political regime، وأيضاً بين آخرين من كلا الطرفين ممن يختارون مياه الصومال لمجرد تفريغ نفاياتهم النووية nuclear waste في قاع البحر!
وفقاً للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP، يعيش الصيادون الصوماليون في واحدة من أفقر دول العالم: متوسط العمر المتوقع Life expectancy بحدود 48 سنة.. حوالي 60% من السكان أميون (لا يقرأ ولا يكتب) illiterate، في حين لا يوجد قانون رئيس للتعليم الإجباري compulsory basic education law.. حوالي 36% من الأطفال infants يُعانون من نقص الوزن underweight.. هناك مليون ونصف المليون لاجئ refugees صومالي، ومليون آخر مشرد داخل الصومال internally displaced.. مئات الآلاف يخضعون لظروف معيشية بائسة متماثلة.. كل شيء نادر scarce، لا سيما حقوق الإنسان..
يُعلن اليونيسيف Unicef (صندوق الأمم المتحدة للأطفال) بأن فُرص بقاء الطفل في الصومال على قيد الحياة لغاية بلوغه سن الرشد adulthood هي بين أدنى فُرص الأطفال مقارنة بأي مكان في العالم. أضف إلى ذلك أن احتمالات وفاة الأم أثناء الحمل أو أثناء الولادة childbirth مرتفعة.. معدلات الوفيات هذه ناجمة عن التفاعل interaction بين عدد من الأسباب المتجذرة في محيط النظام الاجتماعي- السياسي المُعقّد complex socio-political context، ولكنها تُعزى بدرجة كبيرة إلى الأمراض، الجفاف dehydration، سوء التغذية، نقص المياه الصالحة للشرب، وسوء الصرف الصحي.
* قرصان جيد.. قرصان فاسد
الصيادون الصوماليون ربما يغفرون للصيادين الأسبان عدم معرفتهم للاختلاف بين الصيد غير القانوني illegally في الصومال عنه في النرويج، وعدم معرفتهم الطرق المختلفة لكل شَعب من أجل حماية ثروته!
في العام 2005، قامت سفينة حربية نرويجية باحتجاز قارب غاليسي (أسباني) لصيده في المياه النرويجية بطريقة لا قانونية.. ذكر بيان القوات البحرية بأنه "أثناء التفتيش وجدنا في القارب كميات كبيرة من سمك halibut مُخبّأة في كابح/ مقبض hold القارب." وحسبما تبين من التفتيش: "أمرنا القارب الإبحار إلى Tromso (مدينة شمال غرب النرويج)، لكن الكابتن الأسباني رفض الامتثال للأمر."
قد يَعذر المرء النرويجيين على إصرارهم.. في اليوم التالي مباشرة (20 نوفمبر)، حجزوا قارب صيد أسباني آخر: ألـ Garoya- وهو قارب صيد ثان تم حجزهما في يومين.. وتبين أن القارب أخفى أكثر من مائة طن من نفس السمك وفي نفس أماكن الاختباء من السفينة.. تماماً كمثل القارب Monte Meixueiro الذي أُحتجز أمس.. تم توجيه اتهام لكابتن القارب بتقديم معلومات خاطئة لسلطات الصيد والعبث بسجل القارب."
ربما هناك من يعذر وسائل الإعلام الأسبانية الرئيسة لعدم نشرها هذه الأيام قضية حجز القوارب الأسبانية في البحار السبعة.. قوارب احتجزتْ من قبل النرويجيين: مغربية، إيرلندية، كندية، جنوب أفريقية، وبريطانية..
ومن المفارقات أيضاً أن بريطانيا تُشارك حالياً في مطاردة القراصنة الأسبان، رغم إمكانية إيجاد العذر لهم بعد أن أُلهِمَ الكاتب الأسباني الكلاسيكي Lope de Vega ، والحائز على جائزة نوبل للآداب Garcia Marquez، علاوة على مختلف مخرجي الأفلام.. من قبل Sir Francis Drake.
* حالة الصومال
لم تشهد الصومال حكومة حقيقية في السنوات الخمس عشرة الماضية.. وخلال هذه الفترة، فإن ملك البحار- وأيضاً، في الواقع، ملك السماء والعالم بأسره- القرصان الأعظم greatest pirate في جميع الأوقات.. أمر بحملة عسكرية أخرى على الصومال..
زياد بري- الرئيس الصومالي السابق- كان وكيلاً/ عميلاً client للسوفيت خلال السبعينات.. لكن هذا لم يمنع الولايات المتحدة من دعمه خلال الثمانينات. وعندما قرر البيت الأبيض دعم أمراء الحرب warlords في حربهم ضد الإسلاميين منذ العام 2000، لم يتردد الرئيس الأمريكي..
الغربيون يمكن أن يُعذروا لتذكرهم (وثنائهم من خلال فيلم هيوليودي) على 19 جندي من المارينز قُتلوا نتيجة مساهمتهم الجزئية في الحملة العسكرية الأمريكية على مقديشو في وقت مبكر من التسعينات، ونسيانهم حوالي ألف صومالي قُتلوا في الهجوم..
بقيت هذه الحملة على مدى سنوات لاصقة في أذهان وممارسات الولايات المتحدة تجاه الصومال، وكبقية الدول الأكثر فقراً تمتعت بالمساعدات الدولية الأمريكية والتي تجسّدت بدرجة رئيسة في شحن الأسلحة للبلاد حتى يقتل الصوماليون بعضهم بعضاً.. وفي نفس الوقت توفير غطاء سياسي لتبرير القتل وفقاً لدوافع (مزاعم) مؤطرة: الشيوعية.. تجارة المخدرات.. إرهاب إسلامي.. قتال بين القبائل.. وهلم جرا..
