|
أمريكا والاكراد ! تقاطع أم ألتقاء مصالح ؟
حبيب محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 14:38
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
أولاً وقبل كل شيء ، لنضع النقاط على الحروف . ولنسمي الاشياء باسماءها الصحيحة . فالاشارة هنا الى أمريكا لانعني بها الشعب الامريكي مسلوب الارادة . انما أعني بها صانع القرار الامريكي وشتان بين الاثنين . وصانع القرار هذا هو الذي يتحكم بدوره في رسم وتنفيذ السياسات والعلاقات الدولية وأدارة العالم . وصناع القرار الامريكي ليسوا بشفرة يصعب فك رموزها اليوم . هم مجموعة مؤسسات ومراكز قوى تتلخص : 1 - رأس الهرم القيادي . الادارة الامريكية ، برئيسها ونائبه وشلة مستشاريه في البيت الابيض. 2 - البنتاغون . 3 - وكالة المخابرات الامريكية . 4 - المؤسسات الايديولوجية وشركات الضغط . 5 - شركات السلاح العملاقة . أما بالنسبة للكرد . فصناع القرار يختصر وللاسف على قيادة الحزبين الديمقراطي الكردستاني و الاتحاد الوطني الكردستاني .
وليس َ خافياً على أحد التجاذبات في المواقف والسياسات الامريكية المتباينة . والتي لم تشهد أستقراراً وثباتاً في الموقف من الكرد وقضيتهم . وأسباب هذا التذبذب والتباين والذي يصل أحيانناً الى حد التناقض . تعود الى المصالح الامريكية نفسها . بدرجة ملامستها أو أبتعادها من قضية الكرد وطموحاتهم المشروعة في تقرير المصير . والمصالح الامريكية تقتضي في العادة أيجاد حلفاء قادرين على أداء الادوار التي تناط بهم وبكفاءة وضمن سيناريو المصالح ذاتها . وهؤلاء الحلفاء نوعين . النوع الاول يكون لاعب كفء وذو مكانة وتأثير ومتسيد في منطقة نفوذه فتسند له الادوار الرئسية في سيناريو المصالح . والثاني لاعب أقل شأنناً وتأثيراً في منطقة نفوذه . لاكنه قادر على أداء دور ما يخدم نفس المصالح . فيسند له بأدوار ثانوية مكملة للاول . وهذين النوعين المختلفين بحجم الادوار . مبني كلاهما على اساس مشوه ترتكز علاقتهما بالتابع والمتبوع . والنوع الاخير من التحالفات يشكل خطورة وضرر بالغ . ليس على المصالح الامريكية ، على العكس . ضرره ينصب على الطرف الاخر من المعادلة . الطرف الذي أسندت له أدوار ثانوية . إذ ان مثل هذه التحالفات مع هكذا اطراف متواضعة في حجم قدراتها وتأثيرها . غالباً ما تكون تحالفات تكتيكية مؤقته . تنفض لمجرد تقاطعها مع المصلحة الامريكية العليا . وللكرد تجارب مؤلمة في هكذا نوع من التحالفات الغير متكافئة . وكانت نتأجها كارثية على حركتهم وعلى عموم شعبهم . فلماذا هذا الاصرار على الانتحار السياسي في الدخول مرة اخرى بمثل تلك المغامرات ؟ التسريبات والترشحات تشير كلها . الى طموح المتحكم بالقرار الكردي في الانتقال بتحالفه مع الامريكان من صيغته الراهنة الى تحالف استراتيجي بعيد المدى . والجانب الامريكي يتفهم تلك الرغبة الجامحة لديهم ويتفهم سبب ودوافع عروضهم السخية تلك . ألا أنه وكما يبدو وكما تؤكد المعطيات . انه غير مستعد للذهاب بعلاقته وتحالفه مع الاكراد الى ابعد من ذلك على المنظور القريب والمتوسط . والاسباب ليست خافية على أحد . فليس من مصلحة الراعي الامريكي استبدال لاعب اساسي بلاعب احتياط ثانوي . فلو استجاب لالحاح الكرد هذا يعني انه يغامر بمصالحه في المنطقة . وهذا ما لاتفعله امريكا قطعاً . هل للكرد خيارات اخرى ؟ لاشك في ذلك . لديهم افضل البدائل . وهو الخيار الوطني . خيار التمسك بالهوية العراقية دون التفريط بنتماءهم القومي كأكراد . ومن السهل أيجاد حلفاء كثر من داخل الساحة العراقية . هناك كم هائل من القواسم المشتركة بينهم وبين عرب العراق ليس من السهل تجاوزها او تناسيها . الجغرافية والتاريخ و الثقافة و الدين والمصاهرة والتضحيات المشتركة على طريق الحرية والديمقراطة . من ينسى امتزاج الدماء النقية الطاهرة الكردية والعربية في مقارعة الدكتاتورية من؟ لااحد كما اظن . ان المصالح الامريكية والكردية ممكن تشبيهها بخطين متوازين متعرجين يتلامسان ولكن لايلتقيان . بينما المصالح العربية الكردية هما خطين افقيين يتواصلان ويكمل احدهما الاخر .
#حبيب_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا وطني المظالم لها محارق
-
الهجرة المليونية العراقية من تداعيات حروب الخليج الثلاث . فم
...
-
اه عراق
-
الهجرة المليونية العراقية من تداعيات حروب الخليج الثلاث . فم
...
-
امي ام كاظم ملحمة ميسانية من جنوب العراق !
-
الهجرة المليونية العراقية من تداعيات حروب الخليج الثلاث . فم
...
-
الهجرة المليونية العراقية من تداعيات حروب الخليج الثلاث . فم
...
-
الهجرة المليونية العراقية من تداعيات حروب الخليج الثلاث . فم
...
المزيد.....
-
ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال
...
-
الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط
...
-
وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير
...
-
“الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم
...
-
مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من
...
-
م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
-
م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في
...
-
ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
-
التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
-
شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|