أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جهاد نصره - إصبع بوذا بين الشيوعية والليبرالية














المزيد.....

إصبع بوذا بين الشيوعية والليبرالية


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 849 - 2004 / 5 / 30 - 09:49
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


السلطة الإصلاحية في الصين الشعبية تثير الإعجاب حقاً، ولو أنها في الجانب السياسي تخطو ببطء غير مبرر ولا يتناغم مع النجاحات التي لفتت أنظار العالم قاطبة، ونالت إعجابه.. وتأتي مناسبة هذا الحديث عن الصينيين على أرضية المعالجة المتمدنة لقضية هونغ كونغ حيث تحاول السلطة الصينية المتجددة احتواء تطلعات الصينيين في المستعمرة السابقة، للاستقلال النهائي عن طريق الاقتصاد، والتجارة، والمبادرات المدنية بدل العنف الملازم لمثل هذا النوع من القضايا في أنحاء أخرى من العالم.. ومنذ أيام خطت الحكومة الصينية خطوة بالغة الذكاء على هذا الطريق وذلك بقيامها بحملة علاقات عامة تميزت بطرافتها، وأهميتها الاستثنائية في الوقت نفسه.. لقد شحنت الحكومة إصبع بوذا الموضوع بإحكام ضمن صندوق زجاجي جميل إلى هونغ كونغ التي استقبلته حشود بوذية ضخمة بمشاعر الامتنان، والعرفان للاخوة الجيران.. بالرغم من الاختلافات السياسية الكبيرة بين الجانبين حيث يرغب الكثيرون في هونغ كونغ بالحفاظ على استقلالهم السياسي عن البلد الأم في حين تود الصين عودة المقاطعة سياسياً إليها.
ما أود استنتاجه في هذه المناسبة يتعلق ببعض الذين يتكلمون –وهم اليوم يزدادون عدداً - عن استحالة المزاوجة عند الشيوعيين بين الانتماء الفلسفي والحكمة السياسية التي تتجلى في أحد وجوهها في ميدان معالجة المشكلات المستعصية، والقضايا الشائكة، حيث تتغلب الممارسة السياسية المتمدنة على التعصب الأيديولوجي ومختلف أنواع العصبيات ويجعلون ذلك حكراً على اللبراليين، وغيرهم..صحيح أنَّ الكثير من القضايا المتعلقة بمفاهيم حقوق الإنسان، والحريات بشكل عام ما زالت بانتظار المعالجة من قبل القيادة الصينية..! ولكن مسألة إعاشة مليار إنسان، إضافة إلى ما يرتبط بهذا العدد الهائل من البشر من أمور أخرى تتطلب بحق قدرات، وعقول، وسياسات إعجازية..وتدفع باتجاه تفهم البطء الذي يرافق تحرك وفعالية القيادة الصينية على هذا الصعيد.. بقي أن نقول: إنَّ الأحكام التي نسمعها تأتي من خلفية النظر إلى الشيوعيين في المنطقة العربية فكراً وممارسةً.. وهم فعلاً- أي الشيوعيين- لم يتمكنوا من مواكبة التبدلات المتسارعة على الأرض.. حيث ظلَّوا مشدودين بقوة إلى ما هو نظري محض..! وبالرغم من تفاقم أزماتهم التي أنتجت سلسلة من التشظيات، والانقسامات المتتالية.. لكن حتى اليوم، لم يتمكن فصيل بعينه من الخروج من الدائرة المغلقة، وكسر تلك النظرة السائدة، وحكم القيمة النافذ بحق تجربة لم تتح لها الفرصة التاريخية في أن تبدأ على الأرض في المنطقة العربية بينما انهارت في أمكنة أخرى بعد عشرات السنين..والحقيقة التي لا مهرب منها، هي في كون معظم الفصائل الشيوعية الحالية تعمل من خلال خطابها السياسي تحديداً، على تكريس تلك النظرة السلبية، وجعلها صائبة إلى درجة كبيرة.. ومن يراجع مواقف الشيوعيين السوريين على اختلاف فصائلهم منذ بدء الحرب على العراق، يلمس، ويتأكد مما نقوله..لقد غابت الحكمة، وعميت البصيرة، وتلاشت الحنكة السياسية..! حتى أنه يمكن القول أنَّ أغلبية الشيوعيين السوريين يفتحون كتاباً واحداً، و يملون منه موقفاً سياسياً واحداً فيما الأحداث تتسارع على الأرض بكيفية، وإرهاصات بعيدة كل البعد عن تنظيراتهم التي التقت مع تنظيرات حزب السلطة وهي مفارقة فانتازية..! إذ لا يفهم الناس- وأنا منهم- مسألة أن تلتقي مواقف الشيوعيين السياسية مع مواقف سلطة فاسدة، وعقيمة، وفاشية..!؟ حين يحدث هذا يكون هناك خلط ما، أو أن هناك خلل كبير في الفكر السياسي.. وإذا ما فهم البعض الأخر الأمر على غير هذا النحو فله أيضاً كل الحق في ذلك..!
29/5/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول العضوية في حزب القرامطة
- الفقهاء كوزراء اعلام
- أيام الورع السورية
- العودة إلى الأصل
- زغرودة للقمة الناجحة
- حزب الكلكة يعلن الخلافة
- وكيف ينظر المسلم إلى المرأة
- هل بقي ضرورة للأمم المتحدة
- خارج النص المقدس
- كيف ينظراليعربي العلج إلى المرأة..؟
- الذبح على الطريقة الإسلامية - الجزء الثاني-
- الذبح على الطريقة الإسلامية
- أنا أفكر اذاً أنا غير موجود
- المدرسة السورية لاعطاء الدروس المجانية
- عندما يصبح الكيلو: غراماً واحداً
- الله و الإصلاح والتشيؤ
- الوحدة الأوروبية والببغان العربي
- عفواً سيادة الرئيس
- شخصنه الأحزاب والمنظمات في سورية
- إشهار الحزب


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جهاد نصره - إصبع بوذا بين الشيوعية والليبرالية