على المرء أن يضف أيضاً سياسية إغراق dumping الصومال بالمنتجات الزراعية الأمريكية والتدخلات الأخرى السياسية والاقتصادية ذات العلاقة بالنفط والمصالح الستراتيجية، لتحويل الصومال إلى شعب تالف ravaged nation، مُدمّر نفسياً وأخلاقياً physically and morally devastated.. (العراق مثالاً)..
لم تسلم بحار الصومال من التدخلات الأجنبية. وكما كتب Johann Hari: 1- استفادت بعض الدول الغربية من عدم وجود حكومة في الصومال لتفريغ نفاياتها النووية في مياه الصومال.. 2- بالنسبة إلى الصوماليين، ستكون العواقب consequences ضارة على قدر عواقب الحرب، بل وسوف تستمر في الأجل الطويل..
ما زاد الطين بلة، أن الصيادين الصوماليين راقبوا سفناً أجنبية ضخمة تأخذ أطناناً من الأسماك بعيداً، في حين أنهم (الصوماليون) يتمكنون بالكاد من الحصول على بضعة كيلوغرامات من سمكهم في زوارقهم.
قد يعذر المرء الصيادين الصوماليين لأنهم حلموا بأن أبنائهم وبناتهم سيتمتعون بثروات الأجانب وهم يأخذونهم (أطفالهم)!
* كيف تربح الغرب؟
الصيادون الأسبان يمارسون صيدهم في كافة المياه البحرية حول الصومال.. ومَنْ يستهلك منتجاتهم هم الأسبان، ويمكن أن يُغفر لهم تمتعهم برغباتهم الأساسية (يصيدون بدون مضايقة unmolested ويتناولون بروتينات سمك الصومال).. ويمكن إيجاد العذر لهم بانتخابهم سياسيين يضمنون تحقيق رغباتهم.. ليس مهماً بأي ثمن.. وليس مهما حياة غيرهم من الناس..
يمكن أيضاً إيجاد العذر للسياسيين في بناء حلفهم المقدس Holy Alliance مع جيرانهم، بُغية إرسال سفن حربية مدعمة بطائرات قتالية للمنافسة على الغذاء مع صومال الفقيرة في المحيط الهندي، رغم قدرتهم على التفاوض للحصول على تصاريح الصيد fishing permits قبل الصيد، أو حتى دفع غرامات fines إذا ما ضُبطوا متلبسين بالغش cheating، كما حدث مرات عديدة سابقاً مع السفن الأسبانية..
ورغم كل ذلك، فلا يمكن إيجاد العذر لـ أسبانيا وبقية الدول الغربية- وهي تعلم كيف أن صوماليا سُحقت بدون رحمة mercilessly being crushed- في إلقاء اللوم على الصوماليين عندما أُلقي القبض عليهما في مواجهتهما القراصنة الحقيقيين..
تقليدياً، فقد عرف الناس جيداً القراصنة في الروايات والأفلام.. وكيف صاروا مقززين revolting عندما استولوا على الحكومات والشركات!!
1- عملية اتلانتا Operation Atalanta هي حملة عسكرية بحرية للاتحاد الأوربي لوقف "القرصنة وإبعادهم عن السواحل الصومالية." الدوريات البحرية المشتركة، تتضمن سفناً حربية من: بلجيكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليونان، هولندا، أسبانيا، والسويد..
ألقت فرقاطة أسبانية Spanish frigate القبض على أثنين من حفنة "القراصنة" ممن استولوا على قارب صيد أسباني Alacrana، وكلاهما في سجن أسباني بانتظار تقديمهما للمحاكمة.
2- جون هاري Johann Hari، "لقد كذبتَ بشأن القراصنة!!"**
مممممممممممممممممممممـ
Somalia: When Is a Pirate Not a Pirate?,Agustín Velloso,uruknet.info,November 3, 2009.
Agustín Velloso is Professor of Education Sciences at the National Univeristy of Education in Madrid. His English version of this article was revised by toni solo.
** Johann Hari You Are Being Lied to About Pirates,’ The Independent, January 9th, 2009. [↩]
..( يظهر هناك خطأ بشأن التاريخ المثبت لمقالة الصحيفة)..



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جُلِبَتْ لك من قبل المخابرات المركزية.. أزمة المخدرات الأمري ...
- أسلحة اليورانيوم المنضب
- سوق مزاد للأطفال في بغداد
- أطفال العراق.. للبيع ..
- حرامية بغداد..
- صُمِّمَ احتلال العراق على أساس الاستمرارية.. رغم أكاذيب الإم ...
- حكاية طالب لجوء في المملكة المتحدة
- البؤساء العراقيون يبيعون أعضاءً من أجسادهم
- العراقيون يواجهون إرهاب خطف الأطفال
- العراق.. أكثر دول العالم تلوثاً..
- اوباما والمستنقع الأفغاني
- البدء من جديد في أمريكا.. العراقيون يواجهون أوقاتاً صعبة..
- جبهة قتال جديدة في العراق.. الصراع على نينوى..
- الولايات المتحدة: البطالة تقفز إلى 15 مليون عاطل
- العراق: أحدث ابتذال.. لحكومة الاحتلال..
- الجفاف في العراق.. جنة عدن تتحول إلى منطقة قاحلة
- تقرير مكتب الإحصاء الأمريكي: 40 مليون يعيشون بمستوى الفقر
- اوباما عالقٌ بين حرب العراق وحرب أفغانستان
- الاقتصاد.. هو الآخر.. صار كذبة..
- العراق.. العمل، المأوى، والغذاء.. الحاجات الأكثر إلحاحاً لمش ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدالوهاب حميد رشيد - الصومال.. مَنْ ينعتونه بقرصان.. ليس قرصاناً!!